فضائح الخطوط القطرية.. استرالية توثق انتهاك الدوحة لخصوصية المرأة في مطار حمد الدولي
الثلاثاء 24/نوفمبر/2020 - 12:46 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
على الرغم من مرور أكثر من شهر ونصف على حادثة عثور السلطات القطرية على طفلة رضيعة متروكة في إحدى حمامات مطار حمد الدولي، وقررت حينها السلطات القطرية إجبار المسافرات على متن 10 طائرات على الخضوع لفحص قسري مهين لمحاولة اكتشاف من هي والدة الطفلة، أعلنت السلطات القطرية مساء الاثنين 23 نوفمبر أنها حددت هوية والدة الطفلة حديثة الولادة، بحسب موقع العربية نت.
وقال المدعي العام القطري في بيان إنّ الوالدة تحمل جنسية دولة آسيوية، وإنّ التحقيقات كشفت أنّها بادرت "أثناء مغادرتها البلاد بإلقاء الطفلة حديثة الولادة في سلة المهملات داخل إحدى دورات المياه بصالة المغادرة بالمطار، واستقلت الطائرة إلى وجهتها".
وكانت السلطات القطرية أخضعت 18 سيدة بمن فيهن 13 استرالية ومواطنات من الجنسيات الفرنسية والنيوزيلندية والبريطانية إلى فحص قسري للتأكد من أن أيا منهن ليست والدة الطفلة.
ووفقا للتقارير فقد تم إجبار جميع النساء الموجودات على متن الطائرة على مغادرتها، ولدى عودتهن كانت ملامح الاستياء بادية على وجوههن، فيما كانت واحدة على الأقل تبكي.
وفي السياق أدلت سيدة أسترالية، خضعت للكشف طبي في مطار حمد الدولي بحديث تلفزيوني لأول مرة لبرنامج 60 دقيقة الاسترالي.
وقصت المسافرة الأسترالية، التي قررت الخروج عن صمتها وطلبت عدم الكشف عن هويتها، وتمّ طمس ملامح وجهها خلال تصوير اللقاء، تفاصيل ما حدث لها هي وباقي المسافرات، ووصفت حالة الرعب التي انتابتهن خلال ساعات احتجازهن بمطار الدوحة.
وقالت السيدة في روايتها لتفاصيل ما حدث لها أنه "كان هناك نداء داخلي بصوت رجل لم يعرف عن نفسه سواء أكان طيار أو شرطي أو من طاقم الطائرة وطلب من النساء النزول من الطائرة المتوجهة من الدوحة إلى سيدني في 2 أكتوبر ومعهن جوازات سفرهن".
وأضافت السيدة أنه تملكها الرعب فورًا، ودارات برأسها سيناريوهات عدة حول ما إذا كانت مخطوفة وسوف يتم أخذها إلى مكان ما.
وقالت السيدة الأسترالية أنه تم اصطحابها من قبل رجال شرطة مسلحين ولا يتحدثون الإنجليزية إلى سيارة إسعاف كانت تنتظر على المدرج وطُلب منها خلع سروالها. وأضافت أنها كانت في حالة صدمة في تلك المرحلة وأخذت في تكرار سؤال واحد: "لماذا؟ لماذا؟".
وأضافت السيدة إنها لم يتم إخبارها بالمكان الذي تم اصطحابهن إليه أو سبب إجبارهن على النزول من الطائرة، موضحة أنها كانت قلقة إذا رفضت مغادرة الطائرة، مما يمكن أن يحدث لها في قطر"، وتابعت: "أتذكر أنني كنت أفكر في أن ما يحدث ليس صحيحًا".
كما أكدت السيدة أنها شعرت وكأنها مجرمة حين اقتادها الأمن القطري، كما أحست بالإذلال والإهانة عندما طلب منها خلع ملابسها"
وكانت السيدة عائدة إلى أستراليا من لندن، حيث عاشت هي وزوجها لمدة ثلاث سنوات، عندما استقلت رحلة الخطوط الجوية القطرية.
وأفادت السيدة أنها مثل العديد من المغتربين الأستراليين، الذين يعيشون في الخارج، كافح الزوجان لتأمين رحلات جوية للعودة إلى الوطن وشعروا بالبهجة عندما وصلوا إلى مطار الدوحة حيث لم يكن يتبق سوى جزء واحد من الرحلة قبل أن يعودوا إلى أرض وطنهم بأستراليا.
واختتمت حديثها قائلة إنه تم انتهاك "حقوق الإنسان الأساسية خاصتنا، وسلبوها تماما، كنا فقط نريد العودة إلى الوطن".
وأثارت الحادثة ردود فعل دولية غاضبة، وأعلنت السلطات القطرية أنها أحالت المسئولين عن انتهاكات وأفعال غير قانونية ضد مسافرات إلى النيابة العامة بدون إعطاء تفاصيل بشأن عدد الموقوفين أو دورهم في الحادثة، وهو القرار الذي رحبت به الخارجية البريطانية ذاكرة أن التحقيق الأولي أظهر وجود أفعال غير قانونية وأن إحالة المسئولين للنيابة العامة خطوة مهمة.
وتعهدت الحكومة القطرية بمشاركة نتائج التحقيق بالحادث لدى انتهاءه فاعتذر وزير الخارجية القطري خالد بن خليفة الثاني مقدمًا ضمانات بان قطر تعترف بجدية هذه الأحداث وستضمن عدم تكرارها.
وفي مواجهة اضرار تجارية محتملة بعد الدعوات لمقاطعة الطيران القطري كررت الدوحة تعهدات بضمان سلامة الركاب وأمنهم في المستقبل لكن بدون تقديم أي ضمانات على عدم تكرار تلك التجاوزات.