واصل الأحوزيين في
جنوب إيران احتجاجاتهم
على مستوى المحافظة لليوم الثمان على التوالي. وتعكس الاحتجاجات، الناجمة عن النقص
الحاد في المياه بسبب السياسات المدمرة للنظام، المشاكل العديدة التي يواجهها سكان
خوزستان والمحافظات الأخرى.
وخلال الأسبوع الماضي،
تحولت إلى احتجاجات سياسية، حيث دعا الناس إلى الإطاحة بالنظام المسؤول عن معاناة غالبية
الشعب الإيراني.
وتشهد الأحواز
منذ 15 يوليو الجاري، تظاهرات واسعة، وسط
قمع من قبل القوات الأمنية الإيرانية للتظاهرات باستخدام الرصاص الحي والمطاطي،
ودعما للتظاهرات الأحواز وحقهم في المياه، شهدت العاصمة الإيرانية طهران تظاهرات مفاجئة، الثلاثاء،
مرددين هتافات ضد النظام الحاكم في البلاد، ويأتي ذلك بعد دعوات من قبل نشطاء
ومثقفين إيرانيين بدعم التظاهرات في الأحواز.
وردد المتظاهرون،
كما في الأيام السابقة، شعارات مثل "يسقط خامنئي" و "يسقط الدكتاتور"
و "الشعب يريد تغيير النظام". ويواصل النظام استخدام قواته القمعية في محاولة
لقمع الاحتجاجات، لكن الناس يواصلون المقاومة ويمنعون النظام من إسكات أصواتهم.
الآن ، مر أسبوع
على الاحتجاجات في الاحواز ، وبعد حملة مسلحين لراكبي الدراجات النارية والهراوات بالأيدي
والسلاسل حول خصورهم ، فضلا عن مقتل اكثر من 10 أحوزيين ومئات الاصلابات وآلاف
المعتقلين.
وذكر موقع
"فردا" الإيراني المعارض أن الانتشار الأمني المكثف جاء على خلفية دعوات
انطلقت صباح اليوم للخروج باحتجاجات، تضامناً مع سكان الاحواز الذين يواجهون
قمع السلطات بسبب المطالبة بتوفير المياه.
http://tempuri.org/tempuri.html
ووفق حصيلة نشرتها مواقع إخبارية إيرانية معارضة، بلغ عدد القتلى بنيران أمن النظام من محتجي الأحواز، 8 أشخاص، في حصيلة جديدة مع تسجيل مقتل 3 محتجين الليلة الماضية بمدينة "إيذج"، فيما لم تعترف وسائل إعلام حكومية بمقتل متظاهر واحد فقط.
أيضا قالت منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة إن أصوات شباب الاحواز وصلت إلى طهران وكرج" لافته إلى التظاهرات التي شهدها مترو طهران، كشرارة لتمدد التظاهرات.
ودعا مسعود رجوي زعيم المقاومة الإيرانية في رسالة تم بثها الليلة الماضية عبر قناة سيماي أزادي تلفزيون إيران الوطني، جميع الشباب في سائر المحافظات إلى مساعدة الشباب والمواطنين العطشى في الاحواز.
وقال زعيم حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز ميثاق عبدالله، أن الأحواز تشهد منذ اكثر من اسبوع انتفاضة شعبية كسرت هيبة النظام الإيراني المحتل للأحواز وحرسه الثوري الإرهابي حيث اتسعت رقعة المظاهرات من مدينة الأحواز العاصمة حتى اكتسحت كافة المدن الأحوازية وحصلت الانتفاضة على دعم تضامني وتائيد شامل من كافة الشعوب المحتلة من قبل إيران.
وأضاف " ميثاق" لـ"بوابة الحركات الاسلامية" ان قوات النظام الإيراني ارتكبت مجاز بشعة في مُدن الأحواز العاصمة والفلاحية والخفاجية والكورة راح ضحيتها حتى الآن أكثر من ٩ شهداء و١٦٠ جريح خرجوا بمظاهرات للمطالبة باستقلال بلادهم وتحريرها من السطوة الفارسية.
وتابع "ميثاق" أن القمع الدموي الوحشي للاحتلال الاستعماري الإيراني الغاشم، سيظلّ وصمة عار في جبين قوى الاستعمار التي اقترفت في حقّ شعبنا طيلة ٩٦ سنة، جرائم لا تسقط بالتقادم، رغم المحاولات المتكررة لتبييضها.
وتابع زعيم حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز قائلا :"ما قامت به إيران حتى الآن جرائم ضد الإنسانية، وتخالف القيم الحضارية لأنها قامت على التطهير العرقي لاستبدال السكان الأصليين واستقدام الفُرس في الأحواز، وقامت على فصل الإنسان الأحوازي عن جذوره، ونهب ثرواته، ومسح شخصيته بكلّ مقوماتها".
وشدد "ميثاق" على ان هذه الانتفاضة أنارت الطريق نحو التحرير، فقدم الشعب الأحوازي ملحمة بطولية وقدم التضحيات الجسام للحفاظ على أرضه والتمسك بهويته الوطنية، ولم يستسلم أو ينكسر أمام محاولات تشويه الوعي الوطني، والعبث بالانتماء للأرض والقضية؛ حيث هذه الانتفاضة الشعبية الشاملة أصبحت وقع كبير على المحتل الفارسي الذي راهن على وهم تدجين الشعب الأحوازي وضبابية وعيه، وأنه قد اختار التعايش مع الواقع، ولم يعد يطالب بحقوقه السياسية والتحريرية فجاءت انتفاضة تموز كالصاعقة على المحتل الفارسي وقيادته، فقلبت الطاولة على رأس المحتل وفجعت أحلامه، وحطمت كل رهاناته الخاسرة، وأثبتت للعالم أجمع أن في الأحواز شعبًا لا يقبل الضيم، ولن يكون بدعًا بين الأمم، فيرضخ للمحتل ويسكت عن حقه، بل إنه في انتفاضته وثورته أصبح ملهما لكل شعوب الأرض التي تسعى للتحرر.
وأكد زعيم حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز أن المرحلة الراهنة من المواجهة ستتصاعد المقاومة الشعبية بكافة اشكالها وادامة الاشتباك السياسي والشعبي مع الاحتلال في كافة ميادين المواجهة، لنؤكد للعالم اجمع ان الشعب الأحوازي يمتلك من المخزون النضالي ما يبهر العالم وانه قادر في كل يوم على ابتكار وسيلة نضالية جديدة تقهر المحتل وتدفعه الى الادراك بان هذا الشعب لم ولن يرضخ ولن تكسر ارادته وسيبقى متمسكا بحقوقه الثابتة والمشروعة حتى انتزاعها كاملة غير منقوصة.