ماكرون يهدد بسحب جنوده من مالي إذا سارت في اتجاه متطرف
الأحد 30/مايو/2021 - 11:35 ص
طباعة
حسام الحداد
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يهدف إلى أن يكون شهر مايو هو شهر أفريقيا بالنسبة له، ويمثل فرصة لاستعراض نفوذ فرنسا في القارة- وليس فقط بين مستعمراتها السابقة.
وحول هذا يقول الكاتب الأمريكي بوبي جوش في تقرير نشرته وكالة "بلومبرج"، السبت، إنه لسوء الحظ كان الانقلاب الثاني الذي شهدته مالي في أقل من عام تذكيرا محرجا بمحدودية التأثير الفرنسي، والنفوذ الشخصي للرئيس ماكرون في المنطقة. وسوف يهتم الحكام السلطويون في الدول الفرانكوفونية الأخرى بمتابعة ما سيكون عليه رد فعل ماكرون عن كثب. وكان الرئيس الفرنسي ينتظر اهتماما من نوع آخر .
ففي مطلع هذا الشهر وعد ماكرون بــ" صفقة جديدة" لأفريقيا أثناء استضافته لقمة باريس لتشجيع توفير التمويل للدول التي عانت من جائحة فيروس كورونا. وحضر القمة حوالي عشرين من رؤساء الدول الإفريقية، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، ونائب رئيس الوزراء الصيني هان تشينج.
وردا على الأوضاع في القارة الإفريقية أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع صحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، نُشرت، اليوم الأحد 30 مايو 2021، أن باريس ستسحب قواتها من مالي في حال سار هذا البلد "باتجاه" تطرف إسلامي بعد ما شهد انقلاباً ثانياً خلال تسعة أشهر.
وتدعم فرنسا عبر قوة برخان التي تضم نحو 5100 عنصر، مالي التي تواجه منذ 2012 هجمات بدأت في الشمال وأغرقت البلاد في أزمة أمنية قبل أن تمتد إلى وسط البلاد.
لكن باريس، على غرار الاتحاد الأوروبي دانت، الثلاثاء، الانقلاب معتبرة أنه "غير مقبول" بعد اعتقال الرئيس باه نداو ورئيس الوزراء مختار أوان بقرار من رجل البلاد القوي أسيمي غويتا.
وصرح الرئيس الفرنسي في مقابلة مع الصحيفة الفرنسية خلال زيارته لرواندا وجنوب أفريقيا، "كنتُ قد قلتُ للرئيس المالي باه نداو... الإسلام الراديكالي في مالي مع (وجود) جنودنا هناك؟ هذا لن يحصل أبداً... لكن إذا سارت الأمور في هذا الاتجاه، سأنسحب".
رسالة غرب أفريقيا
وقال ماكرون إنه "مرر رسالة" إلى قادة دول غرب أفريقيا مفادها أنه "لن يبقى إلى جانب بلدٍ لم تعد فيه شرعية ديمقراطية ولا عملية انتقال"، مذكراً بأنه قال قبل ثلاث سنوات "في عدد من مجالس دفاع إنه يجب علينا التفكير في الخروج".
ويعقد قادة دول غرب أفريقيا قمة، الأحد، للبت في المسألة الشائكة المتعلقة بردهم على الانقلابين اللذين قام بهما الجيش المالي خلال تسعة أشهر.
وكان ماكرون صرح في قمة دول الساحل الخمس التي عقدت في يناير (كانون الثاني) في مدينة بو (جنوب غربي فرنسا) "أعددت طريق خروج". وأضاف "بقيت بناء على طلب الدول لأنني اعتقدت أن الخروج كان نقطة تسبب زعزعة للاستقرار. لكن السؤال مطروح ولسنا في وارد البقاء هناك إلى الأبد".
تشاد
وحول تشاد حيث يرأس محمد إدريس ديبي المجلس العسكري الانتقالي بعد مقتل والده الرئيس الراحل إدريس ديبي إتنو في أبريل، يرى إيمانويل ماكرون أن "الأمور واضحة".
وقال "نحن ندعم ونساعد دولة ذات سيادة حتى لا تواجه زعزعة للاستقرار أو تجتاحها مجموعات متمردة وجماعات مسلحة. لكننا نطالب بانتقال وشمول سياسي".
وأوضح ماكرون أنه أجرى عند حضوره جنازة إدريس ديبي "حواراً طويلاً" مع محمد ديبي عشية قمة لمجموعة دول الساحل الخمس. وقال "في صباح اليوم التالي ذهبنا مع رؤساء الدول الآخرين لمقابلته لنطلب منه هذا الانفتاح السياسي بدعم من الاتحاد الأفريقي".
وحذر الرئيس الفرنسي من فشل في سياسة التنمية في أفريقيا. وصرح "أقولها بكل وضوح، إذا كنا متواطئين في فشل أفريقيا، فسيتوجب محاسبتنا لكننا سندفع ثمناً غالياً أيضاً خصوصاً على صعيد الهجرة".
وأكد من جديد أنه يجب بالتالي "الاستثمار بشكل مكثف" في نهاية وباء كوفيد -19 "بما يعادل خطة مارشال"، مؤكداً أن المجتمع الدولي يجب أن يكون "سخياً في القول إننا نلغي جزءاً من الديون لمساعدة الأفارقة على بناء مستقبلهم".