سياسية ابراهيم رئيسي الملالي تدعم مليشيات صغيرة بالعراق
الثلاثاء 22/يونيو/2021 - 02:45 م
طباعة
روبير الفارس
كشفت مصادر مخابراتية ان سياسة الرئيس الجديد لايران ابراهيم رئيسي تجاه العراق تتمثل في تأسيس مجموعات سرية جديدة تم انتقاء أفرادها من فصائل الميليشيات، الذين تلقّوا تدريبات خاصة على أيدي الحرس الثوري، بهدف إنجاز مهمات عسكرية وميدانية وإعلامية وأفادت تقارير اعلامية . بأن ايران اختارت مئات المقاتلين والمنخرطين في فصائل الميليشيات بالعراق لتشكيل مجموعات سريّة أصغر حجمًا تضم مقاتلين وصفتهم بأنهم “نخبة” فضلاً عن ولائها الشديد لطهران؛ التي درّبتهم في العام الماضي على حروب طائرات “الدرونز” والمراقبة والدعاية عبر الانترنت.وتشرف على إدارة وتأهيل هذه المجموعات فرق خاصة من “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، فيما تكشف تصريحات لمسؤولين أمنيين في حكومة بغداد وآخرين من قادة ميليشيات إلى جانب مصادر عسكرية ودبلوماسية غربية؛ عن أن هذه المجموعات الصغيرة مسؤولة عن سلسلة متزايدة من الهجمات المعقدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في داخل العراق. ويرى مراقبون ومحللون أن هذا التكتيك الجديد يعكس الانتكاسات الإيرانية الأخيرة بما فيها ما جرى بعد مصرع “قاسم سليماني” الذي كان يسيطر عن كثب على الميليشيات، وهو أمر تشير مصادر التحليل بشأنه إلى أن طهران أجبرت الميليشيات في العراق على التخفيف بعض الشيء من حضورها بعد ردة الفعل الشعبية في تظاهرات ثورة نوفمبر المعارضة للنفوذ الإيراني في أواخر العام 2019، لاسيما وقد شهدت صفوف الفصائل الميليشياوية انقسامات بعد مقتل سليماني، إذ أصبح يُنظر إليها من جانب إيران على أن من الصعب السيطرة عليها.
وتقول التقارير إن اعتماد طهران على مجموعات أصغر حجمًا يُحقق مكاسب تكتيكية لإيران؛ فهي أقل عرضة للاختراق ويمكن أن تكون أكثر فاعلية في استخدام التقنيات الأحدث مثل طائرات “الدرونز”، في وقت وثقت مصادر مطلعة تصريحات لقادة في ميليشيات مقربة من ايران قولهم: إن “الإيرانيين شكلوا مجموعات جديدة من الأفراد المختارين بعناية شديدة لتنفيذ هجمات والاحتفاظ بالسرية المطلقة”.. وهو ما اعترف به ضباط برتب كبيرة في أجهزة الأمن الحكومية بالعراق حينما صرّحوا ـ رافضين الكشف عن هوياتهم ـ بأن ما لا يقل عن 250 مقاتلاً سافروا إلى لبنان على مدى عدة شهور في سنة 2020، حيث تلقوا تدريبات من جانب مستشارين في “الحرس الثوري” و”حزب الله”، بشأن كيفية استخدام “الدرونز”، وإطلاق الصواريخ، وزرع القنابل، والترويج للهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب مسؤول في حكومة بغداد تحدث لوكالة رويترز بهذا الخصوص؛ فإن المجموعات الجديدة تعمل بسرية، وقادتها ـ غير المعروفين ـ يتبعون مباشرة لضباط الحرس الثوري؛ لافتًا إلى أن عددًا من هذه المجموعات هي التي تورطت بالهجمات الأخيرة التي من بينها استهداف قاعدة “عين الأسد” بمحافظة النبار في وقت سابق من شهرمايو الحالي، والهجوم على مطار أربيل شمالي العراق، علاوة على تنفيذ هجمات ضد السعودية في شهريناير الماضي بطائرات مفخخة دون طيار.وترى الوكالة الأمريكية الشهيرة “رويترز” أن هذا التحول الإيراني من دعمها الجماعات واسعة الصفوف إلى الاعتماد على كوادر أصغر وتخضع لرقابة أكثر إحكامًا؛ استراتيجية سبق أن اتبعتها إيران من قبل؛ ففي ذروة الاحتلال الأمريكي للعراق وتحديدًا بين سنتي (2005-2007)؛ شكلت طهران خلايا نشطت بقوة وأثّرت في الملف الأمني العراقي بصورة واضحة.