مخطط فرماجو- ياسين.. عمر شرماكي يرسم مخاطر الأزمة في الصومال

الإثنين 01/مارس/2021 - 04:51 م
طباعة مخطط فرماجو- ياسين.. علي رجب
 

في ظل صاعد أزمة الانتخابات الصومالية، حيث باتت إدارة الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، ومدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي مراسل الجزيرة السابق فهد ياسين، مصممة على تأجيل الانتخابات العامة، وهو يهدد استقرار مقديشو الهش، وعودة الصراع  بما يهدد جهد الاتحاد الافريقي في حفظ استقرار البلاد.


مخطط فرماجو- ياسين..

شدد رئيس الوزراء الصومالي السابق عمر عبد الرشيد شرماكي، أن الصومال يواجه أزمة معقدة وعيش في حالة لم يسبق لها مثيل منذ عقدين من الزمان حيث لم يتم إجراء الانتخابات أو التوصل إلى اتفاق على تأجيلها بالرغم من انتهاء ولاية مؤسسات الدولة المنتخبة على مستوى البرلمان أو الرئاسة.

قال «شرماكي»، متحدثًا عن المرحلة الانتقالية في البلاد ، إن الوضع السياسي الحالي في البلاد هو الأسوأ منذ سنوات، بحسب تقرير «صوت أمريكا صومالي».

واتهم  رئيس الوزراء الصومالي السابق الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو بتعقيد الوضع في البلاد ، لافتا إلى أنه انتهج سياسة الغالب والمغلوب التي لا تلائم الواقع في الصومال.

 

«شرماكي»، اتهم ايضا  «فرماجو»  بأنه تسبب في توسيع الفجوة بين الصوماليين، دعا إلى معالجة الأسباب التي كانت وراء التوتر الذي تشهده البلاد والاتفاق على القضايا الخلافية في الانتخابات الفيدرالية.

خلال الايام الماضية اشتعل الصراع السياسي والميداني في العاصمة مقديشيو نتيجة مساعي الرئيس الصومالي محمد عبد الله  فرماجو ومن ورائه رجل قطر في فرض سياسية الأمر الواقع وابقاء فرماجو لسنوات أخرى في الحكم بعد انتهاء مدته الانتخابية، وكان من المقرر ، اجراء  الانتخابات الصومالية العامة في الثامن من فبراير ولكن تم تأجيلها في مساعي لإعادة خلط الاوراق في الصومال ذو الاستقرار السياسي الهش والذي يعاني من ويلات الصراعات من انهيار نظام الرئيس سياد بري في 1990.

تصريحات رئيس وزراء الصومال وتحذيره من تدهور الاوضاع وتحميل «فرماجو» مسؤولية تهديد استقرار الأوضاع في البلاد، يتزامن مع انفجار سيارة مفخخة انفجرت في مركز للشرطة في العاصمة مقديشو.

واستهدف الانفجار سيارة تقل نائب قائد الجيش الوطني الصومالي الجنرال عباس أمين، في مديرية هدن وسط مقديشو ما أدى إلى جرحه، اعتبرها البعض محاولة اغتيال نائب قائد الجيش الصومالي مما يزيد من تعقيد المشهد الصومالي ويدفع الى مزيد من سكب البنزين على نار الصراع في البلاد.

كما وقع انفجار آخر في حي دار السلام بناحية يقشيد استهدف سيارة تقل مفوض اللواء. ولم ترد انباء عن وقوع اصابات.

 

مخطط فرماجو- ياسين..

ويعاني الصومال من الهجمات الإرهابية منذ أكثر من عشر سنوات، ويرجح وقوف حركة الشباب المتشددة وراء عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي تستهدف قادة مؤثرين ونشطاء في البلاد، تتوافق مع سياسية رجل قطر وحاكم «فيلا صوماليا» مقر السلطة في الصومال، وهو الرجل الذي تربطه علاقة غامضة بحركة الشباب المتشددة وايضا  يتهم من قبل مسؤوليين صوماليين عدة بتنفيذ مخطط قطر وتركيا في البلاد بالهيمنة على مقاليد الأمور في الصومال.

والسبت، فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات شاملة على 3 قيادات من حركة الشباب في الصومال، ووضعهم في لائحة الإرهاب الدولية، وفق إعلام صومالي رسمي.

ويشمل القرار كلا من أبي بكر علي آدم، الذي يشغل حاليا نائب زعيم الحركة، ومعلم أيمن، القيادي في جهاز الجبهات العسكري"بالحركة، ومهاد كارتي، مسؤول رفيع بالتنظيم.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن فرماجو يتبنى مخطط «التسويف» و«خلط الاوراق» فيما يتعلق بالانتخابات المحلية وانتهاء ولايته، وهو ما يهدد بتصاعد الاوضاع في الصومال المنهك بفعل الصراعات الداخلية وتنامي قدرات حركة الشباب المتشدد وكذلك وجود تنظيم داعش الارهابي، بالإضافة الى الازمات المشتعلة بين الولايات وبين الصومال ودول الجوار مما يضع الدولة الصومالية على فوهة بركان بسبب مساعي «فرماجو- ياسين» في البقاء بالسلطة وتأخير الانتخابات أو تعليقها تحت أي دعاوي أمنية او سياسية أو صحية.

 

أيضًا تشير التقارير إلى ان بعض ولايات الصومال الفيدرالية غير مرحبة وقلقه من استمرار فرماجو القريب من قطر وتركيا وتنظيم الاخوان في السلطة وتحرك وافلات يد الجماعات الارهابية لاستهداف الشعب الصومالي.

وتستخدم قطر فهد ياسين في دائرة صناع القرار في الصومال؛ لزيادة نفوذها داخل البلد المهم في منطقة القرن الأفريقي، وضرب مصالح من تعتبرهم الدوحة أعداءها، وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة.

كذلك أكدت حكومة «بونتلاند»، أن «أتم» لا يزال يمارس نشاطًا يزعزع الأمن في الأقاليم الصومالية، من خلال وجوده في دولة قطر، التي حصل على اللجوء السياسي فيها.

وفي عام 2017، كشفت تقارير تابعة للأمم المتحدة، عن وجود تنظيم «داعش» الإرهابي في الصومال، مؤكدةً أنه خرج من رحم حركة الشباب الإرهابية؛ ما يزيد من مخاوف على حكومات الولايات الصومالية، التي تسعى منذ فترة كبيرة للقضاء على حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وبحسب التقارير الأممية فإن أتباع تنظيم داعش في الصومال نحو 200 مسلح.

ويرى مراقبون أن لقطر وتركيا تاريخًا طويلًا في دعم الحركات الإرهابية، واستهداف الولايات الصومالية بالجماعات الإرهابية يشير إلى تورطهما في إذكاء الصراع بين العشائر الصومالية من أجل زعزعة استقرار الصومال.. فهل سنتصر الصومال على مخطط الشر  الذي يستهدف البلاد؟

شارك