أصدرت الجماعة الإسلامية المتمردة التحذير في الوقت الذي تخطط فيه واشنطن لإعادة تمركز بعض القوات الأمريكية في المنطقة للقيام بمهام أفغانية لمكافحة الإرهاب بمجرد خروج القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي من الدولة غير الساحلية الواقعة في جنوب آسيا.   

وحذرت حركة طالبان في بيانها من أن تسهيل العمليات العسكرية الأمريكية من قبل دول الجوار في المستقبل سيكون "خطأ تاريخيًا فادحًا وعارًا". واستنكر وجود القوات الأجنبية ووصفه بأنه "السبب الجذري" لانعدام الأمن والحرب في المنطقة. 

وحذرت الجماعة من أن "شعب أفغانستان لن يظل مكتوف الأيدي أمام مثل هذه الأعمال الشائنة والاستفزازية" دون الخوض في مزيد من التفاصيل.  

أعلن الرئيس جو بايدن الشهر الماضي أن القوات الأمريكية المتبقية التي تقدر بنحو 2500 جندي، إلى جانب الآلاف من شركاء الناتو، ستغادر أفغانستان بحلول 11 سبتمبر لإنهاء ما قال إنه "حرب أبدية"    

نشأ الانسحاب من اتفاقية بناء السلام التي وقعتها الولايات المتحدة مع طالبان في فبراير 2020. لكن المتمردين لم يخفضوا العنف ولم تحرز محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة مع الحكومة الأفغانية أي اختراقات ، مما أثار مخاوف من انزلاق البلاد إلى المزيد من الفوضى وإراقة الدماء بمجرد اكتمال سحب القوات الأجنبية.    

ويلزم الاتفاق طالبان بعدم السماح للأراضي الأفغانية بشن هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.   

ومع ذلك، أثارت الأعمال العدائية المستمرة والمكثفة بين الأطراف الأفغانية في النزاع مخاوف من أن الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، بما في ذلك تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية، يمكن أن تحول أفغانستان مرة أخرى إلى ملاذ آمن.

وأكدت طالبان يوم الأربعاء "كما أكدنا للآخرين مرارًا وتكرارًا أن أراضينا لن تستخدم ضد أمن الآخرين ، فإننا نحث الآخرين بالمثل على عدم استخدام أراضيهم ومجالهم الجوي ضد بلدنا". 

"إذا تم اتخاذ مثل هذه الخطوة، فإن المسؤولية عن كل المحن والصعوبات تقع على عاتق أولئك الذين يرتكبون مثل هذه الأخطاء". 

لا توجد قواعد أمريكية في أي من الدول الست المتاخمة لأفغانستان. 

استبعدت باكستان، التي تشترك في حدود 2600 كيلومتر مع أفغانستان، يوم الثلاثاء إمكانية استضافة قاعدة أمريكية، أو السماح بعمليات "الطائرات بدون طيار" في أفغانستان من الأراضي الباكستانية.   

وقال المبعوث الرئاسي الروسي إلى أفغانستان، زامير كابولوف، يوم الاثنين، إن أوزبكستان وطاجيكستان أكدتا لموسكو أن استضافة القواعد العسكرية أمر "مستحيل" بالنسبة لهما ، مما يضيق الخيارات أمام واشنطن فيما يتعلق بوضعها العسكري بمجرد اكتمال الانسحاب من أفغانستان. 

تشترك إيران أيضًا في حدود طويلة مع أفغانستان، لكن التوترات المستمرة في طهران وانعدام الثقة بواشنطن، كما يقول الخبراء، يترك هذا الخيار خارجًا.