بعد فوزه بولاية رابعة .. بشار الأسد يكتسح الانتخابات السورية بـ95.1%
الجمعة 28/مايو/2021 - 05:10 ص
طباعة
أميرة الشريف
فاز الرئيس السوري بشار الأسد بولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات بعد حصوله على 95.1% من الأصوات في الانتخابات التي جرت الأربعاء والتي انتقدتها بشدة المعارضة والدول الغربية، بحسب ما أعلن رئيس مجلس الشعب حمودة صباغ.
ووفق الوكالة السورية للأنباء سانا، قال صباغ في تصريح بث التلفزيون الرسمي وقائعه مباشرة على الهواء إن الأسد البالغ من العمر 55 عاماً "فاز بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية" بعد حصوله "على 13,540,860 صوتاً، بنسبة مقدارها95.1 بالمئة من عدد أصوات المقترعين".
وأضاف أن إجمالي عدد الذين أدلوا بأصواتهم في الداخل والخارج بلغ 14,239,140 مقترعاً من أصل 18.1 مليون ناخب يحق لهم الاقتراع، مشيراً إلى أنّ نسبة الإقبال على التصويت بلغت 78.64%.
ولفت رئيس مجلس الشعب إلى أن المرشحين الآخرين اللذين نافسا الأسد في هذه الانتخابات، وهما الوزير والنائب السابق عبد الله سلّوم عبد الله والمحامي محمود مرعي من معارضة الداخل المقبولة من النظام حصلا على 1.54% و3.3% من الأصوات على التوالي.
وهذه ثاني انتخابات رئاسية تشهدها سوريا منذ اندلع النزاع في 2011، وقد جرت فقط في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، فيما غابت عن مناطق سيطرة الأكراد (شمال شرق) ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل موالية لأنقرة (شمال وشمال غرب).
وأوضح صباغ أن الجميع شاهد في يوم الاقتراع والأيام التي سبقته صورة تكاد تكون نادرة في مثل هذه المناسبات وفي أي مكان من العالم وقال: شاهدنا وشاهد العالم معنا مشاهد مدهشة جمعت في انسجام وتكامل نسيجاً من العواطف والعقل.. من الإرادة والتصميم من القول والفعل.. وكان المشهد واسعاً في مساحته كبيراً في أحجامه حيث ضم ملايين السوريين في مختلف المناطق من الحسكة والرقة حتى درعا ومن حلب وإدلب حتى حماة ومن دمشق وريفها إلى السويداء والقنيطرة ومن دير الزور حتى حمص واللاذقية وطرطوس.. هذا في الحجم والاتساع.. أما في المضمون فقد عبر السوريون عن ثقتهم بالنصر وتحديهم للأعداء وقدرتهم على تحويل مخططات الذين استهدفوا سورية إلى أوهام وأحلامهم إلى كوابيس وتقنياتهم الحربية والإرهابية إلى عصف مأكول.
وأكد صباغ أن هؤلاء الواهمين سيتعلمون أن من يمس كرامة السوريين سيواجه ملايين الأسود التي تحمي العرين.. فمذاق السوريين حلو للأصدقاء علقم شديد المرارة للأعداء.. هذا الزحف البشري الذي شاهدناه هو تعبير حقيقي محسوس عن ثأر السوريين لكرامتهم وانتصارهم لشهدائهم وغضبهم المقدس على من تجرأ على هدم مدنهم ومصانعهم وتشريد أبنائهم.. ليعلم كل العالم أن سورية بلد ليس كالبلدان وشعب ليس كالشعوب.. شعب يؤمن بأن النصر قدره وخياره.. وهذا النصر سوف يتحقق ما دامت الملايين عبرت عن إرادتها بهذه الصورة العظيمة.. وإن غداً لناظره قريب.. وسيسجل التاريخ في كتابه مرة أخرى من هم السوريون.. وما هو دورهم في هذه المنطقة والعالم على مر العصور.
وفي 2014 أعيد انتخاب الأسد بأكثرية 88% من الأصوات، بحسب النتائج الرسمية، وكانت صناديق الاقتراع أغلقت منتصف ليل الأربعاء-الخميس بعد يوم طويل من انتخابات هي الثانية منذ اندلاع النزاع، فيما شكّكت دول غربية عدة في "نزاهة" الانتخابات، ووصفتها المعارضة بأنها "مهزلة"، حيث قال وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا إن هذه الانتخابات "لن تكون حرة ولا نزيهة".
ورفضت دول مثل تركيا والمانيا السماح باجراء الانتخابات بالنسبة للمواطنين السوريين في الخارج.
وخلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي ، قال المبعوث الدولي الخاص الى سوريا غير بيدرسون إن "الانتخابات الرئاسية ليست جزءا من العملية السياسية" لحلّ النزاع والتي "تشمل انتخابات حرة ونزيهة بدستور جديد وتدار تحت إشراف الأمم المتحدة".
ورد الأسد على الانتقادات الغربية بعد إدلائه بصوته في مدينة دوما، التي شكلت تجمع المعارضة قرب دمشق قبل أن تسيطر قواته عليها في العام 2018 إثر هجوم واسع بدعم روسي.
ودفعت الحرب السورية التي اندلعت في مارس 2011، إثر احتجاجات شعبية طالبت بإنهاء أكثر من 49 عاما من حكم عائلة "الأسد" ودعت لتداول السلطة سلميا، إلى مقتل نحو 400 ألف شخص ونزوح نصف السكان، بعد ما أدخل البلاد في دوامة من الحرب ووضع إنساني مترد.