تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات –تحليلات) اليوم 4 ديسمبر 2022.
اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، أن المطلوب إرادة سياسية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، فيما اعتبر خبراء ومحللون في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الانقسام الآن ينحصر بين فريقين أساسيين، الأول يريد الوصول لانتخابات رئاسية تعيد المشروعية للمؤسسات الدستورية والثاني يريد انتخابات رئاسية تغطي مشروعه غير الشرعي بسبب مواصلته حمل السلاح على حساب الدولة اللبنانية.
وقال ميقاتي في كلمة خلال افتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب بدورته الـ64 في بيروت: إن «وطننا يعيش حالياً أزمة خانقة، تركت انعكاساتها على مختلف القطاعات، مِن دون أن تؤثر في عزيمة أبناء شعبنا على الصمود والنهوض من جديد، ومن دون أن تُحبط إرادتنا في وضع المعالجات السياسية والاقتصادية الصحيحة».
وأضاف: «المطلوب أولاً وقبل أي أمر آخر إرادة سياسية من مختلف القوى والتيارات السياسية لإكمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت».
وشدد على أن هذه الإرادة مطلوبة أيضاً، لاستكمال إقرار القوانين الإصلاحية قبل الانتقال إلى إقرار الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي، بما يؤمن الفرصة المناسبة للتعافي الاقتصادي الموعود.
وأخفق البرلمان اللبناني، 8 مرات في انتخاب رئيس للجمهورية خلفًا لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر الماضي.
وأوضح خبراء ومحللون سياسيون لـ«الاتحاد» أن الخلافات السياسية حالت منذ الانتخابات النيابية، دون تشكيل حكومة جديدة بينما تواصل حكومة تصريف الأعمال ممارسة مهامها، وسط تدهور غير مسبوق في الأوضاع الاقتصادية المتردية وعزلة دولية.
وكشف السياسي اللبناني ومسؤول التواصل في حزب «القوات اللبنانية» شارل جبور عن أن الانقسام فى لبنان الآن ينحصر بين فريقين أساسين، الأول يريد الوصول لانتخابات رئاسية تعيد المشروعية للمؤسسات الدستورية المعلق تطبيقها بسبب السلاح غير الشرعي، والثاني يريد انتخابات رئاسية تغطي مشروعه غير الشرعي بسبب مواصلته حمل السلاح على حساب الدولة اللبنانية.
وأضاف جبور في تصريحات لـ«الاتحاد»، أنه في موازاة قدرة الفريق الأول لتبني المرشح الرئاسي ميشيل معوض، إلا أن الفريق الثاني لم يتبن حتى اللحظة أي مرشح رئاسي رغم نهاية الفترة الدستورية، ما يدل على أنه يسعى للفراغ دون انتخابات رئاسية اعتقادا منه أن موازين القوى فى ظل حمله للسلاح لمصلحته ما يؤمن له مع الفراغ المفتوح الوصول إلى انتخابات رئاسية تواصل توفير الغطاء لمشروعه، وهذا لا يمكن أن يحدث أبدا لأنه سيؤدي لاستمرار الأزمة المالية واستمرار العزلة الدولية باعتبار لبنان «دولة منكوبة».
وأشار جبور إلى أنه الصراع بين الفريقين الأول الذي يريد أن يكون لبنان دولة كباقي الدول مستقرة، والثاني الذي يريد أن تكون البلاد مساحة للعنف سيبقى مستمراً.
بدوره، اعتبر السياسي اللبناني خلدون شريف أنه إذا تم تأليف حكومة جديدة فبإمكانها أن تمارس صلاحيات رئاسة الجمهورية، وإن لم تُألف يحصل انقسام حول حكومة تصريف الأعمال وهو ما يحدث الآن. وأضاف خلدون في تصريحات لـ«الاتحاد» أن النزاعات الدستورية والسياسية الحالية تزيد من الاحتدام بين الأطراف في ظل تدهور الأوضاع الداخلية والخارجية.
صوت مجلس النواب العراقي أمس، بمنح ثقته لوزيرين جديدين ليكتمل بذلك التشكيل الوزاري لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وذكر مجلس النواب في بيان أنه صوت بالأغلبية المطلقة لصالح تعيين بنكين عبد الله وزيراً للإعمار والإسكان والبلديات وتعيين صالح نزار وزيرا للبيئة.
وكان السوداني أرجأ عرض المرشحين لتولي وزارتي «البيئة» و«الإعمار والإسكان والبلديات» أمام البرلمان إبان التصويت على منح الثقة لحكومته في الـ 27 من أكتوبر الماضي بسبب عدم اتفاق الكتل الكردية حينها على اسميهما. ويكتمل بذلك تشكيل حكومة السوداني التي تضم 23 وزيراً وتمثل ائتلاف «إدارة الدولة» النيابي الذي يضم قوى «الإطار التنسيقي» مع الأحزاب الكردية والسنية التي تستحوذ على معظم مقاعد البرلمان.
تواترت أنباء عن تأجيل الاجتماع المرتقب بين رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري في مدينة الزنتان اليوم الأحد، بمشاركة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، بينما قال عضو في مجلس الدولة، إن تغيير حكومة الوحدة المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة أبرز ملف على طاولة عقيلة والمشري.
وكشف عضو مجلس الدولة موسى فرج، عن تأجيل اللقاء ليومين آخرين لأسباب لوجستية.
وأوضح فرج أن الاجتماع سيشهد مناقشة حسم القاعدة الدستورية والمناصب السيادية، وتغيير السلطة التنفيذية.
بدوره، أوضح عضو مجلس الدولة عادل كرموس، في تصريحات أن الملف الأبرز سيكون المسار الدستوري المتعلق بوضع آلية إقرار القاعدة الدستورية، للوصول إلى الانتخابات في أقرب أجل.
وأشار كرموس إلى أنه سيتم طرح ملف السلطة التنفيذية التي بات واجباً تغييرها، نظراً لعجزها عن القيام بمهمتها في إجراء الانتخابات في الموعد المحدّد لها، وانتهاء ولايتها وهي عاجزة عن بسط الأمن والسيطرة على كامل البلاد.
وقال: «أخيراً سيطرح ملف المناصب السيادية الذي يعد في مرحلته الأخيرة، وفقاً لاتفاق بوزنيقة1».
إلى ذلك طالب 50 عضواً في مجلس الدولة، المشري باعتماد أولويات عند التفاوض مع مجلس النواب.
وأكد الأعضاء في بيانهم أن ترتيب الأوليات يأتي كالآتي: الاستفتاء على الدستور أو اعتماد القاعدة الدستورية، والتوافق على قانون الانتخابات وموعدها، وعلى مجلس رئاسي وحكومة تكنوقراط محددة العدد، ثم التوافق على المناصب السيادية.
وكانت بلدية الزنتان اشترطت على صالح والمشري والبعثة الأممية، الحصول على موافقة رئيس حكومة الوحدة المنتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة لعقد اجتماعهم في المدينة.
وقال عميد بلدية الزنتان عمران العمياني إن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، تواصلت مع السلطات المحلية في المدينة بشأن استضافة الاجتماع.
وأوضح العمياني في تصريح لقناة تلفزيونية محلية، أن السلطات المحلية في المدينة «مستعدة لاستضافة الاجتماع، شريطة الحصول على موافقة من وزارة الحكم المحلي في حكومة الوحدة».
وفي الأثناء أعلن الناطق باسم مجلس النواب عن توجيه الدعوة للنواب لجلسة رسمية للمجلس في بنغازي بعد غد الثلاثاء، يبحث فيها عدة ملفات من بينها اختيار نائب لرئيس المجلس.
قال الأمين العام لاتحاد الشغل في تونس نور الدين الطبوبي، أمس السبت، إن الاتحاد لم يعد يقبل بالمسار السياسي الحالي في البلاد، مشدداً على أنه آن الأوان لإجراء تعديل حكومي ينقذ ما تبقّى ويعيد للوزارات نشاطها ويخرجها من الركود والعطالة، فيما قرر قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية، إحالة ما تسمى «قضية التآمر على أمن الدولة» إلى المحكمة العسكرية، وذلك في منعرج جديد في القضية التي تشمل سياسيين ومسؤولين كباراً سابقين.
وبرر الاتحاد قراره بأنه ناتج عن التفرد بالحكم والغموض والخوف على مستقبل الديمقراطية، معلناً بذلك مقاطعته للمسار الذي دعمه العام الماضي حين أعلن الرئيس قيس سعيد حل البرلمان.
وقال الطبوبي في خطاب أمام حشود كبيرة من العمال في قصر المؤتمرات بالعاصمة في الذكرى ال70 لاستشهاد الزعيم العمالي فرحات حشاد: نرفض العودة إلى ما قبل 25 يوليو/ تموز ونرفض أي مقاربة بالعودة للحكم بالاستقواء بالخارج، ولكن لم نعد نقبل بالمسار الحالي لما اعتراه من غموض وتفرد ولما يمكن أن يخبئه في قادم الأيام من مفاجآت غير مطمئنة، فضلاً على مستقبل الديمقراطية.
وأضاف:«كنا نأمل خيراً بعد 25 يوليو، لكننا فقدنا الثقة وبتنا أكثر خوفاً على بلادنا ولن نتردد عن مجابهة الانهيار.. لسنا متفائلين بما ينتظر تونس وخاصة بعد تكالب القوى عليها من الداخل والخارج».
رفض التعويل على الخارج
واعتبر الطبوبي أن حلول مشاكل تونس لا يمكن أن تكون إلا تونسية خالصة، منبهاً إلى أن«التعويل على الخارج والتحريض على الوطن عواقبه التبعية والهيمنة وخسران القرار الوطني».
وعلى صعيد الوضع الاقتصادي، ذكر الطبوبي أن من بين المؤشرات التي كان قد نبه إليها الاتحاد«استمرار تدني معدل النمو بشكل غير مسبوق» وارتفاع نسب الفقر والبطالة، وحذر من أن ارتفاع المديونية بشكل كبير«ينذر بانهيار وشيك للمالية العمومية».
وأشار إلى أن«إيمان الاتحاد كان عميقاً وصادقاً بحاجة تونس إلى قضاء مستقلّ وعادل يشكّل رُكناً أساسياً للاستقرار ولثقة الداخل والخارج في تونس، ولذلك لم يتردّد في نقد انحراف البعض بهذا المرفق الحيوي وإخضاعه إلى التعليمات والضغوطات والأطماع».
وانتقد الطبوبي الحكومة التونسية التي اعتبرها«بلا رؤية وبلا برنامج ويغلب عليها الارتجال والغموض»، متهماً إياها بأنها تتحرك بنفس آليات الحكومات السابقة المتمثلة في «غياب الشفافية وازدواجية الخطاب».
انتخابات بلا لون ولا طعم
وحذر في كلمته «تعيش البلاد وضعاً متدهوراً على جميع الصعد. وقال«نحن مقدمون على انتخابات بلا لون ولا طعم، جاءت وليدة دستور لم يكن تشاركياً ولا محلّ إجماع وموافقة الأغلبية وصيغ على قانون مُسقط احتوى ثغرات وخلل».
من جهة أخرى، قرر قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية بتونس إحالة ما تسمى «قضية التآمر على أمن الدولة» إلى المحكمة العسكرية، وذلك في منعرج جديد في القضية التي تشمل سياسيين ومسؤولين كباراً سابقين.
وذكرت إذاعة «موزاييك» المحلية أن قرار قاضي التحقيق بإحالة القضية إلى المحكمة العسكرية، جاء استناداً إلى الكشف عن وجود أطراف عسكرية تم الحديث عنها في مراسلات جرت بين عدد من المتهمين في القضية المثيرة للجدل.
وشرعت النيابة العامة، الأسبوع الماضي، في التحقيق مع أكثر من 20 شخصية، من بينهم مسؤولون سابقون وسياسيون وإعلاميون، وذلك بتهم أهمها التخابر والتآمر على أمن الدولة.
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس السبت، أن بلاده لن تتراجع إطلاقاً عن إكمال «الشريط الأمني» على طول حدودها مع سوريا. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن أردوغان قوله: «حتماً سنكمل الشريط الأمني، البالغ عمقه 30 كيلومتراً والذي نقوم بإنشائه على طول حدودنا الجنوبية».
وجاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في حفل افتتاح مجموعة من المشاريع التنموية في ولاية شانلي أورفة (جنوبي تركيا). وأشار أردوغان إلى أن الهجمات التي تتعرض لها تركيا لن تتمكن من ثنيها عن تحقيق هذا الهدف.
وكان ذلك في وقت استأنفت القوات الأمريكية السبت، دورياتها المشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد شمال شرقي سوريا بعد أيام من وقفها عقب تهديدات تركية بشن توغل بري جديد.
وشوهدت دورية مكونة من أربع عربات أمريكية مدرعة وواحدة للقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة تغادر قاعدة أمريكية بالقرب من بلدة الرميلان شمال شرقي محافظة الحسكة. وكانت الدورية تسير باتجاه الشمال الشرقي نحو قاعدة أمريكية أخرى بالقرب من الحدود مع العراق.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الدوريات التي استؤنفت، أمس السبت، لا تهدف لمواجهة مسلحي «داعش»، لكنها ستقتصر على المناطق المحيطة بمخيم مترامي الأطراف يضم عشرات الآلاف من النساء والأطفال المرتبطين ب«داعش» وكذلك السجون التي تحتجز فيها قوات سوريا الديمقراطية آلاف المتطرفين.
ومنذ يومين، أكدت أنقرة أنها طلبت من الولايات المتحدة، الوفاء بالتزاماتها بموجب التفاهمات، المتعلقة بشمالي سوريا، رداً على طلب الأخيرة عدم القيام بالعملية العسكرية المحتملة. وفي الوقت ذاته، تواصلت المفاوضات بين روسيا و«قسد» من أجل التخلي عن بعض مناطق سيطرتها، وإحلال قوات من النظام السوري محلها، في محاولة لإقناع تركيا بالتراجع عن خيار العمل العسكري.
من جانب آخر أفادت مصادر سورية بأن القوات التركية استهدفت بالمدفعية الثقيلة مناطق في محيط منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، أن القصف استهدف الأحياء السكنية في قريتي الصليبي وبير عرب بالريف الغربي لمدينة تل أبيض، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية ببعض المنازل والبنى التحتية. وكانت الحكومة التركية ذكرت، الجمعة، أن نحو 500 مسلح كردي تم «تحييدهم» في هجوم انطلق قبل حوالي أسبوعين شمالي سوريا والعراق.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في ولاية جنق قلعة بغربي البلاد: «تتواصل عملية المخلب - السيف بنجاح كبير...ونتيجة لذلك، تم تحييد 491 إرهابياً».
وتستهدف العملية، التي تدعمها القوات الجوية والمدفعية، وحدات حماية الشعب الكردية، السورية، وحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً في تركيا منذ عقود. وتصنف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية، السورية، وحزب العمال الكردستاني، تنظيمين إرهابيين.
وربطت الحكومة التركية ضرباتها الجوية بهجوم وقع حديثاً في شارع الاستقلال بإسطنبول، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 80 شخصاً.
أثار تأخر «داعش» و«القاعدة» في الإعلان عن اسم «الزعيم الجديد» انتباه خبراء وباحثين؛ خصوصاً أن «داعش» أعلن عن زعيمه الجديد «أبو الحسين الحسيني القرشي» بعد شهر ونصف من مقتل «أبو الحسن الهاشمي القرشي»، بينما لم يحسم «القاعدة» حتى الآن منصب «الزعيم الجديد»، على الرغم من مقتل أيمن الظواهري منذ أكثر من 4 أشهر في كابل.
ووفق مراقبين فإنه «شرعياً غير مسموح بعدم إعلان اسم أي (زعيم جديد) يتولى في (التنظيمات الجهادية)، والفقه الحركي لـ(الجهاديين) يمنع إخفاء نبأ مقتل أي (زعيم) لهم، ووجوب الإعلان عقب الوفاة مباشرة»؛ لكن المراقبين أكدوا أن «هذا لم يحدث مع التنظيمين أخيراً».
ودائماً ما ينظر إلى «داعش» و«القاعدة» باعتبارهما تنظيمين متنافسين على المشهد الجهادي، إذ يشير تقدم أحد التنظيمين على صعيد الإرهاب العالمي، إلى خسارة أكيدة لدى الطرف الآخر، وهو الأمر الذي تكرر مع صعود «داعش» من قبل على حساب «القاعدة»، عندما ضعف الأخير، وفر كثير من عناصره.
ويعتبر الباحث في الحركات الإسلامية بمصر، عمرو عبد المنعم، أن التأخر في إعلان «الزعيمين الجديدين للتنظيمين» أشبه بـ«التخطيط» منهما: «خوفاً من الملاحقات الأمنية؛ خصوصاً أنه عندما يتم الإعلان عن أي قيادة جديدة للتنظيمين يتم تصفيتها خلال 3 أو 4 أشهر، ما يربك المشهد التنظيمي ويؤثر على القواعد، فضلاً عن احتمالية وجود خلافات وانقسامات بشأن اختيار الشخصيات البديلة لـ(الزعامة)».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «التنظيمين منذ أشهر يعانيان عدم وجود شخصية بديلة للشخصيات القيادية التاريخية التي كان لها تأثير في الماضي، والكل كان يسعى داخل التنظيمين ليكون بديلاً للزعيم السابق».
وكان مصدر أمني سوري قد أكد مقتل «أبو الحسن القرشي» في عملية عسكرية للجيش السوري، قبل شهر ونصف شهر في جنوب البلاد، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وأعلن تنظيم «داعش»، الأربعاء، مقتل «أبو الحسن القرشي»، في معارك لم يحدّد تاريخها أو مكانها أو خصمه فيها؛ لكن واشنطن قالت إنه قضى منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في جنوب سوريا.
وخلال الأشهر الماضية، جرى تداول أخبار كثيرة بشأن «أبو الحسن القرشي». واللافت أن «أبو الحسن القرشي» لم يظهر في أي تسجيل صوتي أو مرئي منذ توليه قيادة التنظيم، عقب مقتل «أبو إبراهيم القرشي» خلال غارة جوية على شمال إدلب غرب سوريا في فبراير (شباط) الماضي، ما أثار احتمالات حول عدم وجوده على رأس التنظيم.
في السياق، يشار إلى أنه منذ أغسطس (آب) الماضي، وتنظيم «القاعدة» من دون زعيم، منذ هجوم الطائرات المُسيَّرة الأميركية، والإعلان عن مقتل الظواهري في إحدى الشرفات بالعاصمة الأفغانية كابل. وعلى الرغم من تردد أسماء كثيرة كانت مرشحة لـ«خلافة الظواهري»؛ فإن الاختيار لم يحسم إلى الآن.
وفي عام 2014 ظهرت وثيقة حددت الشخصيات المرشحة لخلافة الظواهري، وتضمنت: أبو الخير المصري، وأبو محمد المصري، ومحمد صلاح زيدان الذي يحمل الاسم الحركي «سيف العدل»، وأبو بصير الوحيشي؛ إلا أن المتغير الذي طرأ على هذه الوثيقة، هو أنه لم يبقَ على قيد الحياة من هذه الأسماء إلا «سيف العدل»؛ لكن هذا لا يعني حسم الأمر له؛ لأنه يقيم في إيران، حسب المراقبين.
ويعد «سيف العدل» من أبرز المرشحين لـ«خلافة الظواهري». ويرجح أنه يبلغ من العمر 60 عاماً تقريباً، وبفضل خبرته العسكرية والإرهابية، يعد تقريباً من قدامى المحاربين في التنظيم الإرهابي الدولي. وصنفه مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي واحداً من أكثر «الإرهابيين» المطلوبين في العالم، بمكافأة تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار. وكانت صورة قد انتشرت لـ«سيف العدل»، في وقت سابق، رجحت معها احتمالية قيادته لـ«القاعدة».
وطرحت خلال الفترة الماضية أسماء أخرى مرشحة لقيادة «القاعدة»، مثل محمد أباتي المكنى «أبو عبد الرحمن المغربي»، وكان الشخصية الأقرب للظواهري، كما أنه كان مسؤولاً عن تأمين اتصالات الظواهري، والإشراف على إرسال الرسائل «المشفرة» إلى القواعد التنظيمية حول العالم، وكذلك كان مسؤولاً عن مؤسسة «السحاب» الإعلامية الخاصة بالتنظيم. وأيضاً خالد باطرفي، زعيم فرع «القاعدة» في شبه جزيرة العرب. وانتقلت الزعامة إليه عقب مقتل قاسم الريمي في غارة أميركية في فبراير عام 2020. وأبو عبيدة يوسف العنابي المعروف باسم «يزيد مبارك»، وهو زعيم «القاعدة في بلاد المغرب». وعمر أحمد ديري، ويعرف باسم «أحمد عمر» أو «أبو عبيد»، وهو زعيم «حركة الشباب» الصومالية. وأبو همام الشامي، أمير تنظيم «حراس الدين» فرع «القاعدة» في سوريا. وأيضاً أبو عبد الكريم المصري.
وعن اختلاف «داعش» و«القاعدة» بشأن توقيت الإعلان عن «الزعيم الجديد». قال عبد المنعم: «بالنسبة لـ(القاعدة)، هو تنظيم له فروع، ويعتمد على اللامركزية في العمل الحركي، وعدم وجود زعيم للتنظيم الأم لأشهر مثل الآن، قد لا يؤثر عليه؛ لأن كل فرع يأخذ قرارته منفرداً؛ لكن (داعش) يأخذ بفكرة (الخلافة) ولا بد من أن تكون هناك (بيعة)، لذا يعلن عن زعيمه سريعاً بقدر المستطاع، وربما تأخر لمدة شهر ونصف شهر في إعلان تولي (أبو الحسين) كما الآن، حتى يتأكد من مقتل (أبو الحسن) ويوفر البديل؛ خصوصاً أن (ديوان الإعلام) في (داعش) معظم قياداته تم استهدافها»، مرجحاً أن يحدث تغيير في بنية «داعش» بشأن تلقي «البيعة»، بأن تكون بالوكالة، وحينها لن يرتبط بأن يعلن عن «الزعيم الجديد» في وقتها عقب استهدافه، وبذلك يسير على نهج «القاعدة» تنظيمياً، وحينها قد تتلاشى الفوارق بين التنظيمين؛ لكن سيحدث الخلاف وقتها بين التنظيمين حول الولاية العامة والخاصة.
وأكد الباحث المصري في الحركات الإسلامية والإرهاب، أحمد سلطان، أن «داعش» يختلف عن «القاعدة» كثيراً في شأن الإعلان عن «الزعيم الجديد»، على الرغم من أن التنظيمين خرجا من رحم «التنظيمات الجهادية»؛ لكن «داعش» لديه نمط يُعلي فيه أكثر من النمط المركزي في القيادة أكثر من «القاعدة»، على الرغم من أن «داعش» قد يفوض الأذرع الخارجية في كثير من التحركات. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «داعش» كان لا بد من أن يُعلن بشكل أسرع من «القاعدة» عن زعيمه الجديد، لتخوفه من أن يتشظى التنظيم، أو تحدث صراعات في الفروع الخارجية، ويخرج زعماء متعددون، كل منهم يدعي أنه الأحق بـ«الخلافة»، وهذا يعني «احتراباً داخلياً، قد يؤدي إلى التفتت وتقسيم التنظيم إلى تنظيمات صغيرة».