تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 23 مايو 2021.
إرهاب الحوثيين ضد اليمنيين يدخل منعطفاً جديداً
دخلت جرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن منعطفاً خطيراً في الآونة الأخيرة، بعد أن تحولت إلى اختطاف المدنيين واعتقالهم لمجرد تمزيق صورهم وشعاراتهم الجوفاء.
وأفاد «المركز الأميركي للعدالة» في تقرير له أن ميليشيات الحوثي شنت حملة مداهمات في قرية «العارة» في «عزلة الأحجار» بمديرية «شبام» بمحافظة المحويت، وداهموا المنازل بشكل مباشر إلى جانب مسجد القرية، واقتادوا 42 مدنياً تحت تهديد السلاح إلى معتقلات.
وأضاف أن المعلومات التي تلقاها المركز تؤكد تعرض المخطوفين جراء هذه الحادثة لمعاملة لا إنسانية وتعذيب نفسي وجسدي، بهدف الاعتراف بأنهم وراء عملية طمس بعض شعارات الميليشيا الطائفية.
وقام سكان القرية بتمزيق وطمس شعارات الميليشيات في دليل واضح على رفض الشعب اليمني لكل ما تمثله هذه الجماعة، بالإضافة إلى تمزيق صور بعض القادة الإيرانيين، ومنها صور قاسم سليماني، وصور زعيم ميليشيا «حزب الله» الإرهابي حسن نصر الله.
ونقل التقرير عن شاهد عيان وقريب لأحد الأشخاص المختطفين قوله: «لقد كانت ليلة رعب، لم نتخيل أن يأتي يوم وننام في بيوتنا بلا أمن إلا في عهد الحوثيين، فجأة استيقظت لنسمع فوضى مسلحين يقتحمون قريتنا ويروعون الأطفال والنساء بغير ضمير أو خوف ورادع أخلاقي وبشري، حتى يلقي بأقاربنا في السجن، والسبب صورة وشعار الموت».
وأكد المركز الأميركي للعدالة أن استمرار ميليشيا الحوثي في ارتكاب مثل هذه الانتهاكات يقلل من فرص السلام وخيارات وقف الحرب التي يحاول المجتمع الدولي والأمم المتحدة الوصول إليها في اليمن، داعيا الميليشيات إلى وقف انتهاك حقوق المواطنين والإِسراع بالإفراج عن جميع المختطفين.
كما تعم حالة من الغضب العارم مناطق مختلفة من محافظة تعز، جراء تصاعد الأنشطة الإجرامية التي يرتكبها قادة ميليشيات الحوثي.
وأحدث هذه الجرائم، إقدام قيادي في الميليشيات على سفك دماء عدد من سكان مديرية «مقبنة» التي تشكل إحدى جبهات المواجهة المحتدمة بين المسلحين الانقلابيين والجيش اليمني.
فوسط تقارير عن تحقيق الجيش اليمني خلال الأسابيع الماضية، تقدما على هذه الجبهة، تصاعد التوتر في المديرية، جراء فتح قيادي حوثي، يُدعى عزت العزي عبد النور، النار على مجموعة من الأهالي، كانوا قد تجمعوا للاحتجاج على استخدامه مكبر صوت أحد مساجد المنطقة لبث رسائل استفزازية.
اندحار هجوم للحوثيين على جبهة المشجع غربي مأرب
تمكن الجيش اليمني،السبت، من كسر هجوم لميليشيات الحوثي في جبهة المشجح غربي محافظة مأرب شرقي اليمن، في وقت عُقد فيه اجتماع أمني وعسكري مشترك رفيع لافت، وسط أنباء عن استقدام الميليشيات تعزيزات إلى أطراف مأرب، في سياق محاولاتها المستميتة لاقتحامها.
وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن ميليشيات الحوثي شنّت هجوماً على أحد المواقع العسكرية في جبهة المشجح، إلا أن قوات الجيش والمقاومة أفشلت الهجوم في لحظاته الأولى وأجبرت الميليشيات على التراجع والفرار بعد مصرع ثمانية من عناصرها وجرح آخرين، إلى جانب خسائر أخرى في العتاد.
وأضاف أن طيران تحالف دعم الشرعية استهدف مواقع وتجمعات للميليشيات الحوثية في مواقع متفرقة غربي مأرب، وألحق بالميليشيات خسائر بشرية ومادية، منها تدمير عربة مدرعة في جبهة المشجح وطقمين بجبهة الكسارة، ومصرع كل من عليها.
في الأثناء ناقش اجتماع أمني وعسكري مشترك عقد، أمس، بمحافظة مأرب برئاسة وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد علي المقدشي، مستجدات الأوضاع الأمنية في المحافظة وتقييم جوانب القصور والاختلالات وتقديم الحلول والمقترحات لمعالجتها. وأكد المشاركون في الاجتماع أهمية تضافر الجهود وتنسيق العمل بين المؤسستين الأمنية والعسكرية، وتفعيل العمليات المشتركة بينهما، واتخاذ كافة التدابير الأمنية والعسكرية لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على السكينة العامة للمواطنين، والتصدي لكافة الأعمال التخريبية وردع المخربين وضبطهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم.
وشدد الاجتماع على ضرورة تشكيل لجنة أمنية وعسكرية وقضائية مشتركة للتحقيق في الاعتداء التخريبي الأخير على مقطورات الغاز في منطقة العرقين، وتحديد هوية المعتدين وملاحقتهم.
من جانب آخر، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الحل الشامل والدائم للصراع الدائر في اليمن، يمثل أولوية قصوى للولايات المتحدة الأمريكية.
ونقل بيان صحفي صادر عن مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن بلينكن: «أتوجه بأطيب التمنيات لشعب اليمن بمناسبة يوم الوحدة الوطنية الحادي والثلاثين، نيابة عن الحكومة الأمريكية. وتقدر الولايات المتحدة التزامات حكومة الجمهورية اليمنية المستمرة بتحقيق السلام في اليمن».
وأضاف: «يمثل الحل الشامل والدائم للصراع الدائر، أولوية قصوى للولايات المتحدة، وأتطلع إلى استمرار المشاركة بين دولتينا والشركاء الآخرين لتحقيق السلام، كما أؤكد التزامنا بالمساعدة في تحقيق مستقبل مزدهر لليمنيين ».
الجيش اليمني يكبد الحوثي خسائر فادحة في 6 محافظات
منيت ميليشيا الحوثي الإيرانية بخسائر متواصلة على يد الجيش اليمني في ست من محافظات البلاد كان أبرزها جبهات غرب محافظة مأرب بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وذكر الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي أن الميليشيا الحوثية خسرت خلال الأسبوع الماضي العشرات من عناصرها بالإضافة إلى تدمير العديد من الأسلحة والآليات والأطقم والعربات المدرّعة، خلال الأعمال القتالية (التعرضية والكمائن النوعية والإغارة والمناورة) في جبهتي المشجح والكسارة غرب محافظة مأرب، اللتين تعدان من أكثر الجبهات اشتعالاً. وإن طيران تحالف دعم الشرعية استهدف بضربات جوية محكمة عربات وأرتالاً وأطقماً وآليات وتجمعات للميليشيا الحوثية، في مواقع متفرقة أسفرت عن تدمير عربات قتالية مدرعة وعربات دفع رباعي كانت تحمل تعزيزات للميليشيا، وناقلة محملة بعناصر تابعة للميليشيا الحوثية غرب جبهة المشجح.
إسقاط مسيّرتين
ووفق ما ذكره مجلي فقد استهدفت مدفعية الجيش مواقع للميليشيا، وإن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط طائرتين مسيّرتين متفجرتين غرب محافظة مأرب كانتا متجهتين لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية. وفي تعز، أكد مجلي أن قوات الجيش تمكنت من صد هجمات وتسللات للميليشيا في جبهات - مقبنة، والدفاع الجوي، ومحيط جبل هان من الجبهة الغربية لمحافظة تعز، نتج عنها مقتل العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح ولا تزال العمليات القتالية في جبهة مقبنة مستمرة، ويسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد وتطهير المناطق الجبلية من الميليشيا الحوثية.
أما في الجوف أوضح مجلي أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية وبإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، شنت هجوماً مضاداً على عدد من المواقع كانت تتمركز فيها الميليشيا الحوثية في جبهتي النضود والجدافر في محافظة الجوف، حيث تمكنت قوات الجيش من تحرير مواقع عدة، وإلحاق خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد بالميليشيا الإيرانية. وذكر مجلي أن المنطقة العسكرية الخامسة تمكنت من صد هجمات عدة للميليشيا في مديريات عبس وحرض وغرب مديرية مستبأ شمال محافظة حجة، ونتج عنها مقتل العشرات من عناصر الميليشيا ما بين قتيل وجريح، فيما تم إعطاب عدد من آلياتها القتالية.
كفاءة عالية
وعن جبهات صعدة ولحج والضالع، والبيضاء والحديدة، قال مجلي إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية حققت فيهم تقدمات ومكاسب على الأرض تم من خلالها القضاء على التسللات الحوثية وتكبيدها الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد. وإن القوات الأمنية بمحافظة مأرب، تعمل بكفاءة عالية لحفظ الأمن والاستقرار والعمل، على تأمين حياة المدنيين والنازحين وممتلكاتهم وتأمين المسافرين والتصدي بكل قوة وحزم لكل محاولات الميليشيا الإيرانية وإحباط مخططاتها.
هادي يتمسك بوحدة اليمن في ذكراها الـ31... ويتبرأ من الأخطاء التي رافقتها
أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمسكه بالوحدة في بلاده في ذكراها 31 متبرئا من الأخطاء التي رافقتها، داعياً في الوقت نفسه النخبة السياسية إلى التركيز على مواجهة المشروع الإيراني في بلاده وأداته الحوثية، بحسب ما جاء في خطاب رسمي له بالمناسبة.
وهاجم هادي في خطابه الجماعة الحوثية، وقال: «نحتفل في هذا العام ومنذ سنين مضت بهذه المناسبة الوطنية الغالية، في ظل ظروفٍ معقدة وتحدياتٍ كبيرة على مختلف الصعد، وفي مقدمها الانقلاب على الدولة والحرب التي فرضتها الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً، وتبعاتها المتراكمة بما تحمله من فكر ضال ومشاريع هدامه وأجندة دخيله عنوانها ومضمونها نقل التجربة الإيرانية إلى اليمن، التي لا يمكن القبول بها مطلقاً».
وتطرق الرئيس اليمني إلى الهجوم الذي تشنه الميليشيات الحوثية، على محافظة مأرب منذ أكثر من عام، ووصفه بأنه «يعكس النفسية المريضة للجماعة» التي قال إنها «تتعالى على الشعب، وتحاول فرض خياراتها وأهدافها وأفكارها المزيفة بالقوة القاهرة والدماء والدمار».
وبينما شدد هادي على أن تكون ذكرى الوحدة المعلنة بين الشمال والجنوب في 22 مايو (أيار): «فرصة للتوحد حول القضية الوطنية»، دعا «مختلف أطياف المجتمع ومكوناته الحزبية والاجتماعية وشرائحه المختلفة شيوخا وشبابا، رجالاً ونساء، وكل المؤسسات السياسية والاجتماعية والإعلامية والثقافية إلى توحيد الطاقات والصفوف والتواصي على كلمة سواء، جوهرها ومضمونها الحفاظ على الثوابت الوطنية ومواجهة المشروع الإيراني ودعاة الفتنة والحروب وحاملي مشاريع الظلام» بحسب تعبيره.
وقال إن الوحدة في بلاده «مثلت تجسيداً لتطلعات اليمنيين جميعاً نحو المستقبل، ولذلك استقبلها شعبنا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً بالترحاب والاحتفال والاحتفاء، فهي تعني في أهم مضامينها اكتمال المشروع الوطني ووصول النضال الوطني إلى غاياته».
تمسك هادي بخيار الوحدة في بلاده لم يمنعه من الإشارة إلى ما لحق بها «من ضرر بسبب العديد من الممارسات الخاطئة»، التي قال إنها «لا تعني الوحدة الوطنية ولا المشروع الوطني، بل تعني أولئك الذين اختاروا طريق الإساءة لتطلعات الشعوب، ووقفت ممارساتهم حائلاً دون التقدم نحو المستقبل».
وتابع الرئيس اليمني تحذيراته من تكرار «الإساءة للقضية الوطنية والوحدة الوطنية»، وقال: «الانقلاب على الدولة اليمنية والتمترس وراء العنف السلالي والانحيازات المذهبية والمشاريع الإيرانية يضرب الوحدة الوطنية في الصميم، ويعيد إنتاج الصورة النمطية للعنصرية الإمامية، ويكرر منهجية التسلط الفئوي بعيداً عن طموحات الناس المتمثلة في العدالة والحرية ونيل الحقوق».
وفي هجوم ضمني على القوى الجنوبية الداعية إلى فصل شمال البلاد عن جنوبها، قال هادي إن أولئك اختاروا «طريق التشرذم والتمترس وراء المناطقية والشحن المناطقي ونشر الكراهية»، بحسب تعبيره.
وأضاف: «نعتقد أن الوحدة اليمنية غاية نبيلة، تعرضت للنهش والتهشيم، وأن مشروع الدولة الاتحادية التي تضمنتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني قد وضع الأسس الصحيحة والسليمة لمسار قويم وراشد يكفل الحقوق والشراكة ويعيد الاعتبارات ويضمد الجروح ويؤسس لمستقبل أكثر استقرارا وأمناً». ووصف مشروع الدولة الاتحادية الذي ينادي به بأنه «الألْيَق بتطلعات اليمنيين والأجدر بتمثيل أحلامهم واعتبار تضحياتهم واستيعاب تنوعاتهم ليضعها جميعاً في طريق مستقبل آمن ومستقر بعيداً عن دوامة الصراعات والانقسامات والتهميش».
وفي حين قال إنه يأمل أن يتحقق «النصر قريباً» على الحوثيين، أشار إلى أنه وجَّه الحكومة «بالعمل بشكل استثنائي لتطبيع الأوضاع الأمنية والخدمية ووضع الأولوية القصوى لخدمة المواطن ولاستتباب الأمن وتوحيد أجهزته وتفعيل مؤسسات الدولة واستعادة الخدمات كالكهرباء والصحة والمياه والتعليم وإيلاء الملف الاقتصادي أهمية بالغة».
وانتقد الرئيس اليمني «ما تعرضت له الحكومة من تحديات وعراقيل بما فيها (التحريض المتعمد والتعطيل الممنهج لأعمالها)» وقال: «نؤكد مجدداً على ضرورة القيام بمسؤولياتها وبتكامل مع السلطات المحلية وتجاوز كل العراقيل التي تقف في طريق تطبيع الأوضاع».
خطاب الرئيس اليمني الذي واكبته احتفالات رمزية في بعض المناطق المحررة، بالمناسبة، كما هو الحال في مأرب وسيئون وأبين، جاء في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية هجومها على مأرب، بحسب ما ذكره الإعلام العسكري.
وأفادت المصادر العسكرية بأن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، كسرت،، السبت، هجوماً لميليشيا الحوثي في جبهة المشجح غرب محافظة مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن «ميليشيا الحوثي شنّت هجوماً على أحد المواقع العسكرية في جبهة المشجح، إلا أن عناصر الجيش والمقاومة أفشلوا الهجوم في لحظاته الأولى، وأجبروا الميليشيا على التراجع والفرار بعد مصرع 8 من عناصرها وجرح آخرين، إلى جانب خسائر أخرى في العتاد».
وطبقاً للمصدر نفسه «استهدف طيران تحالف دعم الشرعية مواقع وتجمعات للميليشيا الحوثية في مواقع متفرقة غرب مأرب، وألحق بها خسائر بشرية ومادية، منها تدمير مدرعة في جبهة المشجح وعربتين بجبهة الكسارة ومصرع كل من عليها».
يشار إلى أنه مع تصاعد الهجمات الحوثية باتجاه مأرب، لا تلوح في أفق الأزمة اليمنية أي حلول قريبة لوقف القتال والتوصل إلى سلام رغم المساعي الأممية والدولية والمبادرات بسبب رفض الميليشيات لهذه الجهود وإصرارها على التصعيد العسكري.
اتهامات للحوثيين بتهريب 4800 قطعة ومخطوطة أثرية خلال 5 أشهر
جدد عاملون في قطاع الآثار والمتاحف والمخطوطات في اليمن اتهاماتهم للميليشيات الحوثية بمواصلة التدمير الممنهج لما تبقى من الآثار اليمنية تارة بالنهب والتهريب والبيع، وأخرى بالاستهداف المباشر عن طريق التفجير والقصف والتحويل لمخازن أسلحة وثكنات عسكرية.
وفي الوقت الذي اتهم فيه مسؤولون في الحكومة اليمنية، بأوقات سابقة، الجماعة بالوقوف وراء تهريب وإخفاء ما يزيد على 14 ألف مخطوطة يمنية نادرة، ومئات القطع الأثرية، كشف عاملون في هذا القطاع في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، عن تهريب قيادات حوثية بارزة (تنتمى إلى صعدة)، منذ مطلع العام الجاري، أكثر من 4800 قطعة ومخطوطة أثرية، يعود تاريخها لمئات السنين، إلى كل من إيران ولبنان ودول أخرى بعد سرقتها من متاحف ومواقع أثرية واقعة تحت سيطرة الجماعة.
وتطرق بعض العاملين في الهيئة العامة للآثار بصنعاء، بحديثهم لـ«الشرق الأوسط»، إلى تكثيف الانقلابيين، مؤخراً، جهودهم بمجال الآثار والمخطوطات، عبر نهب الكثير منها من متاحف في صنعاء ومدن يمنية أخرى، بالإضافة إلى شراء أخرى من سماسرة ومهربين ثم تهريبها بعد تجميعها إلى جهات إيرانية.
وبحسب المصادر، فإن قادة حوثيين بارزين بصنعاء لا يزالون يستحوذون حتى اليوم على قطع آثار كثيرة، من بينها تماثيل برونزية كبيرة وصغيرة ونقوش وعملات ذهبية وفضية وتمائم نحاسية وألواح حجرية ورؤوس سهام وغيرها.
وتحدثت المصادر عن مواصلة خبراء آثار محليين يعملون وفق توجيهات حوثية في البحث والتنقيب عن المزيد من المخطوطات والآثار القديمة في عشرات الجوامع والمواقع التاريخية بكل من صنعاء القديمة ومدن «شبام كوكبان» في المحويت وزبيد في الحديدة وجبلة في إب والجند في تعز ومواقع أخرى واقعة بنطاق السيطرة الحوثية.
وجدد العاملون التحذير من مغبة استمرار مسلسل التجريف الحوثي لما تبقى من الآثار والمخطوطات القديمة، وكشفوا في الوقت ذاته عن وجود ارتباط وثيق بين القيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو، المنتحل صفة سفير لدى اليمن، وبين ما تقوم به تلك الميليشيات من عبث منظم بحق ما تبقى من المخزون التاريخي في اليمن.
وأشاروا إلى أن الزيارات المتكررة لحسن إيرلو برفقة قيادة حوثية بارزة إلى صنعاء القديمة تفضح كل النوايا الحوثية الإيرانية، وتؤكد مضيهم في نهب المزيد من القطع والمخطوطات الأثرية اليمنية.
وفي سياق استمرار الجماعة في مصادرة وتهريب وبيع ما تبقى من مقتنيات وآثار، وجهت مصادر عاملة في هيئة الآثار بصنعاء، منتصف العام قبل الماضي، اتهامات للجماعة بنهب مئات المقتنيات والقطع والنقوش والمخطوطات الأثرية القديمة من داخل المتحف الوطني بصنعاء.
وأشارت حينها إلى نقل قيادات حوثية لعدد من تلك القطع من متاحف صنعاء إلى أماكن تقيم فيها، وبعلم وإشراف ومتابعة من مسؤولين في هيئة الآثار والمتاحف.
وأوضحت أن نقل القطع من قبل الجماعة تم بحجة الحفاظ عليها وحمايتها، في حين أن الهدف من ذلك، كما أفادت به المصادر ذاتها هو طمس تاريخ وهوية البلاد، إلى جانب المتاجرة السرية في تلك المكنوزات، وتسهيل مهمة تهريبها عبر سماسرة إلى خارج اليمن.
إلى ذلك، كشف مسؤولون في الهيئة، لـ«الشرق الأوسط»، عن اختفاء ما يزيد على 16 ألف وثيقة تاريخية وقطع أثرية متنوعة وسلاح قديم من المتحف الحربي بصنعاء، إلى جانب اختفاء أكثر من 13 ألف قطعة أثرية من متحف ذمار وآلاف القطع والمخطوطات من متاحف أخرى في إب وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرة الجماعة.
وقدر المسؤولون، الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، وجود أكثر من 120 ألف قطعة أثرية مختلفة الأشكال والأحجام في المتحف الوطني بصنعاء قبل انقلاب الحوثيين، ويعود تاريخها إلى عصور يمنية قديمة، وكشفوا عن أن ما يزيد على 60 في المائة من تلك القطع لم تعد اليوم موجودة في المتحف الذي كان يُسمى في السابق «البنك المركزي اليمني للآثار».
وعلى صعيد التحرك الدولي لحماية آثار اليمن، أعلنت الأمم المتحدة، هذا الأسبوع، عزمها عقد مؤتمر دولي خلال شهر مايو (أيار) الجاري، لحماية الآثار اليمنية التي يجري نهبها وتهريبها لبيعها في مزادات عالمية في الخارج.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (يونيسكو)، في بيان لها، إنها تقود مع الاتحاد الأوروبي جهوداً دولية للحفاظ على الثقافة والتراث في اليمن، مضيفة أنها ستعقد مؤتمراً دولياً مع شركائها للحفاظ على الآثار اليمنية، حيث من المقرر عقد المؤتمر بين 26 - 27 من شهر مايو الجاري.
وأشارت إلى أن المؤتمر يهدف للتعرف على الآليات الحديثة والتدخلات الطارئة المتبعة لحماية التراث وخلق الآلاف من فرص العمل للشباب اليمني.
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجّهت، بأوقات سابقة، اتهامات مباشرة إلى ميليشيات الحوثي بنهب الآثار اليمنية وتهريبها للخارج من أجل بيعها في مزادات علنية لصالح دعم الحرب وإثراء القيادات التابعة لها.
ويقول خبراء في الآثار إن الميليشيات الحوثية اتجهت إلى المتاجرة بالآثار والمخطوطات في سياق سعيها للبحث عن مصادر أخرى لتمويل مجهودها الحربي، إلى جانب المصادر المعروفة كتجارة الوقود والضرائب والجمارك والزكاة والاتصالات وموارد المؤسسات الخدمية.
خطة حوثية للاستيلاء على الودائع البنكية بذريعة مكافحة الربا
كشفت مصادر اقتصادية يمنية وعاملون في بنوك تجارية عن خطة بدأت ميليشيات الحوثي التحضير لتنفيذها تسهل لها الاستيلاء على الودائع البنكية بحجة مكافحة الربا، بموجب استشارة من القائد العسكري في الحرس الثوري حسين إيرلو الذي يتحرك في صنعاء تحت مسمى «سفير»، وأنه تم إخراج هذه الخطة من خلال اللجنة الاقتصادية التابعة للميليشيات والتي يديرها القياديان صالح شعبان وحسن الصعدي. وقالت مصادر اقتصادية لـ«الشرق الأوسط» إن اثنين من البنوك التجارية الكبيرة في صنعاء نقلا عملياتهما المصرفية إلى إحدى الدول الإقليمية استباقاً لتنفيذ الخطة التي تحمل اسم (أسلمة البنوك ووقف المعاملات الربوية)، وإن بنوكاً تجارية أخرى بدأت باتخاذ إجراءات مماثلة قبل دخول هذه الخطة حيز التنفيذ، لأنها ستمكن ميليشيات الحوثي من الاستيلاء على مليارات الريالات وملايين الدولارات بحجة أنها أرباح ربوية غير جائزة.
وبحسب ما أفاد به مصدران مصرفيان فإن ممثلي ميليشيات الحوثي بدأوا بمناقشة هذه الخطة مع بعض مسؤولي البنوك التجارية، وأن هؤلاء نبهوا الميليشيات إلى خطورة ما سيقدمون عليه وتأثيره على العمل المصرفي بشكل عام.
وفي حين تجاهلت الجماعة تلك التحذيرات، ذكرت المصادر، أن قادتها يواصلون مناقشة الخطة والسعي لتحويلها إلى قانون عبر مجموعة النواب الذين ما زالوا تحت سيطرتهم كما حصل مع تعديلات أخرى أدخلت على القوانين مثل قانون الزكاة الذي منحهم حق الاستيلاء على ربع الثروات المعدنية والنفطية وغيرها، وأن هذه المجموعة ذهبت الأسبوع الماضي نحو إدراج شركات التأمين إلى الخطة، ووضعت إجراءات مبسطة لتحويل شركات الصرافة التي فتحها تجار الجماعة إلى بنوك إسلامية لتحل محل البنوك التجارية القائمة.
ووفق أحد المصادر فإن فريق اللجنة الاقتصادية التابعة لميليشيات الحوثي قطع وعداً لملاك البنوك التجارية بالإفراج عن أرصدتهم المجمدة إذا وافقوا على الخطة التي بدأ الترويج لها منذ شهر رمضان المبارك من خلال لجنة الإفتاء والبرامج التلفزيونية وخطباء المساجد محذرين مما سموها الأموال الربوية التي يتم الحصول عليها من الودائع المصرفية، وأنها سبب الفقر والبلاء بحسب زعمهم.
وتلقت هذه اللجنة - بحسب المصادر - وعداً من قيادة الميليشيات بتعزيز موقفها بفتوى يصدرها مفتي الجماعة شمس الدين شرف الدين، لحث الناس على القبول بهذا القرار حيث سبق لهذا المفتي أن أعلن أكثر من مرة معارضته لعمل البنوك التجارية.
ورأت مصادر اقتصادية أن الميليشيات التي تواجه تحديات مالية كبيرة اختارت هذا الطريق لأنه سيوفر لها مصادر دخل غير مسبوقة تساعدها على الاستمرار في القتال وتجنيد المقاتلين بعد الخسائر الكبيرة التي تلقتها في جبهات غرب محافظة مأرب تحديداً خلال الأشهر الأربعة الماضية، وقالت إن استبدال السياسة المصرفية القائمة في البلاد منذ الستينات، وإلزام المودعين بعدم الحصول على فوائد، يهدف أساساً إلى تمكين الميليشيات من استثمار أموال المودعين وأخذ الأرباح الناجمة عنها لصالحها.
ومن بعد الانقلاب وضعت كل البنوك التجارية في مناطق سيطرة الميليشيات نظاماً صارماً للسحب يقوم على السماح للمودعين بسحب مبلغ لا يتجاوز المائة دولار في اليوم، ومع قرار الميليشيات منع تداول الطبعة الجديدة من العملة الوطنية، زادت أزمة السيولة التي تواجهها البنوك في مناطق سيطرة الميليشيات وأصبح السكان يدفعون عمولات كبيرة مقابل نقل ودائعهم إلى مناطق سيطرة الحكومة قبل أن تتدخل الميليشيات وتمنع هذه الخطوة أيضاً.
ومن شأن مضي الميليشيات في مسعاها أن يدفع بالتجار والمودعين والبنوك أيضاً إلى نقل أنشطتها إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية أو عواصم إقليمية حفاظاً على أموال المودعين، ولتجنب أي إجراءات عقابية قد تتخذ ضدها من قبل البنك المركزي اليمني في عدن، باعتبار أن ما ستقدم عليه الميليشيات يخالف قانون البنوك التجارية، ويعد تدخلاً في سلطة البنك المركزي.