استبدال اسماء المدارس اليمنية بأسماء طائفية... انتهاكات الحوثي لقطاع التعليم تتواصل
السبت 05/يونيو/2021 - 02:46 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في إطار دأب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على مساعي طمس الهوية اليمنية وتفكيك النسيج المجتمعي وحوثنة التعليم في اليمن، كشف قرار صادر عن مكتب التربية والتعليم بالمحافظة تغيير أسماء 12 مدرسة أساسية وثانوية، في مديرية الشاهل التابعة لحجة.
حيث أصدرت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران عبر وزارة التربية والتعليم الخاضعة لهم توجيهات باستبدال أسماء مدارس في محافظة حجة بأسماء طائفية.
ومن بين المدارس المستهدفة " مدرسة الزبيري" المسماة باسم محمد محمود الزبيري أحد أبرز المناضلين ضد حكم الأئمة خلال القرن الماضي، وتم استبدال الاسم بـ "مدرسة الإمام الهادي" أول الوافدين إلى اليمن، في القرن الثالث الهجري، باسم عقيدة الاصطفاء الإلهي والأحقية بالحكم، وهي ذات الإيديولوجية التي تعتنقها الميليشيا الحوثية بجانب معتقدات قادمة من الصفوية الإيرانية.
إضافة إلى الرمزية المؤشرة على اختيار الميليشيا للنزعة الإمامية الرجعية بمقابل الجمهورية التي اختارها اليمنيون، استبدلت اسم مدرسة "الفاروق"، وهو اللقب الذي التصق بالشخصية التاريخية الإسلامية الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، بـ "مالك بن الأشتر" أحد رجال الخليفة الرابع علي بن أبي طالب الذي يشكل مع ولديه الحسن والحسين محور التشيع الصفوي المتطرف.
كما استبدلت تسمية "17 يوليو" باسم "السيدة زينب بنت علي"، و"الميثاق" بـ "الإمام الحسن بن علي"، نكاية بالمؤتمر الشعبي العام ورئيسه الشهيد علي عبدالله صالح الذي بنيت كل هذه المدارس في عهده، وتأكيدا على نهجها الطائفي المستدعي للماضي – وفق تصور الجماعات الصفوية السلبي للتاريخ الإسلامي- على حساب الحاضر والمستقبل.
ولم يسلم المجاهد العربي الليبي الكبير ضد الاستعمار الأجنبي الإيطالي "عمر المختار" من امتعاض ميليشيا الحوثي التي غيرت اسم المدرسة باسمه إلى تسميتها باسم واحد من قتلاها.
ويأتي القرار الحوثي في إطار خطة ممنهجة استكمالاً لمسلسلها الإجرامي، الخاص بـحوثنة التعليم بشكل عام وحوثنة العاملين في التربية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وكانت تقارير لمنظمات محلية ودولية عكست حجم المأساة التي لحقت بقطاع التعليم في اليمن، حيث سلط تقرير حقوقي صادر عن "المركز الأمريكي للعدالة"، تحت عنوان "الجريمة المنسية"، الضوء على انتهاكات ميليشيا الحوثي لقطاع التعليم، وآثار الحرب على العملية التعليمية في اليمن من 2014 إلى 2020.
وقال التقرير إن "أكثر من 170 ألف معلم ومعلمة يعيشون في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي يعانون من انقطاع مرتباتهم منذ 5 سنوات على الرغم من القدرة المالية للجماعة على صرف مرتباتهم إلا أنها تستغل هذا الجانب الإنساني في مقايضات سياسية".
ورصد التقرير كذلك مقتل 1579 معلما و2624 حالة إصابة منذ سبتمبر 2014، تتحمّل ميليشيا الحوثي مسؤولية 80% منها، إضافة إلى 621 حالة اعتقال و36 حالة إخفاء قسري و142 حالة تهجير قسري لمعلمين تتحمل ميليشيا الحوثي مسؤولية ما نسبته 70% من هذه الانتهاكات.
وأضاف أنه رصد في محافظة تعز وحدها 280 حالة قتل واغتيال على يد ميليشيا الحوثي، إضافة إلى 180 حالة اختطاف وإخفاء قسري، إضافة إلى 16 واقعة اغتيال لمعلمين بمحافظة عدن الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي، وفق ما نشره موقع "نيوزيمن".
وذكر التقرير أنه وثق قيام ميليشيا الحوثي بتفجير 21 مدرسة وتحويل 14 مدرسة إلى ثكنات وسجون عسكرية، إضافة إلى توثيق تجنيد 211 طفلا دون سن الـ15 قامت بها ميليشيا الحوثي في محافظتي صنعاء وعمران خلال العام الماضي فقط.
وأكد قيام جماعة الحوثي بتجنيد عدد 57 طفلاً من طلاب مدرسة واحدة هي مدرسة العلم والإيمان بمديرية بني حشيش شرق محافظة صنعاء، وقد قتلوا جميعهم في جبهات القتال.
كما أكد قيام ميليشيا الحوثي بإجراء تغييرات جوهرية في المناهج الدراسية تقوم على أساس العنصرية والطائفية والتحريض الديني والمذهبي، وممارسة التحريض الطائفي عبر الإذاعات المدرسية بشكل ممنهج في 12 محافظة تسيطر عليها.
وأشار إلى أن ميليشيا الحوثي انفردت بسلسلة من الانتهاكات بحق المعلمين، منها تسريح 286 معلمًا من وظائفهم وتشريدهم من قراهم ومنازلهم ومدارسهم وإحلال عناصرها بديلًا عنهم.
وقال المركز الأمريكي للعدالة إنه رصد إقدام الميليشيا الحوثية على إجبار الطلبة في المئات من المدارس على دفع رسوم إجبارية تصل في الشهر الواحد إلى ما يعادل 5 دولارات في عدد 12 محافظة تسيطر عليها.
وأضاف أنه تحقق من 500 حالة قتل لطلاب وطالبات في مدينة تعز منذ بداية الحرب، بسبب القصف العشوائي الذي شنّته الميليشيا الحوثية على المدارس والتجمعات السكانية. كما رصد 15 ألف نازح ومهجر بسبب الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي على المدينة.
وأكد المركز أنه تحقق من مقتل 21 معلماً وطالباً خلال العامين الماضيين نتيجة الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي.
وأضاف أنه "تأكد من استخدام جماعة الحوثيين للدورات الصيفية كمناسبة لنشر فكرها العقائدي ورفد الجبهات بالمقاتلين ولو من صغار السن".
وأشار إلى أن الحرب في اليمن تسببت بخروج التعليم عن التقييم العالمي لجودة التعليم وفقاً لمؤشر جودة التعليم الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس.