الجهادي رامي الجعيد من "القاعدة" في أفغانستان إلى "داعش" في سوريا

الثلاثاء 11/نوفمبر/2014 - 12:25 م
طباعة الجهادي رامي الجعيد
 
رامي الجعيد، تاريخ طويل من الالتحاق بالجماعات التكفيرية والجهادية سواء في أفغانستان أو العراق أو سوريا، بدأ التحاقة بتنظيم القاعدة، في أفغانستان قبيل تخرجه من كلية الهندسة بجامعة الملك سعود.
وهو رامي سعد غالب الجعيد، من مواليد 1989 بمحافظة الخرج بشرق الملكة العربية السعودية، حاصل على شهادة الهندسة جامعة الملك سعود، ومتزوج ولديه ولد وبنت، وكذلك أسرته حيث هو الوحيد من الذكور، بين 7 بنات.

رحلته إلى أفغانستان

رحلته إلى أفغانستان
التحق بتنظيم القاعدة الأم في أفغانستان، حينما أبلغ أسرته التي تقطن في محافظة الخرج (آنذاك) أنه يرغب في الذهاب إلى المنطقة الشرقية مع بعض أصدقائه، وكان عمره في ذلك الوقت 21 عاما، وطالبا بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود، وتبقت له سنتان دراسيتان فقط بوصوله إلى الأراضي الباكستانية في طريقه إلى أفغانستان، قبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.
ويروي الجعيد قصة نجله قائلاً: "كان يدرس في جامعة الملك سعود في الرياض في قسم الهندسة في المستوى الثالث، وكان يبلغ من العمر آنذاك 21 عاماً، وغادر إلى أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر وبالتحديد في الشهر السادس من عام 1422هـ / 2011 في إجازته الصيفية وأبلغني أنه ذاهب إلى هناك، ووصل إلى باكستان قبل 11 سبتمبر 2011 بعشرة أيام ليتفقد أحوال المسلمين في أفغانستان، ويقدم لهم بعض مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية".
وعن كيفية وقوع ولده في قبضة القوات الأمريكية، أوضح أن الحكومة الباكستانية سلمته إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن السفير السعودي في باكستان علي عواض عسيري قابله وأخبره قبل تسليمه إلى الأمريكيين أنه سيطلق سراحه بعد الانتهاء من التحقيق معه، فيما أخبرته السفارة السعودية في باكستان لاحقاً، أنه سيجري التحقيق معه ويعود من بعدها إلى السعودية.
وأضاف الجعيد أن الحكومة الأمريكية نقلت رامي إلى السجن في قاعدة باغرام الأمريكية في أفغانستان وأمضى فيها شهراً كاملاً، ونقل بعد ذلك إلى جوانتانامو حيث قضى أربعة أعوام فيها.
وأوضح أنه تلقى رسائل من ابنه المعتقل عن طريق الصليب الأحمر الدولي، مؤكداً أن هذه الرسائل تشير إلى أنه يتمتع الآن بصحة جيدة، ولافتاً إلى أن آخر رسالة وصلت منه كانت قبل شهر رمضان الماضي. 
وظل رامي الجعيد في سجن جوانتانامو 7 سنوات قبل تسليمه إلى السلطات الأمنية بالمملكة العربية السعودية في سبتمبر 2007.

في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية

في مركز محمد بن نايف
تسلمت السلطات السعودية رامي الجعيد من القوات الأمريكية في جوانتانامو، ووصل إلى الرياض في سبتمبر 2007، وبدأ رحلة خضوعه للمناصحة وتصحيح أفكاره القتالية، والانضمام إلى الجماعات الإرهابية، في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، بل وصل به الأمر إلى مواصلة دراسته العلمية في قسم الهندسة، وحصل على الشهادة، ثم المناصحة والرعاية اللاحقة، وبعدها حصوله على شهادة الهندسة.
ثم التحق رامي الجعيد بالعمل في إحدى المنشآت بوظيفة مهندس، وظل يمارس حياته العملية، وتزوج ابنة عمه، ولم يستمر معها، ثم تزوج الثانية، وهي شقيقة أحد المطلوبين الذين شاركوا في القتال في أفغانستان وتورطوا في عمليات إرهابية في شقة الخالدية في مكة المكرمة.
ولفتت المصادر إلى أن رامي الجعيد كان شخصا مختلفا مع زملائه، وكذلك مع أقاربه حينما حصل على شهادة الهندسة، وكان طموحه الوصول إلى أعلى المستويات في مجال عمله المهني، حيث يتطلب منه العمل الخروج إلى الميدان للإشراف على بعض المشاريع، وكذلك الحضور في ورش أعمال علمية في الخارج، وكان آخرها في إسبانيا.
ولكن مع اشتعال الأزمة السورية، والدعوة إلى القتال في سوريا، ثم ظهور الجماعات المتطرفة بشكل مختلف كجبهة النصرة "فرع تنظيم القاعدة في سوريا"، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، والجبهة الإسلامية، وغيرها من الفصائل الإرهابية والجهادية التي تحارب في سوريا والعراق، عاد الجعيدي إلى سيرته الأولى حيث ترك السعودية والتحق بتنظيم "داعش".

في تنظيم "داعش"

في تنظيم داعش
سيطر الفكر القتالي في مختلف التنظيمات الإرهابية على أصحاب التخصصات العلمية الرفيعة، حيث لم يكد تبرد جراح أسرة سعد الجعيد، بعد عودة ابنهم رامي من تنظيم القاعدة في أفغانستان، واندماجه في المجتمع، واقترانه بزوجتين، وحصوله على شهادة الهندسة- حتى تلقوا اتصالا منهم يفيد بوصوله إلى الأراضي السورية، ومشاركته القتال مع تنظيم «داعش»، ومعه شقيق زوجته (16 عاما(.
سيطر الفكر القتالي على الأفكار العلمية التي درسها المهندس رامي الجعيد، وأحبطت طموحاته الوظيفية، وهرب إلى سوريا، ومعه شقيق زوجته الذي لم يكمل دراسته في مرحلة الثانوية العامة.

شارك