تباين المواقف.. يعمق الانقسام ويربك إخوان تونس
السبت 07/أغسطس/2021 - 09:33 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
مازالت حركة النهضة الإخوانية تعيش حالة من التخبط والارتباك، وذلك بسبب التباين في المواقف بين من يدعو إلى القبول بقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد والتعامل معها ومن يطالب باعتبارها انقلابا، وذلك على وقع انشقاق داخل الحركة نفسها قد يقود إلى تفككها.
ففي خطوة تكشف حجم الانقسام داخل حركة النهضة حول تعاطيها مع الوضع السياسي الجديد في تونس، أعلنت قيادات من الحركة انسحابها من مجلس الشورى وعدم اعترافها بقراراته.
وأشارت مواقف عدد من قيادات النهضة وإعلان انسحابهم من الاجتماع إلى خلافات عميقة داخل مجلس الشورى حول مواقف الحركة من القرارات الاستثنائية التي أعلنها الرئيس قيس سعيد، وحالة من عدم الرضا، وفق موقع العربية.
وفي هذا السياق، أعلنت القيادية في حركة النهضة يمينة الزغلامي، في تدوينة على صفحتها الرسمية، انسحابها من الدورة الاستثنائية لدورة الشورى، وقالت إنها لا تتحمل مسؤولية أي قرار يصدر منها، نتيجة سياسة الهروب إلى الأمام وعدم الانتباه لخطورة اللحظة التي تمر بها الحركة والبلاد.
بدورها، عبّرت القيادية منية ابراهيم عن نفس الموقف، وأعلنت انسحابها وعدم اعترافها بأي قرار يصدر من مجلس الشورى، كما أكدت زميلتها جميلة الكسيكسي بدورها انسحابها وتبرأها من كل قرار يصدر عن المجلس.
وتلتقي المنسحبات في هذا الموقف مع مجموعة أخرى من القيادات النهضاوية على غرار سمير ديلو وعبد اللطيف المكي، حيث تطالب بإدخال إصلاحات على الحركة، من بينها استبعاد قيادات الصفّ الأوّل التي تسببت في أزمة حركة النهضة وقامت بالتقصير في تحقيق مطالب الشعب، على رأسها زعيم الحزب راشد الغنوشي وصهره رفيق بوشلاكة والقيادي عبد الكريم، يشار إلى أنه منذ إعلان الرئيس قيس سعيّد عن قرارات تجميد البرلمان وتجريد أعضائه من الحصانة وإقالة الحكومة تعيش حركة النهضة أزمة داخلية غير مسبوقة.
وكانت حركة النهضة، أقرّت الخميس، بضرورة القيام بـ"نقد ذاتي" لسياساتها التي اعتمدتها بعد أن قرّر الرئيس التونسي قيس سعيّد تجميد أعمال البرلمان الذي يترأسه زعيمها راشد الغنوشي، وفقاً لـ"وكالة الصحافة الفرنسية".
وأكدت الحركة في بيان، إثر انعقاد مجلس الشورى "ضرورة القيام بنقد ذاتي معمق لسياساتها خلال المرحلة الماضية، والقيام بالمراجعات الضرورية والتجديد في برامجها وإطاراتها في أفق مؤتمرها الـ11 المقرر لنهاية هذه السنة، لإعادة النظر في خياراتها وتموقعها بما يتناسب مع الرسائل التي عبر عنها الشارع التونسي وتتطلبها التطورات في البلاد".
وجزمت بأنها "تتفهّم الغضب الشعبي المتنامي، خاصة في أوساط الشباب، بسبب الإخفاق الاقتصادي والاجتماعي بعد عشر سنوات من الثورة. وتحميل الطبقة السياسية برمتها، كل من موقعه، وبحسب حجم مشاركته في المشهد السياسي، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، ودعوتهم إلى الاعتراف والعمل على تصحيح الأداء والاعتذار عن الأخطاء".
كما دعت النهضة إلى حوار وطني، والتسريع في تعيين رئيس حكومة جديد وعرض حكومته على البرلمان لنيل الثقة وتجاوز "الفراغ الحكومي المستمر منذ ما يزيد على عشرة أيام".
وردًا على دعوة النهضة هذه، قال الرئيس التونسي قيس سعيد، مساء الخميس، إنه "لا عودة إلى الوراء" ولا حوار مع من وصفهم بـ"خلايا سرطانية"، ونشرت الرئاسة التونسية مقطعاً مصوراً لسعيد قال فيه ردًا على الدعوات لإجراء محادثات بشأن الأزمة: "لا حوار إلا مع الصادقين... ولا يمكن الحوار مع الخلايا السرطانية".
وتعيش تونس على وقع انتظار تعيين سعيّد لرئيس حكومة جديد وتشكيل فريقه. وقام سعيّد خلال الأيّام العشرة الماضية ومنذ إعلانه القرارات الاستثنائية التي قوبلت بدعم شعبي لافت، بإقالات طالت وزراء وسفراء وكبار مسؤولين في الحكومة كما لحقت مدير التلفزيون الحكومي وعيّن وزراء للداخلية والاقتصاد وتكنولوجيا الاتصال.