الإخوان سرطان ينهش جسد العالم
سرطان منتشرة في جميع بقاع الأرض تقريبا، يقمع ويدمر كل من يفضح أو يتعرض له، سلاحه الكذب والتزوير والغدر، ولديه القدرة على التكيف والتحول لتحقيق الهدف الأساسي، أي السيطرة على العالم في دولة "الخلافة الإسلامية"، التي تؤمن بها الجماعة.
وكما
يفعل السرطان تمامًا يفعل الإخوان يتحركون بصورة تدريجية، ففي مراحل حكمهم الأولى يكتفون
بالدعوة والمشاركة، وبمجرد وصولهم لدرجة كافية من القوة يظهرون مبدأ "المغالبة"
(بالقوة)، ثم "التمكين" أي السيطرة المطلقة على الشعوب، وذلك ببساطة يعني
أنه من الصعب على البعض ـ إن لم يكن الكثيرين ـ إدراك حقيقتهم حتى مرحلة متأخرة والتي
قد تكون بعد فوات الأوان.
وحين
نتأمل طريقة عمل جماعة الإخوان المسلمين وقدراتها التنفيذية يتضح لنا أننا نواجه جماعة
أخطر مما نتصور. فقد أدرك الإخوان أن السيطرة على أوروبا تكمن في السيطرة على المساجد
والمراكز الإسلامية، وبالتالي السيطرة على قاعدة انتخابية إسلامية ضخمة تجعلهم قادرين
على الضغط السياسي على الحكومات الغربية في أكثر من اتجاه.
ولم
يقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل وصل الأمر أنهم بسطوا نفوذهم بقوة على عدد من الدول
الغنية بالغاز من خلال قيادتها الموالية لهم حتى يتمكنوا من التحكم في كمية الغاز الذي
يصل إلى أوروبا من هذه الدول، وبالتالي يضغطوا على الحكومات الغربية لتنفيذ أجندتهم
والتي قد تمكنهم في النهاية من الهيمنة على صناعة القرار في قارة بأكملها لتخدم مصالحهم
وأهدافهم.
وفي
الولايات المتحدة الأمريكية أدرك "الإخوان" أن عدد المسلمين هناك لن يسمح
لهم باستخدام نفس التكتيك الذي استخدموه في أوروبا، فعدد المسلمين في الولايات المتحدة
ضئيل جدًا، وهنا تتجلى خطورة الإخوان وقدرتهم الفائقة على التكيف، ففي أمريكا تغير
الأسلوب والتكتيك إلى عقد شراكة مع الليبراليين اليساريين لاستغلال قوتهم ونفوذهم في
شتى المجالات، برغم اختلافهم المطلق معهم أيديولوجيا فـ"الإخوان" يريدون
"دولة الشريعة" والليبراليون يناصرون الحريات الشخصية.
وهذا
التناقض الصارخ لم يمنع "الإخوان" من التحالف معهم واستغلال عداوتهم للرئيس
دونالد ترامب، وجهلهم بحقيقة "الإخوان المسلمين" حتى يصلوا في النهاية إلى
تنفيذ مخططاتهم بإسقاط العديد من الأنظمة العربية وغيرها، واستبدالها بنظامهم الإسلامي.
فكل
شيء يهون في سبيل السيطرة والتمكين حتى لو كان الأمر سيجعلهم يصادقون ألد أعدائهم،
وقد تجلت هذه العلاقة الغريبة في أن "إيران الشيعية" كانت أول دولة تعترض
بعد تركيا على اتجاه الإدارة الأمريكية بتصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية ليس
أدل على ذلك من التقارب "الإخواني" مع النظام الإيراني بالرغم من موقفهم
السلبي جدا من المذهب الشيعي، والذي تجلى في تحريض قياداتهم على المصريين الشيعة مما
تسبب في قتل عدد منهم.
وفي قاموس مصالح "الإخوان" كل شيء مباح
في سبيل تحقيق الأهداف، حتى وإن كان استخدام الارهابيين والتحالف معهم، ولا يحتاج الأمر
إلى عبقرية لإدراك ارتباط "الإخوان" ببعض المنظمات الإرهابية، فهم الذين
دعوا قاتلي الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لحضور احتفالات حرب أكتوبر، وهم من فتح
قصر الرئاسة في مصر وقت حكمهم على مصراعيه للكثير من المتطرفين الإسلاميين ودعاة الإرهاب.