تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 9 مايو 2021.
مقتل 45 حوثياً في «المشجح وصرواح» غرب مأرب
أحبط الجيش اليمني مسنوداً بمقاتلي القبائل وطيران تحالف دعم الشرعية هجوماً واسعاً لميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران على امتداد جبهتي «المشجح وصرواح» غرب مأرب، واستهدفت الميليشيات الإرهابية مدينة مأرب بصاروخ باليستي هو الرابع خلال 72 ساعة، يأتي ذلك فيما حقق الجيش اليمني انتصاراً عسكرياً شرقي محافظة الجوف وذلك بتحرير مواقع جديدة.
وقال مصدر عسكري: إن الجيش اليمني ومقاتلي القبائل تمكنوا من التصدي لهجوم واسع للميليشيات الحوثية على امتداد جبهتي «المشجح وصرواح» غرب مأرب، والتي دارت فيها معارك شرسة لعدة ساعات تكبدت فيها الميليشيات الحوثية خسائر فادحة في العتاد والأرواح. وأوضح المصدر أن 45 من عناصر الميليشيات الحوثية قتلوا، بينهم قيادات ميدانية وعشرات الجرحى، فيما لاذ بقية العناصر المهاجمة بالفرار، تحت ضربات الجيش الجيش ومقاتلي القبائل.
وأفاد المصدر أن مدفعية الجيش شنت قصفاً مكثفاً على مواقع وتحصينات الميليشيات الحوثية والتي تمكنت من إحراق آلية حوثية، وقتل وجرح العشرات من العناصر المهاجمة.
كما شارك طيران تحالف دعم الشرعية بعدة غارات جوية في المعركة، وتمكن من تدمير عربة نوع «pmp» وإحراق آليتين أخريين وقتل وجرح من كان على متنهما.
وفي جبهات شمال غربي مأرب، قصفت مدفعية الجيش اليمني، تجمعات ومواقع تتمركز فيها ميليشيات الحوثي في جبهة «محزام ماس».
وأسفر القصف المدفعي بحسب مصدر عسكري عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الميليشيات، تضاف إلى خسائر الميليشيات المتواصلة في جبهات القتال غرب وجنوب مأرب.
كما تمكنت دفاعات الجيش اليمني من إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لميليشيات الحوثي في جبهة «الكسارة» غربي مأرب كانت في طريقها لاستهداف المدنيين في مدينة مأرب.
واستهدفت ميليشيات الحوثي الإرهابية مدينة مأرب بصاروخ باليستي هو الرابع خلال 72 ساعة.
وتتعرض ميليشيات الحوثي الإرهابية لخسائر بشرية ومادية متواصلة بنيران الجيش اليمني ومقاتلي القبائل، وبفعل غارات طيران تحالف دعم الشرعية منذ تصعيدها الأخير في جبهات القتال المحيطة بمحافظة مارب. وفي الجوف، قال مصدر عسكري إن قوات الجيش ومقاتلي القبائل شنوا هجوماً بمختلف أنواع الأسلحة على مواقع كانت تتمركز بها ميليشيات الحوثي الإرهابية في جبهة «العلم»، مؤكداً تحرير عدد من المواقع المستهدفة بالهجوم سط انهيار وخسائر بشرية ومادية في صفوف الحوثيين.
وفي الحديدة، قتل 3 مدنيين وأصيب 6 آخرون جلهم أطفال من عائلة واحدة فجر أمس، جراء انفجار عبوة ناسفة جنوب المحافظة زرعتها خلايا حوثية ترصد حركة المدنيين لقتل أكبر عددٍ منهم وهم آمنون. وحدثت الجريمة عندما انفجرت العبوة الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي الإرهابية أثناء مرور الأسرة في الطريق العام من «الجاح» إلى الدريهمي. ورجحت مصادر طبية ارتفاع أعداد القتلى بسبب خطورة الإصابات التي تعرض لها المصابون، مؤكدةً أن الفرق الطبية الميدانية نقلت القتلى والجرحى من موقع الجريمة إلى المستشفى الميداني على الفور.
وتأتي هذه الجريمة الحوثية بعد ساعات فقط على إصابة طفلين بانفجار جسم من مخلفات الحوثيين شرق مدينة «الخوخة»، لتضاف هذه الجريمة إلى سجل حافل بالجرائم تحتفظ به الميليشيات الحوثية في رصيدها الدموي.
وتواصل ألغام الموت الحوثية والعبوات الناسفة حصد أرواح المدنيين الأبرياء في مختلف مناطق الحديدة والساحل الغربي، حيث سقط آلاف القتلى والجرحى منذ سريان الهدنة الأممية في العام 2018، وكان تقرير حقوقي حديث أكد مقتل وإصابة أكثر من 5 آلاف مدني جراء الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي في 17 محافظة يمنية، خلال الفترة من يوليو 2014 حتى مارس 2021.
التحالف يحبط اعتداءً جوياً جديداً للحوثيين على خميس مشيط
أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، إحباط هجوم جوي للميليشيات الحوثية، على جنوبي المملكة. وقال التحالف، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»: إن «الدفاع الجوي اعترض ودمر طائرة بدون طيار مفخخة أطلقت باتجاه خميس مشيط» جنوب غربي السعودية. وأضاف التحالف أنه يتخذ الإجراءات العملياتية للتعامل مع مصادر التهديد؛ لحماية المدنيين والأعيان المدنية.
من جانب آخر، قصفت الميليشيات، مساء أمس السبت، ولليوم الثالث على التوالي، مدينة مأرب بصاروخ باليستي، بالتزامن مع هجماتها المستمرة على محافظة مارب، شمال شرق اليمن. وطبقاً لمصدر محلي فإن انفجاراً هائلاً هز حياً سكنياً شمال المدينة إثر سقوط صاروخ باليستي أطلقته ميليشيات الحوثي، وهو الصاروخ الرابع خلال 72 ساعة، ولم يكشف عن سقوط ضحايا. وكان الجيش الوطني قد أسقط، مساء أول أمس الجمعة، طائرة حوثية مسيرة في جبهة الكسارة غربي المحافظة.
كما استهدفت مدفعية الجيش، تجمعات ومواقع تتمركز فيها ميليشيات الحوثي في محازيم ماس، وأسفر القصف عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الميليشيات، طبقاً لإعلام الجيش الوطني. وحررت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية مواقع جديدة في جبهة العلم بمحافظة الجوف، وسط انهيار وخسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الميليشيات الحوثية الانقلابية.
وارتكبت ميليشيات الحوثي جريمة مروعة بحق أسرة كاملة في طريق الجاح الدريهمي جنوب الحديدة، غرب اليمن، فجر أمس السبت، أدت إلى مقتل وإصابة 9 مدنيين بينهم أطفال ونساء. وأكدت مصادر محلية وطبية أن عبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي في طريق الجاح الدريهمي العام، جنوب الحديدة، انفجرت بسيارة تحمل إحدى الأسر، ما أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة 6 آخرين. وأوضحت، أن القتلى امرأتان وطفل هم: مريم محمد، وغدير داود محمد، ومحمد داود. كما أصيب ستة آخرون هم: غيث قاسم حسن، وخديجة قاسم هبة، ونعمة قاسم هبة، ورضوان قاسم هبة، وسلوى سلطان هبة، وقاسم هبة حسن رب الأسرة. وتأتي هذه الجريمة الحوثية بعد ساعات من ارتكاب ميليشيات الحوثي جريمة مماثلة شرق مدينة الخوخة، غرب اليمن، جراء انفجار جسم من مخلفات الحوثيين أسفر عن إصابة طفلين.
«الوزراء اليمني» يطالب بموقف دولي حازم من الرفض الحوثي لمبادرات السلام
طالب مجلس الوزراء اليمني المجتمع الدولي بموقف حازم وواضح من الرفض الحوثي المتكرر لكل مبادرات ومقترحات السلام، وإصرارهم على المضي في تنفيذ أجندة ومشروع إيران دون اعتبار لحياة ودماء ومعاناة اليمنيين.
وقال المجلس في اجتماع له أمس عبر تقنية الاتصال المرئي، إن المواقف الضبابية لن تزيد هذه الميليشيات وداعميها في طهران إلا إصراراً على تعميق المعاناة والكارثة الإنسانية في اليمن، والتي تسببت بها منذ انقلابها على السلطة الشرعية وإشعالها للحرب، وكذلك ما تمثله من خطر متزايد على الجوار الإقليمي والملاحة الدولية في أحد أهم ممرات التجارة العالمية.
وجدد مجلس الوزراء اليمني، أن تفاعل الحكومة مع مبادرات السلام وما تقدمه من تنازلات في سبيل ذلك ليس من منطق ضعف، بل حرصاً على حقن الدماء ورفع المعاناة والكارثة الإنسانية عن الشعب اليمني، والتي تسببت بها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران .
وقدم وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية، تقريراً عن الوضع السياسي على ضوء التحركات الأممية والدولية، للوصول إلى حل سياسي في اليمن، وما يبذله المبعوثان الأمميان، مارتن غريفيث، والأميركي تيموثي ليندركينغ، من جهود مازالت تصطدم بتعنت ورفض ميليشيات الحوثي.
الحوثيون يبددون «مليارات الزكاة» على مقاتليهم وقادتهم
تفيد تقارير الأمم المتحدة بوجود نحو 16 مليون يمني مهددين بالمجاعة. وتتجاهل الميليشيات الحوثية هذه التقارير وتقوم بإنفاق مليارات الريالات التي تجمعها تحت مسمى «الزكاة» على قادتها ومقاتليها ومراكز تعليم الفكر الطائفي وشيوخ القبائل الذين يتولون حشد الفقراء للقتال، وذلك بعد إغلاق كل سبل الحياة باستثناء الالتحاق بالجبهات للحصول على رواتب شهرية.
مصادر اقتصادية تقدر إجمالي مبالغ الزكاة التي جمعتها الميليشيات خلال هذا الشهر بأكثر من 150 مليار ريال يمني (الدولار حوالي 600 ريال في مناطق سيطرة الجماعة) استناداً إلى قرار الهيئة التي استحدثتها الميليشيات لتتولى جمع وصرف الزكاة، حيث كان هذا المبلغ يناهز 75 مليار ريال يمني خلال العام الماضي وفقاً للبيانات المالية التي نشرتها الهيئة.
وفيما يشكك الكثير من العاملين في القطاع التجاري في دقة هذه البيانات كان اللافت في هذا أن أغلبية المبلغ صرفت لصالح المجهود الحربي ولمراكز التربية الطائفية وتزويج عناصر الميليشيات، ولأعضاء ما تسمى رابطة العلماء وهي إطار مذهبي يضم القيادات المذهبية للميليشيات.
وإذ اعتاد اليمنيون منذ الانقلاب على الشرعية انتشار المجاميع المسلحة في شوارع المدن الرئيسية الخاضعة لسيطرة الجماعة الانقلابية منذ بداية شهر رمضان لإرغام أصحاب المحال والشركات والمصانع على دفع مبالغ الزكاة المضاعفة فإن الميليشيات التي جندت هذا العام الآلاف من المراهقين أو الفقراء ضاعفت مقدار الزكاة العامة وزكاة الفطر بنسبة 100 في المائة، وأوكلت إلى جهاز المخابرات مهمة تنفيذ القرار، وطالبت أصحاب المحلات والشركات والمصانع وغيرها بتسليم ممثلي الهيئة نسخاً من أنظمتها المحاسبية للتأكد أولاً من المبالغ التي ينبغي دفعها ومراقبة ما إذا كان هؤلاء التجار يدعمون جمعيات خيرية لا تتبع الميليشيات أو عائلات لا تؤيد الانقلاب.
ويقول منير وهو صاحب متجر صغير في مدينة إب (170كم جنوب صنعاء) لـ«الشرق الأوسط»: «الحوثيون يقومون بفرض جبايات مضاعفة ومندوبوهم يأخذون نصفها ويوردون النصف الآخر، وإذا رفض مالك المحل دفع جزء من المبلغ بدون إيصال رسمي هددوه بمضاعفته عدة مرات». ويضيف: «ببساطة التجار يقومون بإضافة هذه الجبايات على أسعار السلع، وبالتالي فإن المستهلك المسكين يتحمل العبء».
وتظهر نشرة أصدرتها هيئة الزكاة الحوثية أنها جمعت العام الماضي حوالي 70 مليار ريال يمني غير الزكاة العينية من الحبوب والمواشي، إلى جانب حوالي خمسة مليارات هي زكاة الفطر على الأفراد، في حين أن الحقائق التي يتحدث عنها التجار أن المبلغ هو ضعف ما هو معلن.
وحسب نشرة الهيئة التي يرأسها القيادي في الميليشيات شمسان أبو نشطان فقد أنفقت الجماعة مليار ريال لدعم معمميها ومراكز تعليم طلبتها ومساكنهم في الجامعة كما أنفقت ثلاثة مليارات و900 مليون ريال لدعم أسر القتلى الحوثيين وأسر المقاتلين في الجبهات والأسرى وأسر المفقودين.
كما أنفقت الجماعة مليارين و250 مليوناً لتغطية نفقات حملة الدعاية التي ينفذها القيادي محمد علي الحوثي والتي يزعم من خلالها إجراء مصالحات بين القبائل وحل قضايا ثأر مزمنة وهي المبالغ التي تعطى لشيوخ القبائل الذين يتولون حشد وتجنيد المزيد من المقاتلين.
وجاء في النشرة الحوثية أنها أنفقت نصف مليار ريال لكسوة العيد والشتاء لأبناء قتلاها وأسراها، كما أنفقت 160 مليونا تحت مسمى مشروع الحقائب الغذائية لمراكز الحجر الصحي، ومبلغا غير محدد قالت إنها أنفقته لمشروع المخيمات الطبية. ولم يسمع عن هذه المخيمات إطلاقاً حيث تتولى منظمات أممية مهمة تمويل كل المستشفيات ودفع الحوافز للعاملين في القطاع الصحي منذ منع الميليشيات تداول الطبعة الجديدة من العملة الوطنية قبل عامين حيث كانت الحكومة الشرعية تدفع الرواتب الشهرية لكل العاملين في قطاع الصحة.
وخلافاً لمصارف الزكاة التي حددها الإسلام ذكرت الهيئة الحوثية أنها صرفت ما يقارب ملياري ريال لدعم جرحاها، ومثلها لدعم المستشفيات العامة ونصف مليار لدعم عائلات الخارجين من الأسر، ونصف مليار قالت إنها أنفقته في الحديدة وبدون أي تفاصيل.
كما صرفت الجماعة ملياراً و630 مليون ريال تحت مسمى مساعدات زواج وأعراس جماعية لمقاتليها، ونصف مليار كمساعدات علاجية و600 مليون لدعم المطابخ الخيرية والأفران وموائد الإحسان و777 مليون ريال أنفقتها تحت مسمى المساعدات الطارئة، بحسب ما زعمته النشرة.
هذه المليارات لا تساوي سوى جزء بسيط مما تستولي عليه ميليشيات الحوثي من الرسوم الجمركية والضريبية وتراخيص شركات الهاتف المحمول، وعائدات ممتلكات الدولة، وتجارة المشتقات النفطية، التي توجه جميعها لتمويل مجهودها الحربي بإشراف زعيمها الذي ترك لمشرفيه في المحافظات حرية نهب ما استطاعوا من أموال وممتلكات.
هذا العبث الحوثي يأتي في وقت يصرح فيه المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، بأن الوضع الإنساني في اليمن يسقط من حافة الهاوية مع وجود أكثر من 20 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، وأن من بين هؤلاء، يجوع أكثر من 16 مليوناً من الرجال والنساء والأطفال هذا العام، وأن عشرات الآلاف من الأشخاص يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة، وخمسة ملايين شخص على بُعد خطوة واحدة من المجاعة.
اتهامات لانقلابيي اليمن بالاستيلاء على مساعدات غذائية وطبية
أفادت مصادر تربوية وأخرى طبية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء بتصاعد جرائم السطو والسرقة التي يقف وراء ارتكابها قادة ومشرفون في الميليشيات الحوثية، حيث طالت أخيرا مساعدات طبية وغذائية كانت خصصتها منظمات دولية وتجار لصالح موظفين وعاملين بقطاعي الصحة والتربية المحرومين من رواتبهم منذ سنوات ماضية.
وإلى ذلك ذكرت مصادر محلية أخرى أن أموال المواطنين وممتلكات وعقارات الدولة في مناطق تحت سيطرة الجماعة لم تسلم هي الأخرى من عمليات النهب والمصادرة الحوثية.
في هذا السياق قال مصدر تربوي بصنعاء إن الجماعة تواصل منذ نحو ثلاثة أسابيع التلاعب بكشوف المستفيدين من المعلمين والعاملين في القطاع التعليمي في صنعاء بغية التمكن من نهب معونات خيرية خصصها تجار ورجال أعمال للآلاف منهم.
وأفاد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، بأن الميليشيات فرضت عقب مصادرتها للمعونات لجانا تابعة لها لتقوم بعملية توزيع تلك المساعدات المكونة من سلال غذائية متنوعة. مشيرا في ذات الوقت إلى أن اللجان الحوثية لا تزال تراوغ وتدعي أنها تجمع بيانات تفصيلية عن المستفيدين، في حين أنها لم تصرف أي شيء من تلك المعونات رغم استكمالها جمع البيانات.
وأشار المصدر إلى وجود تلاعب كبير في أسماء المستفيدين إلى جانب عمليات مماطلة وتطفيش هدفها الوحيد الاستيلاء على أكبر كمية من تلك المعونات.
في غضون ذلك، شكا تربويون وعاملون في القطاع التعليمي بصنعاء من استمرار الميليشيات في السطو وسرقة المساعدات المقدمة لهم، وقال البعض منهم لـ«الشرق الأوسط»: «لم تكتف الجماعة بنهب رواتبنا منذ سنوات وتسببها في أسوأ أزمة إنسانية ومعيشية، بل توسعت شهيتها للسطو على ما يجود به علينا فاعلو الخير من مساعدات تبقينا وأسرنا على قيد الحياة».
وفي حين لا يزال آلاف التربويين في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة يواجهون أوضاعا معيشية وإنسانية صعبة خصوصا منذ سطو الميليشيات على رواتبهم منذ العام 2016 اتهم العاملون بذلك القطاع، الجماعة وميليشياتها بمواصلة السطو العلني على المعونات المخصصة لهم، إلى جانب استخدام بياناتهم وهوياتهم الشخصية لأغراض وصفوها بـ«المشبوهة».
وعلى صعيد لقاحات فيروس «كوفيد - 19» المقدمة من قبل وزارة الصحة في الحكومة اليمنية لصالح الفرق الطبية بمناطق سيطرة الجماعة، كشفت مصادر طبية في صنعاء عن استيلاء الميليشيات على كميات كبيرة من اللقاحات الطبية.
وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن ما يسمى بالمجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية الحوثي احتجز قبل فترة شحنة اللقاحات ورفض تسليمها للقطاع الصحي في العاصمة المختطفة صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن الجماعة كانت قد وافقت بوقت سابق وعقب ضغوط شديدة مورست ضدها من قبل منظمات دولية على تسليم جزء بسيط من تلك اللقاحات للطواقم الطبية لكنها عاودت من جديد احتجازها ورفض تسليمها.
وفي ظل استمرار مسلسل الانفلات الأمني وارتفاع منسوب الجرائم بما فيها السرقة والسطو بمناطق الجماعة بشكل عام وفي صنعاء على وجه التحديد والتي يقف خلف ارتكاب معظمها عناصر حوثيين، أفاد شهود لـ«الشرق الأوسط»، بأن عصابة مسلحة يعتقد انتماؤها للميليشيات أقدمت قبل يومين على الاعتداء بوحشية على المواطن نجيب أحمد الوصابي بالقرب من مقر أمني حوثي بحي مذبح (وسط صنعاء) ونهب أكثر من مليوني ريال كانت بحوزته.
وقال الشهود: «ليس من المعقول أبدا أن تقوم عصابة مسلحة بضرب مواطن وسرقته بوضح النهار وبالقرب من مقر أمني إلا إذا كانت تستند في ارتكاب جرائمها على دعم ورعاية كاملة من تلك الجماعة التي تخضع كافة المقار الأمنية بصنعاء لسيطرتها».
وأشاروا إلى أنه وبفعل الانقلاب وسيطرة وحكم الميليشيات على العاصمة صنعاء تحولت إلى مسرح مفتوح للجريمة والفوضى الأمنية والتي تعد الجماعة الفاعل الرئيسي والراعي الحصري لها.
وفيما يتعلق بجرائم النهب والسطو الحوثي المنظم بحق ما تبقى من ممتلكات وعقارات الدولة، كشفت مصادر محلية بمحافظة ذمار (100 كم جنوب صنعاء) عن قيام أحد مشرفي الجماعة ويكنى «أبو ياسين» منتصف الأسبوع الماضي بالسطو بقوة السلاح على قطعة أرض كبيرة بمنطقة عزان الواقعة وسط المدينة كانت مخصصة منذ سنوات لبناء قسم شرطة.
وأشارت إلى أن المشرف الحوثي وفي تعد صارخ بحق ما تبقى من ممتلكات الدولة شرع قبل يومين في البناء في تلك الأرض.
ولفتت المصادر إلى أن أهالي المنطقة حاولوا مرارا منع المشرف الحوثي من الاعتداء على الأرض المملوكة للدولة، لكنه وبرفقة عدة عربات على متنها مسلحون هددهم بالاعتقال والسجن.
تصعيد الحوثيين انتكاسات جديدة في مأرب والجوف
هاجمت القوات المشتركة، مواقع ميليشيا الحوثي غرب محافظة مأرب وشرق محافظة الجوف، وأسقطت طائرة مسيرة للميليشيا التي ردت وقصفت مدينة مأرب بصاروخ باليستي وقف في الأطراف الشمالية للمدينة.
وذكرت مصادر عسكرية، أن القوات الحكومية أسقطت طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها الميليشيا نحو مواقع عسكرية في جبهة الكسارة. كما قصفت بالمدفعية مواقع وتحركات وآليات تابعة للميليشيا في محزام ماس، في مديرية مدغل، أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الميليشيا، فيما استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بسلسلة غارات، مواقع وتجمعات وآليات حوثية، في مناطق مختلفة من المحافظة، وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وتزامن هجوم القوات المشتركة مع مواجهات عنيفة مع الميليشيا في جبهات مديرية صرواح، غربي مأرب، حيث تستمر القوات الحكومية في التصدي لمحاولة الحوثيين تحقيق أي تقدم لكنها تعجز عن ذلك وتتكبد خسائر كبيرة.
واستهدفت الميليشيا، ورداً على خسائرها في الجبهات، شمال مدينة مأرب بصاروخ بالستي جديد، إلا انه سقط في مناطقة خالية من السكان.
وفي شرق محافظة الجوف، حققت القوات الحكومية، تقدماً ميدانياً في جبهة العلم، شرقي مدينة الحزم، خلال هجوم استهدف مواقع الميليشيا، إذ حررت عدة مواقع منها المعترضة، ومواقع أبو شد، وتبة دباش. وأسفرت المواجهات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا وتدمير عدد من الآليات، واستعادة كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة والآليات.
خسائر
وكانت هذه الجبهة مسرحاً لمعارك عنيفة بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية، حيث تكبدت الميليشيا خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، من بين قتلاها قائدها لجبهة العلم أبو طه الحباري. بدورها ساندت مقاتلات التحالف هجمات القوات الحكومية ونفذت سلسلة غارات استهدفت مواقع وتجمعات وآليات الميليشيا في مناطق مختلفة من المحافظة.
وفي الساحل الغربي، قصفت الميليشيا بقذائف المدفعية وبشكل عشوائي، الأحياء السكنية في حيس جنوب محافظة الحديدة، حيث أطلقت سبع قذائف على الأحياء المأهولة بالسكان الواقعة شرق مركز المدينة.
وذكرت القوات المشتركة، أن القصف العنيف طال حارتي الربع الأعلى والمغل، ما أثار حالة من الخوف والفزع في صفوف السكان، لاسيّما الأطفال.
هل ستعيد أمريكا النظر في إلغاء تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية؟
تحرك الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال بداية عهدته الرئاسية سريعاً لإلغاء تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية اعتقاداً منه أن هذا القرار كفيل بتخفيف حدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم بإقناع الحوثيين بمسار السلام، حيث عيّن تيموثي ليندركينغ مبعوثاً خاصاً لليمن بما يساهم في تعزيز الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن، لكن للأسف لم يحدث ذلك بل بالعكس الوضع يزداد خطورة يوماً بعد الآخر، والحوثي لا يزال يرفض نداءات السلام، بل استغل المبادرة الأمريكية للتصعيد والعمل على تنفيذ أجندة إقليمية تضر بأمن واستقرار اليمن والمنطقة، فهل هناك حدود لتسامح الولايات المتحدة مع ميليشيا الحوثي وهل استخفاف الحوثيين بمساعي واشنطن سيدفع أمريكا إلى إلغاء تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية؟
انتقادات
الانتقادات الشديدة التي وجهها المبعوث الأمريكي إلى اليمن للحوثيين بعد رفضهم مسار السلام وتهديده بعقوبات إذا لم يتوقف هجوم مأرب والقبول بوقف النار يحمل رسالة ضمنية بأن أمريكا لن تسكت عن هذا الوضع وأنها ستتعامل مع هذه الميليشيا بلغة العقوبات بعدما رفضت لغة السلام، سيما وأنهم أضاعوا فرصة إثبات التزامهم بالسلام برفضهم لقاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وخلافاً لتصريحاتهم عن الوضع الإنساني في البلاد، يواصلون هجومهم على مأرب ويزيدون الظروف المروعة التي يعاني منها النازحون هناك تعقيداً. يما يؤكد مسؤوليتهم الكاملة عن تفاقم الوضع الإنساني في البلاد من خلال مواصلة هجومها على محافظة مأرب ورفض التجاوب مع مبادرة إعلان الهدنة.
تضاؤل الآمال
ويؤكد مختصون أن الأمل في تحقيق السلام في اليمن آخذ في التضاؤل يومياً، بسبب اصطدام خطة المبعوث الأممي إلى اليمن والمبعوث الأمريكي برفض الميليشيا لجهود السلام وضعف الضغط عليها من المجتمع الدولي، حيث إن ميليشيا الحوثي الانقلابية لا تتمرد على الشرعية فحسب، بل على المجتمع الدولي، وذلك من خلال رفضها تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي. وعلى المجتمع الدولي التحرك السريع لتفعيل قراراته ذات الصلة بالشأن اليمني واتخاذ ما يلزم من قرارات عاجلة وشجاعة لوضع حد للبطش الحوثي في اليمن. وما لم يُمارس الضغط بأقصى درجاته على ميليشيا الحوثي فإن الوضع اليمني سيذهب إلى مدى سيترك أثراً واسعاً في المنطقة والعالم بأسره.