إيران تشتعل والملالي فوق صفيح ساخن

الإثنين 23/مايو/2022 - 10:49 ص
طباعة إيران تشتعل والملالي روبير الفارس
 
في ظل الاضطرابات التى يشهدها الشارع الايراني مؤخرا هاجم شبان المقر المركزي لهيئة سجون نظام الملالي المعادي للإنسانية في غرب سجن إيفين. وهو المقر المسئول عن تعذيب مئات الآلاف من السجناء وخاصة السجناء السياسيين وإعدامهم وقتلهم التدريجي. وقد اشتعلت النيران في مدخل المبنى خلال هذا الهجوم الجريء الذي وقع على الرغم من الأجواء الأمنية الشديدة.
في وقت سابق، في حملة كبرى لإفشاء المعلومات عن قضاء النظام استمرت لمدة خمسة أيام من 12 مايو، نشرت لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية آلاف الوثائق السرية المتعلقة بهيئة سجون النظام، بما في ذلك أسماء أكثر من 33 ألف من العاملين في هذا الجهاز القمعي بمن فيهم الرؤساء والمحققون وضباط المخابرات والجلادون في تنفيذ الأحكام إلى جانب 22 ألف صورة.  

كما تم في هذه الحملة نشر أسماء 1169 من أعضاء المقر المركزي لهذا التنظيم، بما في ذلك أسماء 223 رئيسًا ومسؤولين وعناصر مخابرات ومسؤولي تنفيذ الأحكام، أي الجلادون في المقر المركزي لهيئة السجون وموقعهم في هذا المبنى المكون من 4 طوابق وأرقام الهواتف الداخلية والخارجية ومناصبهم.

كما نشرت لجنة الأمن التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن أسماء سرية لـ2273 سجيناً سياسياً وسجناء الرأي بينهم عدد من سجناء انتفاضة نوفمبر 2019، وأعلنت ذلك بالإضافة إلى 267 سجناً ومعتقلاً ومعسكراً ومركزا لما يسمى بالتأهيل والإصلاح تابعا لهيئة سجون النظام. وكشفت أن الشرطة ووزارة المخابرات لها أكثر من 300 مركز احتجاز منفصل. 
كما أكد الكشف، أن وفقًا لإحصائيات مكتب السجون، ينتظر 5197 شخصًا تنفيذ حكم الإعدام، و 107 محكوم عليهم بالبتر، و 51 حكمًا بالرجم. كان ستون ممن حُكم عليهم بالإعدام دون سن 18 عامًا وقت ارتكاب الجريمة المزعومة.
وكشفت اللجنة في هذه الحملة من الكشف عن الوضع الكارثي واللاإنساني لسجناء النظام من خلال نشرها 100 صورة من داخل سجون 23 محافظة.
اغتيال
كما أعلنت وسائل إعلام إيرانية، عن اغتيال شخصية عسكرية كبيرة بهجوم مسلح شنه شخصان في شارع مجاهدي الإسلام في العاصمة طهران.
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية، بأن "أحد المدافعين عن الضريح تم اغتياله في هجوم مسلح شنه شخصان على دراجة نارية في شارع مجاهدي الإسلام في طهران".
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع ، قوله إن "الحادث وقع في أحد الأزقة الجانبية لمجاهدي الإسلام"، مشيرا إلى أن "عملية الاغتيال تمت قرب منزله عندما كان على وشك دخول منزله وأن قوات الأمن تطارد المهاجمين".
سرقة بنوك
وايضا أفادت وكالة أنباء قوة القدس الإرهابية عن هجوم مسلح على بعض مكاتب وبنوك في ملك شاهي حيث فتح مجهولون النار على بعض المكاتب والبنوك في عمل خرق للقواعد في مدينة ملك شاهي. قوبل هذا الإجراء المخالف للمعايير بنهج حاسم وغير متسامح من قبل الشرطة في محافظة إيلام.
جدير بالذكر أنه قبل يوم من الهجوم المسلح لملك شاهي، احتج أبناء وشباب هذه المدينة الشجعان على نهب نظام الملالي وعبروا عن غضبهم من الجلاد واشتبكوا مع العناصر القمعيين في الهجوم على مكتب القائممقامية للمدينة. .
وفي الأسبوع الماضي أيضًا، تم اعتقال عدد من شبان المدينة من قبل المخابرات سيئة السمعة في المدينة وتم نقلهم إلى مكان مجهول.
الفقر
 وتعليقا علي احتجاجات مايو المستمرة قال بيان لمجاهدي خلق 
على صعيد الجبهة الشعبية مهَّد الانقسام الطبقي الكبير الطريق، وأشعل فرن الخبز الشرارة. وعلى صعيد نظام الملالي حذَّر اتجاه استمرار العزلة، ورفض الشعب المطلق للسلطة من أنه لن يعد بالإمكان احتواء انتفاضة كبيرة ومفاجئة تندلع بفعل شرارة فرن الخبز، ویُحمِّسها العنصر السياسي الجاهز دائما؛ بدون انتشار محطات القمع في جميع المدن.
واندلعت الانتفاضات على مدى العامين الماضيين على خلفية النمو المفرط للانقسام الطبقي البعيد الغور. انقسامٌ طبقيٌ أسفر عن القضاء على الطبقة المتوسطة، وجعل المجتمع الإيراني قطبين: قطبٌ أقل ثراءً وقطبٌ أكثر فقرًا. وتسعى سلطة الملالي من ناحيةٍ إلى أن تقود المجتمع إلى انهيار أسسه الاجتماعية والأخلاقية والثقافية والعرفية، من خلال توسيع الانقسام الطبقي، وتسعى من ناحية أخرى إلى دفع قوته ودوافعه وانتفاضته إلى حد الموت الاجتماعي، من خلال الاعتماد على هذا الانهيار المتعمد، بغية ضمان البقاء المهتز لنظام الملالي، دون أي مواجهة اجتماعية أو شعبية.
ويتعيَّن علينا دائمًا عند إدراك خصائص الانتفاضات في إيران المنكوبة بالملالي مراعاة عاملين مهمين جدًا، ألا وهما: العوامل التي تعمل بشكل متوازٍ وتؤثر دائمًا في بعضها البعض، وتتمثل في القمع السياسي والنهب الاقتصادي. العامل الأول متأصلٌ في احتكار السلطة وإنكار الحرية، والعامل الثاني متأصلٌ في التفرد بالسلطة وتسريع وتيرة اتساع الفجوة الطبقية. ومن ثم، فإن كل الانتفاضات التي اندلعت في إيران خلال عقد مضى هي تعبير سياسي واجتماعي وطبقي لهذين العاملين المهمين في النضال الدؤوب ضد حكم الملالي.
ونظرًا لأن كل انتفاضة صغيرة كانت أو كبيرة في إيران تضيف خاصية أو بعض الخصائص إلى الانتفاضة السابقة عليها، فقد شهدنا في الأيام الـ 10 الماضية خاصيةً مهمة في تشكيل توازن القوى الجديد بين الشعب والسلطة. إذ شهدنا على الصعيد الشعبي ظهور خلفية للانقسام الطبقي البعيد الغور ذو الناصية السياسية، في كل مدينة اندلعت فيها انتفاضة.  وتبلور هذا الظهور في جميع المدن المنتفضة؛ في المطالبة الأولى والصياح مرددين هتاف: “الموت لخامنئي – الموت لرئيسي”. ولوحظ أن ألسنة لهيب الغضب والمطالبة السياسية تستعر من فرن الخبز. وقد أحدثت هذه الخاصية تطورًا في جبهة الشعب مقارنةً بالانتفاضات السابقة. إن تحقيق مبدأ تكثيف الكم ليتحول إلى الكيف ، في التعبير الجدلي، على الظروف. وكانت الخاصية الأكثر أهمية في جبهة نظام الملالي تكمن في أقصى قدر من تجهيز القوة القمعية في جميع المدن. وكان تقدير نظام الملالي ولا يزال يكمن في أن طبيعة الانتفاضات والاحتجاجات قد تغيرت إلى كيف الإنكار المطلق لحكم ولاية الفقيه عن طريق تكثيف الكم. وكانت هذه هي المرحلة التي اعترف فيها خامنئي بعظمة لسانه، من خلال استعراضه، بأن حكومته الفتية المحبوبة لم تثمر حلًا سياسيًا ولم تحل مأزقًا اقتصاديًا. ولا ينبغي على الإطلاق أن نستبعد أن تكون هناك مواجهة بين المجتمع والسلطة، وتسارع وتيرة الانهيارات في نظام الملالي؛ نتيجة للتطور وظهور هاتين الخاصيتين، وأن يلجأ خامنئي إلى تفويض وكلائه المعالين والمتعطشين للمال في حزب الشيطان اللبناني، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن، والفاطميون الأفغان بالحفاظ على سوط القمع. والسؤال هنا هل يتلقى المجتمع الذي سحق حرّاس الديكتاتور المدججين بالأسلحة، والذين دخلوا في حالة التأهب الأقصى على مدار الساعة، من وجهة النظر الأخرى؛ قائمةً بأسماء حرّاس نظام الملالي في السجون هذه الأيام؟ وهل يجب أن يُمهل المجتمعٌ الذي وصل تدريجيًا إلى الرفض المطلق لولاية الفقيه، من خلال المطالبة النقابية؛ وكلاء الديكتاتور المرتزقة المتعطشين للمال؟.

شارك