بإرسال جنود لأذربيجان... تركيا تصر على إشعال فتيل الحرب مجددًا في "كاراباخ"
الثلاثاء 17/نوفمبر/2020 - 12:22 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
تركيا تبحث عن موطئ قدم لها في إقليم ناجورني كاراباخ، هكذا تظهر تحركات أنقرة الأخيرة إذ تحاول لعب دور في مرحلة الهدنة بين أرمينيا وأذربيجان تمامًا كما لعبت خلال الحرب بين البلدين.
يأتي هذا في سياق مذكرة أرسلتها الرئاسة التركية إلى البرلمان للموافقة على إرسال جنود أتراك إلى أذربيجان، بعد توقيع البلدين المتناحرين اتفاقًا لوقف إطلاق النار برعاية روسية.
أما السفير الأذربيجاني في موسكو فصرح بأن وجود تركيا في جنوب القوقاز لا ينبغي أن يخيف أحدًا، في إشارة على ما يبدو إلى موافقة أذربيجان على التحركات التركية.
وقال بولاد بلبل أوغلو، خلال مؤتمر صحفي عقده في وكالة الأنباء الدولية "روسيا سيغودنيا": "تركيا دولة شقيقة وحليف استراتيجي لأذربيجان. واليوم يظهر وضع جيوسياسي جديد في جنوب القوقاز. تركيا تشارك على أرض الواقع في هذه العملية".
وأضاف السفير: "انظروا كيف يتطور الوضع. إيران تدعم وحدة أراضي أذربيجان. في جنوب القوقاز - روسيا وتركيا وإيران وأذربيجان. هذا هو التكوين الموجود اليوم. لذلك، فإن وجود تركيا يجب ألا يخيف أحدا".
بدورها أعلنت الرئاسة الروسية أن خطط تركيا لإرسال قوات لأذربيجان تأتي بموجب الاتفاق بين موسكو وأنقرة بشأن إنشاء مركز مراقبة مشتركة على الهدنة في إقليم كراباخ.
لكن في وقت سابق نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أي نية لوجود جنود أتراك لحفظ السلام في الإقليم، وأوضح لافروف حينها أن المهام المستقبلية لأنقرة ستقتصر على المراقبة الفنية فقط، مشيرًا إلى أن عملية حفظ السلام في المنطقة تتم حصريًا من قبل القوات الروسية.
إلا أن السعي التركي الحثيث للوجود الدائم في جنوب القوقاز لا يتوقف عند هذا الحد، حيث تستغل أنقرة الديمغرافية المتشابكة لتكون بوابة التسلل إلى هذه المنطقة الاستراتيجية.
وفي السياق كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن نية الحكومة التركية إبقاء عدد من المرتزقة الموالين لها في إقليم ناجورني كاراباخ من الذين أرسلتهم لدعم أذربيجان في المعارك ضد أرمينيا.
وقال المرصد السوري في تقرير له "أن الحكومة التركية ستبقي على دفعات من المقاتلين السوريين في إقليم كاراباخ، على الرغم من انتهاء العمليات العسكرية والتوصل إلى اتفاق بين أذربيجان وأرمينيا بوساطة روسية، إلا أن تركيا تتذرع بأن هؤلاء المقاتلين تنحدر جذورهم من تلك المنطقة أي من القوقاز ومناطق أخرى، وقالت مصادر المرصد بأن المقاتلين من التركمان الموالين لأنقرة.
على صعيد متصل، رصد المرصد السوري وصول دفعة جديدة من جثث "مرتزقة الفصائل" الموالية لأنقرة إلى الأراضي السورية، ممن قتلوا بوقت سابق خلال العمليات العسكرية في إقليم كاراباخ، تضم نحو 30 مقاتل قضى نحبه هناك.
ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري فإن حصيلة قتلى الفصائل منذ زجهم في الصفوف الأولى للمعارك من قبل الحكومة التركية، أي منذ نهاية شهر أيلول الفائت، بلغت 293 قتيلاً، بينهم 225 قتيل جرى جلب جثثهم إلى سورية فيما لا تزال جثث البقية في أذربيجان.
يذكر أن تعداد المقاتلين السوريين الذين جرى نقلهم إلى أذربيجان، بلغ 2580 مرتزق، عاد منهم 342 مقاتل بعد أن تنازلوا عن كل شيء بما في ذلك مستحقاتهم المادية.