إيران توثق دعمها للحوثيين .. أسلحة الميليشيا الإرهابية بمباركة ودعم طهران
الخميس 22/أبريل/2021 - 05:39 ص
طباعة
أميرة الشريف
في توثيق صريح بأنها تمول وتدعم جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن،أقرت إيران بمشاركتها في حرب اليمن من خلال تقديم الدعم العسكري لحلفائها الحوثيين، وذلك لأول مرة بعد سنوات من إنكار الاتهامات المتكررة الموجهة لها من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف السعودي في دعم انقلاب جماعة الحوثيين وإطالة أمد الحرب.
وأفاد مساعد قائد فيلق القدس الإيراني للشؤون الاقتصادية رستم قاسمي بتقديم الحرس الثوري الإيراني السلاح لميليشيات الحوثي في اليمن وتدريب عناصرها.
وفي حديث له لوسائل الإعلام العربية، كشف القيادي في فيلق القدس عن وجود ضباط إيرانيين مع الحوثيين في اليمن، مضيفا بأن "ما يمتلكه الحوثيون من أسلحة هو بفضل مساعدات إيران".
وتعليقاً على هذه التصريحات، قال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، عبر تويتر إن "اعترافات قيادات النظام الإيراني الواضحة وآخرها تصريح مساعد قائد فيلق القدس المدعو رستم قاسمي، عن دور طهران في الانقلاب، وتقديمها دعماً عسكرياً لميليشيا الحوثي، وانخراطها في القتال إلى جانب الحوثيين على الأرض، انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، وتحدي سافر لإرادة المجتمع الدولي".
إلى ذلك أوضح الإرياني أن "التصريحات تعيد تسليط الضوء على الدور الإيراني المزعزع لأمن واستقرار اليمن، ومسؤوليته عن المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب، واستخدام طهران ميليشيا الحوثي أداة لتنفيذ أجندتها التوسعية وسياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية في البحر الأحمر وباب المندب".
كما شدد قائلاً: "المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مطالبين بالنهوض بمسؤولياتهم وفق مواثيق ومبادئ الأمم المتحدة، والضغط على النظام الإيراني لوقف تدخلاته المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، ودوره في تقويض الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة للتهدئة وحل الأزمة بطريقة سلمية".
يشار إلى أن طهران لم تخف يوما دعمها للميليشيات في اليمن، بل أكدت على لسان عدد من مسؤوليها ذلك، ففي تصريح سبتمبر الماضي للمتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي، أكد: "تم وضع التقنيات الدفاعية لإنتاج الصواریخ والمسیرات تحت تصرف اليمنيين"، في إشارة إلى الحوثيين، حلفاء طهران الذين نفذوا انقلابا على الشرعية في البلاد وسيطروا على العاصمة صنعاء عام 2014.
يذكر أن قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني كان أقر الثلاثاء أن قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني ونائب قائد فيلق القدس، محمد حجازي، أسسا معاً عدداً من الميليشيات في المنطقة.
وقال قاآني إن سليماني ورفيقه حجازي أسسا ما وصفها بـ"جبهات المقاومة"، في إشارة إلى الفصائل والميليشيات المسلحة التي تدعمها إيران، من لبنان إلى سوريا، وفلسطين والعراق واليمن.
وجاءت الاعترافات الإيرانية، بعد ساعات من اتهامات أمريكية جديدة ساقها مبعوث واشنطن إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، وقال خلالها إن الدعم الإيراني للحوثيين "كبير وحاسم".
وأوضح ليندركينغ، الذي تم تعيينه منتصف فبراير الماضي مبعوثا لدى اليمن، في إيجاز أمام الكونغرس، بأن النظام الإيراني "لم يظهر أي مؤشر على رغبته في حل بنّاء للصراع، اليمني، وسنرحب بوجود أي دور إذا كانوا على استعداد لذلك".
ولم يصدر أي تعليق من جماعة الحوثيين التي دائما ما تفاخر بأن التطور العسكري الحاصل في صفوفها ناتج عن خبرات يمنية خالصة، رغم أن زعيمها، عبدالملك الحوثي، سبق أن وجه عبارات شكر وثناء خاص للدعم الذي تقدمه إيران لهم، دون الإفصاح عن هويته وما إذا كان عسكريا أو إعلاميا أو ماديا.
وفي وقت سابق أكد تقرير أعده خبراء الأمم المتحدة وعرض على مجلس الأمن، أن جهات وكيانات إيرانية متورطة بإرسال أسلحة إلى ميليشيات الحوثي في اليمن.
وجاء في تقرير للخبراء المستقلين المراقبين لنظام العقوبات الخاصة باليمن، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز"، أن "هناك كمية متزايدة من الأدلة التي تثبت أن أفرادا أو كيانات من داخل إيران متورطون في إرسال أسلحة ومكوناتها إلى الحوثيين".
جدير بالذكر أن وكالة "رويترز"، نقلت عن أربعة مصادر، بينهم دبلوماسي، لم تسمهم، أن إيران وعدت باستخدام نفوذها لوقف هجمات الحوثيين على السعودية، وطلبت في المقابل أن تدعم الرياض المحادثات النووية، وذلك خلال محادثات جمعتها بالجانب السعودي في بغداد خلال وقت سابق من شهر إبريل الجاري، ومن المقرّر أن تنعقد جولة ثانية قريبًا.