كاتب سوداني يبحث عن منهجية الشريعة الاسلامية والعلمانية
الثلاثاء 21/سبتمبر/2021 - 12:48 م
طباعة
روبير الفارس
للكاتب والباحث السوداني عبد الرؤوف محمد بشير يصدر قريبا كتاب بعنوان "أسلوب منهجية البحث عن الشريعة الاسلامية و ماهية العلمانية " وذلك عن سلسلة المنشورات الفلسفية بدار ويلوز هاوس ومما جاء في مقدمة الكتاب كتب عبد الرؤوف يقول
الفلاسفة لا يذكرون أبدًا أنهم كانوا يومًا ما جهلاء، ونادرًا ما يشيرون إلى يوم كانوا فيه في حالة افتقار إلى معرفة أو ماهية آثار تعليمهم أو تربيتهم، يتحدثون كأنما ولدوا كما هم عالمين بكل شيء، وبالرغم من قناعتي التامة بأن أستاذ عثمان الذي حاول جهده أن يعلمني قواعد اللغة العربية، وبرغم فشله التام في أن يجعلني أحترم قواعد اللغة، فإنه لم يعطني أقل من "امتياز" في الإنشاء الذي كنت أكسر فيه قواعد اللغة العربية يمنة ويسارًا، فإنه لم يكن على دراية بالبنيوية والتفكيك وما أدراك ما "دريدا" (فلسفة تحليل لغوية)، ولا كنت أنا أعرف ذلك كذلك. والأستاذ الفذ الأمين الذي كانت أذانه ثقيلة ويتحدث بلكنة بدوية مضحكة لنا في طفولتنا، فهو أستاذ رياضيات قدير تعجز كلماتي عن إيفائه حقه، حتى عندما كان يشرح لنا ما هو "المسقط" الذي يحدث زاوية قائمة (تسعين درجة) مع الخط الأفقي. وعندما يئس من جعلنا قادرين على الاستيعاب قال بالحرف: "إن شاء الله تجي قنبلة تقع عديل في الواطة.. وبتعمل زاوية قائمة (تسعين درجة) مع الواطة". وهو ينظر إلى وجوهنا التي كان لا بدَّ أن مظهرها الغباء وعدم الفهم. وأعتقد عندها أن أبلد واحد فينا فهم إلى الأبد ما هي هذه بنت الكلب الزاوية القائمة دي. وبالرغم من أنه لم يفقه ماهية قانون "اللايقينية" ولا كيفية تمحيص هذه الخرافة، ولكن من دون هذه الرياضيات وطريقته الفذة لما تمكنت من تفكيك هذا القانون الفيزيائي وإبطاله كقانون طبيعة مزيف في عام 2012. ونحن الفلاسفة ننعت العامة بألقاب بذيئة كمثل "الرجرجة" و "الدهماء" من دون حياء.
أما أن يأتي فيلسوف ويقول بأنه تعلم من الشعب فهذا اعتراف صعب وجوده بين شعوب الفلاسفة. ومنذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة وأنا أراقبها وأود أن أقف بين فوهة البندقية الغادرة وبين أحد الشباب لأموت بدلًا منه، أو أقف أمام الكنداكات اللائي هزمت بسالتهن سفالة الإسلامويين الجبناء الذين قالوا بأنهم شجعان وهم يغتالون ويعذبون شعبًا أعزل. وسمعت كلمة مدنية ولم أفقه معناها سوى أنها مضادة للحكم العسكري. وبعد أن كتبت كتابًا كاملًا عن "الشريعة الإسلامية" التي تشدق بها الإسلامويون عقودًا وجدت نفسي وجهًا لوجه أمام العلمانية التي آمنت بها ردحًا طويلًا في حياتي، بحكم التعريف الذي قامت ثقافتي السودانية بتلقيني إياه معظم حياتي أنه نظام لا ديني ومناهض للدولة الدينية. وهذا ليس فقط ما يلعلع به الإسلامويين، بل هو التعريف الذي يقول به مثقفونا الذين وقفوا ضد هذه الحركات المتأسلمة ببسالة منقطعة النظير أكثر من ستين عامًا. الإسلامويون يقولون بأن العلمانية هي لا دينية وهي كفر، وهذا لا يختلف كثيرًا عما يقول به المثقفون المناهضون لهم بأن العلمانية هي نقيض الدولة الدينية. وهنا نرى جهل الفلاسفة الذين كانوا متأخرين بقرن عن الشعب الذي هتف "مدنياوووووووا". والكتاب يقدم التحليل بتمحيص "الشريعة الإسلامية" أولًا قبل أن نعالج ماهية العلمانية لكي نرى أن الخطة الجهنمية بدأت بنشر فكرة الشريعة الإسلامية ثلاثة أجيال، لكي يعتقد المسلمون فيها بالتقادم، ثم بعدها يأتي دور التنويريين