«المجلة » تفتح ملف اضطهاد الملالي لعرب الاحواز
الأربعاء 18/أغسطس/2021 - 03:46 م
طباعة
روبير الفارس
لم تكن الاحتجاجات التي خرجت من محافظة خوزستان " الاحواز "في يوليو الماضي هي الأولى التي تشهدها المحافظة ذات الغالبية العربية، ولكن هذه المرّة كان منسوب الغضب الشعبي أكبر بكثير، ومناشدات المحتجين وصلت مسامعها إلى العالم وهم يطلبون النجاة من «ظمأ» فرضه عليهم النظام القمعي.
ثورة العطش» دفعت عشرات الآلاف للخروج في مسيرات منددة بنقص مياه الشرب في المحافظة، وانقطاع التيار الكهربائي لأسابيع بسبب الجفاف الذي أدّى إلى خفض المياه المستخدمة في الطاقة الكهرومائية في السدود الإيرانية بسبب سوء إدارة الحكومات المتعاقبة في إيران، إضافة إلى بناء سدود وتحويل المياه من الأنهار والأراضي الرطبة في خوزستان إلى الأراضي الصناعية في المناطق المجاورة. الامر الذى افردت له " المجلة "في هددها الاخير ملفا خاصا كتبته فايزة دياب بعنوان نظام الملالي يعطش عرب ايران فبحسب وسائل إعلام إيرانية أدّى انقطاع المياه في المحافظة إلى عدم قدرة أفران المدن في المحافظة «على توفير الخبز لأيام، بسبب انقطاع المياه».
بدوره كشف مجتبى يوسفي، عضو البرلمان الإيراني عن مدينة الأحواز، أن هناك 800 قرية في المحافظة لا تحصل على المياه الصالحة للشرب بشكل مستدام. واكدت " المجلة "ان الأحواز تسكنها قبائل عربية متنوعة وعاصمتها هي المحمرة وتسمى الأحواز اليوم محافظة خوزستان وهو اسم فارسي، تقع في الجنوب الغربي من إيران ويخترق المدينة نهر قارون الشهير، وخوزستان هو الاسم الذي أطلقه الفرس على جزء من الإقليم وهو يعني بلاد القلاع والحصون، وعند الفتح الإسلامي لفارس أطلق العرب على الإقليم كله لفظة الأحواز.ويبلغ سكان محافظة خوزستان ذات الغالبية العربية نحو 5 ملايين نسمة، بينهم مليونا شخص يعيشون في الأحواز التي تضم مراكز للطاقة والنفط وتشتهر بالزراعة وتربية الماشية.ومنذ إسقاط آخر حكام العرب في عام 1925 وهو خزعل جابر الكعبي على أيدي القوات الإيرانية، يعيش الأحواز تحت حكم إيران التي سعت إلى احتلال إقليم عربستان كونه غني بالموارد الطبيعية من النفط والغاز وتوجد فيه الأراضي الزراعية الخصبة، إلاّ أنّ شعب الأحواز الذي يعيش في أغنى مناطق العالم بالثروات الطبيعية هو من أفقر الشعوب بسبب السياسات التي ينتهجها النظام الإيراني تجاه الإقليم الذي يعتبر شريان الحياة لإيران بأكملها، وهذا ما برز في قول للرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي يقول فيه «إيران با خوزستان زنده است» ومعناه (إيران تحيا بخوزستان).
ومع كلّ ما يتعرض له الإقليم من تفقير وتهميش وتعطيش ممنهج هل يطالب الأحوازيون بانفصالهم عن الجمهورية الإسلامية؟يؤكد أمين مركز مناهضة العنصرية في إيران يوسف عزيزي، في حديثه لـ«المجلة» أنّ «المطالبة بالاستقلال قضية غير مطروحة حاليا، ولم تطرح في المسيرات الاحتجاجية الأخيرة، لأنها ستعود بالضرر على الشعب الأحوازي، خصوصا أن الأحواز كسبوا تأييدا من شخصيات فارسية ومن الشعوب الإيرانية والقوميات المختلفة».
وتابع عزيزي: «أبرز الهتافات التي سمعناها في الاحتجاجات الأخيرة كانت: كلا كلا للتهجير. وهذا نفس قوي ووطني وقومي يؤكد تشبث الأحواز بأرضهم، وأيضا كان لافتا شعار: بالروح بالدم نفيديك يا أحواز. وهذا الشعار كخيط السبحة يربط كل المدن والقرى في كل أنحاء إقليم عربستان سابقا أو الأحواز حاليا. فالعرب الذين يشكلون الأغلبية في إقليم الأحواز، تحاول السلطات الإيرانية تقليص عددهم لتجعلهم أقلية في أرضهم، لأنهم ما داموا أكثرية وهم يشكلون 74 في المائة من نسبة السكان في الإقليم، نهب الثروات يبقى صعبا على النظام، العرب هم حجر عثرة أمام النظام الإيراني لأنهم يطالبون بحقوقهم ولم يصمتوا أمام قمع النظام وهم طالبوا بحق تقرير المصير وحكم ذاتي خلال السنوات الماضية أي بعد سقوط آخر حاكم عربي في عام 1925، فنضالات واحتجاجات هذا الشعب لم تتوقف يوما وهذا ما أدى إلى ارتكاب العديد من المجازر بحقه».
ويشير عزيزي إلى أنّ الثروات المائية والنفطية هما الحافز الرئيسي وراء الممارسات القمعية تجاه الأحواز، وأيضا هناك سبب رئيسي هو العنصرية تجاه العرب عند الحكام في إيران إن كانوا دينيين أو علمانيين، أي إن الممارسات التهجيرية شهدها العرب منذ حكم الشاه ولو بوتيرة أقل، وهو الذي بدأ ببناء السدود لحرف مسار الأنهر إلى المناطق الصحراوية وسط إيران لتغذي الزراعة والصناعة في أصفهان وغيرها من المدن الفارسية من دون النظر إلى الآثار التخريبية والظالمة تجاه المنطقة العربية لصالح المناطق المركزية الفارسية.