تقرير للأمم المتحدة يرصد بالأرقام ضحايا الملالي في العراق

الإثنين 07/يونيو/2021 - 11:51 ص
طباعة تقرير للأمم المتحدة روبير الفارس
 

 رصد تقرير للامم المتحدة سقوط أكثر من 700 شهيد و28 ألف جريح عراقي  نتيجة المواجهات الكبيرة  التي وقعت فيما عرف بثورة تشرين عام 2019 ، والتى توجهت اصابع الاتهام فيها الي مليشيات الملالي في العراق  وقد افصحت الثورة وقتها عن صلابة ومتانة الموقف الشعبي والجماهيري لأبناء الثورة في مواجهتهم للمليشيات المسلحة وعصابات القتل والاختطاف. 

ويعيش العراق أجواء ساخنة وتطورات ميدانية كبيرة وتحولات سياسية بارزة وأصوات تتعالى تطالب بتفعيل الإجراءات والتحقيقات التي أقرتها حكومات بغداد المتعاقبة بعد الاحتلال الامريكي والمتعلقة بأحداث الأول من ديسمبر2019 واستباحة ساحات الثوار من قبل المليشيات المسلحة وعصابات القتل والترويع والاختطاف والتغييب ومحاولة زرع الخوف والوهن في نفوس شباب الثورة بملاحقتهم ومتابعتهم الأمنية وعمليات الاغتيال وإيذاء  الصوت الحر والاعتداء على حقوق الشعب العراقي وإيقاف تطلعاته نحو الحياة الحرة الكريمة واستعادة كرامته وعزته وفضحه وتعريته للعملية السياسية التي أتى بها المحتل الأمريكي ودعمتها وأيدتها أدوات ووكلاء النظام الايراني، هذه العملية التي أثقلت كاهل المواطن العراقي وأصبحت تشكل عقبة كبيرة في عجلة التقدم والازدهار الذي ينشده أبناء الثورة المباركة بدفاعهم عن حقوقهم ومطالبتهم بتحقيق العدالة الاجتماعية وإزاحة أحزاب السلطة عن المشهد السياسي بعد أن أيقنت الجماهير الشعبية حقيقة الموقف السياسي لهذه الجهات والكتل الحزبية وسعيها لتحقيق مأربها ومنافعها المادية وصولا إلى الهيمنة والسيطرة على مقاليد الحكم ونهب وسرقة أموال البلاد والتصرف بثروات الشعب وتهرب وتبيض العملة والتسويق لفكرة الاستفادة من التطورات الميدانية القائمة في العراق والتي أضحت صورة صادقة تفضح شبكات الفساد السياسي والاقتصادي والتدهور الميداني في جميع مناحي الحياة .



وتعليقا علي ذلك كتب الباحث العراقي في مركز الأمّة للدراسات والتطوير "إياد العنَّاز"  تقريرا مهما اثني خلاله علي عمل الثوار الشجعان على توسيع دائرة الرفض الشعبي لحكومات ما بعد الاحتلال الأمريكي وتصعيد وتائر العمل الثوري باتجاه تحقيق أهداف الثورة وتمكنت طلائع الثوار من تحصين الفرد العراقي وإعادة اللحمة الوطنية للنسيج الاجتماعي العراقي واستعادة الشعب ثقته بالتغيير القادم وفق الرؤى الحقيقية والمبدئية التي حملها شباب الثورة ودافعوا عنها وقدموا أرواحهم فداء للشعب والوطن مما حدى بالعشائر العربية الأصيلة بالوقوف مع أبنائها والدفاع عنهم ومساندتهم وتقديم الدعم الكامل لاستمرار وهج الثورة وإدامة ألقها وشعاعها تحقيقا للغاية المثلى في عملية التغيير السياسي المنشود، وقدمت الثورة قرابين من شبابها بلغ أكثر من 700 شهيد و28 ألف جريح نتيجة المواجهات الكبيرة التي أفصحت عن صلابة ومتانة الموقف الشعبي والجماهيري لأبناء الثورة في مواجهتهم للمليشيات المسلحة وعصابات القتل والاختطاف.

وقال اياد كان المجتمع الدولي والإنساني يتابع بدقة تطور الأحداث القائمة في العراق والسبل الكفيلة والمتبعة من قبل الشباب الثائر في إيصال صوته عبر منابرهم الإعلامية ووسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي والمنتديات الشبابية والقنوات الوطنية الرصينة التي سخرت جميع أدواتها من أجل دعم وإسناد الثورة وتقديم جميع أنواع الدعم الإعلامي والثقافي عبر العديد من القنوات والصحف والمجلات والأصوات الحرة التي مثلت حقيقة الإعلام المنتمي الصادق المعبر عن طموحات وأهداف ثورة الشعب العراقي والذي جعل المنظمات الدولية والإقليمية وحقوق الانسان تتابع بدقة واهتمام التطورات التي حدثت في ساحات الثورة في محافظات الوسط والجنوب الأغر وساحات وميادين مدينة بغداد الحبيبة التي سطر فيها شباب العراق أروع صور وملاحم البطولة والشجاعة في مواجهة قوى الطغيان والفساد.

أدت هذه المواقف الجريئة والثبات الثوري إلى قيام بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إلى نشر تقرير مفصل بتاريخ 31 مايس 2021 رصد ووثق فيه الانتهاكات والتجاوزات التي حدثت أثناء التظاهرات الواسعة التي امتدت من الأول من ديسمبر 2019 وهي البداية الحقيقية لانطلاق ثورة الشعب المجيدة إلى تاريخ نشر التقرير الذي كشف العديد من الممارسات الوحشية التي ارتكبتها عناصر مسلحة ضد أبناء الثورة وطلائع الشعب العراقي وتحدث عن أرقام وحقائق دامغة وصلت الى توثيق العشرات من عمليات الاغتيال والخطف والقتل.

وتضمن التقرير معلومات عن عدد التحقيقات القضائية المفتوحة وعدد أوامر إلقاء القبض الصادرة وعدد المتهمين المحجوزين والقضايا المحالة للمحاكم وعدد الأحكام الصادرة بحقهم والأدلة التي تدينهم،  ويقول الباحث إياد العنَّازانه رغم كل هذه الحقائق والأدلة  إلا أن التقرير ابتعد عن حقيقة الأوضاع المأساوية التي رافقت التظاهرات والاحتجاجات الشعبية وعدد المصابين والمغيبين والشهداء والجرحى والتي تم ذكرها في بداية مقالنا واستندت إلى التقارير الميدانية التي توصلت إليها المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة دون الخوض كثيرا في متابعة العديد من الحالات المماثلة التي وصلت إلى المئات والآلاف من الشهداء والجرحى. ومع كل هذا يبقى التقرير يشكل إدانة واضحة للأساليب القمعية التي اتبعت في مواجهة الثوار والاعتداء عليهم وأكدت طبيعة الأدوات التي كانت وراء ايقاف المد الجماهيري وعدم التمكن من الوصول إلى القتلة الحقيقين وإدانتهم وإحالتهم للمحاكم المختصة وبإشارة التقرير إلى (لجنة تقصي الحقائق ) التي شكلت في حكومة عادل عبد المهدي وعدم قدرتها على القيام بواجباتها التحقيقية والقضائية بصورة سليمة ودقيقة وعدم جديتها في الكشف عن المتورطين بعمليات قتل وخطف وتهديد الثوار والتي قامت بها المليشيات المسلحة وهي المعروفة لدى السلطات الحكومية والتي كانت تفصح عن وجود (طرف ثالث أو عناصر مجهولة ) وراء عمليات التصدي للثوار وتصفية المؤيدين لثورة تشرين المجيدة والداعمين لها.

عندما تطالب مفوضية حقوق الإنسان في العراق وعبر بيانها حكومة بغداد إلى مراجعة حقيقية لما ورد بتقرير بعثة الأمم المتحدة إنما يشكل دعوة صريحة وقانونية للوقوف بشكل دقيق وميداني للتعامل مع المؤشرات الخطيرة التي تضمنها التقرير وتفعيل الجهود الأمنية والتحقيقية وصولا إلى نتائج إيجابية تضمن الحقوق والحريات الأساسية والإنسانية للمواطن العراقي الساعي لحياة سعيدة ومستقبل مشرق يعيد للعراق مكانته وتأثيره الدولي والإقليمي والعربي ويأخذ بيده نحو الازدهار والرقي بتسخير إمكانياته واستخدام ثرواته لمنفعة أبناء الشعب العراقي.

 

 

شارك