انتخابات إجبارية موصى بها.... شعار الملالي الراهن
الأربعاء 02/يونيو/2021 - 08:36 م
طباعة
روبير الفارس
لو كان بإمكان خامنئي أن يعيِّن رئيسًا للجمهورية بمرسوم حكومي، لما تردد لحظة واحدة. ومع ذلك، سلك هذا المسار عمليًا، والآن بعد أن اطمأن من أن ابراهيم رئيسي جلاد مجزرة عام 1988 سيصبح رئيسًا للجمهورية، أصبح مشغولًا بكيفية فوزه من خلال صندوق الاقتراع لإتمام هذه المسرحية. والجدير بالذكر أن رفض الإيرانيين القاطع لنظام الملالي وإصرارهم على المقاطعة الشاملة للانتخابات لأمر مثير للإعجاب لدرجة أنه جعل جميع تقديرات خامنئي عبثية لا طائل منها وألقى بها أدراج الرياح. وذكرت الصحف الحكومية صراحةً أن نسبة المشاركة ستكون أقل مما كانت عليه في انتخابات مجلس شوري الملالي الموصى بها في مارس 2020.
وقالت صحيفة ارمان " ولم تكن نظرة المجتمع للانتخابات وصندوق الاقتراع إيجابية على الإطلاق قبل الإعلان عن أسماء المؤهلين للانتخابات. ويرى البعض أنه عندما يتم تطبيق هذه الأساليب اليوم، فقد تكون المشاركة في الانتخابات أقل حتى مقارنة بما كانت عليه في انتخابات مجلس شوري الملالي
كما إن الاعتراف بعدم رضا المواطنين والظروف المتفجرة للمجتمع هو أيضًا تكرار مستمر لمحتوى الصحف والمواقع التابعة للسلطة.حيث اعترف المعمم هريسي، عضو مجلس الخبراء الرجعي لصحيفة "مستقل" قائلاولا يمكننا أن نخدع أنفسنا، فالمواطنون مستاؤون للغاية، وهذه الاضطرابات ليست غير متوقعة منذ البداية أيضًا".
وهذا الاستياء له جذور عميقة في الانقسامات الطبقية الكبيرة. فالصراع الرئيسي هو بين أقلية تنعم بأصولٍ أسطورية وأغلبية لا تتمتع بالحد الأدنى للمعيشة للبقاء على قيد الحياة.
كما نشرت صحيفة مستقل تتسأل كيف يمكن أن تزداد رؤوس أموال المسؤولين بالمليارات ويزداد المواطنون فقرًا فجأة بين عشية وضحاها؟
وإلى أين تريدون أن تتوجهوا في نهاية المطاف؟ فالفساد بات علنيًا وواضحًا. وهناك أفراد يملكون منازل لا تستند إلى القانون على الإطلاق، في حين أن هناك بعض المواطنين ليس لديهم حتى أكواخ للعيش فيها. واتزان هذا الميزان مختلف لدرجة أن جزءًا منه يحفر الأرض والجزء الآخر يصعد إلى السماء، ونحن نكتفي بالمشاهدة ولا نحرك ساكنًا".
وتعليقا علي ذلك تقول المعارضة مريم رجوي انها" انتخابات إجبارية موصى بها " هذه الجملة يَعرف معناها من رأوا بأم عينهم انهيار الشاه وجبروته الهش عندما تدفق الشعب المتمرد على الاستبداد الإمبراطوري في الشوارع.
انظروا ماذا قال خميني عن الانتخابات الإجبارية الموصى بها عندما لم يكن في السلطة:
"بقدر ما شاهدت من انتخابات في إيران، وشاهدت انتخابات لسنوات عديدة منذ فترة ما قبل رضاشاه، ولم يكن هناك اختيار حر في إيران. ومع ذلك، كانت تُجرى الانتخابات على الفور بقوة أسياد البلاد وأصحابها، وعندما تم تحجيمهم في عهد رضاشاه، أصبحت الانتخابات تحت سيطرته، ولم يعد هناك برلمان باستثناء تعیینات أفراد معروفین، وفي عهد محمدرضا صار الوضع أكثر سوءًا".
لقد أدى وضع التصويت والرقابة المبررة بحثًا عن المصلحة وفضيحة إقصاء واستئصال جزء من السلطة لترسيخ السلطة الاستبدادية لخامنئي إلى الترحُّم على أيام رضاخان ميربنج ومحمدرضا بهلوي. ويشعر خامنئي بالقلق من مقاطعة الانتخابات بعد هذا الاستئصال، ويجب أن يقلق.
إن مقاطعة الانتخابات ليست دون مغزي أو كما تطلق عليها الصحف الحكومية أنها مجرد "مشاركة متدنية"، بل هي رفض لمبدأ الولي الفقيه. والجدير بالذكر أن محتواها مدمر وتنطلق من موقف رفض سلطة الملالي برمتها.