تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 1 يونيو 2021.
انتزع مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «مسام»، لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، 2.183 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر مايو 2021، زرعتها ميليشيات «الحوثي» في مختلف المحافظات.
وأوضح المركز أن الألغام المنزوعة تنوعت بين ألغام فردية وعبوات ناسفة وألغام مضادة للدبابات وذخائر غير متفجرة، فيما يواصل الفريق تطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي زرعتها الميليشيات الإرهابية بعشوائية، وتسببت بمقتل وإصابة المئات من الأبرياء.
وفي هذه الأثناء، انتزعت الفرق الهندسية في المنطقة العسكرية السادسة باليمن، 150 لغماً أرضياً زرعتها الميليشيات الانقلابية، في الطرقات العامة المؤدية إلى مدينة الحزم والمناطق الأخرى شمال وجنوب محافظة الجوف.
وأوضح مصدر عسكري للمركز الإعلامي للقوات المسلحة، أن الميليشيات تعمّدت تمويه الألغام والعبوات بأشكال مختلفة ومألوفة وتتخذ ألوان الحجارة والرمال.
وأكد المصدر أن الفرقة الهندسية أتلفت الألغام والعبوات الناسفة الخطرة، مؤكداً أن كثيراً من المدنيين من أبناء الجوف والمسافرين عبرها وقعوا ضحايا الألغام، التي زرعتها الميليشيات في الطرق الرئيسة والفرعية المؤدية إلى الجوف.
قُتل وأُصيب 6 مسلحين من عناصر ميليشيات «الحوثي» الانقلابية، بانفجار شبكة ألغام ومتفجرات، أثناء محاولتهم زراعتها في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة، غربي اليمن.
وقال الإعلام العسكري للقوات المشتركة: إن شبكة ألغام انفجرت بـ6 «حوثيين» أثناء محاولتهم تركيبها في مزارع وطرقات عامة، بمنطقتي دار المساوى ودار القحيم جنوبي مدينة حيس.
وأضاف: إن العناصر «الحوثية» حاولت زراعة شبكات من الألغام والعبوات المتفجرة مختلفة الأشكال والأحجام، بصورة عشوائية، لكنها انفجرت بهم.
وأكد أن الانفجار أسفر عن مصرع 4 «حوثيين» وإصابة 2 آخرين، فيما لم تتمكن ميليشيات «الحوثي» من سحب جثث القتلى إلا بعد 4 ساعات، خوفاً من وقوع عناصر جديدة في فخ الألغام التي زرعتها مسبقاً في المكان ذاته.
وفي السياق ذاته، حسمت القوات المشتركة، أمس الأول، اشتباكات مع ميليشيات الحوثي، في جبهة حيس جنوبي محافظة الحديدة غربي اليمن، وكبّدتها خسائر.
أدان الجيش اليمني، اليوم، الصمت الدولي تجاه ما تمارسه ميليشيا الحوثي الإيرانية من إرهاب، ليس داخلياً فحسب، بل تجاوز الحدود. وأشار الناطق باسم الجيش اليمني، عبده مجلي، إلى ما قامت به هذه الميليشيا بإطلاق الطائرات المسيرة المفخخة في اتجاه أراضي السعودية، مستهدفةً المدنيين والأعيان المدنية، والمنشآت الاقتصادية، ومواصلة هجماتها الإرهابية البحرية، بهدف تهديد خطوط الملاحة البحرية، والتجارة العالمية في البحر الأحمر، من خلال تسيير الزوارق المفخخة، والتي تم إحباط هجماتها الإرهابية من قبل السعودية.
واستعرض الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، في إيجاز صحافي، ما حققته قوات الجيش خلال الأيام الأخيرة، في مختلف الجبهات القتالية، بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، متطرقاً إلى الانتهاكات التي تمارسها الميليشيا الحوثية الإرهابية، بحق المدنيين والنازحين في المحافظات والمناطق المحررة.
وأكد مجلي أن الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، لا تزال تواصل أعمالها الإرهابية الإجرامية، وبصورة متعمدة وممنهجة، في استهداف المدنيين والأعيان المدنية، والنازحين في مدينة مأرب، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وكذلك قصفها وإطلاقها للطائرات المسيرة المفخخة، وزراعتها للألغام الأرضية، في استهداف المدنيين في محافظة الحديدة. واعتبر أن هذه الأعمال «مدانة، وترقى إلى جرائم حرب، ولا تسقط بالتقادم».
ولفت مجلي إلى استحداث ميليشيا الحوثي مراكز صيفية في مناطق سيطرتها، تجند من خلالها الأطفال، وتزج بهم إلى المعارك، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات حقوق الطفل. ودعا المجتمع الدولي، إلى تصنيف الميليشيا الحوثية كمنظمة إرهابية، ومحاكمة قياداتها دولياً ومحلياً، وإدانة ما تقوم به من جرائم ضد الإنسانية وأعمال إرهابية.
وأكد مجلي أن ميليشيا الحوثي، تلقت ضربات موجعة في كافة محاور القتال، في جبهات بـ 7 محافظات. وتصدرت جبهات محافظة مأرب، كالعادة، بقية المحافظات، وهي الجوف والحديدة وتعز والضالع والبيضاء وصعدة، التي شهدت معارك طاحنة على مدى الـ 10 أيام الأخيرة، بين ميليشيا الحوثي والجيش اليمني والمقاومة المشتركة، بدعم من تحالف دعم الشرعية. وبحسب مجلي، فإن الجيش اليمني والقبائل، خاضوا معارك عنيفة في جبهات مأرب (صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان وجبل مراد والعبدية)، مع ميليشيا الحوثي الإرهابية، التي تدفع يومياً بمنتسبيها إلى هذه الجبهات، كمحاولة منها لإحداث أي اختراق في الميدان، ولكنها تلاقي الفشل والخسران والهزيمة.
أعربت الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولات ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، استهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة ممنهجة ومتعمدة في خميس مشيط بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، من خلال طائرة مفخخة، اعترضتها قوات التحالف. وأكدت في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن استمرار هذه الهجمات الإرهابية لجماعة الحوثي، يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي، واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية.
موقف فوري
وحضت الوزارة المجتمع الدولي، على أن يتخذ موقفاً فورياً وحاسماً، لوقف هذه الأعمال المتكررة، التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالميين، مؤكدة أن استمرار هذه الهجمات في الآونة الأخيرة، يعد تصعيداً خطيراً، ودليلاً جديداً على سعي هذه الميليشيا إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة. وجددت الوزارة، تضامن دولة الإمارات الكامل مع المملكة، إزاء هذه الهجمات الإرهابية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها. وأكد البيان، أن أمن الإمارات العربية المتحدة، وأمن المملكة العربية السعودية، كل لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة، تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها.
تضافر الجهود
وفي السياق ذاته، أدانت رابطة العالم الإسلامي، استمرار محاولات الميليشيا الحوثية، استهداف المدنيين بالمملكة العربية السعودية، ومن ذلك، ما قامت به أخيراً من إطلاق الطائرة المسيرة نحو محافظة خميس مشيط، والزوارق المفخخة التي استهدفت تهديد الملاحة البحرية والتجارة العالمية، وإمدادات الطاقة الدولية. وأوضح بيان الرابطة الصادر عن أمينها العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أن هذه الهجمات الإرهابية، بما تحاوله من تهديد أمن المملكة واستقرار المنطقة، والتأثير في أمن وسلامة التجارة العالمية، تتطلب من المجتمع الدولي، تضافر جهوده، لوضع حد لتلك المجازفات الإرهابية المدعومة من إيران.
إشادة بالتحالف
بدوره، أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، عن إدانته الشديدة لاستمرار ميليشيا الحوثي في إطلاق الطائرات المسيرة «المفخخة»، لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، مشيداً بقدرات قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، التي تمكنت فجر أمس، من اعتراض وتدمير الطائرة المسيرة «المفخخة»، التي أطلقتها ميليشيا الحوثي باتجاه خميس مشيط.
وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث (الأحد) إلى صنعاء المحتلة بعد نحو 14 شهراً من القطيعة مع قادة الجماعة الحوثية، وذلك في مسعى قد يكون هو الأخير له لإقناع الجماعة بخطته الممهدة لإحلال السلام قبل مغادرته للملف اليمني إلى منصبه الجديد في الأمم المتحدة.
وفي حين اكتفت وسائل إعلام الجماعة المدعومة من إيران بإيراد نبأ وصوله إلى مطار صنعاء بشكل مقتضب كان المبعوث الأممي أنهى جولة جديدة شملت العاصمة السعودية الرياض والعاصمة العمانية مسقط في سياق المساعي لدى الأطراف اليمنية والإقليمية للموافقة على خطته التي تشمل وقفاً لإطلاق النار وتدابير إنسانية واقتصادية، قبل الشروع في مفاوضات الحل النهائي بين الشرعية والجماعة الانقلابية.
وسبق أن رفض ممثلو الجماعة ومفاوضوها المقيمون في مسقط لقاء غريفيث، غير أن تغيرات طرأت من بينها الضغوط الأميركية والنصائح الإيرانية والتحفيز العماني يرجح أنها دفعتهم للموافقة على لقائه الخميس الماضي لاستكمال النقاش حول خطته.
وتسود تكهنات في الأوساط السياسية اليمنية أن الجماعة متمسكة بالحصول على مكاسب تحت لافتة البنود الإنسانية والاقتصادية في خطة غريفيث بعيداً عن الموافقة على وقف شامل لإطلاق النار أو التوقف عن مهاجمة مأرب.
كما يرجح سياسيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن مفاوضي الجماعة في مسقط بقيادة متحدث الميليشيات محمد عبد السلام فليتة، أحالوا حسم المحادثات مع غريفيث إلى زعيمهم عبد الملك الحوثي، ما دفع المبعوث إلى هذه الزيارة التي قد تكون هي الأخيرة إلى صنعاء قبل تركه مهمته إلى منصبه وكيلاً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وكان غريفيث أفاد في بيان بأنه التقى في زيارته الأخيرة إلى مسقط كبار المسؤولين العمانيين ومتحدث الميليشيات محمد عبد السلام فليتة وكبير مفاوضيها، وأنه ناقش «خطة الأمم المتحدة لفتح مطار صنعاء ورفع القيود عن موانئ الحديدة لتعزيز حرية حركة الأفراد والسلع من وإلى اليمن، والتوصّل إلى وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، والتزام الأطراف بإعادة إطلاق عملية سياسية لإنهاء النزاع». وهي في مجملها عناوين الخطة التي كان يعمل عليها منذ أكثر من عام دون التوصل إلى أي نتيجة حاسمة.
وقال غريفيث إن اجتماعاته الأخيرة «تظهر بالإضافة إلى الدعم الدولي والإقليمي المستمرين، أنه لا يزال بإمكان الأطراف اغتنام هذه الفرصة وإحراز تقدّم نحو حلّ للنزاع».
متحدث الميليشيات بدوره اكتفى في تغريدة على «تويتر» بأنه ناقش مع المبعوث الأممي «الاتفاق الإنساني والعمل على تسريعه نظراً للوضع الإنساني(...) وبما يُمهد للدخول في نقاشات أوسع لوقف إطلاق نار دائم وتسوية سياسية شاملة».
ومن غير المعروف ما إذا كان غريفيث سينجح في تتويج جهود الثلاث سنوات بانتزاع موافقة الجماعة على خطته، خصوصاً أنها ترهن وقف إطلاق النار الشامل، برفع القيود عن مطار صنعاء وموانئ الحديدة بما يضمن لها تعزيز مواردها المالية وسهولة تنقل قادتها وعناصرها خارجياً.
من جهتها كانت الحكومة الشرعية أكدت على لسان وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك «أن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب هو أهم خطوة إنسانية سيترتب عليها معالجة جميع القضايا الإنسانية الأخرى، وأن ميليشيا الحوثي في تسييسها للقضايا الإنسانية وخلق الأزمات تتسبب في تعميق حجم الكارثة دون اكتراث للنتائج الوخيمة على الشعب اليمني».
وبحسب ما يرجحه مراقبون للحال اليمنية، فإن موافقة الميليشيات الحوثية أخيراً على لقاء غريفيث والسماح له بزيارة صنعاء، يأتيان في سياق مراوغاتها المستمرة للتهرب من أي اتفاق، خصوصاً وقد تأكد لها أن غريفيث يقضي أيامه الأخيرة في الملف اليمني، ولا تريد له أن يغادره بشهادة أخيرة تصمها بالتهرب من مساعي السلام.
وفي تقدير المراقبين، كانت الميليشيات المدعومة من إيران تطمح ولا تزال لتحقيق إنجاز عسكري بالسيطرة على محافظة مأرب النفطية حيث أهم معاقل الشرعية، للدخول في أي مشاورات بأوراق قوة جديدة على الأرض، وهو الأمر الذي فشلت في إنجازه، كما أنه الأمر ذاته الذي يمنعها حتى الآن من القبول بخطة المبعوث الأممي، التي تحتوي ضمناً في خطوطها العريضة على ما احتوته المبادرة السعودية الأخيرة.
وفي حين لم تتضح بعد ما هي الأدوات التي سيستخدمها المجتمع الدولي والإدارة الأميركية تحديداً للضغط على الجماعة الانقلابية، للقبول بالسلام بخلاف معاقبة بعض قادة الجماعة أو السعي لإعادة تصنيفها على لوائح الإرهاب، يرجح الكثير من المراقبين للشأن اليمني أن السبيل الأمثل لإرغامها على السلام لن يتسنى إلا بكسرها عسكرياً وتجفيف إمدادات الأسلحة والدعم الإيراني.
وكانت واشنطن أعلنت أخيراً فرض عقوبات على اثنين من قادة الجماعة لمسؤوليتهما عن استمرار الهجوم على مأرب وهي العقوبات التي تشكل معنى رمزياً، لكنها قد تدفع الإدارة الأميركية، وفق المراقبين، إلى ما هو أبعد من ذلك إذا استمر تعنت الميليشيات، وفي مقدمة ذلك إعادتها إلى لوائح الجماعات الإرهابية، وتجفيف مواردها المالية.
ومع تلويح الحكومة الشرعية بـأنها لن تقبل بأي سلام مع الميليشيات لا يتوافق مع المرجعيات الثلاث وفي مقدمتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الأممية خصوصاً القرار 2216، تراهن في الوقت نفسه على الضغوط الدولية على الجماعة، بالتوازي مع سعيها لحشد المزيد من القوة على الأرض لصد الهجمات على المناطق المحررة، بما فيها مأرب.
يشار إلى أن قادة الجماعة كانوا صرحوا علناً بأنه لا طائل من وجود مبعوث أممي إلى اليمن وأن شرطهم لوقف القتال هو تسليم اليمن لإرادتهم وإلغاء القيود المفروضة على المنافذ الجوية والبحرية الخاضعة لهم، وتخلي تحالف دعم الشرعية عن الحكومة المعترف بها دولياً.