"نقد العقل الديني" يبحث سؤال النهضة والحداثة وعلاقتها بالدين
الثلاثاء 25/يناير/2022 - 02:13 م
طباعة
روبير الفارس
للكاتب والباحث حسام الحداد يصدر عن مركز إنسان " للدراسات والتدريب والنشر والتوزيع في الدورة الجديدة من معرض القاهرة الدولي للكتاب كتاب " نقد العقل الديني " حيث تتعدد الرؤى والأطروحات بتعدد المرجعيات والمدارس التي تتناول الفكر الديني بشكل عام، ومن هذا المنطلق نحاول اعادة قراءة هذا التعدد بين التلاقي والتنافر، الاتفاق والاختلاف والبون الشاسع، نناقش ونطرح أراء عدد كبير من مفكرينا الذين شغلهم الفكر الديني وفاعليته في الحياة الخاصة والعامة، ومدى تأثير بعض أطروحات هذا الفكر على حياتنا المستقبلية، محاولين التنقل بين الاجتماعي والديني والفلسفي والتاريخي، لإعادة قراءة المشهد قراءة علمية تصل بنا لفهم يتناسب مع عصرنا الذي نعيش فيه بعيدا عن التطرف والإقصاء والطائفية والإرهاب، وقريبا من قبول الأخر والإيمان بحرية الفكر والمعتقد والتعبير.ينطلق كتاب حسام الحداد من ان المسألة الدينية قد ألقت بظلالها على تفكير وعقول الكثير من الباحثين والمفكرين العرب بالرغم من اختلاف طرق التفكير ومنطلقاته عندهم وتعدد آليات البحث ومناهجه في انتاجهم، حيث اذا أجاز لنا هؤلاء اعتبار الاشكالية الكبري او اشكالية الاشكاليات في الفكر العربي المعاصر هي اشكالية الحداثة والتراث او الاصالة والمعاصرة بتعبير البعض، فان التفكير في الحداثة والنهضة العربية عموما، ومحاولة التحرر من براثن الجهل والخرافة التي وعت المجتمعات العربية انها ترزخ تحتها دون غيرها، قاد مباشرة الكثير من المهتمين الى التفكير في التراث كمقابل للحداثة حينا او نقيض لها احيانا، ولما كان المكون الديني مكون اساسي من مكونات هذا التراث، فان الباحث يجد نفسه وجها لوجه مع الفكر الديني وفي ضيافة الخطاب الاسلامي، هذا الخطاب الذي يدعو الى قول شيء ما بصدده، واصدار حكم ما عليه.
نحن في حاجة إلي فكر جديد وفقه جديد يستوعب الزمن ولا يتصادم مع العالم ومنجزاته مع الحضارة الإنسانية عبر مراحل تطورها. اذن كل هذه القيود التي وضعها الفقهاء مازالت تكبل العقل الاسلامي وتمنعه من التفكير والابداع وتتصادم مع العلم الحديث، والتي انتجت كل التراث الاسلامي الذى يكفر الاخر ويتصادم مع الحضارة ، والذى نراه في داعش واخواتها من الجماعات الجهادية التكفيرية يقول الحداد ان الحل في نظري هو الغاء هذه العلوم التي وضعها بشر في لحظة الانتصار، ليحل بدلا منها ما نسميه جدلية النص مع الواقع
واذا كان عام 2011 هو عام الثورات العربية ووعود ربيعها المنتظر فان عام 2012 كان اختبارها الصعب الذي تعثرت فيه مساراتها، واتجهت بقوه نحو العسكرة وسيطرة الاسلاميين والجهاديين، وكان عام 2013 هو اعلان نتائج موجتها الثانية في البلدان التي نجحت فيها، ثم كان العام الرابع عام 2014 هو عام صعود الارهاب كتحد كبير لها جميعا، مصريا وليبيا ويمنيا وسوريا الذي استمر تحديا مضافا مع بقاء نظامها الذي ما زال يصر علي البقاء.لتعود نفس الاسئلة التي طرحت في بداية نهضتنا قبل قرنين من الزمان!
سؤال النهضة والحداثة وعلاقتها بالدين، وكما كانت بعض القوي التقليدية والاصولية والعنيفة عائقا اوليا في بناء النهضة ومساراتها وتحقيق وعودها كانت بعض الحركات الاصولية السياسية والعنفية كذلك سببا رئيسيا من فشل الربيع العربي وتحقيق وعوده! .