على خطى فرنسا.. ألمانيا تسير باتجاه حظر جماعة "الذئاب الرمادية" التركية المتطرفة
الجمعة 20/نوفمبر/2020 - 10:03 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
سلط نواب في البرلمان الألماني الضوء على خطر جماعة "الذئاب الرمادية" التركية المتطرفة، كما أيد نواب ألمان مشروع قانون يطالب الحكومة بمراقبة أنشطة الحركة في البلاد.
ويأتي هذا التوجه بعدما اتهم مشرعون الألمان هذه الجماعة بتبني عقيدة قومية وعنصرية، وبرر مقدمي الطلب هذه الخطوة بأن المنظمة معادية للديمقراطية وتشكل تهديدًا للأمن الداخلي في البلاد.
وسبقت باريس هذا التوجه الألماني، إذ قامت بحل هذه الجماعة بعد يومين من فرض حظر عليها، فما كان من أنقرة إلا أن توعدت برد حاسم على الخطوة الفرنسية، وينتظر كذلك ألا تنظر الحكومة التركية بعين الرضا للقرار الألماني بحظر الجماعة.
وكان الجيش الألماني كشف عن تحقيقات بشأن 4 وقائع تطرف داخل صفوف الجيش لها علاقة بجماعة "الذئاب الرمادية".
وتقول الحكومة الألمانية أن إحدى هذه الحالات ثبت بأدلة موثقة عدم امتثالها للدستور.
وقدرت برلين أعداد المنتمين لجماعة "الذئاب الرمادية" الموجودين على أراضيها بنحو 18 ألف عضو.
وتعرف الذئاب الرمادية التركية على نطاق واسع بين أوساط المراقبين على أنها منظمة تركية يمينية متطرفة تتبنى عقيدة قومية متشددة تشكلت في أواخر عام 1960، وتعتبر الذراع المسلح غير الرسمي لحزب "الحركة القومية" الذي يتزعمه "دولت بهتشلي" المتحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة رجب طيب أردوغان.
وذهب الكثير من الخبراء إلى الاعتقاد أن دور حزب الحركة القومية التي تنتمي لها هذه الجماعة كان حاسمًا في تمكين أردوغان من بسط سيطرته على تركيا، وعاملاً رئيسيًا وراء فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2018.
وبحسب تقارير صحفية كانت هذه الجماعة تمثل القوة الرئيسية أثناء العنف السياسي الذي انتشر في تركيا منذ عام 1976 وحتى 1980، وخلال تلك الحقبة شكلت الجماعة فرقة عرفت بـ"فرقة الموت" حيث شارك في قتل عدد من النشطاء والمفكرين اليساريين والليبراليين ونفذ عمليات قتل في الشوارع.
وفي أوائل التسعينيات وسعت "الذئاب الرمادية" منطقة نشاطها إلى داخل بعض الدول في الاتحاد السوفيتي السابق، وقاتل آلاف من أعضائها في ناجورني كاراباخ إلى جانب القوات الأذرية، في المعارك ضد أرمينيا.
كما تورط أعضاء الجماعة في عدد من الهجمات والحوادث العنيفة ضد الأكراد، وتعارض هذه الجماعة أي تسوية سياسية معهم.
كما أن للجماعة نشاطات في شمال قبرص التي تنتشر فيها القوات التركية منذ غزو الجزيرة عام 1974
وتعرف الجماعة أيضًا على أنها ذراع أردوغان لإرهاب المجتمعات الأوروبية ونشر النهج العنصري المتطرف في أوروبا، ولها بالفعل انتشار كبير في عدد من الدول الأوروبية كفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا.