التنظيم الدولي للإخوان متى بدأ وما هي حدود انتشاره..؟
الخميس 27/مايو/2021 - 03:02 م
طباعة
حسام الحداد
وضعت جماعة الإخوان المسلمين لنفسها منذ تأسيسها عام 1928 هدفاً رئيسًا تمثل في الوصول إلى "أستاذية العالم"، فقد كان حسن البنا مؤسسها مقتنعاً بأن جماعته تتجاوز النطاق المحلي إلى العالمي، وأنها ذات رسالة وطموحات عالمية، ولهذا حرصت على التغلغل في الدول العربية والإسلامية، وعملت على اختراق الجاليات المسلمة في العديد من الدول الغربية اعتمادًا على عدة أدوات جمعت بين العمل الدعوي والخيري والسياسي.
و كان من أبرز أقسام هيئة الإخوان المسلمين العامة في مؤتمر سبتمبر 1945، قسم الاتصال بالعالم الإسلامي، وقد لعب هذا القسم دورا هاما في عملية إنشاء الفروع الإخوانية وتأسيسها خارج مصر.
سوريا 1945 تكون من اندماج جمعيات شباب محمد وجمعيات الشبان المسلمين التي تشكلت في الثلاثينيات، تحت اسم «الإخوان المسلمين» وقد حضر هذا المؤتمر التوحيدي مندوب عن الجماعة الأم في مصر، وانتخب لجنة مركزية عليا ومراقب عام للإخوان المسلمين في سورية ولبنان وهو د. مصطفى السباعي
القدس: فرع القدس كان أول فرع يتم تشكيله بعد مؤتمر سبتمبر 1945، إذ تشكل هذا الفرع في 16 أكتوبر 1945، أو في مايو 1941 وفق تقديرات أخرى عبر الإشراف المباشر لمكتب الإرشاد العام في مصر، وحظي الفرع الوليد منذ البداية بدعم مشروط من الملك عبد الله ملك الأردن، مما أعطاه صفة العلنية والرسمية.
كان الفرع السوداني هو الفرع الثالث من الناحية الزمنية. ولم يتشكل هذا الفرع إلا في يونيو 1946 حين تم تأسيس شعبة إخوانية في أم درمان ما لبثت أن تحولت إلى شعبة أساسية.
وأما في العراق فقد تقدم عام 1947 على الأرجح محام بغدادي بطلب ترخيص جمعية للإخوان المسلمين، وإزاء رفض السلطة لذلك فقد نشط الإخوان هنا من خلف ستار «جمعية الأخوة الإسلامية » ببغداد التي كان يرأسها الشيخ أنجد الزهاوي ويوجهها فعليا الشيخ محمد محمود الصواف الذي أصبح مراقبا عاما للإخوان المسلمين في العراق وأشهر شخصية إخوانية عراقية في الوسط الإخواني العربي
أما في المغرب الأقصى وفي نفس الفترة، فقد تم تأسيس فرع في تطوان تبعت له سائر الشعب، كما تم تأسيس فرع آخر في مدينة القصر الكبير. وتمیز المركز العام في تطوان بتقيده بأوامر المركز العام في القاهرة
لعب الفضيل الورتلاني والذي كان يشبه جمال الدين الأفغاني لحد كبير في ترحاله، دورا مهما في هذه الفترة في إنشاء وتدشين مراكز لجماعة الإخوان في اليمن والكويت وبيروت وغيرها من البلدان العربية
خارطة الإخوان في العالم العربي والإسلامي
هناك حالة من حالات الانكماش للجماعة على المستوى العالمي بشكل عام والعربي بشكل خاص، القرارات الأخيرة فى الجزائر بإدراج حركة رشاد على قوائم الإرهاب، تضع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان فى مأزق كبير، حيث تنضم الحركة إلى قائمة الحركات القريبة من الإخوان المنطلقة من نفس الروافد الفكرية والتى تم حظرها مؤخرا، وقبلها وصل عدد الدول العربية التي تحظر أنشطة الإخوان رسميا إلى 9 دول (روسيا، كازاخستان، كندا، مصر، الامارات، السعودية، موريتانيا، سوريا، وأخيرا الجزائر).
القرارات المتتالية من الدول العربية بحظر أنشطة الإخوان والجماعات القريبة منها تصيب التنظيم الدولي بالتصدع، ويصبح فارغا من أي محتوى أو مضمون، فضلا عن تضييق الخناق عليه في الدول التي مثلت خلال العقد الماضي ملاذا آمنا للهاربين من عناصر الجماعة، لذا فإن التساؤل يبدو منطقي عن مصير التنظيم الدولي للإخوان.
رغم ذلك يحاول الغنوشي إعادة إنتاج مشروع الإخوان من البوابة المغاربية، بعمل تكتل من جبهات الإخوان فى تونس والجزائر والمغرب وليبيا لإقامة مشروع إسلامي مغربي يعوض سقوط مشروع الإخوان فى مصر
خارطة الإخوان وعلاقتهم بالمراكز البحثية والأكاديمية الغربية
تاريخ تلك الأذرع الخارجية، يعود إلى أواخر الستينات، حيث تعد اتحادات الطلاب المسلمين بالدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، أحد أقدم الكيانات الإخوانية التي دشنتها الإخوان بالخارج لتتغلغل في داخل المجتمعات الغربية، ويعود تاريخ تأسيس أول اتحاد لعام 1962، وتنبثق تلك الاتحادات جميعاً من عباءة «الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية»، كما أسس الإخوان الجمعية الإسلامية الأمريكية عام 1993م
بعد انعقاد مؤتمر للإخوان في ألمانيا عام 1984 توالى انتشار الكيانات الإخوانية بالخارج في عدد من الدول الغربية، لتشمل عشرات المنظمات ودور العبادة في كل من بلجيكا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا والنمسا وهولندا والنرويج وغيرها، حيث تأسست الجماعة الرابطة الإسلامية الممثلة للجماعة في بريطانيا، ثم توالت عشرات المنظمات من بينها مبادرة المسلم البريطاني «بى إم أى»، والمنظمات الإسلامية للإغاثة، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، علاوة على الجمعية الإسلامية في ألمانيا التي أصبحت واحدة من أهم المنظمات الإسلامية في ألمانيا، كما تشمل القائمة الإخوانية اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والتي تعد إحدى الفيدراليات الإسلامية، ويستمد هذا التنظيم قوته من شبكة تضم أكثر من 200 جمعية تغطى مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، وفق النظرة الشمولية للإسلام الموروثة عن «الإخوان المسلمين».
وجماعة الإخوان المسلمين تسيطر على 720 مسجداً من إجمالي 2200 مسجد في فرنسا، علاوة على سيطرتها على اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الذى يتجاوز عدد أعضائها 1000 منظمة
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية أحد البلدان المهمة التي تحتضن المراكز الإخوانية، وتضم عدداً من المنظمات الإسلامية التي يسيطر عليها التنظيم، على رأسها منظمة «كير»
ولجأت جماعة الإخوان إلى الجامعات المنتشرة في دول الغرب، خاصة في الجامعات التى يتواجد بين طلابها جاليات عربية واسلامية، ورصدت جماعة الإخوان المسلمين في الدول الأوروبية أموالاً طائلة بهدف تشكيل عدد من اللجان الإدارية تكون مهمتها التنسيق مع بعض الجامعات الغربية وخاصة البريطانية والأميركية من أجل عقد ندوات ومؤتمرات للوفود الإخوانية التي تزور تلك الدول، وذلك من خلال ثلاثة تشكيلات دولية وهي: الائتلاف العالمي للحقوق والحريات، والائتلاف المصري الأميركي من أجل الشرعية، والائتلاف العالمي للمصريين في الخارج من أجل الديمقراطية، وجميعها تسعى إلى هدف واحد وهو التحريض ضد الحكومات العربية التي صدت المشروع الإخواني المدمر في المنطقة ومنعت الإخوان من تحقيق أهدافهم الوصولية وتدمير الشعوب العربية، أي أن هدف هذه التشكيلات الثلاث هو الانتقام من الأنظمة والشعوب العربية على حد سواء.
ولتسهيل مهمة عقد الندوات والمؤتمرات التحريضية في الجامعات الغربية، استخدمت جماعة الإخوان عدداً من مراكز الأبحاث الأميركية، لما لها من علاقات قوية ببعض الجامعات الأميركية والأوروبية، واشترت بعض القائمين على هذه الأبحاث من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة، واستخدمت المال السياسي في توجيه بعض الكتاب والباحثين العاملين في المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية المنتشرة في الدول الغربية.