أفغانستان على صفيح ساخن.. هل تصبح أفغانستان مركزا للجماعات الإرهابية..؟
الإثنين 11/يوليو/2022 - 12:27 م
طباعة
حسام الحداد
كشف قائد المنطقة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريللا خلال جولة في وسط آسيا أن الولايات المتحدة "تلاحظ إعادة بناء مخيمات للإرهابيين داخل أفغانستان" ولم يعط المزيد من التفاصيل.
جاءت تصريحات الجنرال الأميركي بعد تأكيدات من مفتش عام وزارة الدفاع الأميركية الذي قال ان تنظيم داعش-خرسان لديه 2000 مقاتل في أفغانستان "فيما بقي تنظيم القاعدة بعيداً عن النشاط العلني بناء على طلب تنظيم طالبان". هذا ما يفجر عدد من الأسئلة المهمة وعلى رأسها امكانية أن تكون أفغانستان مركزا للحركات الإرهابية.
داعش والخطر المنتظر
لا شك أن حالة العداء بين تنظيم داعش-خراسان وطالبان مستمرة، لكن الأخيرة لم تتمكن من القضاء على الخطر الإرهابي الذي يمثّله داعش على الأراضي الأفغانية.
وأشارت تقديرات الاستخبارات الأميركية إلى أن داعش-خراسان يركّز نشاطه على ضرب المراكز الدينية للشيعة ومهاجمة تنظيم طالبان، وقد نفذ خلال الأشهر الماضية عشرات الهجمات.
فيما الأخطر هو تقديرات الاستخبارات التي أشارت إلى أن هذا التنظيم تمكّن منذ أشهر من تجنيد المزيد من العناصر لأنه يجيّش الأفغان الناقمين على طالبان بعد سيطرتها على البلاد، وبدلاً من أن يتقلّص يبدو أنه يحافظ على أعداده أو يزيدها.
وتقرير الأمم المتحدة الأخير إلى مجلس الأمن في أوائل فبرايرالماضي، والذي أعده فريق الأمم المتحدة لمراقبة العقوبات ضد "داعش" و"القاعدة"، جاء فيه أن أفغانستان بعد انتصار طالبان "يمكن أن تصبح ملاذًا آمنًا للقاعدة ومنظمات إرهابية أخرى لها علاقات مع منطقة آسيا الوسطى وخارجها ". وصحيح أن فرع "داعش" في أفغانستان "داعش خراسان" يسيطر على مناطق محدودة في أفغانستان فقط، لكنه أثبت قدرته الدائمة على تنفيذ هجمات مكلفة.
ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة، ينتمي حوالي 4 آلاف مقاتل إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" فرع خراسان، بما في ذلك ما يصل إلى 2000 أجنبي تم إطلاق سراحهم بعد فتح السجون الأفغانية عقب انتصار طالبان. ويقول الخبير بشؤون أفغانستان كونراد شتر، عضو مجلس إدارة مجموعة العمل الأفغانية (AGA)، في مقابلة مع DW، إن غالبية المقاتلين يتم تجنيدهم من بين صفوف الأفغان، وخاصة أولئك الذين كانوا ينتمون إلى طالبان حتى وقت قريب.
وتعود تقوية شوكة تنظيم "داعش خراسان" بشكل أساسي إلى مقاتلي طالبان السابقين، الذين انضم كثيرون منهم إلى الغرهابيين بعد تولي طالبان السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021. "هؤلاء الناس كانوا غير راضين عما حصلوا عليه نظير ما قدموه. وبعد الاستيلاء على السلطة، افتقرت طالبان إلى الوسائل لمكافأة مقاتليها ماديًا أو بمناصب مؤثرة"، ويتابع شتر: "لذلك كان هناك العديد من الشباب الذين رأوا آمالهم تخيب بعد النصر. وهكذا تم لفت انتباههم إلى تنظيم الدولة في خراسان، الذي أغراهم بعروض جديدة".
وبحسب شتر، فإن هنالك حدثًا آخر أدى إلى انتشار تنظيم "الدولة" فرع خراسان في أفغانستان. "إنه يتزامن مع الوقت الذي بدأت فيه مفاوضات السلام في الدوحة وانتهت باتفاق السلام في فبراير 2020. في تلك اللحظة التي أشارت فيها طالبان إلى أنها مستعدة للتحدث مع الأمريكيين (..) نمى تنظيم الدولة في أفغانستان".
ويقول شتر إن المقاتلين المتشددين عسكريًا وإيديولوجيًا، بصفة خاصة، شعروا بالانجذاب إلى تنظيم "الدولة" في خراسان، ويضيف: "بطريقة ما، هناك اقتصاد عنف وراء العيش في حرب. فهؤلاء الناس لا يعرفون سوى القتال ولا يمكنهم الانخراط في التعايش السلمي والحلول الوسط".
القاعدة وطالبان
في موازاة ذلك، طرح تنظيم القاعدة خطراً موازياً، وشعر الأميركيون بقلق خاص من أن طالبان لم تف بوعودها بشأن فك العلاقة مع "القاعدة"، وأن سيطرة طالبان على الأراضي الأفغانية أعطت تنظيم القاعدة ملجأ مفتوحاً للتدريب، ولاستقطاب العناصر من خارج الأراضي الأفغانية.
ومن مؤشرات الخطر المتصاعد أيضاً، عدم السيطرة على الحدود الباكستانية مع أفغانستان، خصوصاً في منطقة القبائل، ما يسمح للكثيرين ممن يريدون الانضمام إلى القاعدة، أن يسافروا إلى باكستان، وأن يعبروا الحدود كما كانوا يفعلون في أواخر التسعينات والعام 2000 و2001.
ويقول تقرير مركز مكافحة التطرف (CEP) عن حالة الإرهاب في أفغانستان خلال فبراير الماضي: "رفاق هبة الله أخوند زادة، زعيم طالبان، ما زال لديهم علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة، وتصدر أعضاء شبكة حقاني الإرهابية مناصب قيادية في حكومة طالبان، مع وجود تنظيم داعش الذي دخل في صراع مع طالبان، ما ينعكس بعدم الاستقرار على البلاد".
وبشكل تفصيلي، عدّد التقرير أمثلة للحركات التي ينشط عناصرها هناك، مثل: القاعدة في شبه القارة الهندية، الحركة الإسلامية في أوزبكستان، جماعة الجهاد الإسلامي، الحزب الإسلامي التركستاني (المعروف سابقا باسم حركة تركستان الشرقية الإسلامية) ومقاتلين من فروع القاعدة الباكستانية (جيش محمد "لشكر محمد" أو تحريك طالبان باكستان "TTP")، ما يعني أن طالبان فشلت في تحقيق وعودها بعدم تحول أفغانستان لساحة للمنظمات الإرهابية.
ورجح تقرير مركز (CEP) أن هدوء القاعدة في أفغانستان المبني على تقديم زعيم القاعدة أيمن الظواهري البيعة لطالبان لن يستمر طويلا، وإعادة عملياتها في المنطقة والعالم متوقع مع تصاعد التنافس مع داعش.
وأصدر الظواهري في فبراير فيديو يوضح أنه ينظر لأفغانستان على أنها نقطة انطلاق لمعركته العالمية ضد الغرب، لافتا إلى أن تنظيم القاعدة يرى أن استيلاء طالبان على أفغانستان نجاح له أيضا، ومثال لقدرته على تنفيذ استراتيجية بعيدة المدى.
وأشاد عدد فبراير من مجلة القاعدة "أمة واحدة" بنظام طالبان كبديل وظيفي للحكومات الديمقراطية، بينما تقدم القاعدة كطليعة إرهابية عالمية.
تخوفات أمريكية
كذلك عندما نتحدث إلى مصادر الدفاع الأميركية ونحاول فهم تقديرات الاستخبارات، يبدو واضحاً أن تقديرهم للمخاطر بدأ بالارتفاع منذ خرجت القوات الأميركية من أفغانستان.
وما زاد الأمور تعقيداً على الأميركيين هو أن الانسحاب حرمهم من القدرة على جمع المعلومات على الأرض من خلال شبكات الأمن والأجهزة العسكرية التي كانت تملكها الحكومة الأفغانية، إذ تنحصر الآن عمليات جمع المعلومات على التنصت وعمليات المسح الجوي وربما تكون هذه الوسائل أقل فاعلية من المطلوب.
فيما تصاعدت مؤشرات الإرهاب وعودة مخيمات تدريب الإرهابيين على أراضي أفغانستان تدفع الأميركيين للاتصال مجدداً مع الدول جارة أفغانستان، وهذا ما حاول الجنرال كوريللا فعله خلال رحلته في دول وسط آسيا الأسبوع الماضي، لكن سلسلة المصاعب ما زالت هي ذاتها منذ سنتين.
وسعت الولايات المتحدة إلى إقناع دول وسط آسيا بمنحها الحق في التحليق والهبوط على أراضيها، ونشر ولو أعدادا قليلة من القوات الأميركية في مناطق محاذية مثل الحدود الطاجيكية أو الأوزبكية أو التركمانية، لكنها لم تنجح حتى الآن، كما أنها لم تنجح في إقناع الحليف القديم باكستان في منحها قواعد على أراضيها لتنطلق منها الطائرات والمسيرات الأميركية إلى أجواء أفغانستان.
بدورها، قالت ليزا كورتيس، التي عملت في مجلس الأمن القومي أيام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، رداً على أسئلة "العربية" و"الحدث" حول هذه القضية، إنه "يجب على واشنطن الوصول إلى استنتاج أن القاعدة تتحيّن فرصة وجود حلفائها المسيطرين في أفغانستان وتبني صفوفها وقدراتها".
وحذّرت من أنها "مسألة وقت قبل أن تشنّ القاعدة هجمات إرهابية على أهداف غربية انطلاقاً من معقلها داخل أفغانستان".
من جهتها، حذرت الخبيرة في شؤون أفغانستان واليت، التي عملت سابقا في وزارة الدفاع والـ"سي أي أي"، من أن تثق الولايات المتحدة بالتزام طالبان في ضبط نشاطات القاعدة الإرهابية، ودعت إلى "قصف أهداف القاعدة لو كانت هناك ضرورة".
وأشارت ليز كورتيس إلى أن دول وسط آسيا ربما لا تميل الآن إلى استقبال قوات أميركية لمواجهة هذه المخاطر لكنها ربما تغيّر موقفها لو تصاعدت مشكلة الإرهاب في أفغانستان وبدأت في تهديد هذه الدول.
منتدي افتراضي يؤكد: تهديد تنظيم" القاعدة " لا يزال قائم
روبير الفارس
عقد معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني منتدى سياسي افتراضي حول الوجه المتطور للحركة الجهادية العالمية وسط التغيرات في موقف واشنطن تجاه مكافحة الإرهاب شارك فيه ." أناستازيا سميث "نائبة مسؤول المخابرات الوطنية الأمريكية لشؤون الإرهاب و"هارون زيلين" مؤلف دراسته الأخيرة "عصر الجهاد السياسي: دراسة في «هيئة تحرير الشام»". وماثيو ليفيت. مدير "برنامج راينهارد للاستخبارات ومكافحة الإرهاب". وقالت "أناستازيا سميث" منذ عام 2001، واصلَ تنظيم «القاعدة» تطوره من جماعة لها قاعدتها في أفغانستان وباكستان إلى شبكة عالمية من الجهات التابعة له وذات القواعد الإقليمية. وبالمثل، انتقلت سلطة التخطيط المركزية التي يتمتع بها "مركز تنظيم «القاعدة»" إلى فروعه الإقليمية، التي تستمر في الاستفادة من المساحات غير الخاضعة للحكم الكلي، لإحداث الفوضى وزيادة قوتها التنظيمية.ولم يبقَ في "مركز التنظيم" سوى عدد قليل من أعضاء القيادة القديمة في تنظيم «القاعدة»، حيث تم استهداف العديد من زعمائها من قبل تدابير مكافحة الإرهاب الدولية. ولا يزال أيمن الظواهري، خليفة أسامة بن لادن كـ "أمير" التنظيم، متواجداً في جنوب آسيا وظهرَ عدة مرات في مصادر إعلامية عام 2021. ويقبع في إيران كل من سيف العدل، نائب أمير الجماعة، وعبد الرحمن المغربي، مديرها الإعلامي. ويواصل هؤلاء وغيرهم من القادة إظهار الوحدة التي يتسم بها هيكل القيادة في تنظيم «القاعدة» من خلال استخدام وسائل الإعلام والدعاية، مما يزيد من قوة التجنيد التي تتمتع بها الجماعة ويحافظ على صورتها. ويتعاون كبار القادة أيضاً مع زعماء إقليميين جُدد لا تُعرف أسماؤهم جيداً ولكنهم يتمتعون بسلطة كبيرة ضمن التسلسل الهرمي المركزي في التنظيم.وتسمح هيكلية الفروع بصمود تنظيم «القاعدة» أمام التحديات المختلفة. فبينما تحقق الفروع الأقوى مثل «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» في منطقة الساحل و"حركة الشباب" في الصومال المكاسب، إلّا أنها تعوّض عن الخسائر الكبيرة التي تلحق بالفروع الأضعف في سوريا واليمن وجنوب شرق آسيا. ويواصل قادة تنظيم «القاعدة» أيضاً إشادتهم بقيادة حركة "طالبان" وهم مهتمون بشدة بالحفاظ على ملاذ آمن في أفغانستان. حتى أن تنظيم «القاعدة» صرّح علناً أنه لن يشن هجمات من داخل حدود البلاد من أجل الحفاظ على هذه العلاقة وتجنُّب النزاع مع الحكومة الجديدة.وبشكلٍ عام، يواجه التنظيم نوعاً من المفاضلة بين الاعتراف الذي يحظى به بسبب نشاطه العابر للحدود، والذي يمكن أن يجذب انتباهاً وتهديداتٍ غير مرغوب فيها على صعيد مكافحة الإرهاب، وبين عملياته المحلية، التي تتجنب إلى حدٍ كبيرٍ التدقيق الدولي. ويأتي التهديد الأشد وقعاً الذي يشكله تنظيم «القاعدة» من فروعه الأقوى في غرب أفريقيا وشرقها، ذات القدرات المتفاوتة. وبالنظر إلى المستقبل، ستظل المنظمات الإرهابية العالمية تشكل تهديداً مترابطاً. إلا أن العوامل التي ستُساعد تنظيم «القاعدة» على الاستمرار في عملياته لفترة أطول من سواه - أي الوحدة بين قيادته، وجهاز إعلامي متماسك وجذاب - قد تصبح أكثر صعوبة مع استمرار السلطة المركزية لهذه الجماعة في تنويع خبراتها.
وقال هارون واي زيلين توفر حالة «هيئة تحرير الشام» - الفرع السابق لتنظيمي «القاعدة» و «داعش العراق» - التي تركز محلياً بشكل واضح على محافظة إدلب في شمال سوريا، عدسة جيدة يمكن من خلالها رؤية الاتجاه المستقبلي المحتمل للمنظمات الجهادية. ففي /يونيو 2018، بدأ قائد الجماعة أبو محمد الجولاني حملة عامة للتواصل مع المجتمعات المحلية في إدلب. ومنذ ذلك الحين، تحولت «هيئة تحرير الشام» من منظمة جهادية بحتة إلى هيكل حكم أولي يسيطر بنشاط على الأراضي ويحافظ عليها من أجل الاحتفاظ بالسلطة السياسية.وعلى هذا النحو، وسّعت «هيئة تحرير الشام» حملات الدعوة التي أطلقتها في المنطقة، مما يعني التواصل على مستوى القاعدة الشعبية وتوفير الخدمات للسكان المحليين. وفي حين وسّعت المنظمات الجهادية الأخرى، مثل حركة "طالبان" و«جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، أنشطتها لتشمل الدبلوماسية الدولية والمفاوضات مع القوى الخارجية، إلّا أ، «هيئة تحرير الشام» ربما تكون قد قطعت شوطاً بعيداً في الانتقال من النزعة الجهادية السلفية التي تهيمن عليها النظرة الدينية إلى النزعة التي تتخذ اتجاهاً سياسياً أكبر. وبالتالي، لم يَعُد الجولاني زعيم لجماعة إرهابية أو فصيل متمرّد فحسب، بل أصبح رئيساً لنظام حكمٍ غير مكتمل أيضاً.
ويبدو أن هذا النهج يشمل التواصل مع الولايات المتحدة. فوفقاً للسفير جيمس جيفري، المبعوث الخاص السابق لواشنطن في كل من عملية التدخل في سوريا و"التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش»"، يُزعَم أن «هيئة تحرير الشام» استخدمت الاتصالات السرية من أجل بعث الرسالة التالية إلى المسؤولين الأمريكيين: "نريد أن نكون أصدقاءكم. نحن لسنا إرهابيين. نحارب الأسد فقط... لا نشكل تهديداً لكم".ويمكن لهذه التغييرات وغيرها أن تمهد الطريق لتعديل واقع تصنيف هذه الجماعة كتنظيم إرهابي بموجب القانونين الأمريكي والدولي. إلا أن هذه الخطوة لن تتحقق على الأرجح على المدى القريب بالنظر إلى أن «هيئة تحرير الشام» ما زالت تستوفي الشروط القانونية التي تستدعي تصنيفها كإرهابية. وما زال أعضاؤها متورطين في الاغتيالات، وعمليات إطلاق القذائف في المناطق المدنية (وإن كانت هذه العمليات أقل بكثير مما كانت تقوم به الجماعة في الماضي)، وقمع المتظاهرين، ودعم المنظمات الإرهابية الأخرى (مثل «حماس»)، والترويج للرسائل التاريخية لقيادة تنظيم «القاعدة» على الإنترنت.
ومع ذلك، أصبحت الآن قضية تصنيف «هيئة تحرير الشام» كمنظمة إرهابية أضعف بكثير من السابق حين كانت هذه الجماعة تشكل جزءاً من تنظيمي «القاعدة» و «داعش في العراق»
اما ماثيو ليفيت فقال في أحدث تقييم سنوي للتهديدات أجراه مجتمع الاستخبارات الأمريكية، خلص إلى أن المنظمات الجهادية تمثّل تهديداً مستمراً في الشرق الأوسط وحول العالم. ومع أن الضغط المتواصل لمكافحة الإرهاب قد أضعف قدرات الهجوم الخارجية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، فلا يزال كلاهما يطمح إلى توجيه هجمات ضد الولايات المتحدة.ويأتي التهديد الأساسي الذي يشكله تنظيم «القاعدة» من العمليات التي تقوم بها الجهات التابعة له، إلا أن التهديد الذي يشكله هذا التنظيم إلى حد بعيد لا يزال كبيراً. ويؤدي الانتشار الجغرافي لهذا التهديد بطرقٍ ما إلى صعوبة مواجهته. ويسمح التفويض المستمر للسلطة الحكومية في مناطق حول العالم، ولا سيما في أفغانستان وشرق أفريقيا وغرب أفريقيا، بتوسيع نفوذ بعض المنظمات مثل تنظيم «القاعدة» وبنائها ملاذات آمنة في الأماكن غير الخاضعة للحكم الكلي.
من هو قائد طالبان والمعتقل السابق في جوانتانامو الذي عاد إلى كابول بعد 15 عاما؟
علي رجب
احتفاء كبير من قبل حركة طالبان خلال استقبالها القيادي في الحركة أسد الله هارون ، المفرج عنه من معتقل جوانتانامو ، والذي عادل إلى كابول اليوم قادما من الدوحة على متن طائرة خاصة.
وتوجه مسؤولون من طالبان ، بمن فيهم وزير خارجية طالبان أمير خان متقي ، إلى مطار كابول لاستقبال معتقل القيادي في طالبان أسد الله هارون.
أسعد الله هارون ، 41 عامًا ، اعتقلته القوات الأمريكية عام 2007 ، أمضى حوالي 15 عامًا في سجن خليج جوانتانامو في خليج كوبا.
لم يتبق الآن سوى معتقل أفغاني واحد في غوانتانامو. وعدت إدارة بايدن في الولايات المتحدة بإغلاق معتقل خليج جوانتانامو.
ويقال إنه كان عضوا في حزب قلب الدين حكمتيار الإسلامي ورئيس إقليم ننكرهار. اعترفت أسرته ، التي فرت إلى باكستان خلال الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 ، بأن هارون كان عضوا في الحزب الإسلامي - مثل الكثيرين في مخيمهم للاجئين - لكنها قالت إنه لا علاقة له بالقاعدة.
في وقت سابق كان أسد الله هارون ، تاجرا للعسل يسافر بين بيشاور وجلال آباد في شرق أفغانستان عندما أسر في 2006 في ما تقول عائلته إنه كان على الأرجح فخا للمطالبة بمكافأة نقدية للمتمردين.
أسد الله هارون أسرت القوات الأفغانية في إقليم ننجرهار وسلمته إلى القوات الأمريكية. ونُقل إلى سجن خليج جوانتانامو الأمريكي للاشتباه في صلته بالإرهاب وقضى نحو 15 عاما في السجن.
وسمته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قائدا لـ "المليشيات الإسلامية ومراسلي القاعدة". تم تحديده في البداية على أنه "إرهابي خطير مشتبه به".
ولكن بعد المصالحة بين قلب الدين حكمتيار من وحكومة اشرف غني عام 2017، وفقًا للاتفاقية التي أبرمها مع حكومة أشرف غني ، تحركت وزارة الخارجية الأفغانية آنذاك لإطلاق سراح سجناء الحزب من جوانتانامو ومن ضمنهم أسد الله هارون.
في مايو من العام الماضي ، قال المحققون الأمريكيون، إنهم سيقدمون للقاضي أدلة سرية لإثبات بأن له أسد الله هارون له صلات بالقاعدة.
ووفقا المحققون الأمريكيون تدرب هارون في منظمة طلابية تابعة لقيادي في تنظيم القاعدة خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية.
في ذلك الوقت ، ادعى المدعي الأمريكي ستيفن مكوي إليوت أن السجين الأفغاني اسد الله هارون ذهب إلى معسكرات المتفجرات والتدريب الكيميائي في غوانتانامو.
في وقت سابق ، في 15 أكتوبر من العام الماضي ، بعد شهرين من دخول طالبان إلى كابول ، أكد البنتاجون إطلاق سراح شخصين ، بما في ذلك أسد الله هارون، وقدمت طالبان الشكر لحكومة قطر على تسهيلها الإفراج عن الأسير.
وكتب المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ، الذي تم الترحيب به في الدوحة ، قطر ، على تويتر ، أن أسد الله هارون ، أحد المعتقلين المتبقين في جوانتانامو ، قد أطلق سراحه نتيجة "جهود" حكومة طالبان و "التفاعل الأمريكي الإيجابي".
وذكرت صحيفة فورين بوليسي أن الولايات المتحدة أبرمت أيضًا اتفاق سلام مع طالبان في عام 2020 بحجة أنها ستقطع العلاقات مع القاعدة.
وفي 15 أكتوبر من العام الماضي ، قبل شهرين من سيطرة طالبان على كابول ، أكد البنتاغون إطلاق سراح شخصين ، من بينهم أسد الله هارون.
وبحسب ما ورد حُكم على آرون بالسجن المؤبد بسبب ندمه على أنشطته السابقة وعدم قيادته لمنظمات متطرفة وأيديولوجية.
لكن مجلس الاستئناف الأمريكي استبعد الإفراج عن السجين الأفغاني في غوانتانامو عام 2020.
بعد الاحتلال الامريكي لإسقاط نظام طالبان في أفغانستان في عام 2001 ، ألقي القبض على 220 من مقاتلي طالبان والقاعدة في باكستان ونقلوا إلى خليج غوانتانامو.