لصوص الأثار... ميليشيا أردوغان تواصل التنقيب عن أثار عفرين
الإثنين 23/نوفمبر/2020 - 01:28 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
على نهج الجماعات الإرهابية وما ترتكبه من قتل واغتصاب وخطف مقابل فديات مالية واستيلاء على بيوت وممتلكات الأهالي إلى نهب المحاصيل الزراعية كالزيتون، وسرقة الآثار وتجريف المواقع الأثرية والتاريخية، يسير خليفة الإرهاب أردوغان.
وبحسب تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أفادت مصادر مواصلة الفصائل المدعومة من أنقرة عمليات البحث والتنقيب عن الآثار، في مناطق مختلفة من قرى وبلدات منطقة عفرين شمالي غربي حلب.
وأبلغت مصادر المرصد، بأن الفصائل الموالية لتركيا تعمد إلى نبش "تل البير" الواقع جنوبي قرية افرازة التابعة لناحية المعبطلي في ريف عفرين.
ووفقا لمصادر المرصد السوري، فقد تعرض "تل البير" لعمليات حفر بشكل مستمر، بحثاً عن لقى وقطع أثرية، على مدار الأشهر السابقة منذ أن تمكنت القوات التركية برفقة الفصائل المسلحة الموالية لها من السيطرة على مدينة عفرين في مارس 2018.
وبحسب ما رصده المرصد السوري، تعرض التل لعمليات تخريبية بسبب استخدام الفصائل آليات ثقلية أثناء بحثها على الآثار في المنطقة.
ونشر المرصد السوري في 26 أغسطس المنصرم، أن عناصر الفصائل الموالية لتركيا يكثفون بحثهم عن المواقع الأثرية المخفية في منطقة عفرين، بعد حفر وتجريف التلال الأثرية والمزارات الدينية المعروفة، حيث يحاول هؤلاء الاستفسار عن تلك المواقع من المسنين أبناء المنطقة، وذلك بترهيبهم تارة وتارة أخرى بترغيبهم وإعطائهم نسبة مما يخرج من لقى وقطع أثرية، يأتي ذلك تحت أنظار المخابرات التركية التي تسهل عملهم.
وكان المرصد السوري رصد، خلال الأشهر الفائتة، أن الفصائل الموالية لتركيا تواصل أعمال التنقيب عن الآثار وحفر وتخريب المزارات الدينية بحثا عن تحف أثرية في عفرين، حيث جرفت وحفرت بشكل عشوائي تل "أرندة الأثري" الواقع في ناحية "الشيخ حديد" في ريف عفرين الغربي.
وشهد مزار "شيخ حميد" في قرية "قسطل جندو" التابعة لناحية "شران" في ريف عفرين أعمال حفر وتخريب أيضا، ويعد من المعالم التاريخية لمنطقة عفرين، واتهم الأهالي عناصر الفصائل بالقيام بأعمال الحفر التخريبية بتسهيل من المخابرات التركية.
فليس سراً بطبيعة الحال أن هذه الجرائم المنظمة ضد التراث الحضاري الإنساني تتم وفق خطة ممنهجة تركية هادفة لتدمير كل ما هو جمالي وتاريخي في المناطق الكردية التي يحتلها الجيش التركي شمال سوريا بغية محو ملامحها وتشويهها.
ويرى المختصون أن الغاية هنا ليست فقط الربح المادي إنما تهدف أنقرة بالدرجة الأساس لتغيير الوقائع والحقائق الديمغرافية والقومية والثقافية وتحويل المنطقة إلى مشاع بلا هوية يعيث مرتزقتها فيها فساداً وتخريباً محاولين بذلك طمس العمق الحضاري للمنطقة.