رفاق «علي عزت بيجوفيتش».. كيف لعب «إخوان البوسنة» دورا هاما في تغلغل الإخوان بأوروبا
إذا لعبت الهجرات الاخوانية من مصر وسوريا والعراق، دورا على وجه التحديد في زرع البذرة الأولى لجماعة الإخوان في أوروبا ، لكن تعد مأساة البوسنة والهرسك التي هزت ضمائر كل البشر، مسلمين وغير مسلمين، عندما قُتل 200 ألف بوسنوي خلال الحرب، وحدثت مذابح مثل «حصار سراييفو» و«مذبحة سرببرينتسه» التي قُتل فيها وحدها 8 آلاف إنسان، المحطة الاهم والأبرز في تغلغل الإخوان داخل اوروبا، والعمل على تواجد قوى أدى الى وجود شبكة واسعة للتنظيم في الدول الأوروبية والسيطرة على عقول وأفكار الجاليات المسلمة والاقلية المسلمة في اوروبا.
إخوان البوسنة
بدأت الاخوان تثبت أقدامهما في أوروبا وخاصة في منطقة البلقان، بعد مأساة الوسنة والهرسك، والتي فتح عبرها خزائن التبرعات ودعم التنظيم اقتصاديا وفي الشارع العربي والإسلامي، كنقاط استفادة بها الاخوان على المدى البعيد في توجيه التاثير على الشارع وهو ما استفادة به التنظيم في عدة دول بعد احتجاجات 2011.
وإن الباحث في تاريخ ونشاط حركة «إخوان البوسنة»، يجد بلا شك تداخلاً كبيراً بينها وبين جماعة الإخوان في مصر، حيث تتبع جماعة «الإخوان المسلمين» في جمهورية «البوسنة والهرسك»، تنظيمياً الجماعة الأم في مصر، ووصل إخوان البوسنة إلى الحكم في عام 1990 إلى 1996 عبر الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش، في أعقاب انتهاء حرب البوسنة، ثم كونه عضواً في المجلس الرئاسي من 1996 إلى 2000.
جمعية الشبان المسلمين
ويعتبر تأسيس جمعية «الشبان المسلمين» في البوسنة هي النواة الأولى لجماعة الإخوان هناك، ومن وقتها وسعت الجماعة إلى تمرير وتطبيق أهدافها عبر حكم البلاد، من خلال حزب العمل الديمقراطي الذراع السياسية لجمعية الشبان المسلمين.
وكان عزت بيجوفيتش؛ أول رئيس للبوسنة المستقلة، عضوًا في منظمة «الشبان المسلمين»، وهي منظمةٌ أسِّست على غرار جماعة الإخوان المسلمين عندما تم إنشاؤها في البوسنة عام 1939.
وتم تفكيك منظمة «الشبان المسلمين»، في الأربعينيات من قبل سلطات يوغوسلافيا ،وحوكم معظم قادتها، غير أن الجماعة بقيت وعملت تحت الأرض بجد لكسب الأتباع والنفوذ، وإنشاء شبكات تمتد إلى ما وراء يوغوسلافيا.
إخوان البوسنة وإيران
إخوان البوسنة وأردوغان
اخوان مصر
الدعم الإخواني لـ«إخوان البوسنة» في سنواته الاولى عاد برد الجميل بعد وسعت جماعة الإخوان في دولة البوسنة خلال الفترة الماضية وتحديداً التي أعقبت ثورة 30 يونيه 2013 واسقاط حكم الاخوان، باستضافت البوسنة عددا من اجتماعات التنظيم الدولي للإخوان الذي تولى زمام الأمور بعد سقوط الجماعة في مصر بلد النشأة، لاتخاذ قرارات تجاه الأحداث المتلاحقة في مصر.
وتأتى ابرز المحطات هو استقبال الرئيس السابق للبوسنة ورئيس حزب العمل باكر علي عزت، وفد من أعضاء تحالف الإخوان، برئاة المستشار الهارب وليد شرابي، في محاولة من شرابي ورئيس البوسنة تدويل ما يحدث في مصر.
كما تضمنتِ المقالات صورة لبكير عزت بيجوفيتش عليها رمز «رابعة»، وهي إشارة معروفة من جماعة الإخوان المسلمين.
وتسبب ذلك في عاصفةٍ سياسية في البوسنة، واضطر بكير إلى الادّعاء بأنه لا يعرف أن الوفد ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وبالمثل، واجه بكير مقاومة في تقديم دعمه لحكم الإخوان في مصر قبل سقوطه في 30 يونيو.
الفاتح علي حسنين محمد شريف
مستقبل اخوان البوسنة
ولفت تقرير مشترك بين مركز جلوبسيك (GLOBSEC) ومشروع مكافحة التطرف (CEP)، أن «هناك مزاعم تربط شخصية بارزة أخرى في البوسنة والهرسك، هي الدكتور مصطفى سيريتش مفتي البوسنة السابق، بجماعة الإخوان المسلمين وقيادتها».
ويضيف التقرير أن «سيريتش عضو في المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب القرضاوي وغيره من الشخصيات البارزة في جماعة الإخوان المسلمين. بالإضافة إلى ذلك، فهو عضو في منظمة «المنهج الوسطي الراديكالي» التي تتخذ من بريطانيا مقرًا لها، التي أتاحت له الفرصة للتواصل مع العديد من العلماء المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين».
ورصد التقرير أيضا الدور الذي لعبه اخوان البوسنة في تغلغل الإخوان أوروبيا، ففي خارج الحكومة والمؤسسات الرسمية، كان التأثير الإخواني الأبرز يتمثل في «جمعية الثقافة والتعليم والرياضة (AKOS)»، التي لها صلات بـ«اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE) » وهي منظمة إخوانية مقرها في بروكسل. ورغم أن جمعية الثقافة والتعليم والرياضة هي منظمة صغيرة نسبيًا يقل دخلها السنوي عن 50 ألف دولار، وتمتلك موقعًا على شبكة الإنترنت يحصل على بضعة آلاف من الزيارات يوميًا، فإنها توفر بوابة لتجنيد مسلمو أوروبا تيارات الإسلام السياسي.