"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
«التحالف» يسلّم الحكومة اليمنية طفلاً جنّدته الميليشيات الحوثية
أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن إعادة وتسليم طفل مجند من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية إلى الحكومة اليمنية الشرعية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس»، عن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد الركن تركي المالكي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف قامت، صباح الاثنين، بإعادة وتسليم أحد الأطفال اليمنيين المجندين من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران إلى الحكومة اليمنية الشرعية.
وأوضح العميد المالكي أن إجراءات إعادة وتسليم الطفل للحكومة اليمنية الشرعية تمت بحضور ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، وممثلي هيئة الهلال الأحمر السعودي، وهيئة حقوق الإنسان، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمختصين من قيادة القوات المشتركة للتحالف.
وبيّن العميد المالكي أن وحدة حماية الأطفال في النزاع المسلح بقيادة القوات المشتركة للتحالف قامت بإعادة تأهيل وتسليم ما مجموعه (147) طفلاً يمنياً منذ بداية الأزمة اليمنية تم تجنيدهم واستغلالهم والزج بهم في العمليات القتالية على الحدود الجنوبية للمملكة من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية، ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية حقوق الطفل.
وفي فبراير الماضي، كشف تقرير حقوقي دولي عن تجنيد ميليشيا الحوثي نحو 10300 طفل على نحو إجباري في اليمن منذ عام 2014. وذكر التقرير أن جماعة الحوثي تستخدم أنماطًا معقّدة لتجنيد الأطفال قسريًا والزجّ بهم في الأعمال الحربية في مختلف المناطق التي تسيطر عليها في اليمن، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات منهم.
«صافر».. تعنت الحوثي يهدد بكارثة بيئية
حذر مسؤولون وخبراء يمنيون من إصرار ميليشيا الحوثي على عرقلة أي تحرك من الأمم المتحدة للوصول إلى خزان النفط العائم «صافر» المتهالك، في البحر الأحمر، لتقييم حالته وصيانته، وذلك لتلافي «الكارثة» التي قد تحدث جراء تسرب أو غرق أو انفجار هذا الخزان.
واعتبر وكيل وزارة الإعلام اليمنية، صالح الحميدي، أن أي مفاوضات من قبل الأمم المتحدة مع الميليشيا حول الناقلة، مصيرها «الفشل»، مؤكداً أنها «تصر على منع زيارة الفريق الفني الأممي للناقلة حتى الآن، لأنهم يتعاملون معها كورقة ضغط على المجتمع الدولي، لضمان تنازلات سياسية».
وقال الحميدي إن جماعة الحوثي لا تدرك حجم الكارثة التي قد تنتج عن الناقلة التي تستخدمها كسلاح تضغط به على الجميع، وكل من يستفيد من الممرات الملاحية الدولية الواقعة في الاتجاه. وأضاف المسؤول اليمني أن «تسريب أو غرق أو انفجار خزان النفط صافر، سينتج أكبر كارثة بيئية في تاريخ البشرية، وأكبر المتضررين منها الدول المطلة على البحر الأحمر، وذلك ما تخطط له جماعة الحوثي».
تكتيكات ميليشيا الحوثي تنهار في مأرب
استنفدت ميليشيا الحوثي كل تكتيكاتها القتالية في مأرب، وعادت بعد خمسة أشهر من بداية الهجوم الجديد على المحافظة، لتواجه هجمات مباغته ودقيقة للقوات الحكومية في عمق مواقع تمركزها في جبهات مديريات صرواح، ومديريتي مدغل ورغوان القتالية، التي تتمركز فيها منذ بداية الهجوم، وذهبت نحو فتح المدارس لتجنيد المزيد من الطلاب، لتعويض الخسائر الكبيرة التي منيت بها في هذه المغامرة.
القوات الحكومية التي امتصت الهجمات المتتالية، والحشود الضخمة من المقاتلين الذين دفعت بهم الميليشيا إلى هذه الجبهات، تحولت إلى موقع الهجوم، واستهدفت تجمعات ميليشيا الحوثي باتجاه البلق والزور، وأحبطت كل محاولات التقدم في منطقة الطبعة الحمراء، وفي جبهتي الكسارة والمشجح، وهما أقرب جبهتين إلى مدينة مأرب، وكبدت ميليشيا الحوثي خسائر كبيرة، ما دفع قادتها إلى تغيير قادة الهجوم، بعد أن فقدوا ثلاثة من قادة الجبهات خلال شهرين.
هذا التحول في مسار المعركة، جاء خلافاً لما كانت تتوقعه قيادة الميليشيا، والتي استندت على رهان تحقيق تقدم حاسم في معركة مأرب، يجعلها صاحبة الكلمة العليا في طاولة الحوار، ولهذا، رفضت الخطة التي اقترحتها الأمم المتحدة لوقف الحرب، والذهاب إلى طاولة المحادثات، وظنت أن بمقدورها تنفيذ عملية خاطفة، والوصول إلى منابع النفط والغاز، ومحطة توليد الكهرباء.
وطبقاً لهذه التوقعات المستندة على خطة قتالية محكمة، فإن القوات الحكومية التي تساندها مقاتلات ومدفعية تحالف دعم الشرعية، تعمل على اتجاهين، الأول هو امتصاص ضربات الميليشيا، والثانية استهداف وتدمير أي تعزيزات قادمة إليه من اتجاه مديريتي نهم وخولان، ومع هذين المسارين، تنفذ الوحدات الخاصة هجمات مركزة في قلب مواقع الميليشيا، لتفتح الطريق أمام تقدم القوات مرة أخرى نحو محافظة صنعاء، حيث لا يبعد خط المواجهة سوى بضعة كيلو مترات عن حدود هذه المحافظة مع مأرب.
هذه التحولات في سير المعركة، رافقها مباحثات يجريها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جيمس كليفرلي، مع القيادة السياسية في اليمن، يبحث خلالها الجهود التي بذلت في الآونة الأخيرة لوقف إطلاق النار، تمهيداً لإحلال سلام شامل ودائم، وعرقلة ميليشيا الحوثي لتلك الجهود. حيث جدد كليفرلي تقدير حكومة بلاده لموقف الحكومة اليمنية الإيجابي تجاه عملية السلام، والمبادرات الأممية والإقليمية لوقف إطلاق النار، مؤكداً التزام بريطانيا بالمساعدة على تحقيق السلام في اليمن، بحكم العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين، ووقوفها إلى جانب وحدة اليمن وسيادته واستقراره.
من جهتها، أعادت الحكومة اليمنية التحذير من النتائج المترتبة على استمرار هجوم ميليشيا الحوثي على مأرب، التي تضم ملايين النازحين، ونبهت إلى أهمية توجيه رسائل من المجتمع الدولي، بضرورة وقف العدوان الحوثي العبثي على المحافظة، والذي لن تجني منه الميليشيا سوى إزهاق الأرواح، وإطالة أمد الحرب، ومضاعفة المعاناة الإنسانية. كما طالبت بتكثيف الجهود لحل قضية الخزان النفطي العائم (صافر)، وإلزام ميليشيا الحوثي بالسماح للفريق الفني الأممي بالوصول للخزان، لتقييم حالته، لافتاً إلى الخطر البيئي والإنساني الذي يشكله على اليمن والمنطقة، ودعت إلى تضافر الجهود، لإنهاء تلاعب الميليشيا بهذا الملف الحساس.