اللاجئون الأفارقة .. ضحايا جرائم الحوثي في صنعاء
الأربعاء 10/مارس/2021 - 01:20 م
طباعة
أميرة الشريف
ضمن العلميات الإجرامية التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في اليمن، ارتكبت الميليشيا جريمة فظيعة بحق المهاجرين الأفارقة في صنعاء، حيث قاموا بالاعتداء عليهم في السجن، ورموا عليهم قنابل حارقة داخل الحجز، بعد أن احتجوا على سوء أوضاعهم، والمطالبة بإطلاق سراحهم.
وفي أكبر جريمة شهدتها العاصمة صنعاء وأدت إلى مقتل عدد من اللاجئين وجرح أكثر من 170 شخصاً في مركز احتجازهم بمقر جوازات العاصمة صنعاء، حيث كشفت تقارير إعلامية بأن المصابين نقلوا إلى المستشفيات، بعد أن أصيبوا في اقتحام الميليشيا لحجز إدارة الهجرة والجوازات، وأن تسعين منهم في حالة خطرة، بعد أن توفي تسعة قبل وصولهم إلى المستشفى، وأن المحتجزين احتجوا على سجنهم وتجويعهم، فكان رد العصابات بالاعتداء عليهم، ورمي القنابل عليهم. ووفق تقارير إعلامية فقد اطلقت ميليشيا الحوثي في الأسبوعين الماضيين حملة لاعتقال المئات من الصوماليين والأفارقة اللاجئين الذين يعملون في عدد من المهن في صنعاء ومناطق القبائل واحتجزتهم في مركز الإيواء في مقر جوازات العاصمة صنعاء بحجة عدم امتلاكهم بطاقات هوية لجوء مع أنهم يحملون بطاقات اللجوء من مكتب الأمم المتحدة، مضيفة: المليشيا عقب احتجازهم اشترطت مبالغ مالية تصل إلى 1000 ريال سعودي عن كل لاجئ، أو الموافقة على القتال مع المليشيات في مأرب، لكنهم رفضوا ذلك وأصروا على ضرورة ترحيلهم إلى بلدانهم غير أن الحوثيين لم يستجيبوا.
وفي مشاهد نشرها أحد الناجين من الحادث أظهرت بأن ميليشيا الحوثي الإرهابية تريد إخفاء الجريمة، مرة بادعاء أن مقاتلات التحالف قصفت الحجز، ولما فضحها الناجون والسكان، حيث عمدت المليشيا إلى إشعال حريق كبير في الإطارات المستخدمة المكدسة في محيط الحجز، للقول إن الضحايا سقطوا بسبب الحريق الذي لا يعرف سببه.
وتشير التقارير إلى أن معظم الضحايا من قومية الأرومو الإثيوبية.
واستنكر ناشطون يمنيون صمت المنظمات الأممية وتواطؤها المخزي مع الحوثيين ضد اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل وفروا هرباً من الموت في بلدانهم، ليتم قتلهم داخل اليمن وعلى مرأى ومسمع من المنظمات الأممية.
وكانت المليشيا الحوثية قد أجبرت عشرات الأفارقة على القتال في صفوفها بالقوة بعد اعتقالهم في عدد من المحافظات اليمنية.
وأكد الناشطون اليمنيون ان الأرقام التي اعلنت عنها منظمة الهجرة غير دقيقة بسبب تلاعب المليشيا بالكشوفات.
من جانبه، كشف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، تفاصيل عن الجريمة، مطالبا بتحقيق شفاف ومستقل.
وقال في سلسلة تغريدات نشرها على صفحته على "تويتر"، "إن المعلومات تؤكد أن الحادثة جاءت بعد قيام ميليشيا الحوثي بحملة اعتقالات للاجئين الأفارقة من الشوارع والأسواق، وتخييرهم بين الالتحاق بدورات ثقافية وعسكرية والزج بهم في جبهات القتال أو سجنهم وترحيلهم، وأن اللاجئين احتجوا على سوء المعاملة في المعتقلات التي تفتقد لأبسط المعايير الإنسانية".
كما أضاف "التقارير تؤكد مساعي ميليشيا الحوثي لطمس أسباب ومعالم الجريمة التي كشفت الصور والفيديوهات المتداولة حجم بشاعتها، والتقليل من أرقام الضحايا، في الوقت الذي كشفت فيه المنظمة الدولية للهجرة عن تواجد 900 مهاجر في مراكز الاحتجاز، وأن أكثر من 350 تواجدوا في منطقة الحريق لحظة الاندلاع".
وأشار إلى أن الجريمة المروعة التي ارتكبت في أحد مراكز احتجاز المهاجرين الأفارقة تديره ميليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء، أدى إلى وفاة وإصابة المئات منهم حرقا، تم دفنهم في أحد المقابر المستحدثة بشكل جماعي، في ظل تكتيم حوثي ومحاولات للتغطية على الجريمة.
ودعا إلى الضغط على ميليشيا الحوثي لوقف عمليات تجنيد اللاجئين واستغلالهم في العمليات القتالية، وإطلاق جميع المحتجزين احتراما لالتزامات اليمن في هذا الجانب، والسماح لهم بحرية الحركة أو العودة الطوعية الآمنة لمن يرغب.
فيما قالت منظمة الهجرة الدولية، نشعر بحزن بالغ إزاء وفاة عدد من المهاجرين والحراس، بسبب حريق نشب في مركز احتجاز في مدينة صنعاء. حيث توفي على إثر الحريق 8 أشخاص، في الوقت الذي تفيد التقارير بأن إجمالي عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير. قلوبنا ومواساتنا مع عائلات الضحايا وجميع المتضررين.
وذكرت المنظمة أنها قامت بالاستجابة لما حدث بتقديم الرعاية الصحية الطارئة لأكثر من 170 جريحاً، من بينهم أكثر من 90 في حالة خطيرة. حيث تقوم فرقنا أيضاً بتوزيع الطعام على المتضررين، وقالت: «لا يزال سبب الحريق في مركز الاحتجاز غير واضح. لكن يمثل هذا الحادث، واحداً من العديد من المخاطر التي واجهها المهاجرون خلال السنوات الست الماضية، يجب توفير الحماية والأمان لجميع الأشخاص، بما فيهم المهاجرون.