"داعش".. بين الرصد المخابراتي الأمريكي وقوته الميدانية

الأحد 16/نوفمبر/2014 - 11:45 م
طباعة لاجئون عراقيون لاجئون عراقيون
 
داعش ومحاولات الترهيب
داعش ومحاولات الترهيب
يواصل تنظيم "داعش" الإرهابي بث فيديوهات لترويع المواطنين في الشرق والغرب، في محاولة لبسط نفوذه في العراق وسوريا، وهو ما عبرت عنه مئات العائلات النازحة من غرب العراق من معلومات بشأن  جرائم تنظيم "داعش"، حيث نزحت أغلب هذه العائلات من المناطق الغربية والشمالية خاصةً مدن هيت والفلوجة والموصل، نتيجة انتهاكات فاضحة قام بها مسلحو التنظيم.
يأتي ذلك في الوقت الذي استهدف فيه تفجير انتحاري بسيارة مفخخة قافلة تابعة للأمم المتحدة أثناء مغادرتها مطار بغداد الدولي، لم يؤد إلى إصابة أي من العاملين في المنظمة الدولية.
نيكولاي ملادينوف
نيكولاي ملادينوف
من جانبه قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف :لن يثني هذا الحادث المؤسف الأمم المتحدة عن مواصلة عملها لدعم العراق وشعبه الذي ما برح يواجه العنف منذ فترة طويلة، إلا أن الحادث لم يسفر عن مقتل أو إصابة أي من موظفي الأمم المتحدة الذين عادوا جميعاً سالمين إلى مقر البعثة، مشيرًا إلى تعرض إحدى المركبات إلى أضرار بالغة.
وحتى الآن لا توجد أرقام نهائية رسمية لأعداد النازحين في عموم العراق لكن المؤشرات لا تزال تدل على أنها إلى ارتفاع فأغلب محافظات العراق اليوم لا تخلو من نازحين من مختلف المكونات، ويري محللون أن العراقيين دفعوا أثمانا باهظة في سبيل دحر الإرهاب، لكن المواجهة مع "داعش" وسواها من الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق يبدو أنها فاقت توقعات المتشائمين القائلين بأن سنوات الحرب ستطول.
أوباما مرتبكا
أوباما مرتبكا
من ناحية أخرى استبعد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أي تحالف مع نظيره السوري، بشار الأسد، في الحملة الدولية التي تقودها واشنطن ضد تنظيم "داعش"، معتبرًا إياه رئيسًا غير شرعي، مضيفا بقوله : الأسد قتل مئات الآلاف من شعبه بلا شفقة، وعليه فإنه فقد أي شرعية لدى غالبية أهل البلاد، وأن التحالف مع الأسد بالنسبة لنا يعني دفع المزيد من السنة لدعم تنظيم "داعش"، وهذا سيضعف التحالف الدولي ضد التنظيم".
وفي هذا الاطار أعلن الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية أن المعركة ضد تنظيم "داعش" بدأت بتحقيق أهدافها متوقعا في نفس الوقت استمرارها لسنوات، وأن الجيش الأمريكي ساعد القوات العراقية والكردية في "إبعاد العراق عن حافة الهاوية، مضيفا بقوله : أعتقد الآن بأن الأمور بدأت تؤتي ثمارها، هذا جيد.
الهروب من نيران داعش
الهروب من نيران داعش
وأكد الجنرال الأمريكي أنه المهم إظهار بأن "داعش" ليست تلك القوة التي لا تقهر ولا يمكن إيقافها بل هي مجموعة من الأقزام تتبنى في واقع الأمر فكرا متطرفا، وأن القوة العسكرية لن تقضي على التنظيم الإرهابي ما لم تنجح الحكومة العراقية في إنهاء الانقسام بين السنة والشيعة في البلاد"، منوها بأن بناء الثقة سيحتاج إلى وقت، وكذلك المهمة الأمريكية "ما المدة ؟ عدة سنوات".
وعزا مراقبون إلى تنامى سطوة تنظيم داعش، وأكد رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين، أن تنظيم داعش جند جيشا مكونا من مئات الآلاف من الجنود الأقوياء، وهو ما يعد أكثر بكثير من التقديرات السابقة التي أقرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ، وأن قدرة التنظيم على مواجهة العديد من الجبهات المتفرقة على نطاق واسع في كل من العراق وسوريا، يظهر في ذات الوقت أن أعداد المسلحين يبلغ على الأقل 250 ألف مقاتل، ما يعادل 7 أو 8 أضعاف تقديرات وكالة المخابرات المركزية التي بلغت نسبتها 31 ألف مقاتل.
المقاتلين الأجانب
المقاتلين الأجانب المنظيمن لداعش
وكشفت الإندبندنت البريطانية  عن مئات الآلاف من المقاتلين منضمين لصفوف داعش، والتنظيم يسيطر على ثلث العراق وثلث سوريا، التي يبلغ تعداد السكان بهما من 10 ملايين إلى 12 مليون نسمة في مساحة تبلغ حوالي 250 ألف كيلو متر مربع، وهو ما يكافئ حجم بريطانيا العظمى.. لافتا إلى أن ذلك يعطي الجهاديين جمعا ضخما من المجندين المحتملين، وما يثبت أن داعش يمتلك جيشا كبيرا في الميدان هو أن لديه سرعة هائلة في إطلاق هجمات ضد الأكراد في شمال العراق وفي ذات الوقت يقاتل في سوريا وكوباني.
ونوه التقرير إلى  ارتفاع نسبة قوتهم، وأن هذا يؤكد مدى صعوبة القضاء عليهم حتى من خلال استخدام الغارات الجوية الأمريكية.

شارك