استعانة الحكومة الألمانية بأنصار "حماس" للترويج للقاحات يثير أزمة
أثارت
تقارير إعلامية أزمة جديدة للحكومة الألمانية، بعد أن نشر المتحدث باسم
الحكومة ستيفن سيبرت مقطع فيديو للترويج للتطعيم
ضد كورونا بين المواطنين الناطقين باللغة العربية، وخلال الفيديو تم عرض دعوة قدمها طبيب عربي اسمه نجيب السعيدي الذي شرح بالعربية سبب وجوب التلقيح
ضد كورونا، إلا أن هذا الطبيب سبق أن دعا عبر مواقع التواصل الاجتماعى للترويج لحركة
حماس المدرجة على قوائم الارهاب فى ألمانيا، ومحاولة إضفاء شرعية على ما قامت به
الحركة فى الفترة الأخيرة.
يري
مراقبون أنه بينما يروج الصعيدي للتلقيح بطريقة ودية في الفيديو الحكومي
، له رؤية مختلفة تمامًا على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يحرض ضد إسرائيل
، ويطالب بطرد جميع اليهود من ألمانيا، كما أنه يوزع صورا دعائية لكتائب القسام الذراع
العسكري لحركة حماس الإرهابية حسب قرارات الحكومة، وهو ما يثير ازدواجية بشأن
الخطوات الحكومية الألمانية فى حظر حركة حماس، بينما السماح لأنصارها بالظهور فى
لقطات فيديو رسمية، وليس مجرد آراء شخصية للمتحدث أو صفحة شخصية للطبيب العربي.
ونوهت صحيفة "بيلد" فى تقريرها أن الطبيب الذي
له عيادة خاصة فى حي نيوكولن الشهير بمنطقة يقطنها عرب وأتراك، يعزز من أفكار كتائب القسام سيئة
السمعة مسؤولة عن العديد من الهجمات الانتحارية ضد المدنيين ، واحتجاز الرهائن واستهداف
المعارضين السياسيين.
مكتب الاعلام للحكومة الألمانية أكد على حذف الفيديو من
مواقع التواصل الاجتماعى، وسيتم التدقيق فيه مرة آخري، لمنع بث أى أفكار لا تتماشي
مع قرارات الحكومة الإرهابية بخصوص كتائب القسام وغيرها من الحركات المدرجة على
قوائم الارهاب.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور أحمد منصور الليبرالي
أن الحكومة شنت حملة للتطعيم "بالأطباء الإسلاميين المتطرفينن وأن هذه الخطوة تدل على "عدم
الاحتراف" وأنه تمت الاستعانة بشخصيات لا تتناسب مع الهدف المرجو من الرسالة،
وأنه كان ينبغى اختيار شخصيات بشكل أكثر دقة، وعدم التورط فى مثل هذه المواقف.
وسبق أن تعرضت المستشارة الألمانية أنجيل
ميركل لحرج كبير خلال الحرب على غزة الشهر الماضي، حيث انتقدتها وسائل إعلام
ألمانية بأنها تسعى لفتح قنوات اتصال مع حماس بالرغم من إدراجها فى قوائم الارهاب.
من جانبها أكدت ميركل بقولها " لابد من
إشراك حماس بطريقة ما، فبدون حماس لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، ولابد بالطبع من
وجود اتصالات غير مباشرة مع حماس".
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه آرمين لاشيت
رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي ومرشحه لمنصب
المستشار، بضرورة اتخاذ خطوات أكثر حادة مع حماس، مؤكدا خلال جلسات عقدها برلمان
ولاية شمال الراين باعتباره رئيس الوزراء هناك على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة
في التعامل مع حركة حماس والمتعاطفين معها على الأراضي الألمانية، كمنع رفع علم الحركة.
أضاف لاشيت " "نشهد منظمة إرهابية
تقوم هي نفسها بإضعاف السلطة الفلسطينية، والتي تعمل أيضاً على إلحاق الضرر بالفلسطينيين
في غزة حيث يعيش الناس مضطهدين، وفي هذا الصدد لا أراهم كطرف محاور للحكومة الألمانية
في الوقت الحالي".
وكانت الأزمة قد وصلت للذروة الشهر الماضي ، حينما دعا عدد
من المسؤولين الألمان إلى تشديد إجراءات محاربة معاداة السامية على ضوء الاحتجاجات
المؤيدة للفلسطينيين في عدد من المدن الألمانية، وأكد رئيس البرلمان الألماني
"بوندستاج" فولفجانج شويبله إلى أن الناس قد ينتقدون السياسات الإسرائيلية
وقد يحتجون عليها، لكن لا يوجد مبرر لمعاداة السامية والكراهية والعنف، وضرورة تطبيق
القانون بصرامة وحزم ضد المتورطين في تلك الجرائم.
بينما أدان وزير
الداخلية الألماني هورست زيهوفر بشدة الاحتجاجات
المناهضة لإسرائيل وقال إن ألمانيا لن تتسامح مع حرق الأعلام الإسرائيلية أو الاعتداء
على المؤسسات اليهودية على الأراضي الألمانية.