عرقلة مسار الحوار بحجج واهية... الحوثي يرفض محادثات مبعوث اليمن

الإثنين 09/أغسطس/2021 - 09:03 ص
طباعة عرقلة مسار الحوار فاطمة عبدالغني
 
في وقت يبدو الصراع في البلاد أكثر اشتعالاً، وفي إطار الرفض المبكر للميليشيا الحوثية لمبادرات الحل السياسي وإصرارها على تفخيخ كل الجهود الدولية والأممية لإنجاز تسوية سلمية في اليمن ومواصلة التصعيد العسكري الذي بلغ أشده تنفيذًا لأجندات النظام الإيراني.
أعلنت ميليشيا الحوثي الانقلابية، أمس الأحد 8 أغسطس، رفضها إجراء أي حوار مع المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن الذي تم الإعلان عن تعيينه مؤخراً ولم يبدأ مهامه، إلا بتنفيذ اشتراطات مسبقة.
وأكد الناطق باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام، أن "تعيين مبعوث جديد لا يعني شيئاً".
وأشار في تغريدة على صفحته بموقع "تويتر" إلى أنه "لا جدوى من أي حوار (مع المبعوث الأممي الجديد) قبل فتح المطارات والموانئ كأولوية وحاجة وضرورة إنسانية"، حسب تعبيره.
واشترط الناطق باسم جماعة الحوثي إعلانا صريحا لوقف ما تسميه جماعته "العدوان" و"رفع الحصار"، حسب زعمه.
من ناحية أخرى، أكد رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ان الحكومة ستقدم كل العون والمساندة لإنجاح مهام المبعوث الاممي الجديد وفق مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتوافق عليها محليا والمؤيدة دوليا والمتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها القرار 2216.
جاء ذلك خلال تلقي رئيس الوزراء اتصال هاتفي، الأحد، من المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن هانس جروندبيرج،  وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وتبادل رئيس الوزراء مع المبعوث الاممي الجديد الأفكار والرؤى والمنطلقات التي سيتم البدء منها واليات التنسيق والدعم الحكومي للجهود التي سيقوم بها المبعوث الاممي في مختلف الجوانب، بالاستفادة من الدعم الإقليمي والدولي غير المحدود لمهمته لإحلال السلام في اليمن واستئناف العملية السياسية.
وتطرق الدكتور معين عبدالملك، الى تجارب الحوار مع مليشيا الحوثي ونقضها المستمر للاتفاقات والضغط الاممي والدولي المطلوب باتجاه تجاوز المراوغات والتسويف من قبل المليشيا وداعميها في طهران لإطالة امد الحرب في اليمن، وتهديد امن واستقرار المنطقة والعالم، مؤكدا ان استمرار التعامل من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بذات الاليات والطريقة لن يؤدي الى تحقيق أي نجاح ما لم تكن هناك وسائل ضغط عملية أكثر فاعلية وقوة.
وأشار رئيس الوزراء الى ان الشعب اليمني لم يعد يحتمل المزيد من المعاناة الإنسانية في ظل استمرار التعنت والصلف الحوثي في رفض كل الحلول والمبادرات السياسية، وتصعيدها العسكري ضد المدنيين والنازحين واستهداف دول الجوار، معربا عن تطلعه في ان يثمر الاجماع الدولي والإقليمي في الوصول الى حل سياسي في اليمن بنتائج إيجابية تحقق تطلعات الشعب اليمني في الاستقرار ورفع المعاناة التي يعيشها منذ انقلاب المليشيات الحوثية على السلطة الشرعية واشعالها للحرب أواخر العام 2014م.
بدوره عبر المبعوث الاممي الجديد، عن تقديره لكل الأفكار التي طرحها رئيس الوزراء وما تبديه الحكومة اليمنية من استعداد للتعاون الإيجابي مع الحل السياسي.. مؤكدا انه سيبذل كل الجهود للوصول الى حل للازمة في اليمن واستئناف العملية السياسية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أعلن الجمعة، تعيين السويدي هانس جروندبيرج  مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، خلفاً لمارتن غريفثس، ويُعد جروندبيرج رابع مبعوث أممي إلى اليمن منذ العام 2011، ويتولى مهامه.
وفي هذا السياق، رحبت عدد من الحكومات الإقليمية والدولية،  الساعات الماضية، بقرار تعيين أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، هانس جروندبيرج  مبعوثا أمميا خاصا لليمن خلفا لمارتن غريفيث.
وأكدت كل من حكومات اليمن، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة، وبريطانيا، إضافة لمجلس التعاون الخليجي، عن ترحيبها بقرار غوتيريش، متعهدة بمساندة كل الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية تفضي إلى رفع المعاناة عن الشعب اليمني جراء الحرب، التي أشعلتها مليشيا الحوثي التابعة لإيران، منذ أزيد من سبع سنوات. 
وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين اليمنية في بيان لها إن الحكومة ستظل تمد يدها للسلام العادل والمستدام وستقدم كل الدعم للمبعوث الجديد.
وأضافت أن الحكومة تتبع هذا النهج بهدف استئناف العملية السياسية والتوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الانقلاب والحرب التي أشعلتها المليشيا الحوثية والتخفيف من معاناة الشعب اليمني الذي يواجه أسوأ أزمة إنسانية.  
وأعربت الوزارة عن أملها في أن يعمل المبعوث الجديد وبما يتمتع به من خبرة ودراية في الشأن اليمني، على استئناف الجهود السياسية الرامية للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.
من جهته صرح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، السبت، عبر حسابه الرسمي على تويتر، أن "المملكة ستستمر في دعمها لكل الجهود الهادفة للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية ينهي معاناة الشعب اليمني الشقيق ويضمن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لليمن والمنطقة".
على ذات المسار شدّد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، على دور المبعوث الأممي إلى اليمن في دعم الجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى الحل السياسي الذي ينشده مجلس التعاون.
وقال إنه يتطلع للعمل مع المبعوث الجديد لمواصلة جهود المجتمع الدولي نحو إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وفي السياق عبر، السفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، عن سعادته  لتعيين هانس جروندبيرج، مبعوثًا أمميًا لليمن.
وأشاد بجهود جروندبيرج، في المجال الدبلوماسي، لافتا إلى أنه يدرك أبعاد ملف  الصراع جيدًا.
وتطلع السفير البريطاني إلى العمل عن كثب مع المبعوث الأممي الجديد لتحقيق سلام مستدام وشامل.
وأصدرت الخارجية الأمريكية بيانا ترحيبيا، بعد ساعات من قرار تعيين المبعوث الجديد، أشار إلى أن الوقت حان "من أجل السلام".
وأضافت الخارجية الأمريكيّة أن "ثمة إجماع دولي وإقليمي غير مسبوق على ضرورة إنهاء هجوم الحوثيين على مأرب وغير ذاك من المعارك، وعلى التركيز مرّة أخرى على المحادثات السياسية لتقديم الغوث للشعب اليمني أخيرا والسماح له بتحديد مستقبل أكثر إشراقا لبلاده

شارك