تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 4 مايو 2021.
«مسام»: نزع 4184 لغماً «حوثياً» في أسبوع
أعلن مشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن نزع 4184 لغماً وذخيرة غير متفجرة وعبوة ناسفة، خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل الماضي، كانت زرعتها ميليشيا «الحوثي»، في عدد من المحافظات والمناطق اليمنية المحررة.
وقالت غرفة عمليات مشروع «مسام»، في بيان: «إن الفرق الميدانية التابعة للمشروع نزعت خلال الأسبوع الماضي 834 ذخيرة غير منفجرة و41 عبوة ناسفة، و2950 لغماً مضاداً للدبابات، و359 لغماً مضاداً للأفراد».
وتمكنت فرق المشروع خلال الأسبوع ذاته من تطهير 43911 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية، ليصل بذلك مجموع ما تم تطهيره خلال شهر أبريل إلى 603714 متراً مربعاً من الأراضي كانت مفخخة بالألغام والذخائر والعبوات الناسفة.
وارتفعت أعداد الألغام والعبوات الناسفة التي نزعها البرنامج منذ انطلاقه إلى أكثر من 241 ألفاً، حسب بيانات المشروع.
الإمارات: استمرار هجمات «الحوثي» الإرهابية تحدٍّ سافر
أعربت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين محاولات ميليشيا «الحوثي» الإرهابية، المدعومة من إيران، استهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة ممنهجة ومتعمدة في مدينة نجران في المملكة العربية السعودية الشقيقة، من خلال صاروخ باليستي وطائرتين مفخختين، اعترضتها قوات التحالف.
وأكدت دولة الإمارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن استمرار هذه الهجمات الإرهابية لجماعة «الحوثي» يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية.
وحثت الوزارة المجتمع الدولي على أن يتخذ موقفاً فورياً وحاسماً لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالميين، مؤكدة أن استمرار هذه الهجمات في الآونة الأخيرة يعتبر تصعيداً خطيراً، ودليلاً جديداً على سعي هذه المليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.
وجددت الوزارة تضامن دولة الإمارات الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وأكد البيان أن أمن الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كل لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها. واعترضت الدفاعات الجوية السعودية، مساء أمس الأول، مسيّرتين مفخختين وصاروخ باليستي أطلقوا باتجاه نجران. وأكد تحالف دعم الشرعية في اليمن، اعتراض وتدمير المفخختين والصاروخين الباليستيين.
وأشار التحالف إلى «اتخاذ الإجراءات العملياتية للتعامل مع مصادر التهديد لحماية المدنيين والأعيان المدنية». وشدد على أن «محاولة استهداف الميليشيات الحوثية للمدنيين تعتبر انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي».
إلى ذلك، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف فلاح مبارك الحجرف، إطلاق ميليشيا «الحوثي» الإرهابية لطائرات مسيرة وصواريخ باليستية باتجاه جنوب المملكة، مستهدفة المدنيين والأعيان المدنية. وأكد أن استمرار هذه الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها ميليشيا «الحوثي»، تعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، واتخاذ موقف حاسم تجاه ميلشيا «الحوثي» لوقف هذه الأعمال الإرهابية المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية. وأشاد الحجرف بيقظة وكفاءة قوات تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية وقوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، ونجاحها في التصدي لكل الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها ميليشيا «الحوثي» الإرهابية، مؤكداً تضامن ووقوف مجلس التعاون مع المملكة، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات، للدفاع عن أراضيها وحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها.
التعاون الإسلامي: انتهاك صارخ
أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، في بيان، عن إدانته واستنكاره الشديدين للمحاولات العدائية الحوثية الفاشلة بإطلاق صاروخين باليستيين وطائرات مسيرة مفخخة، بطريقة متعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة، حيث تمكنت الدفاعات الجوية السعودية من اعتراضها وتدميرها قبل الوصول إلى أهدافها، حسبما أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس. وأكد الأمين العام إدانة منظمة التعاون الإسلامي للممارسات الإرهابية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي ومن يمدها بالمال والسلاح، والتي تعتبر جرائم حرب، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
البرلمان العربي: جرائم حرب
حذّر البرلمان العربي، أمس، من استمرار الأعمال الإرهابية لميليشيا «الحوثي»، والتي تعكس إصرارها على مواصلة اعتداءاتها الآثمة على المملكة العربية السعودية والتي تعتبر «جرائم حرب»، ورفض الدعوات الرامية لإنهاء الحرب في اليمن والتوصل إلى حلٍ سلمي ينهي مُعاناة الشعب اليمني. ودعا البرلمان، في بيان، المجتمع الدولي لتحركٍ عاجل وحاسم ضد ما ترتكبه ميليشيا «الحوثي» الإرهابية، المدعومة من النظام الإيراني، من جرائم وانتهاكات ضد الإنسانية، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
وأكد البرلمان العربي تضامنه الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية، مشدداً على أن أمن المملكة جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي العربي.
قبائل الجوف تلبي دعوة النفير العام ضد الانقلابيين
عقدت قبائل دهم من أبناء محافظة الجوف، اجتماعاً موسعاً ضم عدداً من القيادات السياسية والقبلية والشخصيات الاجتماعية استجابة لدعوة النفير العام وإسناد الجيش الوطني في المعركة الوطنية ضد الميليشيا «الحوثية» الانقلابية.
وفي الاجتماع، أكد محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي، أن قبائل دهم وأبناء الجوف عامة كانوا سباقين في النفير إلى الجبهات ومواجهة الميليشيا الانقلابية في مختلف الجبهات بمحافظتي الجوف ومأرب، مشيراً إلى دور قبائل دهم في المعركة الوطنية والإعداد لدعم الجبهات بالمقاتلين، تلبية لدعوات النفير العام التي أطلقها محافظ مأرب للدفاع عن الوطن وتحرير مديريات الجوف ومأرب وما تبقى من محافظات.
من جهته، قال وكيل محافظة الجوف سنان العراقي: «إن اللقاء الموسع الذي عقدته قبائل دهم نتج عنه تعيين قيادة جديدة لمطارح القبائل خلفاً للفقيد الشيخ علي بن صالح شطيف»، مشيراً إلى تأكيد القبائل واستجابتها للنفير العام وتوحيد الجهود من أجل دحر الميليشيا الانقلابية.
وتعهد خالد بن علي شطيف، الذي جرى تنصيبه قائداً لمطارح قبائل دهم، بالاستمرار في مقارعة الميليشيا «الحوثية» والدفاع عن أراضي البلاد.
الميليشيا تتكبد هزائم متتالية في مأرب
واصلت القوات المشتركة في اليمن المسنودة بالقبائل ومقاتلات تحالف دعم الشرعية، التنكيل بعناصر ميليشيا الحوثي في جبهتي الكسارة والمشجح غربي محافظة مأرب، وتحولت هذه القوات إلى موقع الهجوم بعد ثلاثة أشهر من تجدد المعارك في هذه الجهة.
وقالت مصادر عسكرية لـ«البيان» إن القوات الحكومية نفذت عملية التفاف ناجحة على مواقع الميليشيا في جبهة المشجح، وقتلت 20 من عناصر الميليشيا وأحرقت آليات قتالية كانت في تلك المواقع. كما استهدفت مدفعية القوات الحكومية من جهتها تعزيزات الميليشيا على الطريق الرابط بين جبهتي الكسارة، والمشجح، كانت قادمة من الجوف، ما أسفر عن تدمير عربتي نقل جنود فقتل جميع من كانوا على متنها.
انهيار حوثي
معارك ضارية شهدتها جبهة الكسارة، في مديرية صرواح، جراء هجمات مكثفة لميليشيا الحوثي على المرتفعات التي خسرتها خلال اليومين الماضيين، وهي تبة الأمن وتبتا الطالب، والمعترضة، حيث أسفرت المواجهات التي ساندتها مقاتلات تحالف دعم الشرعية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيا الحوثي، بينهم القيادي الحوثي صالح بن علي عايض الشريف، المعين من قبل الميليشيا مديراً لمديرية مجزر، وعدد من مرافقيه، علاوة على تدمير نحو 5 آليات وعربات.
الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد عبده مجلي أفاد أن جبهتي الكسارة والمشجح، غرب مأرب تعدان أكثر الجبهات اشتعالاً خاض فيها الجيش معارك عنيفة ضد الميليشيا خلال الأيام الماضية وكبّدوها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وتم تنفيذ عدد من الكمائن المحكمة استهدف فيها مجموعات من عناصر الميليشيا الحوثية.
وأضاف أن طيران تحالف دعم الشرعية استهدف العربات والأطقم والآليات وتجمعات للميليشيا الحوثية الانقلابية المدعومة إيرانياً، في مواقع متفرقة وان تلك الغارات دمرت 5 عربات مدرعة و9 أطقم كانت تحمل تعزيزات للميليشيا.
هجوم مضاد
وقال مجلي :إن قوات الجيش والمقاومة في محافظة الجوف وبإسناد مقاتلات تحالف دعم الشرعية شنت هجوماً مضاداً على عدد من المواقع كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية في جبهة النضود، وتمكنت من تحرير عدة مواقع، وإلحاق خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد بالميليشيا حيث دمرت مقاتلات التحالف 9 أطقم و3 عربات مدرعة ومصرع العشرات من عناصر الميليشيا في الجبهة ذاتها.
باريس تحث الحوثيين على قبول المبادرة السعودية
انتقد السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا، الحوثيين بشدة، واصفاً خطابهم عن السلام بـ«العبارات الجوفاء»، ومبيناً أن الشعب اليمني هو الضحية وأن هجومهم على مأرب أسقط كل الأقنعة، على حد تعبيره.
وطالب السفير الفرنسي في حوار مع «الشرق الأوسط» الحوثيين بقبول المبادرة السعودية للسلام بالكامل، معتبراً أنها تتماشى مع خطّة الأمم المتحدة للسلام. كما لفت إلى أن عنصر المبادرة الأساسي هو فكرة التفاوض للوصول إلى حلّ سياسي مع جميع الأطراف اليمنيّة الأخرى مجتمعة في الحكومة، مشيراً إلى أن هذا العنصر يزعج الحوثيين أكثر من أي شيء آخر.
وحذر جان ماري صفا من أن عقيدة الحوثيين تدفع البلاد نحو حربٍ لا نهاية لها، مؤكداً أن اليمن ليس للحوثيين فقط. وفيما يلي نص الحوار:
> كيف تقرأون المشهد السياسي في اليمن الآن في ظل الجهود التي يقوم بها المبعوثان الأممي والأميركي؟ ومن الجهة التي ترون أنها تقف أمام تحقيق السلام؟
- النزاع اليمني مأساوي، لا سيّما أن العديد من الأشخاص، الّذين ينظرون إلى هذا النزاع من الخارج، يخلطون بين الحوثيين والشعب اليمني، غير أن الأمرين مختلفان. الحوثيّون يصوّرون أنفسهم للعالم أنهم ضحايا ومظلومون، غير أن الضحيّة الحقيقيّة المظلومة هي الشعب اليمني.
يعاني الشعب اليمني الكثير، وسيطرة الحوثيين بالقوّة تشكّل جزءاً منها، وفي الواقع يتعارض تظاهُر الحوثيين بأنهم يريدون السلام، تماماً مع الهجمات التي يقومون بها في الوقت نفسه.
لقد وضعت السعودية مبادرة سلام؛ فردّ الحوثيّون بمزيد من الهجمات على أراضيها واليمن، وأفعالهم كلّها متوجّهة نحو الحرب والاستيلاء على البلاد والسيطرة على المجتمع، كما ردّ الحوثيّون بمزيد من الهجمات على أراضي السعودية واليمن. ما قيمة خطابهم إذن في تحقيق السلام؟ هذه ليست سوى عبارات جوفاء، لأن أفعالهم كلّها متوجّهة نحو الحرب.
دائماً ما يجد الحوثيون ذرائع وتبريرات لمواقفهم، غير أن مواقفهم ليست مبرّرة ولا مقبولة. إذا كانوا بالفعل يضعون مصلحة الشعب اليمني فوق كلّ اعتبار، إذن عليهم قبول عناصر خطّة السلام السعودية بأكملها، التي تتماشى مع خطّة سلام الأمم المتحدّة.
> كيف تنظرون إلى استمرار الهجوم الحوثي على مأرب وتجاهل جميع المناشدات المحلية والإقليمية والدولية لوقف ذلك وتأثيره على ملايين النازحين في المدينة؟
- استنتج الجميع أن الحوثيين يقوّضون جهود السلام، لا سيّما تلك التي يقوم بها المبعوثان الأممي السيّد مارتن غريفيث والأميركي السيّد تيم ليندركينغ.
لأنهم يريدون سلاماً يتناقضُ مع مصلحة الشعب اليمني ومصلحة المنطقة، يرغب الحوثيون في الاستيلاء على مأرب كي يعترف بهم المجتمع الدّولي على أنهم آسياد اليمن الوحيدون، غير أن انتصار الحوثيين في مأرب لا يعني السلام ولا الاستقرار، بل يعني المعاناة أكثر.
من خلال الحوار بين جميع الأطراف يمكننا أن نضع حداً لتدهور الأوضاع في اليمن، ويمكننا أن نرى اليمنيين جميعاً يعيدون بناء بلدهم، وعلى الحكومة اليمنية أن تتخطّى العديد من المصاعب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، غير أن الحكومة المعترَف بها من قبل المجتمع الدّولي، على خلاف الحوثيين، لا تتهرب من مسؤولياتها أمام الشعب وأمام المجتمع الدّولي، وهذا هو السبب وراء عودتها إلى عدن، وعلينا أن نساعدها على إعادة إحياء الدّولة وروح الحوار الوطني لضمّ الحوثيين الّذين يشكلون جزءاً من المشهد اليمني.
> بعض المراقبين يقولون إن المجتمع الدولي لا يمتلك أي أوراق ضغط على الحوثيين ولذلك فإنهم يتصرفون بهذه الطريقة ضد الشعب اليمن... هل تعتقدون أن إزالة الجماعة من قائمة الإرهاب الأميركية أعطت الحوثيين ضوءاً أخضر لاستمرار هجماتهم على المناطق اليمنية واستهداف الأراضي السعودية؟
- إن العدوّ الأول للحوثيين هم الحوثيّون أنفسهم، حيث إن قراراتهم تقمع المجتمع أكثر فأكثر، وتستهدف النساء بصورة خاصّة، كما حدث مع الشابة اليمنية انتصار الحمادي، التي تبلغ من العمر 19 سنة، والتي سجنت في صنعاء فقط لأنها شابة تحلم بأن تصبح عارضة أزياء. بهذه الأعمال، هم لا يزرعون سوى الحقد تجاههم من قبل الشعب اليمني.
لم يبدد الحوثيون هذه الصورة الداكنة. كان لهم ممثلون كبار ومعتدلون، لا سيما في فترة الحوار الوطني، غير أن هذه الشخصيات اختفت مع الأسف. نأمل أن يستمع الحوثيون إلى ما نقوله، أو بصورة أوضح أن يتغلّب الجناح السياسي على الجناح العسكري الّذي يضع اليمن، وحتى الحوثيين أنفسهم في مأزق.
أما رفعهم عن لائحة المنظمات الإرهابية من قبل الأميركيين، فأنا أعتقد أن الجناح العسكري قد أخطأ قراءة الإشارات التي أرسلتها واشنطن والتي كانت من دون شكّ في صالح المفاوضات وإحلال السلام. يجب على الحوثيين أن يفتحوا أعينهم لمصلحة الشعب اليمني ولمصلحتهم.
الحوثيّون يمنيّون، ينتمون إلى اليمن، ولديهم تاريخ للأسف مليء بالحروب والظلم، تاريخ يجب أن نتعرّف عليه لكي نفهم من هم. لا يمكننا إحلال السلام من دون فهم الآخر، فإذا كانت أجندتهم يمنيّة بحتة، فليظهروا ذلك، بوضع حدّ للهجوم على مأرب، وبمدّ يدهم لجميع الأطراف اليمنية الأخرى.
> أمام هذا الوضع ما الخيارات أمام المجتمع الدولي علما بأن فرنسا عضو فاعل وحيوي في مجلس الأمن؟
- لقد تأهّب المجتمع الدّولي بأكمله من أجل اليمن بفضل الجهود المستمرّة من قبل المبعوث الأممي بصورة خاصّة. ثمّة إجماع دولي لدعمه، ونحن نحيي التزام الولايات المتحدّة الشديد في الملف اليمني، الّذي أعطى زخماً جديداً، لا سيّما بفضل الجهود الاستثنائية التي يقوم بها المبعوث (الأميركي) تيم ليندركينغ، والاتصالات جارية بين الجهات الفاعلة الإقليمية والدّولية.
إن روح التماسك الموجودة في المجتمع الدّولي هي الطريقة الأفضل للردّ على اعتداءات الحوثيين. العالم بأجمعه يطلب منهم وقف هجومهم على مأرب، ووقف اعتداءاتهم على اليمن والسعودية، والاستجابة لمبادرتَي السلام السعودية والأمميّة.
كما تتابعون لوضع الناقلة صافر علما بأن الحوثيين يرفضون بحسب الأمم المتحدة السماح بوصول الفريق وصيانة الناقلة؟
- لقد أخذ الحوثيّون البحر الأحمر رهينة لهم، فهم يمضون وقتهم بالتلاعب بالمجتمع الدّولي وإلقاء اللوم على الآخرين (ولا يلومون) أبداً أنفسهم، في الوقت الّذي يتحكّمون فيه بالدخول إلى الباخرة ويفعلون كلّ شيء لتقويض بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدّة، والتي كان لفرنسا مساهمة مالية فيها.
الجيش اليمني يحبط هجمات حوثية في مأرب
أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن قوات الجيش اليمني المسنودة برجال القبائل وطيران تحالف دعم الشرعية أحبطت أمس (الاثنين) هجمات جديدة للميليشيات الحوثية غرب مأب محافظة مأرب، حيث تقود الجماعة الموالية لإيران الهجوم للشهر الرابع على التوالي ضمن مساعيها للسيطرة على المحافظة النفطية التي تعد المعقل الأهم للحكومة الشرعية في شمال البلاد.
هذه التطورات واكبها استجابة القبائل اليمنية في محافظتي مأرب والجوف والمحافظات المجاورة لدعوة النفير التي دعت إليها السلطات المحلية لإسناد قوات الجيش وإلحاق الشبان بالمعسكرات، بحسب ما ذكرته المصادر الرسمية.
وقالت المصادر إن «قبائل دهم من أبناء محافظة الجوف عقدت اجتماعاً موسعاً ضم عدداً من القيادات السياسية والقبلية والشخصيات الاجتماعية استجابة لدعوة النفير العام وإسناد الجيش الوطني في المعركة الوطنية ضد الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا».
وأكد محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي خلال الاجتماع أن قبائل دهم وأبناء الجوف عامة كانوا سباقين في النفير إلى الجبهات ومواجهة ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ تأسيس مطارح دهم ومساندتها لمختلف الجبهات في محافظتي الجوف ومأرب، مشيراً إلى دور قبائل دهم في المعركة الوطنية واستمرارها في التحشيد والإعداد لدعم الجبهات بالمقاتلين تلبية لدعوات النفير العام التي أطلقها محافظ مأرب للدفاع عن الوطن والسعي إلى تحرير مديريات الجوف ومأرب، وما تبقى من محافظات تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية.
في السياق نفسه، نقلت المصادر الرسمية أن محافظ صنعاء اللواء عبد القوي شريف، «دعا أبناء المحافظة (ريف صنعاء) وفي مقدمهم الشبان إلى التفاعل الإيجابي مع حملة التعبئة العامة والإسناد للجيش الوطني في المعركة الوطنية ضد الميليشيات الحوثية ورفد الجبهات بالرجال والأموال والعتاد».
وأوردت وكالة «سبأ» على لسان المحافظ شريف أنه «ثمّن دور أبناء محافظة صنعاء في مقاومة الميليشيات الحوثية الانقلابية ورفض انقلابها الدموي على الدولة والتمسك بالدولة الشرعية منذ الوهلة الأولى من الانقلاب».
وبينما تكثف الميليشيات الحوثية هجماتها خاصة في جبهتي الكسارة والمشجح غرب مأرب، ذكر الإعلام العسكري أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية كثفت ضرباتها على مواقع وتجمعات الميليشيات في مديرية صرواح غرب المحافظة.
واستهدفت مقاتلات التحالف، بحسب الموقع الرسمي للجيش، «مواقع وتجمعات الميليشيات، في جبهتي الكسارة، والمشجح وأسفرت عن مصرع وجرح العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية، وتدمير آليات قتالية».
وكان المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي أفاد في إيجاز لوسائل الإعلام بأن عناصر الجيش حققوا انتصارات في جبهات مأرب وتعز والضالع والجوف وصعدة والبيضاء والحديدة ولحج. وقال إن «جبهات محافظة مأرب، تشهد إسناداً شعبياً متواصلاً لدعم صمود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لاستعادة الدولة والشرعية وإنهاء الانقلاب والإرهاب الحوثي».
وأكد متحدث الجيش اليمني أن القوات المسنودة بالمقاومة الشعبية واصلت «التقدمات وتحقيق المكاسب على الأرض والتصدي لكل التسللات والهجمات الحوثية في جبهات صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان». وتابع قائلاً: «تخسر الميليشيات الحوثية الإرهابية في هذه الجبهات بشكل يومي العشرات من عناصرها، بالإضافة إلى تدمير العديد من الأسلحة والآليات والأطقم والعربات المدرعة وتستعيد قوات الجيش الوطني العديد من الأسلحة والذخائر المتنوعة».
وأفاد مجلي بأن جبهتي الكسارة والمشجح، غرب مأرب تعدان أكثر الجبهات اشتعالاً، حيث خاض فيها الجيش الوطني المعارك العنيفة ضد الميليشيات الحوثية خلال الأيام الماضية وكبّدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، كما تم تنفيذ عدد من الكمائن المحكمة استهدف فيها مجموعات من عناصر الميليشيات الحوثية»، حسب تعبيره. وأضاف أن طيران تحالف دعم الشرعية استهدف العربات والأطقم والآليات وتجمعات للميليشيات الحوثية، في مواقع متفرقة أسفر عن تدمير عربات عسكرية ومدرعات كانت تحمل تعزيزات للميليشيات.
وأكد العميد مجلي أن ميليشيات الحوثي «واصلت استهداف المدنيين والنازحين، في محافظة مأرب بالصواريخ الباليستية، كما أن قصفها وقنصها استمر على المدنيين في محافظة الحديدة، ونتج عن القصف والقنص الإرهابي إصابة مدنيين بينهم أطفال ونساء وهي أعمال مدانة وترقى إلى جرائم حرب».
ودفعت الهجمات الحوثية المستمرة للشهر الرابع غرب مأرب، السلطات المحلية في محافظتي مأرب والجوف إلى إعلان النفير العام لإسناد الجيش، حيث دعا محافظ مأرب سلطان العرادة قبل أيام الشبان للدفاع عن مستقبلهم والانخراط في معسكرات التدريب بالجيش الوطني لمواجهة ميليشيات الحوثي التي قال إنها «جاءت بمبادئ مغايرة لمبادئ الشعب اليمني وقيمه وهويته».
وترفض الجماعة الحوثية الحديث عن أي وقف للمعارك في مأرب، بعد أن شدد زعيمها على حسم المعركة هناك تحت مزاعم أنه يريد تحرير المحافظة ممن يصفهم في خطبه بـ«اليهود والنصارى والأميركيين والإسرائيليين». وضاعفت هجمات الجماعة من معاناة النازحين في مأرب والتي تقول الحكومة الشرعية إن بها أكثر من مليوني نازح هربوا من مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية بحثا عن الأمان. وتقدر مصادر ميدانية أن الميليشيات الحوثية خسرت بضعة آلاف من عناصرها في الهجمات الأخيرة التي كثفتها للسيطرة على المحافظة النفطية، إلا أن ذلك لك يمنعها من حشد المزيد من المجندين والدفع بهم إلى خطوط المواجهة.