انفجارات مأرب.. مسلسل رعب بمخطط إيراني وتنفيذ حوثي فى اليمن
الجمعة 11/يونيو/2021 - 11:21 ص
طباعة
أميرة الشريف
بعد ساعات من تداول أنباء حول حدوث إنفراجة في الأزمة اليمنية والتوافق المبدئي على مبادرة سلام ترعاها سلطنة عمان، شنت ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران هجمات مركزة وعنيفة على مدن يمنية عدة منها مأرب، ومناطق الساحل الغربي بمحافظة الحديدة، فضلا عن تسيير طائراتها المسيرة وقصفها لمدن جنوب السعودية.
وهزت 3 انفجارات كبيرة مأرب، وقال مسؤول محلي إنها نتيجة هجمات صاروخية وعمليات قصف بطائرات مسيرة من جانب الحوثيين الذين يحاولون الاستيلاء على المنطقة الغنية بالغاز.
وتزامن القصف الحوثي العنيف بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة مساء الخميس، في إستهداف وسط مدينة مأرب و حيس ومناطق أخرى في الحديدة، بالاضافة الى خميس مشيط في جنوب السعودية.
وقالت مصادر إعلامية ان ميليشيا الحوثي استهدفت المدينة بهجوم صاروخي باليستي، استهدفت وسط المدينة بالقرب من سجن النساء.
وبحسب المصدر فإن الصاروخين الباستيين استهدفا احياء سكنية وسط المدينة، كما اعقبهم هجوم بطائرة مسيرة.
ووفق حصيلة أولية رسمية نشرتها وكالة الانباء اليمنية سبأ، فإن القصف الحوثي على مأرب، خلف 35 بين قتيل و جريح على الأقل بينهم نساء وأطفال.
كما أعلنت قوات العمالقة في الساحل الغربي، عن قصف حوثي عنيف استهدف الأعيان المدنية في مدينة حيس بالحديدة، فضلا عن استمرار قصفها على مناطق اخرى بالحديدة ومنها التحيتا والدريهمي.
فيما أعلن التحالف العربي عن تمكن الدفاعات الجوية من إعتراض وتدمير طائرة حوثية مسيرة حاولت استهداف خميس مشيط جنوب السعودية، مؤكدا ان الهجمات الحوثية تتنافى مع القيم الإنسانية وتبدد فرص السلام.
يأتي ذلك فيما تتمسك الميليشيا الإرهابية بشروطها لوقف الحرب رغم المساعي الأممية التي نقلها غريفيث إلى طهران في سياق مساعيه للضغط على راعي الجماعة الأول بالتوازي مع الجهود العمانية التي انتهت بإيفاد مبعوثين إلى صنعاء للقاء عبد الملك الحوثي.
وفي الوقت الذي تتكتم فيه المصادر الدبلوماسية على نتائج الزيارة العمانية إلى صنعاء صرحت الجماعة الانقلابية عبر مجلس حكمها الانقلابي (المجلس السياسي الأعلى) أنها متمسكة بالشروط التي وضعها زعيمها عبد الملك الحوثي للموافقة على الخطة الأممية، وفي مقدمتها رفع القيود على المنافذ البحرية ومطار صنعاء، وتوقف تحالف دعم الشرعية عن دعم الحكومة المعترف بها شرعياً، وذلك قبل أي حديث عن وقف القتال أو العودة للمشاورات مع الحكومة.
وكان وفد عماني وصل إلى صنعاء من الديوان السلطاني السبت الماضي للقاء الحوثي ضمن مساعي مسقط للتوسط في الأزمة بإيعاز من واشنطن، وفق تقديرات المراقبين، في حين حل المبعوث الأممي مارتن غريفيث، من جهته، ضيفا على طهران في ثاني زيارة له إليها على أمل أن تشكل نقاشاته مع المسؤولين الإيرانيين بوابة للضغط على الجماعة الانقلابية.
ونقلت المصادر الرسمية للجماعة الحوثية أمس عن مجلسها الانقلابي أنه عقد اجتماعا برئاسة مهدي المشاط رئيس المجلس، وأنه رحب بالجهود الرامية إلى ما تسميه الجماعة رفع الحصار وفتح المطارات والموانئ دون قيود.
ويري مراقبون أن جماعة الحوثي الإنقلابية غير جادة في مساعي وقف شامل للنار بحسب الخطة الأممية المقترحة، فيما توقع سياسيون يمنيون أن تنتهي المساعي العمانية كسابقاتها من قبل غريفيث والمبعوث الأميركي تيم لندركينغ الذي صرح أخيرا بتحميل الجماعة المسؤولية عن عدم الموافقة على وقف النار ودعم مسار السلام في البلاد.
وفي أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أظهر عدم اكتراثه بالمقترح الأممي والمساعي الدولية لا سيما الأميركية، داعيا أتباعه إلى حشد المزيد من المقاتلين وجمع المزيد من الأموال للاستمرار في الحرب.
ويري مراقبون يمنيون أن إرغام الحوثيين على القبول بأي خطة سلام لا بد أن يأتي من طهران، في حين يرجحون أن الدور العماني لن يكون له أثر على صعيد إنجاح الخطة الأممية ما لم تحصل الجماعة على مكاسب سياسية، مثل إطلاق يدها في عائدات موارد ميناء الحديدة، والتحكم في وجهات السفر من مطار صنعاء دون قيود.
وفي سياق الجهود الدولية لحل الأزمة نفسها، قالت الخارجية الأميركية إن مبعوث واشنطن إلى اليمن تيم لندركينغ التقى السفير الفرنسي لدى أميركا فيليب إيتني ضمن مناقشاته الموسعة لإنهاء الحرب في اليمن، وإن الطرفين بحثا الحاجة لوقف فوري لإطلاق النار على مستوى البلاد.
وأفاد بيان الخارجية الأميركية بأن لندركينغ والسفير الفرنسي أعربا عن مخاوفهما من الهجمات الوحشية الحوثية ضد المدنيين، بما في ذلك الهجوم الحوثي المروع ضد السكان في مأرب الذي نتج عنه مجزرة حوثية راح ضحيتها واحد وعشرون مدنيا يوم السبت الماضي.
اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جماعة الحوثي الإرهابية ، بمواصلة التصعيد العسكري و"خدمة مشاريع إيران" وعدم الاكتراث بالجهود المبذولة لإحلال السلام في اليمن.
وقال الرئيس اليمني في اتصال هاتفي مع محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة: "في الوقت الذي يعمل المجتمع الدولي وبجهود صادقة من الأشقاء في إيجاد أمل وفرص للسلام تواصل مليشيات الانقلاب تصعيدها وحصدها للأرواح الأمنة والبريئة غير مكترثة بأي جهود لحقن الدماء اليمنية تواصلا لأجندتها وخدمة مشاريع إيران التدميرية في المنطقة".
وأكد أن "دماء الأبرياء في أحداث متوالية وحرق الأسر والأطفال بصواريخ ومفخخات المليشيات لن يؤسس لسلام حقيقي بقدر تعميق الجراح وآلام شعبنا من قبل تلك المليشيات التي دمرت مقدرات الدولة وشرخت النسيج الاجتماعي وهجرت أبنائها".
جدير بالذكر أن الحكومة الشرعية ترحب بجهود السلام الأممية والدولية وتدعو إلى وقف شامل للقتال باعتباره مدخلا لحل كل القضايا الإنسانية، بحسب ما جاء في تصريحات وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك أثناء زيارته إلى مسقط، والتي تزامنت مع وجود الوفد العماني في صنعاء.
وكان تصعيد ميليشيا الحوثي خاصة في محافظة مأرب محل تنديد من مجلس الأمن الذي حذر من انه سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ويعرض أكثر من مليون نازح لخطر جسيم، ويهدد الجهود المبذولة لتأمين تسوية سياسية في البلاد.
وبقيت مأرب حتى مطلع العام الماضي بمنأى عن أسوأ فصول الحرب الأهلية التي يعيشها اليمن منذ العام 2014.
ويشير مراقبون إلى أن الحوثيين يسعون للسيطرة على مأرب لتعزيز موقفهم في أي مفاوضات سلام مقبلة.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.