مخدر الجهاديين.. تقرير يوثق تورط "حزب الله" فى تجارة "الكبتاغون " بسوريا
الثلاثاء 05/أبريل/2022 - 12:27 م
طباعة
أميرة الشريف
لم يعد يخفى على القاصي ولا الداني بأن الأراضي السورية باتت مركزًا لصناعة وتصدير المخدرات بكافة أنواعها وأشكالها إلى جميع أنحاء دول العالم تحت إشراف الميليشيات الموالية لإيران المنتشرة والمسيطرة بشكل فعلي على أجزاء واسعة من مناطق سورية، ومع انتشار تجارة حبوب الكبتاغون المخدرة في الشرق الأوسط بشكل كبير خلال العام 2021، حيث تخطت قيمتها خمسة مليارات دولار، عادت أصابع الاتهام تشير إلى حزب الله والذي لعب دوراً داعماً مهماً في تجارة الكبتاغون، بناء على تاريخه في السيطرة على إنتاج وتهريب الحشيشة.
وأفاد تقرير حديث صادر عن معهد "نيو لاينز" للأبحاث ومقره واشنطن، إلي تورط حزب الله اللبناني في تصنيع الكبتاغون وتهريبه، الأمر الذي يعطي صورة مقلقة عن تأثير ازدهار صناعة الكبتاغون في المنطقة.
وجاء في التقرير الذي أعده الباحثان كارولين روز والكسندر سودرهولم أنّ تجارة الكبتاغون باتت تشكل "اقتصاداً غير مشروع متسارع النمو في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط".
واستناداً الى احتساب قيمة مضبوطات كبيرة وحدها، "تُقدّر القيمة المحتملة لتجارة التجزئة عام 2021 بأكثر من 5,7 مليار دولار".
ويشكل الرقم قفزة كبيرة مقارنة بقرابة 3,5 مليار دولار عام 2020، علماً أنه يعكس فقط قيمة سعر التجزئة للحبوب التي جرت مصادرتها العام الماضي، والتي حددها التقرير بأكثر من 420 مليون حبة.
ولم تفصح العديد من الدول عن القيمة الإجمالية للمواد التي جرت مصادرتها والتي تُعدّ سوريا المنتج الرئيسي لها والمملكة العربية السعودية المستهلك الرئيسي.
ووفق رصد أجرته وكالة فرانس برس فإن وتيرة ضبط شحنات الكبتاغون تتواصل خلال العام الحالي إنما بوتيرة أبطأ مقارنة مع العام الماضي. ويعود ذلك غالباً إلى ضبط شحنة قياسية في مارس 2021 مؤلفة من 94 مليون حبة في ماليزيا.
وذكر التقرير أن بعض المناطق يحظى فيها حزب الله بنفوذ، وبينها قرى حدودية بين لبنان وسوريا، تضطلع بدور أساسي في عمليات التهريب.
ورغم أنّ تعاطي الكبتاغون لا يزال محدوداً في أوروبا، لكن تلك الحبوب قد تتخطى مستقبلاً حدود الشرق الأوسط.
وفي بعض المناطق السورية، لا يتجاوز سعر الحبة دولاراً واحداً لزبائن غالباً ما يتعاطونها للبقاء يقظين وللعمل ساعات إضافية. لكن في السعودية حيث يُعد الكبتاغون عقاراً للمتعة، قد يتخطى سعر الحبة 20 دولاراً.
وتقع بعض منشآت صناعة الكبتاغون الصغيرة في لبنان الذي يعد أساساً ثالث مورد لنبتة الحشيشة بعد المغرب وأفغانستان.
وأورد التقرير أن "لبنان يعد بمثابة امتداد لتجارة الكبتاغون السورية ونقطة عبور رئيسية لتدفقات الكبتاغون".
والكبتاغون أساساً هو التسمية التجارية لعقار نال براءة اختراع في ألمانيا في أوائل الستينات من القرن الماضي، مؤلّف من أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة ويدعى فينيثلين، مخصّص لعلاج اضطرابي نقص الانتباه والأرق من بين حالات أخرى.
وتمّ حظر استخدام العقار لاحقاً ليتحوّل مخدراً يتم إنتاجه واستهلاكه بشكل شبه حصري في منطقة الشرق الأوسط، وغالبا ما يسمى "مخدر الجهاديين".
وأصبح الكبتاغون اليوم علامة تجارية لمخدر قد يحتوي على القليل من الفينيثلين أو يخلو منه تماماً، وينقش على الحبة حرفا "C" متشابكين، في إشارة إلى الحرف الأول من الكلمة باللغة الإنكليزية.
وجعل التغيير المستمر في تركيبة حبوب الكبتاغون محاولات إحباط الاتجار به أكثر صعوبة، وفق "معهد نيو لاينز" الذي أوضح أن "أحد الجوانب الأكثر صعوبة في تتبع أنماط إنتاج الكبتاغون وتهريبه واستهلاكه يكمن في تحديد مركبه الطليعي وتعديل تركيبته الكيميائية باستمرار".
وتُعد سوريا المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011، إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً.
وباتت قيمة صادرات الكبتاغون تفوق بأشواط الصادرات الشرعية، ما جعل سوريا تصنّف على أنها "دولة مخدرات".