"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 08/أغسطس/2021 - 08:40 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 8 أغسطس 2021.
إرهاب «حوثي» يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
«أكثر من ثلثيْ اليمنيين يحتاجون للمساعدات الإنسانية، بينما يعاني ما يزيد على نصفهم من نقص حاد في الغذاء»، تقديرات أممية جديدة تكشف عن حجم الكارثة التي تواجه الشعب اليمني المنكوب، جراء الصراع الدموي الذي يعصف ببلاده منذ قرابة 7 سنوات، إثر استيلاء ميليشيات الحوثي على الحكم في صنعاء، بعد إطاحتها الحكومة المعترف بها دولياً. فتشبث الميليشيات الانقلابية بمواصلة الحرب ورفضها مختلف المبادرات الرامية لوضع حد للمعارك، أديا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يمر بها اليمن، بما يجعله على شفا المجاعة الأسوأ في العالم بأسره منذ عقود طويلة، حسبما يقول مسؤولو الأمم المتحدة.
وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لإذاعة «صوت أميركا»، أكد خبراء برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة الأممية أن «أزمة الجوع في اليمن تتفاقم في ضوء استمرار الصراع المسلح والانهيار الاقتصادي الناجم عنه، والذي يقود بدوره إلى حدوث ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية».
وفي ظل تعنت الحوثيين وعدم اكتراثهم بالوضع الإنساني المتردي في اليمن، أشار الخبراء الأمميون إلى أن من بين سكان البلاد البالغ عددهم قرابة 29 مليون نسمة، يحتاج نحو 21 مليوناً إلى المساعدات الإغاثية، ويعاني أكثر من 16 مليون شخص آخرين، من الشح الشديد في الأغذية، والجوع الحاد في الوقت نفسه.
وفي غمار ما يوصف بالأزمة الإنسانية الأشد وطأة في العالم، يلجأ الكثير من اليمنيين - كما يقول توبياس فلايميج، رئيس قسم البحوث والتقييم والرصد في برنامج الأغذية العالمي في اليمن إلى تدابير تعبر عن يأسهم الشديد، من قبيل تقليل نصيبهم اليومي من الطعام إلى وجبة واحدة لا أكثر.
وأشار فلايميج عبر اتصال مرئي أجراه من العاصمة اليمنية صنعاء، إلى أنه ومسؤولين أمميين، زاروا مؤخراً «قرية تقتات العائلات القاطنة فيها، على أوراق الشجر، لكي يتسنى لها البقاء على قيد الحياة»، فضلاً عن ذلك، تؤدي المعاناة من الجوع على هذا النحو المفرط، إلى جعل اليمنيين عرضة لمختلف المخاطر الصحية المترتبة على تفشي الأمراض والأوبئة، مثل وباء كورونا والملاريا والكوليرا، نظراً إلى أن الحرب المتواصلة تجعل الحصول على الرعاية الطبية، أمراً يكاد يكون مستحيلاً.
وتفيد تقديرات برنامج الأغذية العالمي، بأن أكثر من 5 ملايين يمني أصبحوا على شفا مجاعة فعلية. 

وأوضح فلايميج أن عدم الإعلان حتى الآن رسمياً، عن أن اليمن يواجه مجاعة بكل معنى الكلمة، يعود إلى أن ذلك يتطلب أن يجمع البرنامج بيانات محددة بشأن مستوى الأمن الغذائي في هذا البلد، ومعدل سوء التغذية وأعداد الوفيات هناك، وهو أمر يُصعب القيام به في منطقة صراع. ولهذا السبب، شدد المسؤول الأممي في تصريحاته على ضرورة ألا ينتظر المجتمع الدولي إعلان مثل هذا التصنيف حتى يتحرك، فالناس لا يلقون حتفهم عندما يتم إعلان وجود مجاعة، بل إن وفاتهم هي التي تقود إلى ذلك الإعلان.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي في الوقت الراهن، مساعدات غذائية شهرية طارئة لما يقرب من 13 مليون يمني. 
ومنذ بداية العام الجاري، زادت هذه الوكالة الأممية، من حجم مساعداتها في جميع المناطق اليمنية المعرضة لخطر المجاعة.ورغم ذلك، اضطر مسؤولو الوكالة إلى تقليص وتيرة منح تلك المساعدات، لجانب من المستفيدين منها، يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين شخص، لتُمنح كل شهرين بدلاً من تقديمها شهرياً، بسبب نقص الأموال.
وفي ظل تحذيرات أممية من أن قرابة 2.3 مليون طفل يمني دون سن الخامسة، سيعانون من سوء التغذية الحاد خلال العام الجاري، وأن حوالي 400 ألف منهم، قد يلقون حتفهم جراء ذلك، يناشد مسؤولو برنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم لأنشطة الوكالة لمواجهة هذه الكارثة الوشيكة.

خلافات داخلية تنذر بمواجهات بين «الحوثيين» في الضالع
يسود توتر كبير بين المجاميع التابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية في محافظة الضالع جنوبي البلاد، منذ الأربعاء الماضي، عقب اعتقال الميليشيات أحد قادتها النافذين في المحافظة.
وقالت مصادر محلية، إن ميليشيات الحوثي اعتقلت أحد قياداتها الميدانية، في محافظة الضالع، على خلفية خلافات بينها وبينه واتهامات وجهتها له بعدم تنفيذ أوامر قيادات أعلى منه.
وأضافت المصادر، أن مشرف الميليشيات في الضالع المدعو صلاح حطبة، اعتقل القيادي في صفوفها رئيس ما تسمى بـ «اللجنة الثورية» في مديرية دمت المدعو محمد إسماعيل الجرموزي.
وذكرت المصادر أن الجرموزي من أوائل الملتحقين بالميليشيات الحوثية في الضالع، وجاءت عملية اعتقاله في إطار الخلافات البينية المتفاقمة بين أجنحة الميليشيات.
وطبقاً لذات المصادر فإن مسلحين حوثيين موالين للجرموزي هددوا بمواجهات مسلحة حال استمرار اعتقاله، بينما رد المدعو حطبة بتوجيه ميليشياته بالتأهب لمواجهة أي طارئ.
إلى ذلك، حمّل وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، ميليشيات الحوثي الإرهابية مسؤولية عرقلة جهود إحلال السلام في اليمن.
وقال خلال لقائه بالقائم بأعمال السفارة الألمانية لدى اليمن المنتهية فترة عمله، يان كراوسر، في الرياض: إن حكومة بلاده أبدت مرونة وتنازلات، سعياً منها لتحقيق تطلعات اليمنيين في تحقيق سلام عادل وشامل وفقاً للمرجعيات الثلاث، مضيفاً أن هذه المرونة قوبلت بتعنّت وصلف غير مبرر من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية.
وأكّد بن مبارك، وفقاً لما جاء في وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، أن موقف الميليشيات السلبي تجاه السلام لم يتغير منذ أن شنّت عدوانها على الشعب اليمني، مشدداً على ممارسة أقصى الضغوط لدفع الميليشيات نحو السلام.
من جانبه، أكّد المسؤول الألماني وقوف بلاده إلى جانب وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، ودعمها لاستعادة الأمن والاستقرار وإحلال السلام باليمن.
أمنياً، أحبط الجيش اليمني مسنوداً بمقاتلي القبائل،  سلسلة هجمات شنتها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه مواقعه جنوب محافظة مأرب. وقالت مصادر ميدانية، إن ميليشيات الحوثي نفذت هجمات متتابعة على مواقع الجيش في جبهة «بقثة» بمديرية «رحبة» جنوبي مأرب، ما أسفر عن اندلاع معارك بين الجانبين.
 وأضافت المصادر أن قوات الجيش مسنودةً بالقبائل وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية نجحت في التصدي لتلك الهجمات وكسرها، بعد قتل عدد من العناصر المهاجمة وتدمير آليات وعتاد عسكري.
 وكثفت ميليشيات الحوثي من تنفيذ الهجمات العدائية في جبهات القتال المتفرقة بمحافظة مأرب، في مسعى لتحقيق مكاسب ميدانية، لكنها مُنيت بخسائر كبيرة على المستويين البشري والمادي.
وفي الساحل الغربي، كبدت القوات المشتركة  ميليشيات الحوثي خسائر بشرية ومادية في 8 جبهات جراء سلسلة خروقات وتحركات فاشلة.
 وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن الميليشيات التابعة لإيران كثفت خروقاتها بمحاولات تسلل والدفع بتعزيزات للتمركز في مواقع مستحدثة في جبهات شارع صنعاء والصالح وكيلو 16 بمدينة الحديدة، وباءت محاولتها بالفشل وخسائر بشرية في صفوفها، مؤكداً أن الوحدات المرابطة من القوات المشتركة في خطوط النار تصدت للميليشيات وأجبرتها على الفرار بعد تحقيق إصابات مباشرة في صفوفها.
 وفي جنوب الحديدة، شملت خروقات ميليشيات الحوثي محاولات استهداف مواقع عسكرية بقصف من أسلحة متنوعة مواقع عسكرية جنوب غرب مدينة الدريهمي وشمال غرب مدينة حيس، وجنوب مدينة التحيتا وسرعان ما تم إخمادها بقصف مركز، كما تم تدمير جرافة ومصرع السائق أثناء محاولة استحداث خنادق شرق منطقة الجبلية.
في غضون ذلك، اتهمت مصادر محلية في محافظة البيضاء ميليشيات الحوثي الإرهابية باختطاف مدني وقتله تحت التعذيب في جريمة تضاف إلى سجل انتهاكاتها بحقوق المدنيين في المحافظة التي تسيطر عليها.
 وأوضحت المصادر أن «عبدالعزيز عبدالله أحمد السوادي» من مديرية «السوادية» تلقى تهديداً من الميليشيات، الأربعاء الماضي، قبل أن يتعرض للاختطاف مساء اليوم ذاته.  وأضافت أن المختطف تمت تصفيته منتصف الليل ورميه بين منطقتي «الطاهرية والسوادية».

الإرياني يدعو الأحزاب لـ«مصالحة وطنية»
دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الأحزاب والمكونات السياسية في بلاده لتجاوز خلافاتها، وطي صفحة الماضي وتقديم التنازلات لأجل اليمن، والمضي في خطوات حقيقية نحو مصالحة وطنية. وقال الإرياني في تصريح بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»: إن «استمرار الخلافات والتباينات بين بعض المكونات السياسية والوطنية المناهضة لانقلاب ميليشيات الحوثي الإرهابية والمشروع التوسعي الإيراني، واستجرار الماضي بكل سلبياته وتراكماته، لم يعد مبرراً ولا مقبولاً، في ظل التهديد الخطير والوجودي الذي يستهدف اليمن». وعد وزير الإعلام اليمني، المصالحة الوطنية، وتوحيد الصف الوطني بمثابة الطريق الوحيد لاستعادة الدولة والخلاص من ميليشيات الحوثي الإرهابية.

مسلحون حوثيون يعتدون على أكاديمي في جامعة إب
اعتدى مسلحون تابعون لميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على أحد الأكاديميين في جامعة إب وسط البلاد، ضمن سلسلة من الاعتداءات الحوثية المتصاعدة ضد الكوادر الأكاديمية في اليمن. وقالت مصادر مطلعة، إن مسلحين من ميليشيات الحوثي الإرهابية اعتدوا على أستاذ البيئة والموارد الطبيعية المشارك بجامعة إب، الدكتور عبدالله الذيباني مع نجله، في أحد الأحياء بمنطقة «جبل ربي» بمدينة إب.  

إرهاب «الحوثيين» يمتد إلى تفجير منازل المعارضين
بعد أن اعتاد عناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية التباهي خلال الأسابيع التالية لاستيلائهم على السلطة في صنعاء، بتفجير منازل خصومهم السياسيين والعسكريين، عادت تلك الحركة الانقلابية مؤخراً إلى اللجوء إلى ذلك الأسلوب بكثافة، ولكن بالتزامن هذه المرة مع تكبدها هزائم لا يُستهان بها على الأرض.
ففي غمار التقدم الذي أحرزه الجيش اليمني خلال الفترة الماضية، على جبهات مختلفة في محافظتي مأرب والبيضاء، استأنف الحوثيون اتباع تكتيك هدم وتدمير منازل الخصوم والمعارضين في بعض المناطق، التي أُجبروا على الانسحاب منها، في هاتين المحافظتيْن الاستراتيجيتيْن.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، انهارت ميليشيات الحوثي، على محاور عدة في المحافظتيْن، خاصة مديريتيْ رحبة والزاهر في مأرب والبيضاء على الترتيب، وهو ما أعقبه شن المسلحين الحوثيين هجمات مضادة، تلاها تفجيرهم عدداً من منازل القادة المحليين، الذين اضطلعوا بأدوار بارزة، على صعيد دعم جهود القوات الحكومية، في القتال ضد الميليشيات الانقلابية.
وفي تصريحات نشرها موقع «أل مونيتور» الإخباري الأميركي، أكد مراقبون للشأن اليمني، أن الحوثيين لم يبرزوا هذه المرة عمليات التدمير تلك، عبر مقاطع مصورة دعائية تحفل بمظاهر الاحتفال بانتصارات زائفة أو مبالغ فيها، كما اعتادوا من قبل، وهو ما يوحي بأنهم لجأوا إلى هذا الأسلوب، لأغراض انتقامية وفي محاولة يائسة لإظهار احتفاظهم ببعض مظاهر القوة.
وأشار المراقبون إلى أن اللجوء إلى تكتيك نسف المنازل، الذي يصفه محللون بأنه يماثل ما يُعرف بسياسة الأرض المحروقة، يشكل أسلوباً معتاداً، تتبعه الجماعات المتشددة سواء في اليمن أو العراق أو سوريا، مؤكدين أنه نهج يتنافى مع القوانين الدولية والأعراف والمبادئ الأخلاقية، ويكشف عن هزيمة من يتبعونه، وليس انتصارهم.
وأوضح المراقبون أن اتباع مثل هذه الأساليب، التي تعبر عن المغالاة في الخصومة وتستهدف ترويع اليمنيين وترهيبهم، يُذكي الغضب بشكل أكبر ضد الحوثيين، ويجعل مختلف الأوساط اليمنية، أكثر تصميماً على محاربتهم وإلحاق الهزيمة بهم، مهما كان الثمن.

الجيش اليمني والقبائل يحبطان هجمات للميليشيات في مأرب والحديدة
نجحت قوات الجيش والقبائل، الجمعة، في كسر سلسلة من الهجمات شنتها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران باتجاه مواقع للجيش جنوبي محافظة مأرب.
وقالت المصادر، إن ميليشيات الحوثي الإرهابية نفذت هجمات متتابعة على مواقع الجيش في جبهة بقثة بمديرية رحبة جنوبي مأرب. وأضافت أن الهجوم الحوثي، جاء باتجاه «جبل ظهر البعير»، بهدف السيطرة عليه، لكن الميليشيات فشلت نتيجة تصدي القوات والقبائل من آل شداد للهجوم، مشيرة إلى أن الهجوم خلف العديد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين.
وصدت قوات الجيش والقبائل، هجوماً مماثلاً على جبهة «بقثة» في المديرية ذاتها، فيما استهدفت مقاتلات التحالف مواقع وأهداف حوثية في المديرية ودمرت آليات قتالية ح وثية في مناطق عدة.
وأفشلت قوات الجيش والقبائل مسنودين بمقاتلات التحالف، هجمات حوثية في جبهات «الكسارة والمشجح» في صرواح غربي مأرب، وأخرى من جهة الزور والجدعان، شمال غرب، ومن جهة العلم والجدافر، وكبدتها خسائر كبيرة.
وأكدت مصادر ميدانية، تمكن مقاتلات التحالف من إصابة أهداف حوثية في جبهات عدة غرب وشمال غربي مأرب، وذلك بعدما دفعت ميليشيات الحوثي بتعزيزات ضخمة إلى تلك الجبهات خلال الفترة الأخيرة.
وفي الحديدة كبدت القوات المشتركة، ميليشيات الحوثي خسائر بشرية ومادية في 8 جبهات بالساحل الغربي جراء سلسلة خروق وتحركات فاشلة.
وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة، بأن الميليشيات كثفت خروقها بمحاولات تسلل والدفع بتعزيزات للتمركز في مواقع مستحدثة في جبهات شارع صنعاء والصالح وكيلو 16 بمدينة الحديدة وباءت محاولتها بالفشل وخسائر بشرية في صفوفها.
من جانب آخر، أبلغت الأمم المتحدة، الحكومة اليمنية بتعيين الدبلوماسي السويدي هانز جراندبيرج، مبعوثاً لها إلى اليمن خلفاً للبريطاني مارتن جريفيث، الذي أنهى مهامه في يونيو الماضي.

وذكر مسؤول حكومي يمني، أن الأمم المتحدة، أبلغت الحكومة رسمياً بشأن قرار التعيين، المتعثر منذ أسابيع إثر تأخر موافقة الصين لأسباب لم تفصح عنها.

الحوثيون يلملمون صراعات أجنحتهم باستحداث هيئة سرية
لم تعد صراعات القيادات الحوثية حدثاً يمكن إخفاؤه من قبل الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، التي تشهد حرباً خفية بين أجنحة الانقلاب على خلفية التنافس على النفوذ والسلطة ونهب الأموال. وهو ما دفع الميليشيات إلى استحداث هيئة سرية تلملم الخلافات المتصاعدة بين قادتها وعلى مستوى جميع صفوفها.
وأوضحت مصادر مطلعة في صنعاء أن الخلاف داخل أجنحة الميليشيات وخصوصاً جناحي صنعاء وصعدة، توسع بشكل لافت خلال الآونة الأخيرة، في وقت تستمر فيه حالة التدهور المعيشية التي يعانيها ملايين السكان القابعين في صنعاء وبقية مدن سيطرة الجماعة.
الاتهامات المتبادلة بين قيادات حوثية في الصف الأول زادت وتيرتها، وتمحورت وفق المصادر ذاتها حول قضايا فساد ونهب بالجملة لأموال اليمنيين الذين يعيش غالبيتهم في السنوات التي أعقبت الانقلاب مأساة إنسانية وصفت وفق تقارير أممية بالأسوأ على مستوى العالم.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حديثاً تبادل اتهامات بالفساد وتبديد المال العام بين قادة الفصائل والأجنحة الحوثية، رافق بعضها تهديدات بينية بكشف كل الحقائق المتعلقة بجرائم العبث والنهب والفساد للرأي العام.
ويرى مراقبون أن الخلاف وتبادل الاتهامات التي لا تزال حتى اللحظة تعصف بأجنحة وقادة الميليشيات ما هي إلا دليل آخر على مدى التنافس الميليشياوي على نهب مقدرات اليمنيين ومضاعفة معاناتهم.
وقاد الصراع الذي يعصف حالياً بأجنحة الميليشيات إلى التدخل المباشر من قبل زعيم الانقلابيين إذ أجبر قيادات الانقلاب في صنعاء بالتهدئة الإعلامية وحل الخلافات الناتجة عن قضايا الفساد ونهب الأموال بعيداً عن الإعلام.
ونشرت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» قبل أيام خطاباً مطولاً للقيادي في الميليشيات المدعو مهدي المشاط الرئيس الصوري لمجلس حكم الانقلاب يدعو فيه إلى ما سماه التهدئة الإعلامية وحل المشاكل بعيداً عن أعين الإعلام، وهو الأمر الذي عده مراقبون بأنه يكشف حقيقة ما تعيشه الجماعة حالياً من صراع وانقسام كبير داخل أجنحتها، مشيراً إلى أنهم استحدثوا هيئة جديدة خاصة بحل النزاعات بعيداً عن الإعلام حد وصفه، وسماها بهيئة الإنصاف والتظلم «إدارة الشكاوى».
وفي منتصف يوليو (تموز)، ظهر الصراع الحوثي الداخلي أكثر بعد أن شن القيادي في الجماعة المدعو أحمد حامد المعين مديراً لمكتب المشاط هجوماً على أطراف أخرى في الميليشيات واصفاً عناصرها بـ«المنافقين». وهو ما اعتبره القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الانقلابيين ورئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا وعضو مجلس حكم الانقلاب هجوماً على الجبهة الداخلية للجماعة.
وتحدث مصدر يعمل في جهة مقربة من دائرة حكم الميليشيات بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن أن المعلومات المتعلقة بصراع الانقلابيين على النفوذ والمال باتت تتكشف يومياً أمام اليمنيين سواء من خلال الاتهامات الحوثية المتبادلة بالتخوين والفساد أم غيرها.
وأشار المصدر الذي تحتم عليه سلامته عدم الإفصاح عن اسمه إلى تفاقم الصراع، خصوصاً بعدما كان الجناح الذي يقوده محمد على الحوثي رفض التجديد لمهدي المشاط لرئاسة مجلس حكم الانقلاب قبل تدخل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي لحسم الأمر، بالتوازي مع استعانة أحمد حامد الذي ينعته الحوثيون «رئيس الرئيس» بمجموعة من الإعلاميين لشن حملة واسعة تستهدف محمد علي الحوثي وسلطان السامعي العضوين في مجلس حكم الانقلاب.
القيادي في الجماعة سلطان السامعي شن هجوماً عنيفاً قبل أيام في مقابلة تلفزيونية على القيادي الحوثي البارز أحمد حامد، متهماً إياه بسرقة عشرات المليارات وتسخير مؤسسات وموارد الدولة لمصلحته الشخصية.
وضمن حلقات ذلك الصراع، كشف القيادي في الميليشيات سلطان جحاف مطلع يوليو (تموز) الماضي عن فساد بمئات الملايين يمارسه أحد مشرفي الجماعة تحت مسمى «مؤسسة الجرحى». وقال: «إن القيادي في الجماعة ورئيس ما يسمى بمؤسسة الجرحى المدعو خالد المداني حول المؤسسة التي يرأسها إلى «مصدر ثراء له تمكن خلالها من شراء فيلا فارهة وأجرها لمؤسسته».
ونشر جحاف على حسابه بمواقع التواصل صورة للفيلا وعليها لوحة مؤسسة الجرحى، وقال إن المداني اشتراها بمبلغ 540 مليون ريال يمني (نحو مليون دولار)، وقام بتأجيرها لمؤسسته، في حين بات جرحى الانقلابيين يعانون أمراضاً نفسية وتحولوا إلى وحوش ضد أسرهم، وانتشرت حالات انتحار بينهم بسبب الإهمال الحوثي المتعمد.
وفي سياق تصاعد الصراع اتهم سلطان السامعي في تغريدات له على «تويتر»، قيادياً في الميليشيات لم يسمه بشراء «فيلتين» بلغت قيمتهما ستة ملايين و200 ألف دولار. وقال إن هذا القيادي «كان حافي القدمين»، قبل اجتياح صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014.
وبحسب التعليقات والهجوم المتبادل بين ناشطين حوثيين تابعين للأجنحة المتصارعة، فإن السامعي يشير بالاتهام إلى القيادي وصاحب النفوذ الأكبر في الجماعة أحمد حامد لما له من نفوذ يفوق المشاط.
وكشف السامعي عن تسخير قيادات الجماعة الأموال العامة لشراء الولاءات والناشطين لمهاجمة وقمع المعارضين لممارساتهم وفسادهم، وقال: «لا نعير الحملة التي مولها اللصوص الجدد بمبلغ 23 مليون ريال ضدنا من مال الشعب لأن نهايتهم ستكون السجون».
وفي تعليق له، قال النائب في البرلمان غير الشرعي بصنعاء أحمد سيف حاشد إن حملة اللصوص الجدد (قيادات الجماعة المنتمية لصعدة) مناطقية وقذرة. وأضاف في تغريدات له على مواقع التواصل، بالقول: «أليست هذه هي المناطقية الطائفية المذهبية القذرة أم ماذا نسميها؟!!».
من جهته علق القيادي الحوثي محمد المقالح على التهديدات التي يتعرض لها السامعي، من قيادات حوثية أخرى، معتبراً أن هذه الأساليب الترهيبية تعكس فساد رأس الجماعة، وقال المقالح: «عندما يخرج كبار القوم للدفاع عن فاسد يكون الرأس هو الفاسد لا الجسد».
ووجه المقالح وهو عضو فيما تسمى «اللجنة الثورية الحوثية العليا» التي تولت السلطة عقب الانقلاب مباشرة، عبر سلسلة تغريدات، انتقادات لاذعة للجماعة واصفاً بأنها جماعة فاسدة تقول ما لا تفعل وأن يدها ملطخة بالدماء.
وقال: «ثمة سلطة لم يسبق لها مثيل في التاريخ تتحدث عن النزاهة كل يوم وهي ملطخة بالفساد من رأسها إلى أخمص قدميها، وتتحدث عن المستضعفين كل يوم وهي تولي المستكبرين، وفي كل منعطف وزاوية فيها بطش أو إذلال».
وأضاف: «أن الحوثيين قد هزموا فعلاً في وعي الناس ولم يتبقَّ سوى هزيمتهم في واقع الناس وستأتي قريباً على أيدي واحد من الثلاثة المخلفين»، في إشارة إلى صراع الأجنحة المتصاعد.

جرائم الحوثي.. قتل وتهجير وخوف في حيس بالحديدة
نفّذت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، السبت، حملة تهجير قسري للسكان من منازلهم في أطراف مديرية حيس جنوب الحديدة بالساحل الغربي اليمني.
وذكرت مصادر محلية، أن الميليشيات قامت بتهجير المواطنين من مساكنهم في القرى الواقعة شرق وادي عرفان، واتخذت منها سكناً لعناصرها ومقرات لإدارة أعمالها الإرهابية ضد المدنيين في البلدات المجاورة.

الحديدة.. ميليشيات الحوثي تقصف مناطق سكنية
في السياق، استهدفت الميليشيات الحوثية الطرقات العامة ومنازل المواطنين في منطقة بيت مغاري غرب حيس، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة المتوسطة، وأثارت الهلع في صفوف المدنيين.
إلى ذلك، رصدت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، 60 خرقاً وانتهاكاً ارتكبتها ميليشيات الحوثي، خلال الساعات الماضية، في مناطق متفرقة جنوبي الحديدة، غربي البلاد.
خروقات وانتهاكات
ونقل إعلام القوات المشتركة عن مصادر عسكرية ميدانية، قولها، إن الخروقات والانتهاكات الحوثية تنوعت بين تحليق طائرات الاستطلاع وعمليات القصف المدفعي والاستهداف بالأسلحة المتوسطة والقناصة، طالت الأعيان المدنية ومزارع المواطنين.
وأوضحت المصادر أن التصعيد الحوثي طال مناطق متفرقة جنوب الحديدة ومنها مدينة التحيتا ومنطقة الجبلية وبلدة الفازة، إضافة إلى مناطق عدة من مديرية حيس.
وفي سياق الانتهاكات الحوثية ضد المدنيين، أصيب طفل في السادسة عشرة من عمره برصاص الميليشيات أثناء تواجده في الشارع العام بمدينة حيس، ونقل على إثرها إلى أحد المشافي لتلقي الإسعافات الأولية.

شارك