عملية الواحات.. بطولات وذكريات مؤلمة
السبت 08/مايو/2021 - 06:57 ص
طباعة
حسام الحداد
الحلقة 25 من مسلسل الاختيار 2 "رجال الظل" كانت مخصصة لعملية الواحات، حيث وقع حادث الواحات الإرهابي في 20 أكتوبر 2017، وراح ضحيته عدد من أبطال الشرطة، أثناء مداهمة وكر للإرهابيين.
كانت بداية الحادث، ورود معلومات إلى ضباط الأمن الوطني، عن تمركز عناصر مسلحة في مزرعة وسط الصحراء، بمنطقة الواحات البحرية، وبعد التأكد من صحة المعلومات، تم التجهيز الأمني لمداهمة تلك البؤرة الإجرامية، وفي منطقة صحراوية في الكيلو 135 على طريق الواحات البحرية، نشبت معركة دموية بين الأمن والإرهابيين، ونتج عنها استشهاد 16 من أبطال الشرطة، وتصفية عدد كبير من الإرهابيين.
استُشهد في الحادث ضباط شرطة العميد امتياز إسحاق والمقدم أحمد فايز الذي يجسد دوره في المسلسل أحمد سعيد عبد الغني، والمقدم أحمد جاد جميل الذي يجسد دوره أحمد رفعت والمقدم محمد مصيحلى الذي يجسد دوره أحمد علي والرائد محمد عبد الفتاح سليمان والرائد أحمد عبد الباسط الذي يجسد دوره عمر متولي والنقيب كريم فرحات ويجسد دوره عمر زكريا.
كما استُشهد النقيب أحمد زيدان والنقيب إسلام محمد حلمى على مشهور والنقيب عمرو صلاح عفيفى والنقيب أحمد أبو شوشة ورقيب شرطة أنور محمد الدبركى والمجند بطرس سليمان مسعود الذي يجسد دوره أحمد صبري ومجند محمود ناصر رجب ومجند حسن زين العابدين والمجند عمر فرغلى أحمد.
ودفع هذا الحادث، القوات المصرية من الجيش والشرطة، بمساندة الشعب، إلى تحقيق نتائج مذهلة في القضاء على الإرهاب، من خلال وضع خطط استباقية للقضاء على البؤر الإرهابية ومداهمتها، ومنع وصول أي إمدادات إليها، ما ساعد في إسقاط العديد من رؤوس الإرهاب، وتمكن عدد منهم من الهروب إلى خارج البلاد، بعدما تكبدوا خسائر فادحة، خلال العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018.
ونفذت القوات، عملية نوعية يوم 31 أكتوبر 2017، أسفرت عن تصفية عدد كبير من العناصر الإرهابية، بطريق الواحات، وتحرير النقيب محمد الحايس، وبعدها بأيام، وتحديدًا في 16 نوفمبر 2017، تم ضبط الإرهابي الليبي عبدالرحيم محمد مسماري، مسئول الدعم والمعيشة بخلية الواحات، وتوالت الضربات الأمنية ثأرًا لشهداء الوطن، وانتهت بسقوط الإرهابي الأخطر، هشام عشماوي.
إعدام «المسماري»
قضت المحكمة العسكرية للجنايات، غرب القاهرة، الأحد 17 نوفمبر 2019، في القضية المعروفة بـ«الواحات البحرية»، بالحكم على المتهم الأول «عبدالرحيم محمد المسماري» «ليبي الجنسية» حضوريًا بالإعدام شنقًا»، والسجن المؤبد لـ32 آخرين، وبراءة 20 متهمًا، وذلك وفقًا لبيان المتحدث العسكري للقوات المسلحة.
حكمت المحكمة بمعاقبة المتهمين بتهمة قتل 11 شخصا عمدًا من ضباط وأفراد قوة مأمورية وزارة الداخلية لمداهمة أوكار التنظيم الإرهابي بمنطقة الواحات البحرية بتاريخ 20/10/2017، والتأسيس والانضمام لتنظيم الفتح الإسلامي والإرهابي بدولة لبيبا، واستهداف قوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية واتلاف أسلحتهم ومعداتهم واستحلال القيام بعمليات عدائية ضدهم، واستهداف المنشآت العامة والحيوية، والشروع في قتل آخرين من ضباط وأفراد هذه المأمورية، وخطف واحتجاز آخرين، نقيب شرطة مدنية، محمد علاء محمد عبداللطيف الحايس كرهينة، وسرقة بالإكراه أسلحة وذخيرة ومهمات قوات الشرطة المدنية المداهمة لمعسكرات العناصر الإرهابية بمنطقة الواحات البحرية.
عمر رفاعي سرور
في لقائه التلفزيوني الذي يعود لنوفمبر 2017 مع الإعلامي عماد الدين أديب، روى الإرهابي الليبي الناجي من عملية الواحات (20 أكتوبر 2017)، عبدالرحيم المسماري، قصة انشقاق تَعَرّض لها تنظيم «القاعدة» في ليبيا، كادت أن تسحب عناصره إلى تنظيم «داعش»، لولا فتاوى الجهادي المصري عمر رفاعي سرور، التي خرجت لحفظ كيان التنظيم.
الجهادي المصري كنيته «أبوعبدالله المصري»، ويعد الابن الأقرب لرفاعي سرور، فيلسوف تنظيم «الجهاد» (أول الكيانات الجهادية المصرية).
هرب «عمر» إلى ليبيا عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان في مصر عام 2013، واستقر في «درنة» شرق البلاد؛ حيث سيطر «مجلس شورى درنة» التابع لـ«القاعدة» إلى أن أعلن آمر عمليات غرفة عمر المختار بالجيش الليبي، اللواء سالم الرفادي، فجر اليوم الأحد، عن إصابته بجروح بالغة بعد تعرض مقر إقامته لقصف جوي من الجيش الليبي، ضمن عملية تطهير المدينة من سيطرة مسلحي «القاعدة».
والقيادي القاعدي يعد من أحد أخطر الإرهابيين المصريين الهاربين في الخارج؛ إذ تعاون فور وصوله ليبيا مع كتيبة «شهداء أبوسليم» التابعة لتنظيم «القاعدة» ويتزعمها عطية الشاعري، ثم عمل مفتيًا لأغلب الكيانات الإرهابية في درنة بما فيها «مجلس شورى درنة»، إلى أن ترددت أنباء عن اعتماده كـ«مرجع شرعي» للمجلس فبراير الماضي.
تورط «عمر» في عمليات إرهابية ضد مصر؛ إذ تؤكد المعلومات الليبية والمصرية أنه الشريك الرئيس لهشام عشماوي، الجهادي المصري، مؤسس تنظيم «المرابطون»، الذي نفذ عمليات إرهابية ضد مصر، ومسؤول بشكل أساسي عن تكوين خلايا إرهابية في الظهير الصحراوي لمحافظات الصعيد.
عقب وفاة والده في 2012، توجه إلى سيناء؛ ليعمل ضمن صفوف المسلحين، وهناك تلقى تدريبات عسكرية، وعمل مفتيًا لتنظيم «أنصار بيت المقدس»، حتى عُرف هناك بـ«أبوعبدالله المصري»، لينتقل بعدها إلى ليبيا بنفس الصفة.
ويُنقل عن أهالي درنة رؤيتهم لـ«سرور» وهو يلقي خطبًا لـ«شورى درنة»، إلى أن اختفى في فبراير الماضي، وقيل وقتها: إن الاختفاء جاء بتعليمات من قيادات التنظيم؛ للحفاظ عليه.
عماد عبد الحميد
كما كشفت التصريحات التي أدلى بها الإرهابي الليبي المتورط في عملية "الواحات" الإرهابية والذي تمكنت القوات الخاصة التابعة للجيش المصري من توقيفه خلال الضربات الأمنية التي نفذتها مقاتلات من الجيش في منطقة الواحات عن أمير جماعة "انصار الإسلام" التي تبنت العملية وهو ضابط الجيش المفصول من الخدمة، عماد الدين عبدالحميد، المعروف بـ"أبو حاتم"، لتبرز حملة من التساؤلات حول مستقبل تنظيم "أنصار الإسلام" الذي نفذ عملية الواحات الإرهابية.
وبحسب التقارير الأمنية فإن عماد عبدالحميد، كان من بين ضباط القوات المسلحة قبل أن يتم فصله في 2012، ليلتحق بعدها إلى تنظيم أنصار بيت المقدس 2014 ثم يفر هارباً إلى ليبيا، ثم يعود إلى مصر في 2016 ويتخذ من منطقة الواحات مركزاً له.
والإرهابي عبدالحميد، من مواليد محافظة الإسكندرية، من أسرة ميسورة الحال إلتحق بالكلية الحربية، لتبدأ نقطة تحولاته الفكرية من خلال الرسائل التي كان يتلقاها على أيدي واحد من المشايخ فى منطقته، وتصدير له فكرة أن هناك ظلما يقع على المصريين، ليقرر بعدها تشكيل خلية داخل الكتيبة، التي كان عضوا بها داخل الجيش، ثم يتم الكشف عنها وفصله من القوات المسلحة، ليبدأ بعدها فى فكرة جديدة فى حياته.
عبدالحميد اندمج في بداية المطاف بتنظيم "أنصار بيت المقدس" في سيناء، بعدما أعلن تأسيسه فى نوفمبر عام 2011 قبل أن يعلن التنظيم ولاءه لتنظيم "الدولة"، ليتجه هو وقرينه ضابط الصاعقة المفصول هشام عشماوي، إلى تنظيم إرهابي في منطقة الدلتا لتشكيل فرع جديد لهما فى مصر تحت "لواء أنصار بيت المقدس"، ليتفأجآ بعد شهور من إعلان الجماعة التابعة المبايعة لتنظيم داعش وقائده أبوبكر البغدادي، فقررا الانفصال.
التقارير أشارت إلى أن عماد والعشماوي، فإن الشابين شكلا تنظيم مسلح على أفكار الفكر القاعدي، رافضين أن يكونا تابعين لداعش إذ يرون فيه من الخوارج إلا انهما فضلا خلال بدايتهما عدم الصدام معهما.
وخلال هذه الفترة وتحديداً في سيناء أعلن العشماوي تنظيم "المرابطين"، لكن لم تسجل أي من المواقع الجهادية المهتمة بأخبار الحركات الأصولية، أي من العمليات الإرهابية التي تبنتها جماعة "المرابطين"، ليختفي التنظيم الإرهابي عن المشهد العام، فيما ظهر تنظيم "أنصار الإسلام" االذي تبنى عملية الواحات ليقف وراءه عماد الدين عبدالحميد، شريك هشام عشماوي.
هنا تبرز مجموعة من التساؤلات هل انتهى تنظيم "أنصار الإسلام" التي تبنت عملية الواحات، أم انه يظل موجداً طالما ظل عشاوي موجداً ويتخذ من ليبيا مقراً له، وهل يعتبر تنظيم "أنصار الإسلام" هو تطور من حيث الشكل والمسمى لتنظيم "المرابطين".
وتقول تقارير أن أول عملية إرهابية لعماد والعشماوي كانت في العام 2014 تنفيذ عملية الفرافرة التي راح على إثرها شهداء من قوات الأمن، وخلال هذه الاشتباكات أصيب هشام العشماوي وانتقل على الفور إلى ليبيا حيث منطقة درنة، ليحتمي فى تنظيم القاعدة المتواجد هناك، وعمل مساعدا لعشماوي قائد تنظيم المرابطين بليبيا.
مطلع العام 2015، أرسل عشماوي رسائل لصديقه عماد أمره فيها الانتقال ومن معه من الشباب إلى ليبيا، لتشكيل جبهة كبرى هناك، ووقتها استجاب عماد للرساله وانتقل إلى ليبيا وكانت فكرة إعلان الجهاد في مصر هدف رئيس.
وبحسب التقارير فإن "الشيخ حاتم" – عماد عبدالحميد – بدأ يجند العديد من الشباب الليبي والعربي ومنهم المصريون ويلقيهم تدريبات عسكرية، ليبدأ خطة العبور الكبرى كما كان يسميها التنظيم إلى مصر، فى أغسطس من العام 2017، وصل إلى منطقة الواحات بأربع سيارات دفع رباعي ومعه الكثير من الأسلحة والذخائر التي وصلت إلى قذائف مضادة للطائرات.
وثيقة "إعلان" جماعة أنصار الاسلام "الإرهابية" مسئوليتها عن حادث الواحات
كشف "إعلان" جماعة أنصار الاسلام "الإرهابية" مسئوليتها عن حادث الواحات رغم مرور اكثر من أسبوعين على حادث الواحات الإرهابي، عن العديد من التفاصيل الخاصة بالجماعة الجديدة وايضا عن تصفية عناصرها ، حتى تفاجئ الجميع صباح يوم الجمعة 3-11-2017م ، ببيان جماعة ارهابية تدعى "أنصار الإسلام"، تعلن تبنيها هجوم الواحات بعد ان قامت القوات الجوية بناء على أوامر صادرة من القيادة العامة للقوات المسلحة بمهاجمة منطقة اختباء العناصر الإرهابية على طريق الواحات بإحدى المناطق الجبلية غرب الفيوم.
وتمت الضربة بناء على معلومات مؤكدة بالتعاون مع عناصر وزارة الداخلية عن أماكن اختباء العناصر الإرهابية، وأسفرت عن تدمير 3 عربات دفع رباعي محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار والقضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية واستمر الغموض حول التنظيم المنفذ لحادث الواحات الإرهابي، حتى أعلنت جماعة متشددة تدعى "أنصار الإسلام" مسؤوليتها عن الهجوم الذي استشهد على إثره عدد من أفراد الشرطة.
وقالت الجماعة فى بيانها "ها هي معركة عرين الأسد في منطقة الواحات البحرية على حدود القاهرة بدأنا بها جهادنا وتم لنا فيها النصر -بحول الله وقوته- على حملة العدو " وتابعت " إن عدد من عناصرها قتل في استهداف الطيران الحربي المصري لهم ومن بينهم من يكنى "أبو حاتم" عماد الدين عبد الحميد، وهو بحسب بيانات رسمية للداخلية المصرية، ضابط مفصول من الجيش المصري ومطلوب في عدة قضايا استهداف للقوات الأمنية، من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم ولم تقدم الجماعة أي دليل على إدعائها سوى البيان النصي الذي نقلته على منصة "تليجرام" الذي نشرته جماعة أخرى تسمى "حراس الشريعة".
وقد استعانت الجماعة بالتعبيرات ذاتها التي داوم "القاعدة" على استخدامها والمفردات الواردة في بيان "أنصار الإسلام"، هي ذاتها المفردات التي استخدمها الإرهابي هشام عشماوي، في تسجيله الأول "ويومئذٍ يفرح المؤمنون"، الذي صدر في يوليو 2015، وكان مدته 6 دقائق، وحرض فيه على استهداف المؤسسات الأمنية المصرية.
وفي 21 أكتوبر الماضي، بعد انتشار الأخبار عن العملية في الواحات، هنأت قناة "حراس الشريعة" على تطبيق "تليجرام"، وهي تابعة لتنظيم "القاعدة"، العناصر الإرهابية المشاركة في العملية، دون نشر بيانات، وهي القناة ذاتها التي نشرت بيان أمس.
ووفقا للمعلومات المتاحة، فإن "أنصار الإسلام" خليط من جماعات تكفيرية ليبية، انضم إليها "تنظيم المرابطون" الذي أسسه هشام عشماوي أواخر 2014، بعد مبايعة تنظيم أنصار بيت المقدس لتنظيم "داعش".
ووقتها نشبت خلافات بين عشماوي وقيادات "بيت المقدس"، بشأن العلاقة التنظيمية بـ"داعش" و"القاعدة"، فقرر عشماوي ومعه عماد عبدالحميد وآخرين، الانشقاق وتشكيل "المرابطون" والاستمرار في الولاء لـ"القاعدة".
ويعد من أبرز قيادات هذا التنظيم عماد الدين عبدالحميد، الذي أعلن "أنصار الإسلام" مقتله في عملية الواحات، وعماد وكنيته "أبوحاتم"، ويحمل أسماء أخرى مثل "مصطفى" و"رمزي"، من العناصر الإرهابية الخطرة، وهو الرجل الثاني في تنظيم "المرابطون"، الذي أسسه الإرهابي هشام عشماوي، ويتولى تنفيذ العمليات في مصر، عبر الصحراء.
و"عبدالحميد" من مواليد الإسكندرية، ويبلغ من العمر 36 عامًا، فُصّل من القوات المسلحة، وكانت رتبته نقيب في سلاح الصاعقة، وأُحيل للعمل المدني بقرار جمهوري لدواعٍ أمنية بعد اعتناقه الفكر التكفيري، وهو المتهم العاشر في قضية أنصار "بيت المقدس 1".
وشكّل "عبدالحميد" مع الإرهابي هشام عشماوي (المتهم رقم 9 في قضية الأنصار رقم 1)، في مدن الدلتا بالعام 2011، ما يعرف بـ"خلايا الوادي"، وهي الخلايا التي كان يسعى تنظيم "بيت المقدس" الإرهابي، لتأسيسها في محافظات الدلتا للخروج من سيناء.
وتولى "عبدالحميد" عملية التدريب الميداني مع زميله هشام عشماوي لعناصر التنظيم. وانشق مع عشماوي في العام 2014، وشكلا تنظيم "المرابطون"، بعد إعلان تنظيم أنصار بيت المقدس ولائه لـ"داعش" وسافر إلى ليبيا مع عشماوي، ليقيما في مدينة درنة.
هشام عشماوي
قامت القوات المسلحة الليبية في 8 أكتوبر 2018، بأكبر عملية من عمليات مكافحة الإرهاب بالقبض على الإرهابي هشام عشماوي في حي المغار بمدينة درنة وهو يرتدى حزام ناسف لم يتمكن من تفجيره بسبب عنصر المفاجأة وسرعة تنفيذ العملية من أفراد القوات المسلحة الليبية، وتنتظر قوات الأمن المصرية تسلم المتهم بعد التنسيق الأمني مع القوات الليبية.
هشام عشماوي اسمه الكامل هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، يبلغ من العمر 35 سنة، هو ضابط سابق بقوات الصاعقة في الجيش المصري برتبة مقدم، عمل في سيناء حوالي 10 سنوات، إلى أن تم فصله قبل حوالي 7 سنوات بموجب قرار من القضاء العسكري بعد أن حاد عن الطريق واتجه إلى التطرف واعتنق الأفكار المتشددة وأصبح يروج لها بين الجنود.
عقب فصله، كوّن عشماوي المكنى بأبو عمر المهاجر، خلية تضم مجموعة من الإرهابيين من بينهم 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة وآخرين من الجيش، ثم التحق بعد ذلك بتنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي تحول إلى "ولاية سيناء" بعد مبايعته تنظيم داعش وصار عضوا فيه.
اتهم عشماوي بالضلوع في أغلب الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر، من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم وقضية "عرب شركس"، كما اتهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014، والتي قتل فيها 22 مجندا بالجيش، واتهم أيضا بالمشاركة في استهداف الكتيبة 101 في شهر فبراير 2015 بعد اقتحامها.
عام 2013 سافر عشماوي إلى ليبيا وبالتحديد إلى مدينة درنة، وأعلن انشقاقه عن تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم داعش وانضمامه لتنظيم "المرابطون" الموالي لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي والذي تكوّن بعد اندماج تنظيمين هما كتيبة "الموقعون بالدم" التي يقودها الجزائري مختار بلمختار، وجماعة "التوحيد والجهاد" في غرب إفريقيا، وأصبح يترأس فرع التنظيم بليبيا.
تدرب في معسكرات تنظيم القاعدة الموجودة في درنة، واستطاع استقطاب وتجنيد عناصر جديدة من مصر إلى درنة، وقام بتدريبها لتنفيذ عمليات في الداخل المصري، وأصبح اليوم من أكثر العناصر المطلوب القبض أو القضاء عليها، نظرا لما يشكله من تحدٍّ أمني قائم يواجه مصر.
الجدير بالذكر أن هشام عشماوي قد تردد اسمه كأحد المتهمين الرئيسين في قضية اغتيال النائب العام المصري "هشام بركات" بعد استهداف موكبه في يونيو الماضي، لم تكن هذه المرة الأولى التي يتردد فيها اسم عشماوي في الأوساط الإعلامية المصرية.
عشماوي زوجته نسرين حسن التي تعمل كأستاذة بجامعة عين شمس تؤكد أن هشام عشماوي ظل في الخدمة العسكرية حتى عام 2012 على قوة سلاح الدفاع الشعبي بعد أن تم عزله من سلاح الصاعقة وذلك طبقًا للتحقيقات الأمنية التي تمت وتتم معها باستمرار منذ ظهور اسم زوجها على الساحة المصرية.
بداية التحولات لدى عشماوي كضابط عسكري متفوق مشهود له بالكفاءة من كافة زملائه وقادته كان في مطلع الألفينيات، حيث ظهرت عليه بوادر التزام ديني ومحاولات لنشر أفكار وصفت بأنها متشددة، من بين هذه البوادر التي حُكيت في حياة هشام أنه وبخ قارئًا للقرآن في أحد المساجد التي كان يُصلي بها بسبب أخطاء في أحكام التلاوة، وظل هشام عشماوي هكذا حتى أُحيل إلى محكمة عسكرية بسبب الشبهات التي أثيرت حوله، وقد برزت رواية بأن عشماوي تم تسريحه من الجيش في العام 2009 ورواية أخرى تقول إنه استبعد من الجيش على إثر حكم المحكمة العسكرية في حالته في نهاية العام 2011 مطلع 2012 وهي الرواية المطابقة لشهادة زوجته في التحقيقات الأمنية.
عمل عشماوي في سيناء مدة عشر سنوات وهو ما يفسر معرفته جيدًا بجغرافيتها؛ ما ساعد تنظيم أنصار بيت المقدس كثيرًا في معاركه ضد الجيش في سيناء، عقب فصل عشماوي من الخدمة وانقطاع علاقته بالمؤسسة العسكرية التي لطالما روج بين الجنود والضباط أفكارًا تدور حول عدم إطاعة أوامر القادة بها.
والعشماوي متهم في عدة عمليات إرهابية أخرى في مصر، أهمها استهداف الكتيبة 101 في العريش واغتيال النائب العام السابق هشام بركات عام 2015، واستهداف حافلات الأقباط في المنيا والهجوم على الأمن الوطني في طريق الواحات عام 2017.
وعملية القبض على هشام عشماوي انما تؤكد على التعاون عالي المستوى بين أجهزتي الأمن الليبي والمصري، والقبض على العشماوي يعد من الأهمية القصوى التي توقف تحرك الجماعات الإرهابية على الحدود الغربية وتتفرغ قوات الأمن المصرية لمكافحة الإرهاب في شمال سيناء، كذلك القضاء على أهم بؤر الإرهاب العابر للحدود في منطقة درنة بليبيا والتي ما زالت تعد أخطر بؤرة إرهابية على الأراضي الليبية.