ناشطة أفغانية لـ"بوابة الحركات الاسلامية": مستقبل مظلم ينتظر المرأة تحت حكم طالبان
اعتبر الناشطة
الأفغانية الباحثة في مجال حقوق المرأة، فاطمة حكمت، أن مستقبل أسود ينتظر النساء
في أفغانستان تحت حكم طالبان، وسيطرة الحركة المتشددة سوف يتكر كارثة علي الصعيد
المحلي والإقليمي الدولي، لافته إلي أن خطاب طالبان الجديد، انكشف سريعا مع
التحركات علي الأرض ومن استهداف النساء والأقليات والمعارضين لهم
كارثة أفغانية
وإقليمية
وصفت
"حكمت" لموقع "الحركات الاسلامية" أن سيطرة طالبان علي السلطة
بـ"كارثة بمعني الكلمة"، كارثة لها أبعادها و تداعياتها علي المستويين قصير
المدي وطويل المدي، لافته إلي أن المدي الطويل سيكون أكثر تكلفة، سواء علي الشعب الأفغاني
أو علي أمن المنطقة.
واعتبر الباحثة فی
حقوق المرأة الأفغانية، أن خطاب طالبان الجديد
يخفي وجها المتشدد، قائلة : طالبان لم تتغير في بنيتها الفكرية ولا في أهدافها
الطموحة، المشتركة والمتشابهة لسائر الحركات المتطرفة، لكنها تحاول بخطابها الجديد
كسب الاعتراف الدولي و تتظاهر بما لا تومن به في الواقع، حيث ان انتشار الاخبار اليومية
و تسريبات فيديوهات كثيرة من داخل أفغانستان،
توكد لنا ان طالبان لم تتغير و تثبت انتهاكاتها لحقوق الانسان، التعدي لحقوق المرأة
و معاملتها معاملة تنافي و كرامتها، ووضع قيود علي حرية الاعلام و الصحافة و النشاطات
النسوية و نشاطات المجتمع المدني علي أرض الواقع.
ومؤخرا انتشرت
فيديو قيام عناصر طالبان بجلد امراة
أفغانية في الشارع الأفغاني، كما تم منع النساء من الخروج إلي الشارع والسفر بين
المدن دون وجود محرم.
طالبان وحقوق
المرأة
وفي نبرة
سخرية من وعد طالبان حول حقوق المرأة، قالت "حكمت" :"طالبان صادقة في وعودها باحترام حقوق المرأة؛
و لكن تلك التي لا تخالف فكرتها و تأويلها عن الشرع( وفقا لرؤية قادة الحركة) ؛ أما
في غير ذلك نري أن طالبان خالفت وعودها حتي اللحظة حيث قيدت حضور المرأة الشاغلة في
المدارس، الجامعات و الإدارات او فرضت قيودا متعنتة حضورها في هذه الاماكن، كما منعت
منعا باتًا تولي المرأة المناصب العليا كالوزارات،
فضلا عن انتهاك حقوقها الانسانية و الأساسية في شوارع العاصمة كابول و المدن التي شهدت
حضورا نشطا من قبل النساء.
نضال نساء أفغانستان
وحول استمرار الاحتجاجات
اليومية لنساء الأفغانيات، شددت إبنة ولاية بغلان، أن المرأة الأفغانية "لن تتنازل
عن حقوقها و تستمر في النضال، مع صعوبات كثرة تواجهها في مجتمع تقليدي محافظ و خاصة
في ظل سيطرة طالبان، حيث أن ملفها يعتبر ملفا قاتما بالمقارنة إلي سائر الجماعات الدينية
السياسية علي الإطلاق، و علي طالبان أن تدرك ان المرأة الأفغانية تغيرت مما كانت عليه
من قبل فهي الان معلمه، متعلمه، شاغله، واعيه لحقوقها الإنسانية، والشرعية و القانونية
و لا تكف عن المضي في طريقها رغم المخاوف و المخاطر الموجودة".
وشهدت الأسابيع
الماضية تظاهرات حاشدة للنساء الأفغانيات للتأكيد علي حقوقهم ورفض نهج طالبان، وأكدت
"حركة الدفاع عن النساء الأفغانيات" إنهن يواجهن طالبان بسبب الحريات.
كما أطلقت الأفغانيات حملة جديدة علي الإنترنت
للطالبات للاحتجاج علي قواعد طالبان تحت شعار "لا تلمس ملابس"، مؤكدين علي أن
هوية أفغانستان "ليست سوداء وليست بيضاء وسوداء - إنها ملونة وهناك جمال فيها
، يوجد فن ، هناك فن وهناك هوية "، في إشارة لنساء طالبان الذين يرتدن الذي
الأسود.
مستقبل أسود
وأبدت
"حكمت" مخاوفها من مستقبل أسود ينتظر أفغانستان تحت حكم طالبان، قائله
:"مخاوفي جزء من مخاوف الشعب الأفغاني بأسره، و هذه ليست واحدة او اثنين؛ بل من
المؤكد أن أفغانستان تواجه من الان فصاعدا عدة أزمات و كوارث منها الإنسانية، والاقتصادية،
والسياسية، الأمنية، الاجتماعية ."
وحذرت الناشطة
الأفغانية من ارتفاع عمليات القتل والاستهداف، واحتمال وقوع الإبادة الجماعية.
كما توقعت
الناشطة الأفغانية، أن ارتفاع مستوي الفقر، وانهيار الاقتصاد بشكل كامل، و تفشي الأمية،
و اشتداد موجة اللجوء الي خارج البلاد و التراجع في المكاسب الإنمائية التي حصل عليها
الشعب الأفغاني خلال عشرين عاما الماضية، تحت حكم طالبان.
هل ستعود المرأة
الي ما قبل ٢٠٠١ ؟
أوضحت
"حكمت" أن طالبان و بعض الجماعات المتطرفة الناشطة في أفغانستان تريد ذلك،
لكن المرأة لم و لن تقبل الرجوع الي ما قبل ٢٠٠١.
واضاف الناشطة
الأفغانية:"نحن نتوقع من المجتمع الدولي و منظمات الدفاع عن حقوق الانسان و حقوق
المرأة أن لا تترك نساء أفغانستان وحيدة في وجه شراسة المتطرفين، بل تقف الي جانبها
و تؤيد نضال المرأة الأفغانية في سبيل التحقق من أهدافها الإنسانية، والمرأة الأفغانية
تعرف بيقين ان الحق لا تعطي بل تؤخذ و لذلك ستستمر في سبيل ذلك مهما كان الثمن باهظا".
و تظهر
أحدث أرقام البنك الدولي أن 40٪ من الفتيات الأفغانيات يلتحقن بالمدارس الابتدائية،
وهناك مخاوف من تراجع هذه النسبة وفقا لما كان عليه الوضع إبان حكم طالبان السابق
(1996-2001).
زواج القاصرات
أبدت
"حكمت" قلقلها علي الأوضاع بشكل عام للنساء الأفغانيات، لافته إلي أن الرؤية الطالبانية تريد
إلغاء جميع حقوق و حريات المرأة الأفغانية؛ بما في ذلك حرية التنقل، السفر، الزواج،
وأيضا قانون زواج القاصرات، بما يهدد اجيال كاملة من النساء الأفغانيات.
وأردفت قائله
"لكن بصفتها حكومة و دولة تفتقر للشرعية و الاعتراف والدعم الدولي، و لا اظن ان
تلغي القوانين بصورة سريعة وكاملة".
أمل المقاومة
وفي نظر أمل لنضال المرأة الأفغانية،
قالت "حكمت" :"أنا أعتقد أن الزمن لا يعود إلي الوراء، وأن عودة طالبان
إلي الحكم ليست بمعني أن المجتمع الأفغاني سيستسلم لرغبتها، بل سنشاهد في الأشهر القريبة
مقاومة شعبية و وطنية واسعة من مختلف شرائح المجتمع وأطيافه بكافة الطرق الممكنة، و
لا شك أننا سندفع ثمنها و سنتحمل ضحايا، و أن العالم سوف يندم إذا تقاعس عن التكاتف
بالشعب الأفغاني و تركه وحيدا في مشاكلها العديدة وفي مقاومتها ضد البطش الطالباني".
وأوضحت "حكمت"
أن "المرأة الأفغانية جزء من هذا النسيج المجتمعي و سوف تستمر في كفاحها و تدفع
ثمن ذلك، ونحن نعرف أن هذا الثمن سيكون باهظا، لكنه لا خيار لنا سوي ذلك".
رسالة الي المجتمع
الدولي
وفي رسالة
للمجتمع الدولي من أجل حماية نساء أفغانستان من جرائم طالبان، قالت
"حكمت" :"نحن نتوقع من المجتمع الدولي و من البلاد العربية والإسلامية بشكل خاص
أن لا تضحي بالمبادئ الأخلاقية من أجل المصالح السياسة، وأن لا تنسي أن أفغانستان تحتضن
٣٥ مليون انسان، و كل انسان من حقه أن يتمتع بحقوقه الأساسية و الشخصية، و هذا يتطلب
ضغوطا حقيقة علي طالبان للتنازل عن سلوكها المتزمت و المتخلف، و أن لا تعترف بها الا
اذا حصل تغيير حقيقي علي أرض الواقع".
واعتبرت أن الاعتراف بحكومة طالبان بدون تغيير شامل، سيكون اعتراف بالإرهاب و التطرف الديني و انتهاك حقوق البشر من الرجال و النساء.
حكومة طالبان
وحول تشكيل
حكومة طالبان التي غلب عليها شبكة "حقاني" الارهابية" أوضحت
الناشطة الأفغانية، أن تشكيل حكومة تصريف الاعمال لطالبان مع الاسف الشديد مصداق لخلاف
وعود الحركة من قبل، حيث لم تفي طالبان بوعودها بشان تشكيل حكومة شاملة من كل العرقيات
القومية و الأقليات الدينية و النساء؛ بل تمثل عن فئة خاصة و هي اعضاء الحركة بغض النظر
عن اهليتهم و صلاحيتهم فيمن نصبوا و الذي بدوره يسبب عدم استقرار الاوضاع السياسية
و من ثم الاوضاع الامنية في البلد.