تتريك شمال سوريا.. نهج أردوغان يفضح المشروع العثماني الجديد
في إطار التغيير الديمغرافي الذي تمارسه تركيا في الشمال السورين كشفت
تقارير سورية عن مشاريع تركية في مجال العقارات تشكل جزء من مخطط تتريك شمال
سوريا.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،
كشف أن تركيا انتهت من بناء 50 ألف منزل من الطوب من أصل 100 ألف منزل مؤقت تنوي توطين
بعض اللاجئين فيها بمناطق المخيمات شمالي سوريا.
وفي رد “أردوغان “على أسئلة صحفيين، في ختام زيارته لقبرص التركية، وتعليقاً
على تصريحات رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال قليجدار أوغلو، بخصوص عزمه
ترحيل اللاجئين السوريين إلى سوريا في حال اعتلائه السلطة.
ونقلت وكالة الأناضول عن “أردوغان” وصفه بناء المنازل في مناطق بشمالي سوريا
بـ”نهج إسلامي وإنساني ووجداني لا يوجد عند هذا الرجل كمال قليجدار أوغلو.”
وتتهم منظمات محلية ودولية تركيا بالسعي لتغيير ديموغرافي شمالي سوريا وخاصة
في منطقة عفرين الكردية من خلال توطين موالين لها بهدف ترسيخ توسعها في المنطقة.
وخلال الأشهر الفائتة، أعلنت تركيا عن بناء عدد من المشاريع السكنية (المستوطنات
) في عفرين ومناطق سيطرتها شمالي سوريا، بعضها
بدعم قطري وكويتي لتوطين عائلات مسلحي فصائل المعارضة الموالية لها.
كما فرضت تركيا فور تدخلها العسكري منذ عام 2018، في مناطق شمال سوريا اللغة
التركية على المناهج الدراسية، وجلبت فروعا للمؤسسات الحكومية، مع محاولة يائسة لفرض
التعامل بالليرة التركية.
وروجت قوات الاحتلال التركي التعامل بالليرة التركية في إدلب وأرياف حلب، بديلا
لليرة السورية، وفي محاولة لربط الاقتصاد السوري في المناطق الخاضعة تحت الاحتلال
التركي بتركيا.
كما انشأت تركيا فإن مؤسسة جديدة تقوم بإصدار وثائق خاصة بالملكية ووثائق الحالة
بأنواعها ومختلف أنواع العقود المالية.
وفي تجاوز لسيادة ووحدة سوريا وتأكيداً للإحتلال، قام وزير الداخلية التركي
"سليمان صويلو" بزارة مدينة عفرين
واعزاز المحتلتين بزيارته المرتزقة والإرهابيينن
خلال عيد الأضحىن وهو ما يشير إلى أن المشروع التركي قائم في شمال سوريا.
تشرح الأمينة العامة لحزب "سوريا المستقبل" في مقابلة مع موقع
"المرصد السوري" الأسبوع الماضي كيف تعمل تركيا على تغيير ملامح عفرين شمال
سوريا، الأمر الذي يشكل خطورة على استقرار البلاد، ويهدد سلامتها ووحدة أراضيها.
وتقول سهام داوود الأمينة العامة
للحزب في حديثها مع المرصد السوري إن أحد أهداف عملية “غصن الزيتون” التي قامت بها
تركيا وتوابعها عام 2018، هي احتلال هذا الجزء من سوريا.
وتحدثت داوود عن إدراج تركيا مناهج تعليمها بلغتها ورفع علمها في "المناطق
المحتلة" على الدوائر والمدارس والمستشفيات، خاصة في عفرين.
وبحسب السياسية السورية فإن تركيا تقوم بنفس الممارسات في مناطق تل أبيض، ورأس
العين، التي احتلتهما في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2019.
وعن الأهداف غير المعلنة لتركيا من التدخل في سوريا، ترى داوود أن أنقرة تسعى
من خلال سياساتها الاستعمارية في سوريا إلى إعادة صياغة المنطقة سياسيًا واجتماعيًا
وعسكريًا، لتصبح القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، وتلعب دورا في رسم ملامح الشرق الأوسط
الجديد.
وفي محاولة لفهم استراتيجية التدخلات التركية في المنطقة عموما، توضح سهام داوود
أن أنقرة "تسعى إلى تطبيق الميثاق المحلي في المنطقة؛ حيث تعتبر أن الأراضي السورية
بدءًا من حلب مرورا بمناطق شمال وشرق سوريا وصولًا إلى الموصل وكركوك (بالعراق) هي
أراضٍ تابعة للدولة التركية" المزعومة.
وتطرقت الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، في مقابلتها المطولة مع "المرصد
السوري"، إلى "سعي منظمات الحقوق المدنية والدولية ومنظمات حقوق الإنسان
إلى فضح سياسات تركيا في المنطقة من خلال رصد كافة الانتهاكات المرتكبة بحق أبناء سوريا؛
وبالأخص عمليات التغيير الديمغرافي التي تقوم بها، مشيرة إلى توثيق معظم حالات التهجير
والاختطاف والقتل والتعذيب والاغتصاب".
واعتبرت داوود أن "الاستمرار بفضح سياسات تركيا في سوريا والمنطقة واجب
أخلاقي وإنساني بالدرجة الأولى، وهو واجب وطني على جميع الأحزاب السياسية في سوريا
إلى جانب المنظمات الدولية والإقليمية، من أجل وضع حد للتدخلات التركية في الشأن السوري
والمنطقة".