تهجير مئات العائلات.. غرب الفرات مستوطنة إيرانية في سوريا
رصد تقرير سوري،
استمرار عمليات التهجير التي تشنها الميليشيات الايرانية في سوريا، و ضمن مخطط
التغيير الديمغرافي في البلاد، بما يحقق المصالح الاستراتيجية الإيرانية في غرب الفرات.
وأوضح المرصد السوري
لحقوق الإنسان، أن الميليشيات الإيرانية حولت منطقة غرب الفرات إلى ما يشبه المستوطنة الإيرانية في غرب سوريا،
عبر عمليات التهجير القسري لأبناء المنطقة واعادة توطين عوائل الميلشيات في هذه
المنطقة.
وأوضح التقرير
أن الميليشيات الإيرانية قامت بتهجير أكثر من 2100 عائلة إلى مخيم أبو خشب الواقع في البادية الشمالية الغربية
في دير الزور ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية"قسد".
واوضح التقرير
أن مخيم أبو خشب في بادية دير الزور، يشهد
واقعا إنسانيا مأساوي لا يطاق، في ظل انعدام أدنى مقومات الحياة، وغياب دور المنظمات
الإنسانية.
المرصد السوري
سلط الضوء على معاناة الآلاف من العوائل النازحة التي تهجرت قسرياً من منزلهم بعد الهجمات
الشرسة التي شنتها قوات النظام مدعومة من المليشيات الإيرانية، وغالبيتهم من المناطق
الممتدة من الريف الجنوبي والغربي لديرالزور حتى البوكمال، والتجؤوا إلى المخيم الكائن
في منطقة أبو خشب شمالي دير الزور، في سبيل إيجاد ملاذ آمن يأويهم، ويحميهم من بطش
المليشيات الإيرانية الموالية للنظام.
وفي شهادتها للمرصد
السوري تقول المواطنة ( أ.ع)، وهي من أهالي بلدة الشويط في ريف دير الزور الشرقي، بأنها
نزحت من البلدة منذ 4 سنوات مع عائلتها المؤلفة من تسعة أفراد، وذلك بعد سيطرة المليشيات
الإيرانية على البلدة، مشيرةً بأنها هربت خوفاً من بطش وسياسة الاعتقالات التعسفية
التي تنفذها المليشيات الإيرانية بحق المدنيين.
وأضافت، بأنها لم
يعد بمقدورها العودة إلى ديارها، التي لم تسلم من القصف الجوي إبان سيطرة تنظيم “الدولة
الإسلامية” على منطقتهم.
وناشدت الجهات المعنية
من المنظمات والدول بإعادتها إلى منزلها مع عائلتها، وتضيف بالقول:” فلينظروا إلى خيمنا
المتهالكة لا تقي من حر الصيف ولا من برد الشتاء، وفي ظل المعاناة التي يشهدها سكان
المخيم، من انعدام فرص العمل والوضع الاقتصادي المتدهور وغياب دور المنظمات الإنسانية،
فإن الوضع داخل المخيم يزداد تدهوراً وسوءاً”، ما جعل واقع حالهم بين فكي الكماشة،
إما الرضوخ لواقع المأساوي، أو العودة والعيش تحت سطوة الميليشيات الإيرانية وممارساتها،
وعلى ضوء ذلك ناشدت المواطنة المنظمات الإنسانية في سبيل توفير الخدمات وتأمين المستلزمات
وحاجاتهم الضرورية.
وبدورها أوضحت المواطنة
( أ.ع) في حديثها للمرصد السوري، وهي أرملة وأم لثمانية أطفال من مهجري مدينة الميادين،
بأن عناصر “حزب الله” اللبناني، بعد أن استولوا على منزلها، التجأت إلى مخيم ” أبو
خشب”، تخوفاً من ممارسات المليشيات الإيرانية وحزب الله، ونتيجة ذلك لم تعد قادرة مع
أطفالها الثمانية العودة إلى بيتها خوفاً عليهم من ممارسات الميليشيات الإيرانية، ونوهت
أن الواقع المعيشي في المخيم صعب للغاية من كافة المناحي الحياتية، كما أن المنظمات
الإنسانية على مدار 4 سنوات لم تلعب دورها في تخفيف من أعباء التي أثقلت كاهلهم.
وجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مطالبته للمجتمع الدولي ومجلس الأمن بالعمل الجاد
لإخراج إيران وميليشياتها من الأراضي السورية، وليس ذلك فحسب، بل يؤكد المرصد السوري
على ضرورة تقديم كافة المتورطين بقتل وتهجير أبناء الشعب السوري من الميليشيات الإيرانية
إلى محاكم دولية عادلة لينالوا عقابهم.