أفاد مراسل "تلفزيون سوريا" في ريف إدلب أن طيراناً أمريكياً مسيّراً استهدف بصاروخين دراجة نارية على متنها شخص مجهول الهوية على الطريق الواصل بين مدينة إدلب وبلدة بنش.

وأوضح المراسل أن فرق الدفاع المدني السوري توجهت إلى مكان الاستهداف حيث أطفئت الحريق وانتشلت الأشلاء، ليتبيّن بعد ذلك أن المستهدف هو القيادي في تنظيم "حرّاس الدين"، أبو حمزة اليمني.

وأشارت مصادر محلية في ريف إدلب إلى أن ثلاث طائرات استطلاع مسيّرة كانت تحوم بشكل مكثّف في أجواء محافظة إدلب من بعد ظهر أمس الاثنين، مشيراً إلى أن الاستهداف حصل قبيل منتصف الليل.

وأصدرت القيادة المركزية الأمريكية بياناً قالت فيه إن قواتها نفّذت ضربة في محافظة إدلب "استهدفت قيادياً بارزاً بجماعة مسلحة متحالفة مع تنظيم القاعدة".

وأشارت القيادة المركزية الأمريكية إلى أن الضربة استهدفت القيادي البارز في تنظيم "حراس الدين"، أبو حمزة اليمني، الذي كان يسافر بمفرده على دراجة نارية، مضيفاً أن "المراجعة الأولية لم تشر إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين".

وأضاف البيان أن "المنظمات المتحالفة مع القاعدة مثل حراس الدين، لا تزال تشكل تهديداً للولايات المتحدة وشركائها"، موضحاً أن "المسلحون المتحالفون مع القاعدة يستخدمون سوريا كملاذ آمن للتنسيق مع فروعهم الخارجية والتخطيط لعمليات خارج سوريا".

وأكد بيان القيادة المركزية الأمريكية على أن "مقتل هذا القائد سيعطل قدرة القاعدة على تنفيذ هجمات ضد الأبرياء حول العالم".

ومن جانبه قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “أبو حمزة اليمني” الذي قتل مساء الأمس بالاستهداف الأمريكي، هذا الرجل ذاته كان قد استهدف في شهر سبتمبر من العام الفائت إلا أن العملية فشلت وقتل سائقه

وأضاف عبدالرحمن، الولايات المتحدة الأمريكية حققت هدفها يوم أمس بقتل اليمني وهو قائد سابق بما يعرف بـ “قوات الملاحم” بفصيل “جند الأقصى”، في العام 2015 وعندما تمت السيطرة على معسكر المسطومة في إدلب كان “أبو حمزة اليمني” قائد العملية وبعد أن بات فصيل “جند الأقصى” محارب من “تحرير الشام” وفصائل المعارضة السورية، انشق اليمني عن “جند الأقصى” بعد أن بايع جزء منها تنظيم “داعش” والبعض الآخر بايع هيئة “تحرير الشام” وبعد تأسيس ما يعرف بتنظيم “حراس الدين” بات “اليمني” قيادي في التنظيم وفي مرحلة من المراحل حاولت هيئة “تحرير الشام” اعتقاله عندما كانت الهيئة تلاحق تنظيم “حراس الدين” بطلب من المخابرات التركية، إلا أنه تمكن الفرار حتى قتل بالاستهداف الأمريكي مساء الأمس.

عرف عنه أنه كان أحد القياديين العسكريين في فصيل "جند الأقصى"، وتزعّم "قاطع الملاحم"، وبعد هجوم "حركة أحرار الشام" على "جند الأقصى" في أكتوبر من العام 2016، وتدخّل "هيئة تحرير الشام" وضمها "جند الأقصى" في صفوفها، ترك اليمني، مع آخرون، الهيئة ضمن جملة انشقاقات، ليصبح مطارداً ورفاقه معتقلون.

في ديسمبر من العام 2017، أطلقت "هيئة تحرير الشام" سراح المعتقلين المنشقين عنها، ليتم تشكيل تنظيم "حرّاس الدين" في فبراير من العام 2018، من اندماج العناصر المنشقين، بسبب معارضتهم لقرار الهيئة بفك ارتباطها عن تنظيم "القاعدة".

يعد أبو حمزة اليمني قيادياً بارزاً في تنظيم "حراس الدين"، نفذ سابقاً بالتنسيق مع أذرع وقيادات القاعدة هجمات استهدفت مواقع أمريكية وأمريكيين.

ولم يعرف اسمه الحقيقي بعد، لكن كنيته تتشابه مع جلال بلعيدي، القيادي البارز، في فرع القاعدة باليمن.. لكن الأخير كان قتل في غارة جوية نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار عام 2016، بحسب ما أفاد حينها أفراد من أسرته.

عمل ضمن تنظيم "حراس الدين" على التنسيق مع فروع القاعدة الخارجية والتخطيط لعمليات خارج الأراضي السورية، وخاصة بعد خلافه قبل سنوات عن هيئة تحرير الشام.

وبحسب مصادر محلية فقد لعب أبو حمزة اليمني دوراً رئيسياً في تعزيز أيديولوجية القاعدة المتطرفة، وفي التحريض على الأعمال الإرهابية، عبر الأنشطة الدعائية.

كان أبو حمزة اليمني يتنقل في مختلف المناطق في إدلب بحذر، خوفاً من هجمات قد تستهدفه، وأيضاً نتيجة الخلافات التي طفت مؤخراً بين تنظيم حراس الدين وفصائل متطرفة أخرى وخاصة هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني.