أدرجت محكمة جنايات القاهرة 164 عنصرا منتميا للجماعة الإسلامية المحظورة على قائمة الإرهاب، ونشرت الجريدة الرسمية صباح الأحد 11 نوفمبر 2018، قرار الجنايات رقم 1367 لسنة 2018، وجاء نص الحكم كالتالي: "باسم الشعب محكمة جنايات القاهرة الدائرة (11 - جنوب) المنعقدة في غرفة المشورة بمقر معهد أمناء الشرطة، المشكلة برئاسة محمد شيرين فهمي، رئيس المحكمة، وعضوية عصام على أبو العلا ورأفت محمود زكي الرئيسين بمحكمة استئناف القاهرة، وحضور محمود عبدالحفيظ حجاب وكيل النيابة، وحضور حمدي علي الشناوي أمين السر".
أصــدرت القرار الآتي: في الطـلـب رقم 9 لسنة 2018 «قــرارات إدراج كيانـات إرهابية» ، والقرار رقم 9 لسنة 2018 «قرارات إدراج إرهابيين» بشأن القضية رقم 1367 لسنة 2018 «حصر أمن الدولة العليا».
وأشارت المحكمة في قرارها أنه بعد الاطلاع على المذكرة المقدمة من نيابة أمن الدولة العليا، وتحرياتها التي أكدت أنه في أعقــاب ثورة 25 ينـايـر(كانون الثاني) 2011 قـام العديـد من قيادات وأعضاء الجماعة الإسلامية بالعدول عن مبادراتهم السابقة بوقف العنف، وأعلنوا تمسكهم بأيديولوجية التنظيم التي تبرر أعمال العنف والإرهاب، وتدعو إلى تكفير الحاكم بدعوى عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية، ووجوب الخروج عليه باستخدام القوة المسلحة وصولاً لإقامة الدولة الإسلامية.
وأضافت، أن قيادات الجماعة وأعضائها عاودوا نشاطهم الإثاري والتحريضي مستغلين، حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد خلال تلك الفترة، واستقطاب عناصر جديدة لصالح أيديولوجية التنظيم، واضطلاعهم بتأسيس ميليشيات عسكرية خلال عام 2012 تحت مسمى "اللجان الشعبية"؛ لمواجهة مؤسسات الدولة، فضلاً عن قيامهم بتسليح عدد من أعضاء الجماعة، وإعداد عروض عسكرية لهم بالوجه القبلي، وخاصة بمحافظة أسيوط، فضلًا عن ارتباط العديد من قيادات وأعضاء الجماعة بالتنظيمات الإرهابية بمختلف دول العالم ومنها تنظيم القاعدة الإرهابي، فضلًا عن انضمام بعض كوادر الجماعة لما يسمى "تحالف دعم الشرعية" الموالي لجماعة الإخوان الإرهابية بدولة تركيا.
ومن جانبه، توقع المحامي وليد البرش، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن يعجل قرار إدراج قيادات الجماعة الإسلامية على قوائم الإرهاب بحل الحزب، قائلا: "النتائج المترتبة على إدراج قيادات وأفراد الجماعة الإسلامية على قوائم الأشخاص الإرهابيين هي طبقا لما نص عليه القانون رقم 8 لسنة 2015 بشأن تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية سيتسبب فى العصف بحزب البناء والتنمية".
وفند "البرش"، الأمور التي ستترب على الإدراج على قوائم، ممثلة فى المنع من السفر وترقب الوصول، وسحب جواز السفر أو إلغاؤه أو منع إصدار جواز سفر جديد، وفقدان شرط حسن السمعة والسيرة اللازم لتولى الوظائف والمناصب العامة أو النيابية، وتجميد أموال الإرهابي متى استخدمت في ممارسة نشاطه الإرهابي، وحظر ممارسة كافة الأنشطة الأهلية أو الدعوية تحت أي مسمى.
ولقد حاولت الجماعة الإسلامية طيلة الفترة الماضية، تقديم ما يثبت أنها نحت منحىً جديدًا في علاقتها بالإخوان، وأنها جزء من الحل وليست جزءًا من المشكلة، وأنها ما زالت تفضل السلمية، وتعمل بها وستستمر على ذات النهج، وفق ما قاله أحمد عمران، الرئيس الحالي لحزب البناء والتنمية، لكن مقتل رفاعي طه، بسوريا الثلاثاء 6 أبريل 2016، مع ٤ من رفقائه، وهم في طريقهم لاجتماع تنظيمي بين جبهة النصرة، وأحرار الشام، أحرج الجماعة إحراجًا بالغًا.
رفاعي طوال حياته ومماته يحرج الجماعة، فمن قبل أحرجها حين أعلن عدم موافقته على مبادرة وقف العنف، وخطط لحادث الأقصر لإفشالها، وبعد موته، أحرجها بوجوده في سوريا، وهى التي كانت تدعى أنه موجود بإسطنبول.
وهنا بدا تناقض الجماعة الإسلامية، وقياداتها، بل وشبابها، بعد الدور الذي ثبت أن رفاعي كان يلعبه في سوريا، وهنا طرحت على نفسى بعض الأسئلة:
لماذا كان رفاعي ذاهبًا لعمل صلح بين جبهة النصرة، وأحرار الشام، وعمل وحدة بين التنظيمين الفترة المقبلة؟ ومن أعطى لرفاعي هذا الحجم الكبير الذي يؤهله لعمل اتحاد بين تنظيمين كبيرين في سوريا؟ هل تم تكليف رفاعي من قبل أيمن الظواهري، الذي كان عضوًا معه في جبهة محاربة اليهود والنصارى؟ أم تم تكليفه من قبل تركيا التي كان حاصلًا على لجوء سياسي بها بلعب هذا الدور؟ وما علاقة الإخوان برفاعي، وما يحدث في سوريا؟ هل جبهة الأنصار التي شكلها عاصم عبد الماجد أيام حكم مرسي، للجهاد في سوريا، كان يقودها رفاعي؟ وهل هي نواة لجناح عسكري جديد للجماعة الإسلامية، خاصة أن بها أعضاء قدامى، منهم إسلام الغمري، وأحمد عشّاوى وغيرهم؟
وفي شهادة الباحث في حركات الإسلام السياسي "ماهر فرغلي" والتي نشرت في البوابة نيوز بتاريخ 9 أبريل 2016، حول مقتل رفاعي طه يقول: "لأن شخصية رفاعي غير اعتيادية والحادث غير اعتيادي، فهذه الأسئلة التي طرحتها لن تجيب عليها الجماعة، لذا سأتجاوز عنها، إلى شخصية رفاعي التي عرفتها عن قرب من قبل، ولا أجد حرجًا في الحديث عنها لأنني أفرق جيدًا بين العلاقة الإنسانية، والفكرية، التي كان رفاعي بسببها سببًا مباشرًا في موت واعتقال المئات من الشباب.
كانوا يقولون ويحكون عنه أشياء كثيرة، ومنها إنه هو أول من أطلق ما يسمى «إذاعة صوت الخلافة الإسلامية»، وهى إذاعة المساء في زنازين السجون، وهو من كتب بحث «وجوب العمل الجماعي والسمع والطاعة للأمير»، كان ساعتها يقضى حكمًا بـ٧ سنوات سجنًا في قضية اغتيال السادات وتنظيم الجهاد، لكنه أثناء ترحيله في قطار الترحيلات، قفز وهرب، بعد مرور ٥ أعوام من حكمه، وهو ما تسبب في عاهة بيده اليمنى.
عقب هروبه رأيناه في المنيا، وكان يوم زواجه، من شقيقة الدكتور حسن طه، الذي قتل فيما بعد بأحداث التسعينيات، وساعتها أخذ عروسه، وهرب بها، ولم نره، سوى في فيديو مصور بعنوان «خالد الإسلامبولى بطل المنصة».. كان يتحدث وفى يده سلاح، مهددًا مبارك بالقتل.
خطط رفاعي بالفعل لاغتيال مبارك، في نحو ٦ عمليات، كانت منها عملية مطار سيدى براني، التي كادت أن تنجح، وعملية أديس بابا.
كان رفاعي يتصور أن حل مشكلة الجماعة، والسماح لها بالدعوة لن يتم إلا باغتيال رأس النظام، لذا فقد أقام معسكر تدريب أطلق عليه «معسكر الخلافة» في أفغانستان، وكان المدرب الرئيسي فيه، هو أبو صهيب «عدلي يوسف»، قتل فيما بعد، وأرسل عددًا من تلك المجموعات إلى الداخل المصري، وكان منهم أحمد حسن الملقب بـ«الأستاذ» خبير المتفجرات المعروف لدى التنظيمات المسلحة، الذي قتل في كوم أمبو عام ٩٥. حينما فكرت الجماعة في التراجع، وارتأت أن أعمالها لا تتسبب سوى في خسارتها على كل الأصعدة، وهو ذات التفكير الذي يفكر به قيادات الإخوان الآن، وأطلقت المبادرة عام ٩٧، خطط رفاعي لإفشالها، ونفذت مجموعة من أتباعه حادث الأقصر البشع، وقالوا ساعتها إنه تنفيذًا لأوامر شيخنا «أبو ياسر»، وهى كنية رفاعي طه.
أفشل رفاعي مبادرة وقف العنف بالفعل، وقال مبارك لوزير داخليته «دول شوية عيال ملهمش كلمة»، وبعد مرور عدة سنوات، بدأ تفعيل المبادرة من جديد عام ٢٠٠١، وألقى في نفس العام القبض على رفاعي في سوريا، التي سيقتل فيها فيما بعد، وهو كان في مهمة «تكوين جبهة من المجموعات ضد تصحيح المفاهيم ومبادرة وقف العنف»، وكان قبلها أعلن تحالفه مع بن لادن، في جبهة «محاربة اليهود والنصارى» التي أصبحت فيما بعد تنظيم القاعدة.
المبادرة التي كان رفاعي يريد إفشالها هي من أنقذت رقبته من حكمى إعدام حصل عليهما، وبعد القبض عليه عومل معامل حسنة، وأودعوه فندق للضباط لمدة ٦ أشهر، وكانت زوجته وأولاده يبقون معه طوال اليوم، وبعدها بعام ونصف العام أفرج عنه في عفو أيام المجلس العسكري.
بعد يوم أو يومين تقريبًا من الإفراج عن رفاعي، التقيته في منزله في إحدى قرى محافظة قنا في شهر ديسمبر عام ٢٠١٣، وأجريت معه حوارًا مطولًا وصل لأكثر من ٨ ساعات، كان أهم ما قال فيه، إن أسامة بن لادن وضرب برجى مركز التجارة العالمي في ١١ سبتمبر هما اللذان أشعلا ٢٥ يناير، وإن مقتل السادات ما كان إلا محاولة لإقامة الدولة الإسلامية عن طريق الثورة والانقلاب العسكري، وإن ناجح إبراهيم وكرم زهدي أخطآ.
تحدثت معه كثيرًا، وعرضت عليه وجهة نظري في أشياء كثيرة، واختلفنا، وبعدها ذهبنا لمدينة قنا، حيث كان سيحاضر في مؤتمر بأحد المساجد، وهناك قال دون خشية، إن ضباطًا في جهاز الأمن كانوا يساعدون الجماعة، وما زال بعض منهم يقدمون لهم العون، وقاطعه شاب، وأصر أن يتكلم، وأمسك بالميكروفون، وقال له: «أنا شقيق عبدالكريم النادي المسجون في إثيوبيا منذ ١٩ عامًا، إنك تسببت في أن أخي لا يزال مسجونًا في أديس بابا، لأنك كلفته هناك بالاشتراك في محاولة قتل مبارك، وها أنت خرجت وهو مسجون، وأمه لا تعرف حتى الآن أنه مسجون في إثيوبيا، نحن لا نسامحك حتى تخرج أخي كما سجنته»، فرد عليه قائلًا: «إن أخاك هو من جاءني طالبًا منى أن يستشهد في سبيل الله».
تسبب رفاعي في سجن عدد كبير من الجماعة، بسبب انتهاجه المواجهة، والإصرار على قتال الشرطة بتنظيم مسلح، ولما سألته عن وقف العنف والمبادرة، قال إنه لا يزال مصرًا على رفضها، ويعتبر كرم زهدي وناجح إبراهيم قد أجرما في حق الجماعة الإسلامية، وسأله ناجح عن تلك التصريحات، فادعى كذبًا أنه لم يقلها مطلقًا، وأنه كلف صديقه منتصر الزيات برفع قضية، ولما سألني الراحل عصام دربالة زعيم الجماعة في مكتبه بالمنيا، عن تلك التصريحات أعطيته التسجيلات لأدلل على صدقي ومن ثم على كذبه.
مقتل رفاعي طه، مؤشر في غاية الخطورة، على أن الجماعة الإسلامية، لها دور كبير في تلك الدائرة المسلحة، من التربيطات، والمجموعات، والجبهات القتالية في سوريا، وفى أماكن أخرى، والعلاقة الشخصية، تجبرنا أيضًا على قول الحقيقة.
مشاركته في تأسيس تنظيم القاعدة
كان رفاعي طه يتولى منصب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالخارج ومسئول الجناح العسكري بالجماعة، وشارك في تأسيس تنظيم القاعدة، كما ينسب له إصدار البيان الخاص بعملية تفجير المدمرة كول قرب السواحل اليمنية عام 2000 بالإضافة إلى كتاب "إماطة اللثام عن بعض أحكام ذروة سنام الإسلام" والذى تضمن اعترافًا وتبريرًا لمذبحة الأقصر عام 1997 والتي تعد أبرز حادثة إرهاب ضد السائحين في تاريخ مصر الحديث وقد صدر ضده حكم بالإعدام، لكن تم الإفراج عنه عقب ثورة يناير ثم اختفى بعد فض اعتصام رابعة وتواترت أنباء عن هروبه إلى تركيا برفقة محمد شوقي الإسلامبولي، وهو الأمر الذى ثبت صحته فيما بعد.
مشواره مع الجماعة الإسلامية
رفاعي أحمد طه من مواليد 1953م ولد بأسوان وانتظم بكلية التجارة في جامعة أسيوط حيث عاصر بزوغ الجماعة الإسلامية في جامعات الوجه القبلي الممتدة من بني سويف وحتي أسيوط وقنا
وينتمي رفاعي طه للجيل الأول الذي لعب دورا هاما في تأسيس الجماعة الإسلامية المصرية قبل أن تصبح تنظيما .
وعلم رفاعي طه بتحول الجماعة الإسلامية إلي تنظيم، في يناير عام 1980 م وانضم إليها وكان أحد الذين شملتهم قرارات 3 سبتمبر عام 1981م التي أصدرها الرئيس الراحل أنور السادات وقضت بالقبض علي 1536 معارضا من كافة الاتجاهات السياسية المصرية، من أقصي اليمين ألي أقصي اليسار، وأغلبهم كان من الإسلاميين في هذا الوقت .
اتهامه في قضية الجهاد الكبرى
ظل رفاعي طه هاربا من الملاحقة، حتي وقع حادث اغتيال الرئيس السادات يوم 6 أكتوبر عام 1981م وتم القبض عليه يوم 16 أكتوبر في القاهرة حيث كان يسعي إلي إعادة بناء التنظيم من جديد .
واتهم رفاعي طه في قضية تنظيم الجهاد الكبرى، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات قضاها، ثم خرج من السجن حيث تنقل بين عدة دول كان من بينها أفغانستان في فترة الثمانينيات والتي كان للجماعة الإسلامية المصرية معسكر جهادي هناك خلالها .
وتنقل بين عدة دول أوروبية وغربية في إطار دعم وبناء الجماعة الإسلامية المصرية في الخارج.
علاقته بالظواهري وبن لادن
كانت السودان أبرز المحطات التي استقر بها لفترة كبيرة في عقد التسعينيات حيث يعتقد أنه التقي هناك العديد من القيادات الإسلامية من العالم كله .
حظي رفاعي بمكانة كبيرة بين أعضاء الجماعة الإسلامية لدرجة أنه أصبح رئيسا لمجلس شوري الجماعة في عقد التسعينيات - وهو الجهة التي تتخذ القرارات، وتضع الخطط والتصورات لكنه ومع تصاعد أحداث العنف في مصر حتي بلغت منتهاها عام 1997م ثم إطلاق مبادرة وقف العنف من جانب الجماعة الإسلامية ثم مباركة عمر عبد الرحمن أمير الجماعة لهذه المبادرة، ثم إعلان الجماعة الإسلامية للتوقف النهائي عن العمليات العسكرية عام 1999 م كل هذا فاجأ رفاعي طه الذي رفض كل هذه المبادرات وتمسك باستخدام القوة والقتال، في مواجهة الأنظمة التي لا تحكم بالشريعة، وهو ما أدي إلي عزله من رئاسة مجلس شوري الجماعة الإسلامية وأدى هذا إلي اقترابه بقوة من أيمن الظواهري وأسامة ابن لادن، وكان هو الوحيد من الجماعة الإسلامية الذي وافق علي البيان الذي أصدره الظواهري وبن لادن وجماعات إسلامية أخري والذي عرف باسم بيان قتال اليهود والصليبين والكفار وذلك عام 1998م وظل رفاعي طه يصدر بيانات صحفية تؤكد علي موقفه المتمسك بالقوة سبيلا للتغيير، لكن صوته خفت منذ بداية هذه السنة، وكان اختفاء صوته هذا مثارا لتساؤلات جهات كثيرة، كما وضع علامات استفهام معقدة، حتي تم القبض عليه وتسليمه لمصر أثناء مروره على سوريا قادما من السودان.
اعتقاله في مصر والإفراج عنه
كان رفاعي طه قد خرج من الأقصر عام 1987 بعد هروبه من المراقبة التي كانت مفروضة عليه بعد قضاء 5 سنوات في السجن نتيجة الحكم عليه في قضية اغتيال السادات عام 1981.
وبعد أن قضى شهورا هاربا ومتنقلا داخل الجمهورية تمكن من الهرب إلى أفغانستان عام 1987 تولى فيها قيادة معسكر الخلافة التابع للجماعة الإسلامية، الذى كان مخصصا لاستقبال أبناء الجماعة الإسلامية الراغبين في القتال في أفغانستان.
وأثناء تنقله بين أفغانستان والسودان إبان توتر العلاقة بين النظام السابق وحكومة البشير في أواخر القرن الماضي، تمكنت المخابرات المصرية عن طريق الإنتربول الدولي من القبض على رفاعي طه في مطار دمشق عند وصوله إليه "ترانزيت" في رحلة بين السودان وأفغانستان، وتم ترحيله إلى القاهرة عام 2001، وسجن لعدة أشهر، وتم اخلاء سبيله من محكمة جنايات بنى سويف سبيله، في سبتمبر 2001، في قضية "العائدون من أفغانستان"، حيث عبر عن سعادته الغامرة بالعودة إلى مسقط رأسه بعد سنوات من الاغتراب في أفغانستان والسودان والاعتقال في سوريا ومصر، وقال، كنت أود أن أخرج أنا ورفاقى خروجا كريما، وإخلاء سبيلى بهذه الطريقة لا يرضى طموحى، وهو خروج غير لائق بقيادات الجماعة الذين جاهدوا من أجل زوال دولة الظلم والفساد.
وكانت قد قضت محكمة جنايات بنى سويف، ببراءته ضمن 4 من قادة الجماعة الإسلامية المحبوسين على ذمة قضية "العائدون من ألبانيا.
تحريضه على العنف في عهد المعزول
عندما عين الرئيس المعزول محمد مرسي، أحد المنتمين لجماعة الجهاد محافظًا للأقصر، اعتبر كثيرون في المدينة وفي مختلف أرجاء مصر المعتمدة على السياحة أن هذه أحدث حماقاته بعد أن أبعدت اضطرابات تشهدها البلاد منذ قيام الثورة السياح بالفعل.
وقال رفاعي طه، آنذاك إن الجماعة نبذت العنف لأن الحكم الإسلامي تحقق الآن لكنهم مستعدون لحمل السلاح من جديد للدفاع عن مرسي وهم ملتزمون في نهاية الأمر بتطبيق الشريعة بشكل كامل.
وأضاف طه، أن هناك حرية الآن لذلك لا حاجة للعنف، ولكنه مثل شخصيات بارزة أخرى في الجماعة الإسلامية حذر من أن من يحاول استخدام العنف للإطاحة بمرسي سيواجه بالعنف، مشيرًا إلى الجيش والمعارضين الليبراليين الذين ينظمون احتجاجات حاشدة آنذاك.
وأوضح طه أن العنف يولد العنف، مذكرًا بهجمات على النظام السابق وقطاع السياحة في عهده والتي استمر في الدعوة لها حتى تمت الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
ألقى طه اللوم على الولايات المتحدة في "تسليمه" ونقله من دمشق عام 2011 ليقيم في سجون مبارك، وكان في سوريا بعد أن قضى بعض الوقت في أفغانستان مع بن لادن والظواهري وتعتبره واشنطن وريث رجل الدين الكفيف عمر عبدالرحمن، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، الذي سُجن مدى الحياة في هجمات عام 1993 على مركز التجارة العالمي في نيويورك.
ونفى طه، الذي خرج من السجن بعد سقوط حكم مبارك، تأكيدات أمريكية بأنه وقّع على فتوى أصدرها تنظيم القاعدة عام 1998 بمهاجمة الولايات المتحدة بل قال إن حكومتها قمعية مثل النظام السابق في مصر، وقال إن الخلاف الرئيسي بينه وبين الظواهري يتمثل في رغبته في إقامة دولة إسلامية في مصر وليس الجهاد على مستوى العالم.
وشرح طه، أهدافه وأهداف القاعدة قائلا إن بن لادن والظواهري يريان حاجة لإقرار العدل في العالم لكن الجماعة الاسلامية هدفها إقرار العدل في مصر.
وحول ما إذا كانت أفكاره متطابقة مع أفكار تنظيم القاعدة فقال: "نفس الأفكار عندما يكون هناك نظام مستبد إذا كان هناك نظام مستبد مثل أي شعب في العالم يقاوم الاستبداد.
وأكد أن زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، يستحق التكريم، داعياً المعزول إلى السماح له بالعودة إلى بلاده.
واعتبر رفاعي طه، الذي قاد العمل المسلح ضد نظام حسني مبارك في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، أن "سجن مبارك أفضل من قتله، وأن قرار قتل الرئيس الراحل أنور السادات كان صحيحاً.
ورأى طه، آنذاك، أن شباب القاعدة "مجاهدون"، رافضاً تنفيذ أي عمل مسلح في مصر "في هذه المرحلة"، ومنتقداً ما جرى في سيناء، وإن كان يرفض القول إن منفذي الهجمات الأخيرة "جهاديون"، بحسب "الحياة" اللندنية.
دعمه لاعتصامي رابعة والنهضة
عقب عزل الرئيس محمد مرسي، شارك طه في اعتصامي رابعة والنهضة، وكان دائم التحريض على العنف، وكان له مقوله شهيرة، "هنحرق مصر"، حال عدم عودة مرسى إلى سدة الحكم.
ودعا آنذاك كل الإسلاميين إلى الاحتشاد خلف مرسي لإتمام المشروع الإسلامي، وقال إن مرسي كان "يطبق حكم الله في الأرض.
ويتمسك طه بتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، وقسم الليبراليين الذين يرفضون الأمر إلى مجموعتين: الأولى ترفض الشريعة عن جهل بها، وهؤلاء رأى أن تعريفهم بالشريعة واجب، ومجموعة أخرى تعرف أن الشريعة حق، وهؤلاء نعتهم بـ"المعاندين المنحرفين عن دين الله"، لكنه أوجب نقاشهم قبل أن يحكم عليهم هذا الحكم، مقترحاً الاحتكام في مسألة تطبيق الشريعة إلى علماء الأزهر.
مقتله
أكدت مصادر بالجماعة
الإسلامية المصرية متواجدة بتركيا، مقتل رفاعي طه قائد الجناح المسلح للجماعة سابقا،
في عملية نوعية نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار في بسوريا الثلاثاء 6 ابريل 2016، بعد
استهداف منزل كان يجتمع فيه بعدد من قيادات التنظيمات الإسلامية المسلحة بمنطقة إدلب
في سوريا.
للمزيد عن حيثيات حكم محكمة جنايات القاهرة