القبض على إرهابي... خلايا داعش النائمة تلاحق المغرب
الجمعة 06/مايو/2022 - 01:40 م
طباعة
أميرة الشريف
رغم الإجراءات الأمنية التي وضعتها المغرب للتصدي للإرهاب، وخاصة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أصبح يتنامي ويتوغل في المنطقة العربية بأكملها، لازال الأخير يهدد أمن المغرب بعملياته الإرهابية، ألقت السلطات المغربية القبض على شخص موال لتنظيم داعش الإرهابي، ينشط في مدينة بركان في شرق البلاد، للاشتباه في تورطه في التحضير والإعداد لمشروع إرهابي بغرض المساس بالنظام العام.
وأعلن مكتب محاربة الإرهاب في المغرب أن تشخيص هوية المشتبه فيه وكشف معالم مشروعه الإرهابي، جرى انطلاقا من أبحاث وتحريات تقنية مشتركة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي.
وأشارت المعلومات الأولية في هذه القضية إلى أن الشخص الموقوف كان يتولى إدارة وتسيير مجموعة مغلقة على إحدى المنصات التواصلية، تتبنى أهدافا ومشاريع متطرفة.
وكشفت الأبحاث أن المشتبه فيه كان على اتصال سابق مع الأمير المزعوم للخلية الإرهابية التي فككتها المصالح الأمنية في مدينة وجدة في شرق المغرب، في 25 مارس 2021.
وأضافت أنه كان يراهن على تكوينه التقني العالي في مجال الهندسة للمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات، لتحقيق اختراقات إلكترونية، وقرصنة معلوماتية لبعض الأهداف الحيوية، بغرض تحصيل موارد مالية للدعم والإسناد اللوجيستيكي في إطار ما يسمى عند الجماعات الإرهابية بـ "الاستحلال".
ويرى مراقبون أن الخطوة التي تقدم بها "داعش" على الدول المغاربية، تنذر بمزيد من المخاطر، بحسب ما يتضح من مجرى تمدد بؤر اللهب المغرب العربي وإفريقيا.
كانت وزارة الخارجية البريطانية، أعلنت في أبريل 2016، عن خريطة لمخاطر الإرهاب في المنطقة؛ حيث وضعت المغرب في قائمة البلدان التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.
وكشفت آنذاك هذه الخريطة أن الخطر الإرهابي يهدد أكثر من 30 دولة أوروبية، معروفة بكونها وجهات سياحية، كفرنسا، وإسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إلى جانب باكستان، الصومال، روسيا، مصر، تونس، مينمار، كينيا، الفلبين، كولومبيا، تركيا، التايلاند، أستراليا، العراق، المملكة العربية السعودية، اليمن، سوريا، لبنان، إسرائيل وأفغانستان.
وعلي الرغم من مساعي البلاد لمواجهة الإرهاب، إلا أن بقايا التنظيم وعناصر التنظيم الإرهابي لا زالت تتوغل وتنتشر في البلاد، حيث أعلنت السلطات المغربية أكتوبر الماضي توقيف 12 مشتبها بهم ينتمون لـ"شبكة إرهابية وإجرامية" تنشط في مدينتني طنجة (شمال) والدار البيضاء غرب.
وتأتي عملية توسع التنظيم الإرهابي "داعش" في مختلف الدول، نظرًا لما لحق به من خسائر فادحة سواء في سوريا أو العراق وليبيا، حيث تكبد التنظيم خسائر مادية وجسدية كبيرة، لذلك يسعي لتعويض ذلك عن طريق تناميه في دول أخري يستطيع أن يحقق عن طريقها.
ومنذ أكتوبر 2017 كشف الأمن المغربي عن توقيف 2970 مشتبها فيه بالانتماء إلى خلايا إرهابية؛ بينهم 277 في حالة عود (حكم عليهم وقضوا فترة محكوميتهم وأطلق سراحهم، وتم اعتقالهم مرة أخرى في قضايا أخرى تتعلق بالإرهاب).
وأشار إلى أن من بين الخلايا التي فككها الأمن المغربي، 60 خلية مرتبطة بـ"داعش".
وتدخل المغرب ضمن صفوف الدول الأولى في مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية.
وتشدد السلطات الأمنية المغربية على أن التنظيم الإرهابي داعش انتقل من مرحلة التدريب داخل المغرب ثم توجه إلى ما يسمى ببؤر الجهاد في محاولة منه للتغلغل إلى داخل المملكة والسعي إلى تكوين خلايا هدفها شن أعمال داخلها تستهدف قطاعات حيوية في البلاد.