هل تنجح أمريكا في فصل دواعش العراق عن سوريا بمساعدة العشائر؟

الأربعاء 12/نوفمبر/2014 - 01:18 م
طباعة هل تنجح أمريكا في
 
تسعى أمريكا إلى تنفيذ خطة لعزل الدولة الإسلامية في العراق "داعش"، عن عناصره في سوريا، بمساعدة وتنسيق مباشر مع عشائر تقطن الحدود، وكانت حليفة لواشنطن ضد تنظيم القاعدة قبل سنوات.
الجدير بالذكر أن هناك مناطق متصلة بين العراق وسوريا لا حدود لها؛ مما يسهل انتقال المسلحين من هنا لهناك دون قيود، من بين هذه المدن مدينة القائم العراقية والبوكمال السورية المتصلتان؛ حيث لا حدود واضحة بينهما، كما أن هناك امتدادات عشائرية بين المدينتين؛ ما يسهل انتقال المسلحين.
هل تنجح أمريكا في
وكما ذكر بعض الخبراء، أن هذا التلاصق بين المدن العراقية والسورية، تصعب المهمة على قوات التحالف الدولي في معرفة أماكن المسلحين في أي من المدينتين، وتصعب أيضا عملية القصف على المدن لعدم معرفة الأماكن الحقيقية.
 بينما باقي المعابر الحدودية بين العراق وسوريا معروفة ويتجنب المسلحون اللجوء إليها لسهولة رصدها وقصفها.
وتعتمد قيادات التحالف في هذه الحالة، على العشائر والشيوخ البارزين في المنطقتين، حيث يمدونهم بمعلومات بشأن المسلحين الدواعش، وأماكن اجتماعاتهم بالتحديد، كما حدث في آخر اجتماع، والذي استهدفت فيه قيادات التحالف أبرز القيادات في داعش، ويقال إن بينهم زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي"، الذي أصيب بإصابات خطيرة حسبما ذكرت مصادر عراقية يرجح أنها من العشائر.
ومنذ أن شن التحالف الدولي هجماته على داعش، وهو يحصل على المعلومات الخاصة بداعش، من القبائل الموجودة حول المناطق التي يتمركز فيها التنظيم المسلح.
ويسعى التحالف الآن إلى الهجوم على التنظيم دون عرقلة؛ لهذا يقوم بفصل الحدود العراقية عن السورية؛ لسهولة تتبع عناصر التنظيم حال الخروج أو الدخول بين المناطق المختلفة.
هل تنجح أمريكا في
وقال مسئول في محافظة الأنبار، حسبما ذكرت الحياة اللندنية اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2014: إن الولايات المتحدة أبلغت شيوخ عشائر بارزين، خلال اجتماعات عقدت في الأردن- تذمرها من رفض الحكومة تسليح أبنائها، وسياسات الحكومة السابقة التي أدت إلى انقسامات شديدة بين العشائر.
وأضاف المسئول أن الولايات المتحدة نجحت في إقناع عدد من شيوخ العشائر الذين كانوا محل ثقة الجيش الأمريكي؛ إبان محاربة القاعدة في المحافظة قبل سنوات، بتكرار التجربة والعمل ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
كانت بعض العشائر القبلية في العراق، ساندت الجيش في مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي، على رأسهم شيوخ عشائر ما يسمى بـ"المثنى"، وقال مدير شئون عشائر المثنى محمد ناصر، آنذاك: إن هذا التجمع جاء لتوجيه رسالة دعم وإسناد للقوات المسلحة التي تقاتل المجاميع المسلحة التي استباحت الدم العراقي على مدى السنوات الماضية، مشيرا إلى أن شيوخ ووجهاء المثنى وجهوا رسالة لعشائر محافظة الأنبار؛ لاتخاذ موقف شجاع وموحد في محاربة هذه الجماعات التي تسببت بإراقة دماء العراقيين، وأوقفت عجلة النمو والازدهار في البلد.
ويبدو أن التحالف الدولي لجأ إلى العشائر في العراق وسوريا باعتبارها السلاح الأقوى في الوقت الحالي، حيث تعد العشائر والقبائل أهم القوى ذات الثقل السياسي والاجتماعي والاقتصادي في سوريا والعراق، والجزيرة العربية، ومع الصراع الدائر بين مؤسسات الدولة السورية والعراقية والتنظيمات الجهادية وفي مقدمتها جبهة النصرة- وهي فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام- وتنظيم الدولة "داعش"؛ نجد أن الجميع يلعب على جذب ولاء مشايخ العشائر في البلاد ويجعلها تحت ولائهم، بما في ذلك المؤسسات الحكومية.
هل تنجح أمريكا في
وقامت العشائر بدور كبير في مساعدة الجهود الحكومية في مكافحة تنظيم القاعدة، من خلال نقل المعلومات إلى الجيش وتشكيل اللجان الشعبية والقتال المباشر مع القاعدة.
وأوضح مصدر مسئول أن واشنطن اتفقت مع شيوخ العشائر التي تقطن أقصى غرب محافظة الأنبار وأبرزها عشائر البو محل والسلمان والكرابلة على تسليحها، وتقديم الدعم الذي تحتاجه؛ خصوصاً أن هذه المناطق بعيدة عن أماكن نفوذ الحكومة الاتحادية.
وتمتلك أبناء هذه العشائر التي تقطن القائم معلومات استخباراتية عن أماكن وجود عناصر داعش وأسمائهم وكيفية تفكيرهم، خصوصاً أن عدداً من أبنائها انضم في شكل فردي إلى التنظيم ولكنهم انقلبوا عليه.
وتأتي جميع المعلومات التي يحصل عليها التحالف الدولي، من هذه العشائر، وكانت الغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت تجمعاً لقادة داعش في منطقة الرمانة في القائم تمت بناء على معلومات استخباراتية حصلت عليها واشنطن من عشائر المنطقة.
أحمد الجميلي، أحد شيوخ عشائر الأنبار، أكد أمس أن العشائر التي تقطن الحدود مع سوريا أعلنت الحرب على داعش. 
وأشار إلى أنها أعادت تشكيل كتائب الحمزة التي كانت رأس الحربة في مواجهة القاعدة في الرطبة والقائم وراوة.
هل تنجح أمريكا في
كانت هناك مجموعة مقاتلة تطلق على نفسها "كتائب الحمزة"، أعلنت الانضمام إلى عشائر مدينة حديثة والقوات المشتركة هناك لمحاربة المسلحين المتشددين، وطالبوا الحكومة المركزية بدعمهم بالسلاح والعتاد.
وكان هدف هذا التشكيل دعم عشائر الجغايفة فيها والقوات المشتركة في صد عناصر التنظيم المتطرف الذين فشلوا في اقتحام مدينتهم.
وتميزت "كتائب الحمزة" بخبرة قتالية ضد العناصر المتطرفة؛ لما تملكه من معلومات حول مخططاتهم في شنّ الهجمات، حيث كانت تقاتل تنظيم "القاعدة" في العام 2004، ثم انخرطت بعدها في صفوف قوات الأمن حيث توجد في مدينة القائم الحدودية وتنتمي إلى عشيرة البو محل الدليمية.
الكتائب أعادت تشكيل صفوفها بعد انهيار الأمن وسيطرة المتطرفين على مدينتهم قبل أشهر قليلة، وانضمت إلى القوات المشتركة في القتال ضد عناصر "داعش" في عدد من المناطق الغربية.
وكانت مدينة حديثة محطتهم الجديدة التي شنوا فيها معارك عنيفة مع قبائل الجغايفة ضد المتشددين، وبدعم طائرات الجيش تكبد التنظيم من خلالها خسائر كبيرة.
وتستعد الولايات المتحدة لتنفيذ خطة لتأمين الحدود العراقية وعزل عناصر داعش في الجانب العراقي عن عناصره في سوريا، الآن.
هل تنجح أمريكا في
وكانت آخر معلومات حصلت عليها واشنطن من العشائر، خلال الاجتماع الأخير بين أعضاء التنظيم بالقرب من الموصل بالعراق، وأسفر عن إصابة عدد من قياداته.
من الواضح أن فشل التحالف الدولي في تصفية تنظيم داعش منذ بدء هجماته، جعله يتجه إلى طريقة تسهل عليه المهمة التي دُشن من أجلها، وهي القضاء على التنظيم بأكمله، وهو الأمر الذي جعله يستنفذ كافة الوسائل، إلى أن بدأ يفكر في فصل الحدود العراقية عن السورية لتسهيل خطة الهجوم، وكذلك اللجوء إلى العشائر ليضمن التحالف نجاح المخطط بسرعة.
وكان داعش أعلن ولاية الفرات في أغسطس الماضي، وهي الولاية الوحيدة التي تضم أراضي من العراق وسوريا، وتمتد من البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور، إلى مدينة القائم التابعة لمحافظة الأنبار.
قد يصعب على أمريكا في الوقت الحالي وفي ظل توتر الأوضاع داخل سوريا والعراق فصل الحدود المشتركة؛ نظرًا لخطورة الوضع الداخلي على أراضي سوريا والعراق في آن واحد، فهل تنجح أمريكا فيما تريد في ظل هذه التوترات؟

شارك