شيوخ السلفية والتجنيد للجماعات الإرهابية.. حسان ويعقوب نموذجا
الأحد 13/يونيو/2021 - 02:07 م
طباعة
حسام الحداد
قررت محكمة جنايات القاهرة، السبت 12 يونيو 2021، ضبط وإحضار الداعية محمد حسين يعقوب، وانتداب الطب الشرعي للكشف على الداعية محمد حسان في مكان إقامته، وذلك خلال نظر محاكمة المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بخلية داعش إمبابة.
وكشفت تفاصيل وأوراق القضية التي تحمل رقم 271 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة طوارئ قسم إمبابة، والمقيدة برقم 370 جنايات أمن دولة عليا، أن المتهمين أسسا جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام.
ومن جهته، طلب دفاع المتهمين سماع شهادة الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب والاستماع إلى أقوالهما ومناقشتهما في الفكر والمنهج الذي يتبعانه أمام المحكمة، خاصة بعد أن أكد المتهمان أنهما يعتنقان ذات الفكر والمنهج الذي يقدمانه.
وقررت المحكمة في جلسات سابقة استدعاء الداعيين للإدلاء بشهاداتهما في القضية، إلا أنهما تغيبا عن الحضور ما دفع المحكمة لتكليف النيابة العامة بإعلانهما بالجلسة التي كانت مقررة اليوم، إلا أنهما تغيبا عنها أيضا ما أدى لأن تصدر المحكمة قرارا بضبط وإحضار الشيخ محمد حسين يعقوب وانتداب طبيب شرعي لفحص الشيخ محمد حسان.
حباره وحسان
ليست هذه القضية الأولى التي تشير فيها أصابع الاتهام للشيخ محمد حسان، الذي يعد الداعية الأبرز الذي تأخذ منه الجماعات الإرهابية فتواها، ليتأكد للجميع أنه ليس من يحمل السلاح ويقتل هو فقط الإرهابي، بل أصل الإرهاب وبدايته في تلك الفتوى التي تصدر من دعاة السلفية وغيرها، وأكبر دليل على ذلك عمر عبد الرحمن الذي لم يشارك في قتل السادات بجسده ولم يحمل السلاح ليقتله، ولكن الفتوى التي أصدرها واستندت إليها الجماعة الإسلامية هي التي قتلت السادات، ومعظم متهمي قضية مقتل السادات اعترفوا بهذا، كذلك حباره الذي كان يستمع ويتابع الشيخ محمد حسان استند إلى مجموعة كبيرة من فتاوى الشيخ تبرر له عمليات القتل.
ولا ننسى اعترافات مريم شقيقة حباره منفذ مذبحة رفح والتي قالت فيها أن شقيقها في بداية التزامه كان يستمع للأشرطة الدينية لشيوخ السلفية، ومن أهمهم محمد حسان ومحمد حسين يعقوب، ومن بعدها أعتنق الأفكار المتطرفة، وطالبهم بالالتزام بالحجاب والخروج من التعليم بحجة الاختلاط.
وأضافت شقية حبارة أن أفكار شيوخ السلفية هي التي أثرت على أفكار شقيقيها وأنها السبب في إعدامه، حيث قالت: "شيوخ السلفية أثروا على أفكار أخويا وهما سبب إعدامه، وكان يجب قبل أن تحاسبوه على قتل الجنود أن تحاسبوا شيوخ السلفية أمثال ياسر برهامي وغيرهم".
وتابعت "مريم": "شقيقي في بداية التزامه بدأ يعنف تاجر مخدرات كان يسكن بجوارنا أكثر من مرة، ثم بدأ يذهب لتجار المخدرات في المركز بصحبة عدد من زملائه الملتزمين للتنبيه عليهم بترك تجارة المخدرات وإلا سيمنعونهم بالقوة في حالة رفضهم بيع المخدرات".
تكفير الأخر
يتمثل الأخر عند محمد حسان واخوانه في التيار السلفي ليس فقط فيمن هو خارج إطار الإسلام، بل هو كل من لم يؤمن بالرسالة سواء بلغته الرسالة أم لم تبلغه، وسواء كان مكذبًا لها أم كان غير مكذب، وسواء كان مترددًا أو شاكًّا أو معرضًا عن النظر لسبب من الأسباب، أو اجتهد فأخطأ في معرفة الحق، أو حتى كان غافلًا الغفلة المطلقة. فكل هؤلاء في نظر محمد حسان ومدرسته كفار يحل دمهم ومالهم وعرضهم حتى يؤمنوا؛ لذا نجده يكفر طه حسين ونزار قباني وغيرهما قائلًا: لو كان حد الردة قد طبق على كلب واحد منهم ما رأيت ردة بعد ذلك وهذا في شريط (ردة ولا أبا بكر لها)، وكذلك يكفر تارك الصلاة ولو تكاسلًا في شريط (تارك الصلاة)، كذلك يكفر غالبية المسلمين فيقول: "ظلت الأمة ترفل في ثوب التوحيد الذي كساها إياه إمام الموحدين وقدوة الناس أجمعين حتى أطلت الفتن برأسها الظلوم ووجهها الكالح الغشوم وابتعدت الأمة رويدًا رويدًا عن حقيقة التوحيد، وبدأ الشرك يطل برأسه من جديد وكثرت صوره ومظاهره ووقع فيه كثير ممن يتسمون بالمسلمين، إلا من رحم الله جل وعلا، فلم يعد الشرك متمثلا في هذه الصورة الساذجة التي يتداولها المشركون قديما في صورة حجر يصنعونه بأيديهم ثم يصرفون له العبادة من دون الله عز وجل، بل لقد تعددت صور الشرك وكثرت الآلهة التي تُعبد في الأرض من دون الله عز وجل في مجال الاعتقاد وفي مجال النسك وفي مجال التشريع." شريط (الشرك بالله)، أما الآخر المسيحي فله نصيب وافر من السباب واللعن لدى الشيخ محمد حسان ومدرسته حيث يصف المسيحية بأنها "دين فاجر خبيث" ويصف الإنجيل بأنه كتاب جنسي في شريط "قصة الصليب"
يعقوب وغزوة الصناديق
لا ينسى أحد من الذين شاركوا في يناير 2011، وما بعدها وصولا ل 30 يونيو 2013، وصف الداعية السلفي محمد حسين يعقوب الاستفتاء على التعديلات الدستورية بأنه «غزوة الصناديق»، مؤكداً ما سماه «انتصار الدين» فيها.
وقال يعقوب في مقطع فيديو نشره موقعه الرسمي من كلمة ألقاها في مسجد «الهدى» بإمبابة، مساء الأحد 20 مارس 2011: «كان السلف يقولون بيننا وبينكم الجنائز، واليوم يقولون لنا بيننا وبينكم الصناديق، وقالت الصناديق للدين (نعم)»، داعياً الحضور إلى ترديد تكبيرات العيد احتفالاً بموافقة 77% من الناخبين على التعديلات.
وقال يعقوب: «الدين هيدخل في كل حاجة، مش دي الديمقراطية بتاعتكم، الشعب قال نعم للدين، واللي يقول البلد ما نعرفش نعيش فيه أنت حر، ألف سلامة، عندهم تأشيرات كندا وأمريكا»، مضيفاً: «مش زعلانين من اللي قالوا لأ، بس عرفوا قدرهم ومقامهم وعرفوا قدر الدين».
واعتبر الداعية السلفي أن «القضية ليست قضية دستور»، موضحاً «انقسم الناس إلى فسطاطين، فسطاط دين فيه كل أهل الدين والمشايخ، كل أهل الدين بلا استثناء كانوا بيقولوا نعم، الإخوان والتبليغ والجمعية الشرعية وأنصار السنة والسلفيين، وقصادهم من الناحية التانية (ناس تانية)»، وقال: «شكلك وحش لو ما كنتش في الناحية اللي فيها المشايخ».
هذا الخطاب الإقصائي والاستعلائي والمتشدد ظل يعقوب ينميه في مسجد "الهدى" بامبابة موطن الخلية الإرهابية التي تحاكم الأن وتم استدعائه بعد اعتراف الخلية الإرهابية وتأكيدهم على أنهم يعتنقون فكر الشيخين، مما دفع محامي المتهمين في طلب سماع شهادتهما وكانت المحكمة قررت في جلسات سابقة استدعاء الداعيتين للإدلاء بشهاداتهما في القضية، إلا أنّهما تغيبا عن الحضور، ما دفع المحكمة لتكليف النيابة العامة بإعلانهما بالجلسة إلا أنّهما تغيبا عنها أيضا ما أدى لأن تصدر المحكمة قرارا بضبط وإحضار الشيخ محمد حسين يعقوب وانتداب طبيب شرعي لفحص الشيخ محمد حسان.