أثار الأمر المباشر الذي أصدره المرشد الايراني علي خامنئي بحظر استيراد لقاح كورونا من الولايات المتحدة وبريطانيا موجة من الغضب والانتقاد ضد نظام الملالي في الوقت الذي يسافر فيه قادة ايران للعلاج في الخارج.

تصريحات خامنئي بشأن حظر اللقاحات الغربية  حظيت بتأييد المتشددين الإيرانيين، فيما  تسببت في صدمة كبيرة داخل الأوساط الطبية الإيرانية؛ إذ يأتي حظر استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية في الوقت الذي تُعتبر فيه إيران هي الدولة الأكثر تضررًا من الوباء في الشرق الأوسط، مع تسجيلها أكثر من 56 ألف وفاة و1.2 مليون إصابة، وفقًا للأرقام الرسمية.

كذلك فضحت سياسية النظام حيث رصد تقرير لموقع «ايران وير» المعارض، سفر قادة ايران للعاج في الخارج فيما يتعرض الشعب الايرني للموت بفضل معارضة لقاح كورنا من قبل المرشد الايراني.

 ومن أبرز القيادات الايرانية الذين تلقو العلاج في الخارج،، كانت تتعلق بالرحلة الطبية إلى ألمانيا  من قبل رئيس السلطة القضائية  السابق آيه الله محمود الهاشمي الشاهرودي.

سافر الشاهرودي إلى هانوفر في يناير 2017 بعد فشل علاجه "التقليدي والإسلامي" وتم إدخاله إلى عيادة دماغ متخصصة في المدينة ، لكن بسبب الانتقادات المتزايدة لوجوده في ألمانيا ، اضطر للتخلي عن علاجه والعودة إلى إيران، وتوفي في ديسمبر 2018.

ومن القيادات الايرانية الاخرى، آية الله محمد علي الموسوي الجزائري وهو إمام الجمعة السابق للأحواز ، رجل دين معروف آخر نُشرت تقاريره عن رحلته الطبية إلى لندن في فبراير 2017.

وعقب هذه الأنباء ، ادعى رئيس الشؤون الإعلامية بمكتب إمام جمعة الأحواز أن الجزائري سافر إلى لندن في مهمة دينية لتقديم دروس للمغتربين.

كما تشير مذكرات هاشمي رفسنجاني إلى حالات أخرى لرحلات طبية لرجال دين وأقارب مسؤولين في إيران  إلى دول غربية.

كما ذكر رفسنجاني في مذكراته  أن عائلة آية الله «محمد علي أراكي» أصرت على إرسال سلطة التقليد هذه إلى الخارج لمواصلة علاجهن توفي في ديسمبر 1994.

كذلك ذكر الرئيس السابق لمجلس تشخيص مصلحة النظام في مذكراته أن زوجته كانت في النمسا وتذهب إلى لندن لتلقي العلاج.

وأوضحت مذكرات رفسجاني « خدیجه ثقفی»، زوجة آية الله روح الله الخميني ، سافرت للعلاج في لندن في أبريل 1993 .

وفي مذكراته ايضا ذكر اأن آية الله «أحمد عزاري قمي» طلب أموالًا ديسمبر 1985 لعلاج البروستاتا في لندن.

كما أشار هاشمي رفسنجاني إلى زيارة « محمد رضا مهدوي كني» وهو عالم دين وسياسي إيراني تولي رئاسة مجلس خبراء القيادة من 8 مارس 2011 إلى وفاته – سافر في رحلة علاج إلى لندن.

كما كتب في مذكراته في يونيو 1995 أن زوجته «عفت» أصرت على إرسال «اعظم» زوجة «محسن هاشمي» إلى الخارج للعلاج.

وكذلك سافر كلا من عضو مجلس الخبراء السابق في كرمان الشيخ محمد هاشميان  وعضو البرلمان الايراني السابق وعبدالله إمامي وعضو سابق في مجلس صيانة الدستور محمد مهدي رباني أمليشي ، للعلاج  إلى أوروبا.

وفي وقت سابق أعلنت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أن عدد ضحايا كورونا في 478 مدينة في إيران تجاوز 200 ألف شخص. بلغ عدد الضحايا في كل من محافظات طهران 48921، وفي خراسان رضوي 13585، وفي أصفهان 12540، وفي قم 7800، وفي مازندران 7782، وفي أذربيجان الغربية 7398، وفي كيلان 7070، وفي فارس 6100، وفي البرز 5200، وفي سيستان وبلوجستان 4846، وفي كرمان 4416، وفي مركزي 4133، وفي يزد 3572، وفي كردستان 3416، وفي أردبيل 2467، وفي إيلام 2071، وفي قزوين 2102 ، وفي خراسان الجنوبية 1886، وفي جهارمحال وبختياري 1580، وفي كهكيلوية وبوير أحمد 1464 شخصًا.

ويعارض المتشددون في إيران استخدام اللقاحات الغربية، لا سيما أمريكية الصنع. ففي ديسمبر الماضي، رفض الحرس الثوري استخدام اللقاحات الأجنبية ضد كورونا بالكامل. وقال مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد رضا نقدي، إن الحرس الثوري «لا يوصي بحقن أي لقاح أجنبي». ومع ذلك، فإن طهران تُجري مشاورات مع كل من الهند، وروسيا، والصين، بشأن شراء لقاحات ضد (كوفيد-19).

وقالت زعيمة المعارضة الايرانية  مريم رجوي: إن هذه المأساة هي نتيجة مباشرة للسياسات الإجرامية والنهب لنظام الملالي في الأشهر العشرة الماضية، وتفادي هذه الأبعاد كان ممكنا وكان بالإمكان أن يكون عدد الإصابات أقل بكثير. خامنئي وروحاني وقادة النظام الآخرين يتحملون المسؤولية بشكل مباشر عن العدد المتزايد من ضحايا الذين أرسلوهم إلى مذبح كورونا بدلًا من دفع رواتب عمال وكادحين عبر كارتلات اقتصادية يسيطر عليها خامنئي وقوات الحرس. والآن يتسببون في وقوع كارثة أكبر بمنعهم دخول اللقاح إلى إيران.

وأضافت أن عدد الضحايا في إيران، حتى حسب الإحصاءات الحكومية الرسمية، أعلى بكثير مما هو عليه في دول الجوار والشرق الأوسط. البلدان التي غالبًا ما تكون بنيتها التحتية الاقتصادية والاجتماعية وأسسها أضعف بكثير من إيران. لكن الإحصاءات الحقيقية تضع إيران في صدر جدول العالم من حيث عدد السكان.