كتاب جديد يكشف حقيقة المشروع الإخواني فى الدول الغربية
الخميس 14/يناير/2021 - 12:00 م
طباعة
إعداد أميرة الشريف
في كتاب تحت عنوان الانضمام إلى جماعة الإخوان والانشقاق عنها في الدول الغربية، سلط مركز تريندز للبحوث والاستشارات الضوء على حقيقة المشروع الإخواني من وجهة نظر غربية، وتناول جانباً لم يسبق للأكاديميين التعرض له بما يكفي من البحث المرتبط بتجربة الانشقاق عن جماعة الإخوان في الغرب من خلال سلسلة من المقابلات التي أجراها المؤلف مع أعضاء سابقين بارزين في هذه الجماعة في أوروبا والمملكة المتحدة، وأمريكا الشمالية، والتي ألقى من خلالها الضوء على دوافع انضمام هؤلاء إلى التنظيمات الإخوانية في الغرب التابعة للتنظيم الدولي للجماعة، والأسباب التي أدت بهم إلى الانفصال عنها.
وصدر الكتاب عن دار نشر جامعة كولومبيا في مارس 2020، وهو من تأليف لورينزو فيدينو مدير برنامج دراسات التطرف في جامعة جورج واشنطن، والأكاديمي والخبير الأمني الإيطالي المختص في الإسلاموية والعنف السياسي.
ووفق المركز يفسر الكتاب أسباب تنامي القلق في الدول الغربية من أنشطة وممارسات جماعة الإخوان على أراضيها في الآونة الأخيرة.
وتطرق الكتاب في القسم الأول إلي الخصائص الأساسية لجماعة الإخوان، والجماعات المنبثقة عنها، والتنظيمات المتأثرة بها، حيث يقسم الإخوان في الغرب إلى ثلاث شرائح مختلفة على أرض الواقع: أولها التنظيمات الإخوانية المحضة وهي شبكات سرية غير معلنة تم تأسيسها في الغرب بواسطة فروع شرق أوسطية لتنظيم الإخوان، وتضم المهاجرين الأوائل الذين أسسوا في كل دولة غربية تنظيمات شبيهة بالتنظيم الأم في مصر، وتعتمد هذه التنظيمات الفرعية على التلقين الأيديولوجي، ودفع رسوم العضوية، وهناك قيادة منتخبة تدير أنشطتها وتشرف على الأنشطة الاجتماعية والخيرية. والإخوان الغربيون أبقوا هذه التنظيمات سرية وينكرون وجودها، ولكنها تشكّل حجر الأساس لمنظومة الإخوان في الغرب.
وثانيها التنظيمات المولودة من رحم الإخوان، وهي منظمات علنية أسسها أفراد ينتمون إلى الإخوان المسلمين، ولكن هذه التنظيمات تنفي أي علاقة لها بالإخوان، وتقوم بمجموعة واسعة من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والخدمية. وثالثها التنظيمات المتأثرة بالإخوان، وتتبنّى أيديولوجية الجماعة، وليس لديها روابط عملية واضحة تجمعها مع تنظيم الإخوان، لكن هناك بصمات واضحة للجماعة الأم عليها. والتنظيمات الإخوانية الغربية من الشريحة الثالثة قد تضم أعضاء غير مسلمين.
وأشار الكتاب إلى أن التنظيمات الإخوانية في الغرب تتبع مبدأ السرية والحرص، وتذهب إلى حدّ إنكار ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين.
ويضيف الكتاب في القسم الثاني أن الفروع الإخوانية في الغرب تشترك في سمات عدة، أولها حصولها على تمويل سخي، وثانيها أنها تريد احتكار الحديث باسم الدين الإسلامي، وثالثها محاولة التأثير في صناعة السياسة الغربية تجاه جميع القضايا المتعلقة بالمسلمين. ويوضح التكتيكات التي تستخدمها جماعة الإخوان لتجنيد عناصر جديدة وأسلوب الاحتفاظ بهم، حيث تتشابه أساليب الاستقطاب وتكتيكات الانضمام والبيعة للإخوان في مصر والغرب، حيث تبدأ فترة المراقبة والترشيح في حلقات دراسية، ومحاضرات، ومؤتمرات، ثم تأتي البيعة.
وهناك تشابه كبير بين جماعات الإخوان في الدول العربية ونظيراتها في الغرب، من حيث الهيكل التنظيمي وأنماط السلوك والحياة داخل الجماعة عموماً، وفي الوقت ذاته نجح الإخوان في استغلال مناخ الانفتاح والحريات في الغرب في نشر أيديولوجياتهم، كما جعلوا من المساجد في الجامعات الغربية أدوات للتجنيد وأماكن لاجتماعاتهم، ثم انتقلوا إلى إصدار مجلات، وتنظيم محاضرات، لتعزيز تواجدهم وتغلغلهم.
وأفاد الكتاب بأن هناك العديد من القيادات والعناصر الإخوانية في الغرب من جنسيات مختلفة، ومن أجيال متباينة، يجمع بينها أنها كانت في بداية انضمامها للجماعة نشيطة وفاعلة، لكنها من واقع الممارسة اكتشفت العديد من السلبيات في إدارة تسيير شؤون الجماعة، وغلبة الشخصنة وغياب الديمقراطية عنها، وغموض موقفها تجاه العديد من القضايا ما اضطرهم إلى الانشقاق عنها، موضحًا بأن ما كشفه الأعضاء السابقون في التنظيم الدولي للإخوان من معلومات ينبغي أن يكون تنبيهاً وتنويراً لكل من يعتقد أن الإخوان معتدلون أو أنهم حائط الصد ضد التطرف أو أنهم ملتزمون حقاً بمبدأ التعددية والديمقراطية.