العدوان الحوثي على مأرب يقوض جهود السلام في اليمن

الجمعة 19/مارس/2021 - 02:46 ص
طباعة العدوان الحوثي على فاطمة عبدالغني
 
في إطار مواصلة جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران انتهاكاتها في اليمن، أفردت صحيفة "ريسنتلي هيرالد" تقريراً حول الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي وخطرها على المنطقة وعلى محاولات السلام في البلاد.
وأبرزت الصحيفة الهجوم الحوثي على مأرب فبراير الماضي، الذي يأتي في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى استئناف المحادثات بشأن إنهاء الصراع في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن المحلل عبد الباري طاهر، أن "هجوم مأرب معركة محورية بالنسبة للحوثيين، تقرر ما إذا كان بمقدورهم الحكم في شمال اليمن في المستقبل".
وبحسب وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، فإن هجمات الحوثي المتكررة في مأرب قد تؤدي إلى نزوح 385 ألف شخص على الأقل.
وقال الخبير في الشأن اليمني في مجموعة الأزمات الدولية، بيتر سالزبري للصحيفة: "هناك العديد من الأجندات على الأرجح في مأرب، لكن الأكثر خطورة هو سعي الحوثيين للسيطرة على مدينة مأرب وإنهاء الحرب في الشمال وتعزيز موقفهم الاقتصادي والتفاوضي".
وفي السياق قال السفير الفرنسي في اليمن، جان ماري صفا، إن كل الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية تطالب بوقف شامل لإطلاق النار ومفاوضات سياسية، فيما يصر الحوثيون على الاستمرار في الحرب.
وأعرب السفير الفرنسي، الذي عين منذ نحو 6 أشهر، في حوار لـ"الشرق الأوسط"، عن اعتقاده بأن الحوثيين مصرون على فرض سيطرتهم على البلاد بالقوة، مبيناً أنهم يهمِّشون كل من لا يفكر مثلهم، وطالبهم بألا يضيِّعوا الفرصة وأن يتجاوبوا مع الجهود الدّولية، ولا سيّما جهود المبعوث الأممي إلى اليمن.
وأكد السفير جان ماري صفا، أن الحوثيين يعتبرون أنفسهم "الشعب والحكومة والدولة"، غير أنهم لا يشكّلون سوى جزء من الشعب.
ومن جانبه أكد وزير الدفاع اليمني محمد علي المقدشي أن ميليشيا الحوثي بقيادة سفير إيران في صنعاء حسن إيرلو كانوا يعدون لإسقاط مأرب بكل إمكانياتهم وقواتهم التي نهبوها من ممتلكات الدولة اليمنية، إضافة إلى ما وفره الإيرانيون من دعم، كما حشد الحوثي أعداداً كبيرة جداً واستغل جهل الناس وفقرهم لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، ودفنتهم مأرب في أرضها.
وقال إن الصمود والثبات الذي أظهرته مأرب في وجه الآلة الحوثية الإيرانية، والسلاح المنهوب الذي سيطرت عليه بعد انقلابها على الدولة، دفعت المحافظات الأخرى إلى رفد مأرب بقوافل المال والرجال، وشاركت محافظات شبوة وأبين وتعز وحضرموت ولحج وحجة بفاعلية.
كما أضاف بأن مأرب أصبحت اليوم حائط الصد الأول في وجه طهران، التي تسعى لإقحام الملف اليمني كورقة ضمن مباحثاته النووية مع الغرب.
من ناحية أخرى، ندد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالتصعيد العسكري في المعارك الدائرة في مأرب باليمن ودعا الحوثيين إلى إنهاء هجومهم، مؤكداً أن أعمال العنف تهدد "الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية في وقت تزداد فيه وحدة المجتمع الدولي لوضع حد للصراع".
وميدانيًا، لقي ما لا يقل عن 30 عنصراً من ميليشيا الحوثي الانقلابية مصرعهم وجرح آخرون، الخميس، بنيران قوات الجيش، في جبهة هيلان غرب محافظة مأرب.
وقال المركز الإعلامي للجيش، إن وحدات عسكرية نفّذت كمينين محكمين لمجاميع حوثية حاولت التسلل إلى مواقع عسكرية في جبهة هيلان، مؤكداً مصرع ما لا يقل عن 30 حوثياً وجرح آخرين.
وأضاف أن الجيش استعاد أسلحة خفيفة وذخائر متنوعة كانت بحوزة عناصر الميليشيات.
يأتي ذلك بعد ساعات من كسر الجيش هجوماً انتحارياً نفذته الميليشيا على مواقع عسكرية في هيلان، والذي تكبّدت فيه الميليشيا أكثر من 60 قتيلاً وعشرات الجرحى وخسائر أخرى في المعدات القتالية بنيران الجيش وطيران التحالف.
وبحسب تقارير صحفية بدأت خسائر المليشيات الحوثية في مأرب تظهر على السطح، حيث تكشفت حجم الخسائر البشرية التي تلقوها في أجبار ميليشيا الحوثي في محافظة إب الموظفين الحكوميين على المشاركة في جبهات القتال، بالتزامن مع تقهقر الميليشيا في العديد من الجبهات.
وتداول ناشطون تعميماً حوثياً صادراً عن ما يعرف بمدير مديرية ريف إب، محمد عبدالله الشبيبي، المعين من قبل المليشيا، ألزم فيه مكاتب الأشغال العامة والأوقاف والنقل والسياحة والإدارة المحلية والزكاة، برفد جبهاتهم القتالية بأعداد محددة بشكل إجباري وإلزامي.
وحسب التعميم فقد طلبت الميليشيا من مكتب الأشغال (6أفراد) ومن الزكاة (5 أفراد)، ومن الأوقاف (4 أفراد) ومن الإدارة المحلية (3 أفراد)، ومن النقل اثنين، إضافة إلى فرد واحد من السياحة، وذلك للمرابطة في إحدى الجبهات (لم يتم ذكرها).

شارك