رئيس "مكافحة الإرهاب" في الناتو .. يكشف التحديات والانجازات
الثلاثاء 22/مارس/2022 - 01:17 م
طباعة
روبير الفارس
عقد معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني منتدى سياسي افتراضي تحدث خلاله "غابريال كاسكوني" رئيس "قسم مكافحة الإرهاب" في ("الناتو")، منظمة "حلف شمال الأطلسي" غابريال أمضى القسم الأول من مسيرته المهنية كضابط في "قوات الدرك الوطني الإيطالية" ("الكارابنييري") قبل انضمامه إلى "طاقم «الناتو» الدولي" حيث يرأس حالياً "قسم مكافحة الإرهاب" في "شعبة التحديات الأمنية الناشئة". و قال غابريال يُعدّ يوم 11 سبتمبر التاريخ الأساسي ونقطة التحوّل بالنسبة لـ "قسم مكافحة الإرهاب". فقبل ذلك الحدث، لم يرد الإرهاب بطريقة تُذكر في قائمة أعمال "الناتو". على سبيل المثال، لم يأت المفهوم الاستراتيجي للحلف الذي تمّت المصادقة عليه في قمة عام 1999 في واشنطن على ذكر الإرهاب إلّا مرة واحدة: "يمكن لأمن التحالف أن يتأثر بمخاطر أخرى تشمل الأعمال الإرهابية". ولكن هجمات 11 سبتمبر غيرت المعادلة، ومن المهم أن نتذكر أنها كانت المرة الوحيدة التي يجري فيها تفعيل "المادة 5" من "معاهدة واشنطن" - بند الدفاع الجماعي - منذ قيام "الناتو" قبل 73 عاماً.
وما جرى في العقديْن الماضيين سمح للحلف بتحديد بعض المبادئ الأساسية لدوره في مكافحة الإرهاب. وتتمثل النقطة الأولى بأن مكافحة الإرهاب هي في الأساس مسؤولية وطنية ولا تزال كذلك. والفكرة هي أن الأمر متروك للحلفاء أولاً للتعامل مع التهديدات الإرهابية. وتنطوي النقطة الثانية على الطبيعة الشاملة لمسألة الإرهاب التي يجب التعامل معها في إطار مهام "الناتو" الثلاث الرئيسية المحددة في المفهوم الاستراتيجي الأخير الذي يعود إلى عام 2010 وهي: الدفاع الجماعي، وإدارة الأزمات، والتعاون الأمني. وتقوم النقطة الثالثة على مساهمة "حلف شمال الأطلسي" في مكافحة المجتمع الدولي للإرهاب في الحالات التي يتمتع فيها بالخبرة وحيث يمكنه العمل بالتعاون مع الشركاء الدوليين (الدول أو المنظمات الدولية الأخرى). وقال غابريال ان عمل "الناتو" يرتكز على ثلاث دعائم: الحذر والانتباه، والقدرات، والمشاركة والانخراط. واكد علي ان تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الحلفاء يشكل الميدان الأول في مجال زيادة الحذر والانتباه. فـ "الناتو" يضم "قسم الأمن والاستخبارات المشتركة" الذي تم من خلاله إنشاء "خلية استخبارات مضادة للإرهاب" تُصْدر بشكل دوري معلومات تتمحور عموماً حول الاستخبارات الاستراتيجية (الاتجاهات وطريقة العمل والتطورات في المناطق الجغرافية). وتعدّ هذه المعلومات الأسس التي يمكن أن تساعدنا في تعريف وتحديد استجابتنا للإرهاب بشكل أفضل.كذلك، يشكل دور المرأة في الإرهاب ومكافحته،عنصراً آخر نعمل على تطويره لتعزيز الحذر والانتباه. فعلى مدى سنوات عديدة، لم يحظَ هذا المجال بدراسة كافية توضح جوانبه. لذا يمكننا بذل جهود إضافية لفهم هذا البُعد.ويرتبط العنصر الثالث في العمل الذي نقوم به لتعزيز الحذر والانتباه بالأمن الإنساني: الأطفال في الصراعات المسلحة، وحماية المدنيين، وحماية الملكية الثقافية، ومكافحة الاتجار بالبشر. فهذه الظواهر تنتج من الإرهاب أو تتأثر به. إذاً، واضاف قائلا يُعتبر تطوير القدرات الميدان الأكثر ارتباطاً بالمهمة الأساسية للدفاع الجماعي. فهو يتعلق بما يقوم به "الناتو" في أوساط الحلفاء لدعم الدفاع عن شعوبنا وأراضينا من الهجمات الإرهابية. ويشكل "برنامج العمل للدفاع ضد الإرهاب" الذي أُنشئ في عام 2004 العنصر الأول الجدير بالذكر. ويركز البرنامج على التعامل مع الثغرات التي يعاني منها الحلفاء على صعيد القدرات والمتطلبات الملحة، وإجراء بحوث تكنولوجية بشأن جهود مكافحة الإرهاب، ودعم تحقيق الهيمنة التقنية وقابلية التشغيل البيني والحفاظ عليهما. ويركز البرنامج أيضاً على كيفية دعم التكنولوجيا لعملنا في مواجهة الإرهاب ويعالج القضايا مثل مساعي التصدي للعبوات الناسفة وحماية الموانئ والعمل المكثف الذي تم إجراؤه لمواجهة منظومات الطائرات بدون طيار، ولا سيما الطائرات المعدلة لأغراض تجارية. ويرتبط عملنا على وجه التحديد بمواجهة الطائرات بدون طيار البطيئة والمنخفضة الارتفاع والصغيرة الحجم، إذ أصبحت هذه الطائرات إحدى الأسلحة المفضلة للجماعات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم. ولهذه الغاية، أسس الحلف "مجموعة عمل تابعة لحلف شمال الأطلسي" بشأن مواجهة الطائرات بدون طيار تعمل وفق برنامج عمل يركز على حماية القوة، وتعزيز الأمن المحلي، وتنسيق جهود "الناتو". لقد انطوى عملنا في البداية على معالجة قضايا أساسية مثل إعداد معجم للتأكد من استخدام العبارات نفسها عند التحدث عن الأشياء عينها، وهذا الأمر قد يفاجئ البعض. أما اليوم، فنصب جهودنا على التوحيد وقابلية التشغيل البيني والاختبارات/المناورات.وشملت المجالات الأخرى التي أولينا لها اهتماماً كبيراً الاستغلال الفني (ويُعرف أيضاً بتسمية الأدلة الجنائية في ساحة المعركة). وتتمثل الفكرة في أن القوات العسكرية تجمع الكثير من المعلومات والمواد في ساحة المعركة. وترتبط مسألة أدلة ساحة المعركة بهذا الموضوع. وتتمثل إحدى النتائج المحتملة للاستغلال الفني في دعم إنفاذ القانون والإجراءات القانونية، ولا سيما فيما يتعلق بملاحقة المقاتلين الإرهابيين الأجانب. فعند تنفيذ عملية ما، فإن الجيش هو الوكالة التي تجمع المعلومات، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك للمساعدة في مقاضاة الإرهابيين في بلدانهم الأم أو رصدهم عندما يحاولون عبور الحدود. لقد وضعنا بالتالي سياسة وبرنامج عمل متعلّقيْن بـ "أدلة ساحة المعركة". ويتمثل هدفنا الرئيسي في تسهيل تبادل المعلومات والمواد التي تم جمعها في عمليات "الناتو" لكي يمكن استخدامها في الاختصاصات القضائية المحلية، سواء للملاحقة القانونية أو التحقيق أو تحديد الهوية.
المشاركة والانخراط. تقوم هذه الركيزة على التعاون مع الدول الشريكة والمنظمات الدولية. فمن خلال ما نسميه حوارات مكافحة الإرهاب، نحاول أن نفهم ما يحتاجه كل شريك من حلف "الناتو" وفي أي مجالات يستطيع الحلف تقديم المساعدة. وبناءً على هذا التحديد لاحتياجات الشركاء وقدراتنا، نساعد كل دولة على إعداد برنامج تدريب، ومساعدة ومشاريع علمية
وعن مكافحة تمويل الإرهاب قال لقد حددنا حتى الآن فكرتيْن أوليتيْن لهذا النوع من مسار العمل. ويتمثل التحدي الأول في كيفية منع الإرهابيين من تمويل أنفسهم من خلال نهب الملكية الثقافية. وعلينا السعي إلى إدراج هذه المهمة في عملنا، وفي طريقة إعداد قواتنا العسكرية للانتشار وتنفيذ العمليات. أما التحدي الثاني فيكمن في تبادل المعلومات المالية المكتسبة في سياق أنشطة الاستغلال الفني
وما جرى في العقديْن الماضيين سمح للحلف بتحديد بعض المبادئ الأساسية لدوره في مكافحة الإرهاب. وتتمثل النقطة الأولى بأن مكافحة الإرهاب هي في الأساس مسؤولية وطنية ولا تزال كذلك. والفكرة هي أن الأمر متروك للحلفاء أولاً للتعامل مع التهديدات الإرهابية. وتنطوي النقطة الثانية على الطبيعة الشاملة لمسألة الإرهاب التي يجب التعامل معها في إطار مهام "الناتو" الثلاث الرئيسية المحددة في المفهوم الاستراتيجي الأخير الذي يعود إلى عام 2010 وهي: الدفاع الجماعي، وإدارة الأزمات، والتعاون الأمني. وتقوم النقطة الثالثة على مساهمة "حلف شمال الأطلسي" في مكافحة المجتمع الدولي للإرهاب في الحالات التي يتمتع فيها بالخبرة وحيث يمكنه العمل بالتعاون مع الشركاء الدوليين (الدول أو المنظمات الدولية الأخرى). وقال غابريال ان عمل "الناتو" يرتكز على ثلاث دعائم: الحذر والانتباه، والقدرات، والمشاركة والانخراط. واكد علي ان تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الحلفاء يشكل الميدان الأول في مجال زيادة الحذر والانتباه. فـ "الناتو" يضم "قسم الأمن والاستخبارات المشتركة" الذي تم من خلاله إنشاء "خلية استخبارات مضادة للإرهاب" تُصْدر بشكل دوري معلومات تتمحور عموماً حول الاستخبارات الاستراتيجية (الاتجاهات وطريقة العمل والتطورات في المناطق الجغرافية). وتعدّ هذه المعلومات الأسس التي يمكن أن تساعدنا في تعريف وتحديد استجابتنا للإرهاب بشكل أفضل.كذلك، يشكل دور المرأة في الإرهاب ومكافحته،عنصراً آخر نعمل على تطويره لتعزيز الحذر والانتباه. فعلى مدى سنوات عديدة، لم يحظَ هذا المجال بدراسة كافية توضح جوانبه. لذا يمكننا بذل جهود إضافية لفهم هذا البُعد.ويرتبط العنصر الثالث في العمل الذي نقوم به لتعزيز الحذر والانتباه بالأمن الإنساني: الأطفال في الصراعات المسلحة، وحماية المدنيين، وحماية الملكية الثقافية، ومكافحة الاتجار بالبشر. فهذه الظواهر تنتج من الإرهاب أو تتأثر به. إذاً، واضاف قائلا يُعتبر تطوير القدرات الميدان الأكثر ارتباطاً بالمهمة الأساسية للدفاع الجماعي. فهو يتعلق بما يقوم به "الناتو" في أوساط الحلفاء لدعم الدفاع عن شعوبنا وأراضينا من الهجمات الإرهابية. ويشكل "برنامج العمل للدفاع ضد الإرهاب" الذي أُنشئ في عام 2004 العنصر الأول الجدير بالذكر. ويركز البرنامج على التعامل مع الثغرات التي يعاني منها الحلفاء على صعيد القدرات والمتطلبات الملحة، وإجراء بحوث تكنولوجية بشأن جهود مكافحة الإرهاب، ودعم تحقيق الهيمنة التقنية وقابلية التشغيل البيني والحفاظ عليهما. ويركز البرنامج أيضاً على كيفية دعم التكنولوجيا لعملنا في مواجهة الإرهاب ويعالج القضايا مثل مساعي التصدي للعبوات الناسفة وحماية الموانئ والعمل المكثف الذي تم إجراؤه لمواجهة منظومات الطائرات بدون طيار، ولا سيما الطائرات المعدلة لأغراض تجارية. ويرتبط عملنا على وجه التحديد بمواجهة الطائرات بدون طيار البطيئة والمنخفضة الارتفاع والصغيرة الحجم، إذ أصبحت هذه الطائرات إحدى الأسلحة المفضلة للجماعات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم. ولهذه الغاية، أسس الحلف "مجموعة عمل تابعة لحلف شمال الأطلسي" بشأن مواجهة الطائرات بدون طيار تعمل وفق برنامج عمل يركز على حماية القوة، وتعزيز الأمن المحلي، وتنسيق جهود "الناتو". لقد انطوى عملنا في البداية على معالجة قضايا أساسية مثل إعداد معجم للتأكد من استخدام العبارات نفسها عند التحدث عن الأشياء عينها، وهذا الأمر قد يفاجئ البعض. أما اليوم، فنصب جهودنا على التوحيد وقابلية التشغيل البيني والاختبارات/المناورات.وشملت المجالات الأخرى التي أولينا لها اهتماماً كبيراً الاستغلال الفني (ويُعرف أيضاً بتسمية الأدلة الجنائية في ساحة المعركة). وتتمثل الفكرة في أن القوات العسكرية تجمع الكثير من المعلومات والمواد في ساحة المعركة. وترتبط مسألة أدلة ساحة المعركة بهذا الموضوع. وتتمثل إحدى النتائج المحتملة للاستغلال الفني في دعم إنفاذ القانون والإجراءات القانونية، ولا سيما فيما يتعلق بملاحقة المقاتلين الإرهابيين الأجانب. فعند تنفيذ عملية ما، فإن الجيش هو الوكالة التي تجمع المعلومات، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك للمساعدة في مقاضاة الإرهابيين في بلدانهم الأم أو رصدهم عندما يحاولون عبور الحدود. لقد وضعنا بالتالي سياسة وبرنامج عمل متعلّقيْن بـ "أدلة ساحة المعركة". ويتمثل هدفنا الرئيسي في تسهيل تبادل المعلومات والمواد التي تم جمعها في عمليات "الناتو" لكي يمكن استخدامها في الاختصاصات القضائية المحلية، سواء للملاحقة القانونية أو التحقيق أو تحديد الهوية.
المشاركة والانخراط. تقوم هذه الركيزة على التعاون مع الدول الشريكة والمنظمات الدولية. فمن خلال ما نسميه حوارات مكافحة الإرهاب، نحاول أن نفهم ما يحتاجه كل شريك من حلف "الناتو" وفي أي مجالات يستطيع الحلف تقديم المساعدة. وبناءً على هذا التحديد لاحتياجات الشركاء وقدراتنا، نساعد كل دولة على إعداد برنامج تدريب، ومساعدة ومشاريع علمية
وعن مكافحة تمويل الإرهاب قال لقد حددنا حتى الآن فكرتيْن أوليتيْن لهذا النوع من مسار العمل. ويتمثل التحدي الأول في كيفية منع الإرهابيين من تمويل أنفسهم من خلال نهب الملكية الثقافية. وعلينا السعي إلى إدراج هذه المهمة في عملنا، وفي طريقة إعداد قواتنا العسكرية للانتشار وتنفيذ العمليات. أما التحدي الثاني فيكمن في تبادل المعلومات المالية المكتسبة في سياق أنشطة الاستغلال الفني